دعوة للمباهلة توجهها الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى جميع مكذبيها ومكفريها وبالخصوص إلى أئمة التكفير في باكستان

دعوة للمباهلة توجهها الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى جميع مكذبيها ومكفريها وبالخصوص إلى أئمة التكفير في باكستان

لقد مضى على تأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية مائة عام. ومنذ تأسيسها بأمرٍ من الله تعالى على يد المسيح الموعود ، وهي تُلاقي تكذيبًا وعداءً من مختلف الجهات، وخاصة ممن يُدعونَ بالعلماء في الهند وباكستان.

وقد زادت في الفترة الأخيرة موجة العداء الصارخ ضدها بدعم وتمويل من الحكومة الباكستانية، وخاصة بعد أن قام الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق عام 1984 بإصدار قرارٍ غاشم بحرمان الجماعة الإسلامية الأحمدية من حقها الديني والإنساني للإعلان عن انتمائها إلى دين الإسلام الذي تدين به من الأعماق وعن العقائد الإسلامية التي تعتنقها من الصميم، وحظر أفرادها من النطق بشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ورفع الآذان، وتسمية مساجدهم مساجد، وتسمية أنفسهم مسلمين، مُخالفين بذلك حكم الله الوارد في القرآن الكريم:

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

وتقوم الحكومة بحملةٍ شرسة ضد الجماعة الأحمدية لبثِّ أكاذيب وافتراءات خطيرة ضدها في العالم، مُطلقةً على هذه الجماعة اسم ((القاديانية)) أو ((المرزائية)) متجاهلةً قول الله : وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ .

وتنسب إليها دينا وهميًا لا تؤمن به مطلقًا.

وهناك فئة معينة من العلماء تقوم بمساعدة الرئيس الباكستاني في هذه الحملة المنكرة البالغة الخطورة مساعدةً لم تعد تخفى على أحد.

كما أنَّ قضاة مايسمُّونه “المحكمة الشرعية” أيضًا قد أصبحوا شركاء في هذه الحملة بصورةٍ لا تترك مجالاً للشك، ذلك بالإضافة إلى المسؤولين والممثلين الحكوميين من مختلف الطبقات والمجالات. ونستطيع تقسيم هذه الحملة العالمية المليئة بالكذب والدجل والافتراء إلى قسمين:

القسم الأول: الهجوم العنيف على مؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية بشتّى الأساليب الفظيعة، وتكذيب دعاويها كلها، وتسميته مفتريًا على الله ودجَّالاً وماكرًا، وعزوه إلى معتقدات سخيفة لم يؤمن بها قط.

القسم الثاني: إلصاق تُهم باطلة بجماعته، وإقامة دعاية خطيرة ضدها. حيث ينسبون كل يوم وباستمرار إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية معتقدات لم تؤمن بها أبدًا، كما أنهم يقومون ظلمًا وعدوانًا بحملةٍ شنيعة لتسميم أفكار الناس ضدها داخل وخارج باكستان، برميها وإمامها بتهم ارتكاب جرائم خطيرة جدًا.

لقد طال النقاش والجدال بيننا وبين معارضينا، ولا نرى لهذه المظالم المنصبَّة على جماعتنا من جانب الفريق المخالف حدًا ولا نهاية، ولطالما تمسَّكت جماعتنا بأهداب الصبر من جميع نواحيه، وتحمَّلت كل هذه الاضطهادات المنصبَّة عليها من قبل أعدائها.

وأما فيما يتعلق بتذكير وتحذير هؤلاء الظالمين فقد استخدمنا جميع الوسائل السلمية الممكنة لتذكيرهم، وإقامة الحجّة عليهم، وإنذارهم بالعواقب الوخيمة لأعمالهم الشنيعة، وحذّرناهم بكل وضوح وصراحة بأنّكم لا تظلمون بذلك الجماعة الإسلامية الأحمدية فحسب، وإنما تُسيئون إلى الأمة الإسلامية كلها، وبالخصوص إلى الشعب الباكستاني، إذ تُشركونه في الممارسات الغاشمة ضدنا بالمكر والخداع بطريقٍ مباشر أو غير مباشر، وهكذا تُثيرون غضب الله المنتقم القهَّار.

ولقد أوضحنا لهم مرارًا وتكرارًا وصارحناهم أنَّ كل هذه المصائب والكوارث النازلة على الشعب الباكستاني المقهور في كل يومٍ جديد، إنما تنزل بسببكم أنتم، وأنتم المسئولون عنها. وإنها آية سخط الله المتزايد يومًا بعد يوم.

ولكن للأسف الشديد، لم يردعهم هذا النصح والإنذار، بل زادهم ظلمًا وعدوانًا. وقد بلغ ظلمهم حدًا لا تقدر أن تصبر معه الجماعة الإسلامية الأحمدية أكثر. لذلك فقد قرّرتُ أنا بصفتي إمامًا لهذه الجماعة، بعد فشل طرق التذكير والتنبيه وبعد صبرٍ طويل وتفكيرٍ عميق ودعاءٍ كثير، أن أتحدّى مكذبينا ومكفّرينا المتعمِّدين في الإساءة إلينا، أيًّا كانت صفتهم وطبقتهم، وأُوجّه إليهم دعوة جادة للمباهلة حسب تعليم القرآن الكريم، رافعًا هذه القضية إلى محكمة السماء، داعيًا المولى أن يميز بين الظالمين والمظلومين بإنزال قهره وسخطه على المعتدين.

ونظرًا إلى الأمرين المذكورين فيما سبق، ننشر هذه الدعوة المفتوحة للمباهلة على صورتين، وكل مكذّب ومكفّر لنا حرٌّ في اختيار أي من الصورتين، حتى يتبيّن للناس عامةً وللمسلمين والعلماء والمشائخ خاصةً، والذين ليس لهم معرفة شخصية بالأحمدية، إنما يُعارضونها لِما سمعوا من افتراءات الأعداء علينا. حتى يتبيّن لهم في ضوء ذلك الحكم الذي يحكم به ربُّ السماء من هو الصادق ومن الكاذب.

التحدّي الأول

فيما يتعلّق بموضوع صدق أو كذب حضرة مرزا غلام أحمد القادياني الذي ادَّعى بأنّه المسيح الموعود والمهدي المعهود للأمة المحمَّدية، فإننا لا نحتاج هنا توجيه تحدّي جديد للمباهلة إذ لا يزال هناك تحدٍّ صريح باقٍ إلى الأبد بكلماته عليه الصلاة والسلام. ونحن ندعو سائر مكذّبينا ومكفّرينا إلى قراءة هذا التحدّي بدقةٍ ووعيٍ وإمعانٍ في العواقب في صورة قبولهم له، ثم الإعلان بأنّهم مستعدّون بكل جرأة وانشراح صدر.

وإليكم هذا التحدّي بكلمات المرزا غلام أحمد القادياني . حيث يقول:

“إنَّ كل من يحسبني كذّابًا مفتريًا على الله، ويُكذّبني في دعواي بأنّي أنا المسيح الموعود، ويظنُّ أنَّ كل ما تلقّيته من وحي الله هو مجرّد كذب وافتراء مني، سواءً أكان هذا المكذّب من المسلمين أو من الهندوس أو من الآريين أو من أتباع أي دينٍ آخر، فإنّه حرٌّ، على أي حال، في أن يتحدّاني للمباهلة تحدّيًا مكتوبًا ينشره في بعض الجرائد كإعلان يجيء فيه ما يلي:

(إنني أُقسم بالله العظيم إنني أرى بكامل بصيرتي أنَّ هذا الشخص “ويُصرِّح هنا باسمي أنا” الذي يدَّعي كونه المسيح الموعود هو كاذب، وإنَّ ذلك الوحي المزعوم الذي كتبه ليس بكلام الله تعالى، وإنّما هو افتراءٌ منه. وإنني نتيجةً لتفكيرٍ عميق وبصيرةٍ ثاقبة أعتقد وبيقينٍ تام، أنّه مُفترٍ وكاذبٌ ودجَّال. فيا أيها العزيز القدير! إن كان هذا الشخص عندك صادقًا وليس كاذبًا ولا مفتريًا ولا كافرًا ولا ملحدًا فأنزل عليَّ بسبب تكذيبي وإهانتي له عذابًا شديدًا، وإن لم يكن كذلك فأنزل عليه عقابك وعذّبه عذابًا أليمًا. -آمين-.

وما زال هذا التحدّي قائمًا لمن يريد أن يرى آيةً جديدةً على صدقي.

(حقيقة الوحي – الخزائن الروحانية المجلد 22 ص: 71 -72)

وبما أنّه لا بد الآن من فريق ينوب عن مؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية عليه السلام في هذه المباهلة، فإنني (مرزا طاهر أحمد – إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية) أتقدَّم ومن ورائي جميع أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وأُعلن بانشراح صدر ويقينٍ كامل قبول هذه المباهلة والمسؤولية الخطيرة المترتّبة عنها.

التحدّي الثاني

يحاول جميع مُكذّبي ومكفِّري الجماعة الإسلامية الأحمدية بكل جدٍّ وجهد إقناع الناس والتأكيد لهم بأنَّ معتقدات الجماعة الإسلامية الأحمدية، والتي يُطلقون عليها اسم “القاديانية” أو “المرزائية” هي كمايلي:

(1)

* – إنَّ المرزا غلام أحمد القادياني هو الله.

* – إنه ابن الله.

* – إنه أبو الله.

* – أنّه أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين الكرام بما فيهم سيدنا ومولانا محمد المصطفى .

* – إنَّ وحيه كان أفضل وأشرف من الحديث النبوي الشريف.

* -إنَّ معابدهم ليست بأقلَّ حرمةً وشرفًا من الكعبة المشرَّفة.

* – إنَّ أرض “قاديان” لاتقلُّ حُرمةً من مكة المكرَّمة.

* – إنَّ زيارة “قاديان” سنويًا تغفر الذنوب كلها.

*- إنَّ حضور الاجتماع السنوي بقاديان يُغني عن حج بيت الله الحرام.

فأقول وأُعلن بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية، أنَّ كل هذه التُّهم باطلة تمامًا وأنّها كذبٌ صريح وبُهتانٌ مُبين، لأنَّ جماعتنا لا تؤمن أبدًا بأي من هذه العقائد السخيفة، وأنَّ لعنة الله على الكاذبين.

(ب) – وعلاوةً على هذا فإنّهم يُلصقون بمؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية تُهمًا شنيعةً أخرى، وذلك لخلق الكراهية ضده في قلوب الناس عامةً والمسلمين خاصةً، ومن هذه التُّهم المنكرة مايلي:

* – أنّه كان مُنكرًا لعقيدة (ختم النبوة).

* – أنّه حرَّف القرآن الكريم لفظًا ومعنىً.

* – أنّه ارتكب إثماً كبيرًا بإهانته لروضة النبي ، حيث وصفها خربة متعفّنة تعبث فيها الديدان والحشرات.

* – أنّه أساء إلى الإمام الحسين بن علي رضيَ الله عنهما قائلاً بأنَّ مثل من يمدحه كمثل من يلعب ويعبث بكومة من البراز.

* – أنّه تأثّر من أحوال مدَّعي النبوة الكاذبين فادَّعى لنفسه النبوة.

* – أنّه ألغى الجهاد بأمرٍ من الإنجليز.

* – أنّه أعلن النبوة التشريعيّة، وجاء بشريعةٍ جديدة، وأنَّ هذه الشريعة الجديدة هي كتاب “التذكرة” الذي يساوي القرآن الكريم منزلةً وشرفًا عند الأحمديين.

فأقول وأُعلن بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية، أنَّ كل تهمة من هذه التُّهم السخيفة هي كذبٌ صريح وبُهتانٌ عظيم. وأنَّ لعنة الله على الكاذبين.

(ج) ولتلويث سمعة مؤسِّس هذه الجماعة عليه الصلاة والسلام قد اتّهموه أيضًا بمايلي:

* – أنّه كان مُخادعًا غدَّارًا ماكرًا وخائنًا.

* – أنَّ والده قد طرده من عنده بسبب سرقته الأموال من البيت.

* – أنَّ معظم نبوءاته وإلهاماته المزعومة لم تكن إلا كذبًا وافتراء على الله .

* – أنَّ الإنجليز قد كافأوه بآلاف الفدادين من الأراضي.

  وإنني أُعلن، نيابةً عن الجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم أنَّ كل هذه الأمور باطلة ومحض افتراء. وأنَّ لعنة الله على الكاذبين.

(د) وعلاوةً هذه التُّهم التي رموا بها مؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية، فإنَّ هنالك تُهمًا يُلصقونها بجماعته أيضًا، منها:

* – أنَّ هذه الجماعة هي من غرس الإنجليز.

* – أنّها عدوّةٌ للأمة الإسلامية.

* – أنّها تُشكّل خطرًا على العالم الإسلامي، كخطر السرطان على جسم الإنسان.

* – أنّها حصيلة مؤامرة الإنجليز واليهود على الإسلام.

* – أنّها تعمل لحساب إسرائيل والإنجليز.

* – أنَّها عميلة لأمريكا.

* – أنّها تُقيم علاقات سرية مع روسيا.

* – أن تواجد رجالها في القوات الإسرائيلية لم يعد سرًا فهنالك ست مائة قادياني يخدمون في الجيش الإسرائيلي.

* – أنَّ الإرهابيين القاديانيين يتواجدون في إسرائيل.

* – أنَّ 4 آلاف فدائي قادياني يحصلون على تدريب خاص بألمانيا الغربية.

فأقول، بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم، وأُعلن على الملأ أنَّ كل أمر من هذه الأمور ليس إلا كذبًا وافتراءً وبُهتانًا. وأنَّ لعنة الله على الكاذبين.

(هـ) ويتهمون جماعتنا أيضًا بما يلي:

* – أنَّ كلمة الشهادة التي يشهد بها الأحمديون هي غير الشهادة التي يشهد بها المسلمون.

* – أنَّ الأحمديين حينما ينطقون بشهادة المسلمين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فإنّما ينطقون بها خداعًا ومكرًا، لأنّهم لا يعنون بقولهم “محمد رسول الله” محمد ابن عبد الله ، وإنّما يعنون المرزا غلام أحمد القادياني.

* – أنَّ إلههم ليس ذلك الإله الذي ذكره القرآن الكرم، والذي آمن به محمد رسول الله .

* – أنَّ الملائكة الذين يؤمن بهم الأحمديون هم غير أولئك المذكورين في القرآن والسنة.

* – أنَّ أنبياء القاديانيين أيضًا غير أنبياء المسلمين.

* – أنَّ عبادتهم خلاف عبادة المسلمين.

* – أنَّ حجّهم ليس كحج المسلمين.

وخلاصة القول أنَّ معتقدات القاديانيين مغايرة تمامًا للمعتقدات الإسلامية المذكورة في القرآن والسنة.

فأقول، بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم، وأُعلن على الملأ أنَّ كل تهمة من هذه التُّهم المنكرة، هي كذبٌ صريح وافتراءٌ محض، وأنَّ لعنة الله على الكاذبين.

(و) وفيما يتعلّق بالدعاية الكاذبة الرامية لخلق جو مشحون بالكراهية ضد الأحمديين وخاصةً في باكستان، فإنّهم يتهموننا بما يلي:

* – أنَّ القاديانيين يعتقدون أنَّ باكستان قد تأسست خلافًا لرضى الله تعالى.

* – أنَّ الميرزا بشير الدين محمود أحمد الخليفة الثاني لمؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية كان ينوي القضاء على دولة باكستان وتعهَّد أن يفعل ذلك.

* – أنَّ كل القاديانيين يسعون جاهدين لتحقيق نبأ المرزا محمود أحمد بقيام الهند المتحدة، وذلك بالقضاء على باكستان وضمّها إلى الهند.

* – أنَّ قاتل السيد لياقت علي خان (أول رئيس وزراء في باكستان) كان قاديانيًا.

* – أنَّ القاديانيين لا يزالون يتآمرون لإبادة دولة باكستان مع القوات المعادية لها.

* – أنَّ موجة الاضطراب وعدم الاستقرار السائدة في باكستان حاليًا ليست إلا نتيجة لمؤامرة قاديانية.

* – أنَّ القاديانيين هم وراء الاضطرابات الأخيرة في كراتشي.

* – أنَّ القاديانيين قد أحرقوا المتاجر في كراتشي أثناء حظر التجول.

* – أنَّ حادث الإشتباك الذي وقع بين الديوبنديين والبريلويين في المسجد الملكي بلاهور كان من مؤامرة القاديانيين.

* – أنَّ القاديانيين قد خططوا لقتل خمس مائة عالم مسلم.

* – أنَّ للقاديانيين ضلعًا في جميع ما يقع في البلاد من نشاطات إرهابية، ومن انفجارات وتخريب وفتن مذهبية وطائفية وغيرها.

* – أنَّ انفجار الصواريخ في معسكر “أوجرى” للذخيرة بإسلام آباد كان من تخطيط الضباط القاديانيين.

* – أنَّ القاديانيين قد قاموا بالفرار من منطقة الانفجار قبل وقوعه بيومين.

* – أنَّ هناك أسلحة روسية بكميات ضخمة في “ربوة” مركزهم الرئيسي.

* – أنَّ القاديانيين يقومون بتدريب شبانهم على الأسلحة الروسية في “ربوة” وذلك للقيام بنشاطات إرهابية.

فأقول، بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم، وأُعلن على الملأ، أنَّ سائر هذه التُّهم من أولها إلى آخرها باطلة تمامًا، ولا تمتُّ إلى الحقيقة بأية صلة. وأنَّ لعنة الله على الكاذبين.

(ز) وهناك دعاية شنيعة ضد الإمام الحالي للجماعة الإسلامية الأحمدية (أعني ضدي أنا) والاتهامات كما يلي:

* – أنَّ له يدًا في خطف وقتل شخص يسمّى أسلم قُريشي.

* – أنّه قد أصبح أداة سهلة في أيدي الحكومات المعادية للإسلام.

* – أنّه فرَّ بأهله وأولاده هاربًا من باكستان باسم وبجواز سفر مزوّرين.

* – أنّه التقى بالسفير الروسي، في لندن ساعات طويلة.

* – أنّه قام بزيارة إسرائيل مع الدكتور عبد السلام، العالم الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء.

فأقول، بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم، وأُعلن أنَّ كل هذه التُّهم السخيفة باطلة من أولها إلى آخرها. وأنَّ لعنة الله على الكاذبين.

هذا ويمكن لأي واحد أن يتساءل، إذا كان أعداء “الأحمدية” كاذبين فيما اتهموها به، وأنَّ الأحمدية ليست كما وصفها معارضوها، فما هي إذن معتقدات الأحمديين حسب دعواهم.

فإنني بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية أُجيب على هذا السؤال الهام بكلمات حضرة المرزا غلام أحمد القادياني ، التي تُلقي الكثير من الضوء على معتقداتنا نحن الأحمديين. واتحدّى أعداء الأحمدية مرةً أخرى وبكل صراحة وجرأة بأنَّهم إذا كانوا يظنون أننا نحن الأحمديين لا نؤمن بالمعتقدات المذكورة فيما يلي، فعليهم أن يُعلنوا تكذيبهم لنا في ذلك إعلانًا واضحًا وصريحًا، وليقولوا لعنة الله على الكاذبين.

يُعلن مؤسِّس الأحمدية المرزا غلام أحمد القادياني عن معتقداته قائلاً:

“إننا نؤمن بأنَّ لا إله إلا الله وأنَّ سيدنا محمدًا المصطفى رسوله وخاتم النبيين. كما نؤمن أنَّ الملائكة حقّ ويوم البعث حقّ ويوم الحساب حقّ، والجنة حق وجهنم حق، ونؤمن أنَّ ما ذكره الله في القرآن الكريم وما بيّنه نبيّنا من الأمور التي ذكرتها آنفًا، كله حقّ، كما نؤمن أنّه من ينقص ذرّة من الشريعة الإسلامية أو يدعو إلى ترك الفرائض أو إلى الإباحية فإنه ليس بمؤمن، بل هو ضالٌ خارجٌ عن الإسلام.

وننصح جماعتنا أن يؤمنوا، صادقي النية، بشهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وأن لا يموتوا إلا على نفس هذه الشهادة، وأن يؤمنوا بسائر الأنبياء وجميع الكتب التي صدَّقها القرآن الكريم. وأن يقوموا بكل ما أمر الله به ورسوله منم فرائض، صوم وصلاة وزكاة وحج، (وهم يعلمون أنَّها فرائض). وأن ينتهوا عن كل ما نهى الله عنه ورسوله (وهم يعلمون أنّها منهيّات).

وخلاصة القول أنّه لا بد لنا من الإيمان بكل ما أجمع عليه السلف الصالح من أهل السُنّة، من حيث العمل والاعتقاد.

ونحن نُشهد السماوات والأرض على أنَّ هذا هو ديننا.

(أيام الصلح – الطبعة ص 86 -87 الخزائن الروحانية الجزء 14 ص 323)

ويقول أيضًا:

“إنني أنظر دائمًا إلى هذا النبي، محمد عليه ألف صلاة الله وسلامه، نظرة استغرابٍ وإعجاب. ما أعظم هذا النبي وما أرفع شأنه. إنّ مكانته لأرفع وأسمى من أن يُدركها الإنسان وإنَّ تأثيره القُدسي أكبر وأكثر من أن يقيسه القياس. ولكن للأسف كل الأسف أنَّ الناس ما عرفوه وما قدروه حقّ قدره. إنّه هو البطل الذي جاء من جديد بذلك التوحيد الذي كان انعدم من الدنيا. لقد وصل في حبّه لربّه إلى أقصى الحدود، وكاد يُهلك نفسه شفقةً وعطفًا على بني جنسه، ومن أجل ذلك قد فضّله الله العليم على سائر الأنبياء، وعلى الأولين والآخرين كلهم.إنّه، ، منبع كل فيض. ومن ادَّعى بأية فضيلة أو خير من غير الاعتراف أنَّها تمّت بواسطة النبي فليس هو بالإنسان، وإنّما هو من ذريّة الشيطان. لأنّه قد أُعطيَ مفتاحًا لكل خير وكنزًا لكل معرفة. والذي لا يستطيع أن ينال شيئًا عن طريقه فهو محرومٌ أزلي. من نحن وما هي حقيقتنا؟ إننا سنكون من الكافرين بنعمة الله إن لم نعترف بأنَّ التوحيد الحقيقي إنّما وجدناه عن طريق هذا النبي، وإنَّ معرفة الإله الحي إنّما حصلت لنا بواسطة هذا النبي الكامل وبنوره، ولم نتشرَّف بمكالمة الله ومحادثته التي نحظى من خلالها برؤيته إلا بفضل هذا النبي العظيم.”

(حقيقة الوحي–الطبعة الأولى ص: 115 – 116 والخزائن الروحانية المجلد: 22 ص: 118 – 119)

هذه هي عقائد الأحمديين، وهذا هو دينهم، وهذا هو المقام الحقيقي لمؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية. وكل من يجرؤ وينسبنا إلى أي دين آخر فإنّه كاذبٌ مفترٍ وظالم. وإنني بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم أدعو كل من لا يكف عن الموقف العدواني ضدنا، رغم قراءة هذه الكلمات الصريحة الواضحة المعنى، ولا يرتدع عن الافتراء علينا، سواء أكان من رجال الحكومة الباكستانية أو الحكومات الأخرى، من رابطة العالم الإسلامي أو من علماء طائفة أخرى، من الشخصيات السياسية أو غير السياسية، أيًا كانت صفته وجماعته، أدعوه لأن يتقدَّم ويقبل مني هذا التحدّي للمباهلة، وليشترك معي في الدعاء التالي مشركًا فيه أهله وأولاده رجالاً ونساءً وكل أنصاره وأتباعه، ويوقع على ورقة المباهلة بصفته زعيمًا لفريقٍ مخالف، ثم يعلن ويُذيع هذا الأمر بكل طريقٍ ممكن. وكلمات المباهلة هي كما يلي:

“أيها القادر القوي، عالم الغيب والشهادة، إننا نبتهل إليك ربنا، بعزّة وجهك وبجبروتك وعظمتك وجلالك وغيرتك، وندعو أن تُنزل على الفريق الذي هو صادق عندك فيما ذكر من الدعوى رحمةً بعد رحمة في هذه الدنيا والآخرة، وأن تُنجيه من المصائب وتُظهر صدقه للعالمين. وتُبارك فيه بركةً تلو البركة. وتُطهِّر مجتمعه من كل فساد وسوءٍ وشر. وترزق أهله الصلاح والعفاف والتقوى صغارًا وكبارًا رجالاً ونساءً، وتزيدهم حبًا وقربًا منك يومًا بعد يوم بحيث يتضح للناس جليًا أنّك معهم تؤيّدهم وتنصرهم، وتُدرك الدنيا جيدًا من خلال أعمالهم وخصالهم وقيامهم وقعودهم وأساليب حياتهم أنهم هم حزب الله، لا حزب الشيطان، وأنّهم ليسوا من أعداء الله.

كما نتضرَّع إليك ربنا ونبتهل أن تُنزل على الفريق الكاذب المفتري منا غضبك وقهرك في حدود سنة واحدة، وتكتب لهم الخزي والذلّة والهوان. وتأخذهم بعذابٍ أليم. وتسحقهم بعذابٍ شديد. وتُنزل عليهم المصائب تلو المصائب، وتُسلِّط عليهم الآفات تلو الآفات إلى أن يظهر للعالم جليًا بأنه لا دخل لعداوة الإنسان وبغضبه في نزول هذه الكوارث، وإنّما يد قدرة الله وغيرته وسخطه هي التي وراء كل هذه العجائب. نعم عاقب فريق الكاذبين عقابًا لا يدع مجالاً لإمكانية أي خداعٍ أو مكرٍ من أي من الفريقين المشتركين في المباهلة، حتى يظهر بجلاءٍ ووضوح أنَّ هذا العذاب هو من غضبك وسخطك أنت، الذي جاء ليميز بين الصادق والكاذب ويفرّق بين الحقّ والباطل، ذلك لكيلا يبقى الأمر مشتبهًا به على كل قلب أودعه الله نعمة التقوى، وعلى كل عين تبحث عن الحق بخلوص النية، وليظهر لأهل البصيرة عيانًا من الصادق الذي هو مع الحق والحق معه، ولتستبين سبيل المجرمين.

آمين يا رب العالمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك