ركن تعليم الإسلام

ركن تعليم الإسلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد خصَّصنا هذا الركن من “التقوى” من أجل تعليم الناشئة أصول الدين والأمور الأساسية التي يجدر بنا جميعًا أن نُلمّ بها إلمامًا جيدًا. والله نسأل أن يُساهم هذا الركن في توعية جيلنا الصاعد حتى يتفقَّهوا في أمور دينهم. والله ولي التوفيق.      (الإدارة)

الصلاة:

إنَّ الله خلق الإنسان وهيّأ له كل الضروريات لراحته فقد رزقه الطعام ليأكله، والثياب ليلبسها، يريد منا أن نشكره على ذلك. وأن نُقدّر جميع أنعُمه ونعبده كما جاء في القرآن المجيد قوله تعالى

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

أي أنَّ الغرض من خلق الإنسان هو عبادة الله الخالق. فقد خلق كل الأشياء من أجل الإنسان وخلق الإنسان فقط لعبادة الله.

إنَّ أعلى درجات العبادة هي الصلاة، والصلاة هي معراج المؤمنين، أي أنها وسيلة لترقيتهم فبواسطة الصلاة تستطيعون أن تصلوا إلى أي درجةٍ تريدون لأنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتُطهّر قلب الإنسان وتميط عنه درن الرجس وتحفظه من جميع أنواع المعاصي والآثام، فكلُّ مؤمن يؤدّي الصلاة بصدق القلب وخشوعٍ تام يهبه الله الطهارة والصلاح والعزة.

ويُنعم عليه بالقرب منه وقد جاء عن المصلين قوله تعالى

أُولَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ .

ماهي الصلاة:

الصلاة هي ذكر الله وتسبيحه وتحميده وتقديسه واستغفاره ويدعوا العبد فيها ربه بكل خشوعٍ وخضوع طالبًا رحمته وفضله. فعندما تقومون للصلاة يجب عليكم أن تقفوا بكل أدب وأن تستحضروا في أذهانكم أنكم بين يدي الله تعالى وكأنكم ترونه أو على الأقل تعلموا أنه هو يراكم. وليكن توجُّهكم في الصلاة خالصًا لله تعالى ولا تلتفتوا إلى تخيُّلاتٍ أخرى وكلما تؤدّون من دعاء اجعلوه في صلاتكم والذي لا يقوم منكم بالعمل وفق شروط الصلاة لا تُحتسب صلاته. والذي لا يعي ما يقول في الصلاة لا تكون صلاته مقبولة. لذلك عليكم أن تُصلّوا بكل انتباهٍ ووعي كما أمرنا الله تعالى حتى تحصلوا على قرب الله وتكونوا من عباده الصالحين المطهَّرين من الأرجاس وتحصل لكم من نعماء الدنيا والدين ويرضى عنكم الله فليس أفضل لنا من رضى الرب شيءٌ أبدًا.

شروط الصلاة:

إنَّ لأداء الصلاة خمسة شروط هي:

  1. الطهارة
  2. ستر العورة
  3. الوقف
  4. التوجّه إلى القبلة
  5. نية الصلاة

الطهارة:

طهارة البدن: على كل من ذهب للبول أو البراز الاستنجاء أي تنظيف مكان خروج البول والبراز بالماء. بيده اليسرى وليس باليمنى وإن لم يوجد الماء فيمكنه الاستنجاء بالحجر أو بشيءٍ آخر (عدا أن يكون روث الحيوان أو عظام) ثم عليه تنظيف يده بالتراب وبعد ذلك يتوضأ أما إذا كان جُنبًا أو كانت المرأة حائضًا فعليهم الاغتسال أولاً.

وطريقة الاغتسال هي كمايلي، الاستنجاء أولاً ثم الوضوء ثم سكب الماء على الرأس ثلاثًا حتى يتبلّل الجسد كله (سكب الماء ثلاثًا من السنّة) بشرط أن لا يبقى من الجسم أي حصة غير رطبة. ومن المستحسن الاغتسال في مكان من وراء حجاب وأن تلف قطعة قماش تستُّرًا.

وأما طريقة الوضوء فهي كمايلي: أولاً البسملة أي قول بسم الله الرحمن الرحيم ثم غسل اليدين إلى الرسغين ثلاثًا.  ثم التمضمض ثلاثًا ثم الاستنشاق ثلاثًا حتى ينظف الأنف جيدًا. ثم غسل اليدين إلى المرفقين ثلاثًا، ثم مسح الرأس بكلتا اليدين من الأمام حتى الخلف ومن الخلف إلى الأمام مرةً، ثم مسح الأذنين والرقبة مرة ثم غسل الرجلين إلى الكعبين ثلاثًا ابتداءً باليمين. وإذا كنت تلبس جرابًا قد لبسته بعد وضوءٍ سابق فيكفي أن تمسح عليه. وطريقة المسح هي أن تُبلّل أصابع يديك ثم تمسح بها رجليك ابتداءً من الأصابع إلى الكعب.

إنَّ الإجازة للمسح للمقيم مدة يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام وليالي ثم عليه خلع الجراب وغسل الرجلين. أما إذا كان المرء بمكان ويكون الماء فيه غير صالح للوضوء أو أنَّ الماء يضرُّ بالمكان الذي يستعمل فيه فالمسح واجب.

وإذا كان الجراب ممزقًا إلى درجة أنك ترى مقدار ثلاثة أصابع من الرجل فالمسح عليه ممنوع وبعد تكميل الوضوء عليكم أن تشهدوا وتدعوا بالدعاء التالي:

(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهِّرين).

إنَّ غسل الأعضاء ثلاثًا في الوضوء سُنّة ومرة واحدة فرض. أما إذا انتقض الوضوء فعليكم الوضوء مرة ثانية.

نواقض الوضوء: 1. التبول.    2. التبرز.   3. إخراج الريح.   4. النوم.   5. الغيبوبة  6. خروج الدم.

في حال خروج أو حدوث أحد هذه المنقضات الستة ينقض ويبطل الوضوء.

إذا لم يتيسّر الماء الكافي للوضوء أو باستعمال الماء يزداد مرض الرجل أو يُحدث الماء له مرضًا معينًا أو أنه تعذّر على المرء الحصول على الماء أو أنَّ الماء وقع في قبضة العدو فيجوز لنا التيمُّم عوضًا عن الوضوء.

طريقة التيمُّم: أن يضع المرء يديه على ترابٍ نظيف ثم يمسح به على وجهه ثم يضرب مرةً أخرى ويمسح به يديه إلى المرفقين فالتيمُّم يقوم مقام الوضوء فإذا حضر الماء بطُلَ التيمُّم ومنقضات التيمُّم هي نفس مُنقضات الوضوء.

علاوةً على التيمُّم بالتراب يمكننا التيمُّم بالرمل والحجر وغيره.

طهارة اللباس:

إنَّ الغاية من طهارة اللباس هي أن لا يكون قد وقع عليه بول أو غيره من النجاسة أو الدم. فإذا توسّخت الثياب ببول أو براز أو غيره يجب غسلها بالماء. وإذا لم يكن هنالك ماء لغسلها أو أي وسيلة أخرى لتنظيفها يؤذن لكم الصلاة بها وسخة. إذا لم توجد عندكم ثيابٌ قط فصلّوا قعودًا واجعلوا ركوعكم وسجودكم بالإشارة.

طهارة المصلّى:

يجب على مكان الصلاة أن يكون طاهرًا ونظيفًا، ويجوز أيضًا أن تُصلّي في مكان اختفت فيه آثار نجاسةٍ كانت عليه. كما يجوز لنا الصلاة في حظيرة الغنم أما الأماكن التي علينا أن نجتنب الصلاة فيها فهي حظيرة الإبل. الحمّام والمقبرة وعند روث الدواب وفي المذبح وفي الشارع وفوق الكعبة بيت الله الشريف.

القِبـــلَة:

من شروط الصلاة استقبال القبلة لكن إن كان في حالة خوف من عدو أو غيره فيجوز لنا الصلاة في أي اتجاهٍ كان. وإذا كان ليل مظلم ولم نتبيّن موضع القبلة فيجوز لنا الصلاة نحو أي جهة يطمئن لها القلب فإذا تبيّن لنا بعد الصلاة أننا صلّينا باتجاه غير القبلة فلا حاجة لأن نُعيد الصلاة أما إذا أدركنا خلال الصلاة الاتجاه الصحيح للقبلة فعلينا أن نُغيّر اتجاهنا ونتجه نحو القبلة.

النيّـــة:

من الضروري لنا أن ننوي قبل الصلاة في قلوبنا نوع الصلاة التي سنقوم بأدائها أي وقتٍ كان فجرًا أم ظهرًا أو كانت فرضًا أم سنّة أم نفلاً.

الستر:

من المفروض على كل رجل وقت الصلاة أن يستر جسمه من الخصر إلى الركبة وإذا كانت كتفاه الاثنان مكشوفتان فصلاته مكروهة. وعلى المرأة أن تُغطّي كل جسمها ما عدا الوجه واليدين إلى المرفقين والرِجلين إلى الكعبين.

الآذان:

عندما يحين وقت الصلاة يُعلن في المساجد الآذان للصلاة والآذان للصلاة سُنّة ويجب على المؤذّن أن يستقبل القبلة عند الآذان واضعًا أصابعه بأذنيه ويُكبّر أي يُنادي الله أكبر -أربع مرات- ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله -مرتان- وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله -مرتان- ثم يحوّل وجهه جهة اليمين ويُنادي حيَّ على الصلاة -مرتان- ثم يحوّل وجهه جهة اليسار ويُنادي حيَّ على الفلاح -مرتان- ثم يستقبل القبلة ويُنادي الله أكبر -مرتان- ثم لا إله إلا الله -مرة واحدة- وبهذا يختتم الآذان. ولكن في آذان الفجر علينا بعد قول حيَّ على الفلاح أن نستقبل القبلة وننادي (الصلاةُ خيرٌ من النوم) -مرتان-.

ويجب على المؤذّن أن يكون متوضّأً. وعلى كل شخص يسمع الآذان أن يُردّد نفس الألفاظ التي يسمعها ولكن عند قول المؤذّن حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح على المستمع أن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وعند اختتام الآذان علينا الدعاء التالي: اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامة والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنّك لا تُخلف الميعاد.

الإقامة:

عندما يحين موعد الصلاة، ويقف الإمام على المصلّى، علينا أن نقف متراصين مستقيمين في الصفوف، فإنَّ تسوية الصفوف من إقامة الصلاة، ومتممة لها. ولقد اهتم رسولنا الكريم في تسوية الصفوف، ونبّهنا على أهميتها. فبعد تسوية الصفوف على المؤذن إقامة الصلاة بعد إذن المؤذن. وكلمات الإقامة كما يلي:

(الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله).

طريقة الصلاة. (نقلاً عن فتاوي أحمدية)

عندما يقف الإنسان للصلاة، عليه أن يستقبل القبلة ويرفع يديه قائلاً الله أكبر حتى تصل أصابع يديه إلى أذنيه، ثم يضع يديه على صدره، اليد اليمنى على اليد اليسرى ثم يقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من الذنوب كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرَد. أو يقول ما يلي:

سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدُّكَ ولا إله غيرك. ثم يقول (التعوّذ): أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يقرأ (البسملة): (بسم الله الرحمن الرحيم)، وبعدها سورة الفاتحة:

الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ . (آمين).

ثم يقرأ أي سورة من القرآن الكريم، مثلاً:

قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ * اللَّـهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ

أو يقرأ ما شاء من آياتٍ أخرى. ثم يركع قائلاً: الله أكبر، واضعًا يديه على ركبتيه بحيث يكون الرأس بمستوى البطن، ثم يقول: سبحان ربي العظيم، ثلاث مرات (أو أكثر إن شاء). ثم يستوي قائلاً: سمع الله لمن حمده، وعندما يستقم يقل، ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. ثم يسجد قائلاً: الله أكبر، فتقع أركابه على الأرض أولاً ثم يديه ورأسه، حتى تلمس جبهته وأنفه الأرض، فيقول، سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات (أو أكثر إن شاء ويمكنه الدعاء بألفاظه، قراءة آيات القرآن في الركوع والسجود غير مسموحة). وفي حالة السجود تكون كفّي الرجلين قائمتان والأصابع باتجاه القبلة ويكون الرأس بين اليدين، ولا يضع الكوع على الأرض. ثم يرفع رأسه من السجدة قائلاً: الله أكبر، قاعدًا واضعًا يديه على ركبتيه، ثم يقول، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارفعني وارزقني (وأي دعاء يريد). ثم يسجد مرةً ثانية قائلاً: الله أكبر ويفعل كما فعل في السجدة الأولى قائلاً سبحان ربي الأعلى ثلاثًا. ثم يقف قائلاً: الله أكبر، ولا حاجة في الركعة الثانية من قراءة سبحانك اللهم.. وأعوذ بالله.. ثم عليه أن يقرأ كما قرأ في الركعة الأولى، الفاتحة وما تيسّر من آيات الذكر الحكيم، ثم يقول نفس ما قال في الركوع والسجود والقعود. وبعد السجدة الثانية من الركعة الثانية عليه أن يقعد بحيث تكون قدمه اليمنى قائمة والأصابع باتجاه القبلة، واليسرى مفروشة وكلتا كفيه على الركبتين ثم يقرأ (التشهُّد) كما يلي: “التحيّات لله والصلوات والطيّبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أنَّ لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله”. عند التشهُّد يرفع شاهد اليد اليمنى، وبعد التشهُّد يصلّي على الرسول قائلاً: اللهُّم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد”. وبعد هذا يدعو ما يشاء من الأدعية المأثورة أو أدعية أخرى، مثلاً: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار، ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذرّيتي، ربنا وتقبَّل دعاء. ربّنا اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب”. وبعد الانتهاء من قراءة التحيّات يحوّل وجهه نحو اليمين قائلاً: السلام عليكم ورحمة الله، ثم نحو الشمال قائلاً: السلام عليكم ورحمة الله. وهكذا تكون الصلاة قد ابتدأت بتكبيرة التحريم “الله أكبر” وانتهت بالتسليم “السلام عليكم ورحمة الله” الله الأول والآخر.

وإذا كان الفرض ثلاث ركعات أو أربع، يجب الوقوف بعد التشهُّد فتقرأ سورة الفاتحة فقط، أما في الوتر والسُنّة فيُقرأ بعد الفاتحة ما تيسَّر من القرآن الكريم، ثم يركع ويسجد ويتشهَّد ويدعو إلى انتهاء الصلاة.

دعاء بعد صلاة الفرض كما يلي: “اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام” ثم يقرأ “سبحان الله” ثلاثًا وثلاثين مرة و”الحمد لله” 33 مرة و”الله أكبر” 34 مرة.

صلاة الجماعة

إنَّ صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، وقد حثّنا الرسول الكريم على الصلاة في الجماعة وخاصةً الفجر والعشاء، وقد حذّر تاركي صلاة الجماعة، وقد جاء في الحديث الشريف أنَّ الرسول كان يأمر الناس بالصلاة، حتى إذا قامت تخلّف إلى بيوتٍ لم يلبِّ رجالها النداء فيحرقها عليهم، ولكن الرسول قال إنّه لم يفعل ذلك لعلمه بوجود النساء والأطفال في تلك البيوت.

أما طريقة أداء الصلاة في الجماعة فهو كما يلي: عندما يقوم الإمام ويُقيم المؤذِّن الصلاة، فعلى المصلين تسوية صفوفهم، وعندما يُكبِّر الإمام تكبيرة الإحرام يقوم المقتدون بالتكبير بعده على مهل ثم يقولون: سبحانك اللهم إلى آخر هذا الدعاء، ثم يقولون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، وعندما يقرأ الإمام سورة الفاتحة على المقتدين أن يُردِّدوا في قلوبهم ما يقرأ الإمام، وعندما يقرأ الإمام ما تيسَّر من القرآن الكريم على المقتدين أن يستمعوا لتلاوته صامتين خاشعين، وعندما يركع الإمام مكبّرًا الله أكبر على المقتدين أن يفعلوا كما فعل الإمام، وعندما يرفع الإمام رأسه من الركوع قائلاً: سمع الله لمن حمده، على المقتدين أن يقولوا: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. وعندما يسجد الإمام مكبِّرًا يكبّر كذلك المقتدون ويسجدون قائلين: سبحان ربيَّ الأعلى. وهكذا يفعل المقتدون ما يفعل الإمام، وفي الركعة الثانية بعد السجدة الأخيرة يقرأون التحيّات والتشهُّد والأدعية المأثورة، وعندما يُسلّم الإمام يُسلّم معه المقتدون. وإذا أخطأ الإمام في الصلاة على الذين من خلفه أن يقولوا سبحان الله فيُنبِّهوه على سهوه، وإذا أخطأ في قراءة القرآن يُصحِّحونه، فإذا سجد الإمام سجدة السهو يجب على المقتدين الاقتداء به. وإذا حضر أحدكم الصلاة وهي قائمة فعليه أن يقوم بعد التسليم ويُتمّم عدد ركعات الصلاة، فإذا حضر الصلاة عند الركوع تعدُّ له ركعةً كاملة.

أمورٌ تخصُّ الإمام

على المقتدين انتخاب إمام لهم يكون أكثرهم علمًا بأمور الشريعة، وإذا كان بعضهم في العلم سواء فأحسنهم تلاوةً للقرآن، وإذا كان بعضهم في حُسن التلاوة سواء فأكثرهم احتراسًا من الأخطاء، فإن كانوا فيه سواء فأكبرهم سنًّا.

وعلى الإمام أن لا يجهر في قراءته عند القيام في صلاة الظهر والعصر والركعة الثالثة من صلاة المغرب والركعتان الأخيرتان من صلاة العشاء. وأن يجهر في قراءته في صلاة الفجر والركعتان الأوليان من المغرب والعشاء.

على الإمام أن لا يُطيل في الصلاة لأنَّ من المقتدين أطفالاً ومسنّين وضعفاء ومرضى وأصحاب حاجة.

وإذا كان المقتدي رجلاً واحدًا فعليه أن يقف على يمين الإمام وإذا حضر مقتدٍ آخر على الإمام أن يتقدَّم إلى الأمام.

ويجوز للنساء أن يُصلّين جماعةً أيضًا بشرط أن تكون المرأة التي تُؤمُّهنَّ في وسط الصف الأول. وإذا كره الناس إمامًا فعليه أن لا يبقى إمامًا لهم.

 

Share via
تابعونا على الفايس بوك