مسجد بيت الفتوح... صرح إيماني عظيم يفتتح به سجل مجيد

مسجد بيت الفتوح… صرح إيماني عظيم يفتتح به سجل مجيد

التحرير

لا شك أنها لفرحة غامرة لنا وللمؤمنين جميعًا بأن نرى أكبر مسجد في غرب أوروبا يرفع فيه الآذان وتقام فيه الصلاة. ويفتتح “بيت الفتوح” بعد سنوات من الكد والجهد والتضحيات من أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية الذين بنوا هذا الصرح الإسلامي الشامخ. ولايسعنا إلا أن نخر لله تعالى ساجدين شاكرين حامدين لفضله ونعمته بأن شرفنا بهذا الشرف العظيم. نحمده تعالى أن جعلنا حملة لواء الإسلام وجعلنا بناة بيوته المطهرة للعاكفين وللركع السجود، وجعل لنا قصب السبق في هذا المضمار. فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا. نحمده ونصلي ونسلم على حبيبنا وسيدنا ومولانا محمد المصطفى وعلى آله الأبرار وصحبه الأخيار، وجعلنا الله تعالى ممن يسيرون على هديه ويتبعون سنته.

ولقد كان أن واكب هذا الحدث العظيم وسائل الإعلام المختلفة، وكان من مميزاته تغطيته من بعض وسائل الإعلام العربية بعد أن اعتادت على التعتيم أو عدم الاكتراث تجاه نشاط جماعتنا وجهادها منقطع النظير في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه الحنيف. ولربما كان الحدث أكبر من أن يتجاهلوه، فقد طبق هذا النبأ الآفاق وضجت به الدنيا بأسرها. فهذا المسجد يحمل سمات جعلت من افتتاحه حدثًا عالميًا هامًّا، فهو ليس كأي مسجد ضخم يبنى في البلاد الإسلامية، بل هو أكبر مسجد في غرب أوروبا معقل النصرانية التاريخي، والصحافة لا يمكنها أن تفوت خبرًا بهذا الحجم وتلك الأهمية وتتجاهله .ولم يَفُتْ أعداءَ الجماعة الإسلامية الأحمدية هذا الحدث فاتخذوه كعادتهم مناسبة لتجديد الهجوم عليها، فمنهم من وصفه بمسجد “ضرار” ومنهم من أفتى بحرمة دخوله على المسلمين، ومنهم من اعتبره وصمة عار على جبين الأمة الاسلامية!!.

فقد بدأ العقلاء يرون ببصرهم وبصيرتهم ما تقوم به هذه الجماعة المباركة في سبيل الله تعالى، فما مصلحة الغرب في بناء المساجد وترجمة القرآن الكريم الى كل لغات الأرض وتحول الناس إلى الإسلام؟!… وأي خدمة تقدمها الجماعة للغرب من خلال عملها في سبيل الله؟ إلا أن ما نقوم به إنما هو جهاد في سبيل الله وعمل لأجل وجهه الكريم راجين منه القبول

وكرروا مجددًا تهمهم الباطلة للجماعة ودعواهم التي يخرجونها بها من دائرة الإسلام. ولكن، بفضل الله وبرحمته، كان صوت المعارضين خافتًا باهتًا هذه المرة، ومال الرأي العام الإسلامي بشكل عام، وكذلك الإعلام المتحرر من سيطرة المشايخ في البلاد العربية، إلى اعتبار المسجد أحد الإنجازات الإسلامية وأحد النقاط المضيئة في حاضر مثحن بالهزائم والانتكاسات. وكان من الجميل أن كثيرًا من وسائل الإعلام العربية أشادت بجهود الجماعة دون أن تعبأ كثيرا برأي المخالفين وما يسوقونه من افتراءات عديدة عليها. ولقد شعرنا نحن المسلمين الأحمديين بنشوة النصر والفتح المبين وحمدنا الله كثيرا. فها هي إنجازات جماعتنا تقدم أدلة ملموسة تؤكد على دعوانا ودعوتنا إلى الإيمان بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبنبينا محمد خاتما للنبيين. وها هي تشد أزرنا وتقوي صوتنا وعزيمتنا في الجهاد والتبشير بالإسلام. فلطالما شكك المشككون في جهادنا وعملنا وفي الأرقام والاحصائيات التي نعلنها وظنوا أنها -والعياذ بالله- محض افتراء. ولشدة ما رأيناه من فضل الله علينا ونعمته إبان افتتاح مسجد “بيت الفتوح” تمنى كل أحمدي ساهم في بناء هذا المسجد لو أنه قدم أضعاف أضعاف ما قدمه. حيث كان فضل الله تعالى ونعمه وكرمه أكبر كثيرا من تضحياتنا وفوق توقعاتنا والحمد لله رب العالمين. وخشعت القلوب للرحمن وتعاظم الحمد في النفوس. وفرحنا بهذا الفتح آملين ان يكون هذا المسجد أول الفتوحات الكبيرة وبداية سجل مجيد حافل بفتوح عظيمة للإسلام على أيدي هذه الجماعة المتواضعة إن شاء الله تعالى. أما من اختار أن يكون في صف المعارضين من وسائل الإعلام فقد سقط سقوطا ذريعا وفشل في حجب هذا الفتح عن الأعين والقلوب. فاجترّت تلك الوسائل ما يتكرر من ادعاءات سخيفة، منها ما يشكك في طبيعة صلاتنا التي هي الصلاة الإسلامية وفي قبلتنا التي هي قبلة المسلمين جميعا، وينفون أننا نسمي مساجدنا مساجد أصلاً وإنما هي بيوت عبادة نمارس فيها طقوسا بزعمهم. وأننا إنما ندعي بأننا مسلمون لكي نخدع عامة المسلمين!..بينما يقف المسجد شاهدًا على بطلان هذه الفرية. فكان المسجد برهانا على كذب من يكذبون علينا وتبيانا للحق المبين للطالبين. ولعل من أسباب الرعب الذي أصاب المعارضين من هذا المسجد المبارك هو إدراكهم بأنه بداية لتاريخ جديد من الفتوح العظيمة بإذن الله كما يوحي اسمه، فلقد علموا بأن معلمًا كهذا، إضافة إلى أنه سيجمع المسلمين الأحمديين في صلاتهم وسيشهد المجتمع على مكانهم ومكانتهم، فهو كذلك سيستقطب المسلمين في الغرب وغيرهم من الغربيين كي يزوروه من باب الاطلاع والاستكشاف كمعلم من المعالم الإسلامية على الأقل، فأدركوا أن هذه الزيارات ستجعلهم يَرَوْن المسلمين الأحمديين ويتأكدون بأنهم مسلمون فينكشف الغطاء عن افتراءاتهم، وستفتح هذه الزيارات المرتقبة باب التعرف الحقيقي على عقائد الجماعة الإسلامية الأحمدية التي هي العقائد الإسلامية الصحيحة. ولا شك أن هذا سيكون سببًا في دخول عدد منهم في الجماعة الإسلامية الأحمدية. فسارع المعارضون إلى الإفتاء بتحريم دخوله، بل وأوحوا كذلك أن الأحمديين يمنعون عامة المسلمين من دخوله.!!

كذلك فإن الإنجازات التي قامت بها الجماعة بفضل الله ومعونته تبرز الفرق بين جهادنا وجهادهم. لذلك فإنه لا بد من إيهام الناس بأن الأحمديين ليسوا من المسلمين أصلا وإنجازاتهم إنما هي بسبب الدعم الذي تقدمه جهات غريبة لهم لتحقيق مصالح الغرب ومن أجل شق صفوف المسلمين بزعمهم. وكأنهم يعلنون لجمهور المسلمين أن “يا أيها الناس لا تقارنوننا بهم فهم ليسوا منا ولسنا منهم”. ولكن هذه الحجب الواهية قد بدأت بالتمزق والاهتراء بعد أن كانت سببًا في حجب نور الحق عن جمهور المسلمين وكانت سببًا في صدهم عن جماعتهم التي تعمل لأجلهم. ولن تجدي تلك الأكاذيب والافتراءات نفعًا في الصد عن سبيل الله من آمن بعد اليوم. فقد بدأ العقلاء يرون ببصرهم وبصيرتهم ما تقوم به هذه الجماعة المباركة في سبيل الله تعالى، فما مصلحة الغرب في بناء المساجد وترجمة القرآن الكريم الى كل لغات الأرض وتحول الناس إلى الإسلام؟!… وأي خدمة تقدمها الجماعة للغرب من خلال عملها في سبيل الله؟ إلا أن ما نقوم به إنما هو جهاد في سبيل الله وعمل لأجل وجهه الكريم راجين منه القبول وخاشعين له ونحن نقدم التضحيات في سبيله، وعالمين بأننا بغير معونته ونصرته ما كنا لننجز أي عمل مهما قل وصغر. فله تعالى الكبرياء في السماء والأرض، ومنا العبودية والحمد والشكر. نسأله تعالى أن يوفقنا لخدمة دينه والسير على سنة نبيه المصطفى وأن يجعلنا من المقبولين وأن يهدي إخواننا المسلمين المعارضين لنا، ويوفقهم لمعرفة الصديق من العدو، آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك