لمحات من حياة المسيح الموعود عليه السلام

لمحات من حياة المسيح الموعود عليه السلام

محمد هاشم سعيد

  • مواصفات شكل المسيح الموعود عليه السلام
  • من بعض عدات المسيح الموعود
  • عن صور المسيح الموعود
  • أحوال مختلفة مع مواقف مختلفة

__

المظهر الخارجي للمسيح الموعود

لم يكن نحيلًا ولا بدينًا، طول قامته نحو خمسة أقدام وثماني بوصات (173 سم)، وكان عريض الصدر والمنكبين، وكان كل جزء من جسمه متوازنا تمامًا. كانت بشرته بين اللين والخشونة، ولم تظهر التجاعيد على محياه طول حياته قط.

– كان النور يشع من وجهه الذي تعلوه دائمًا ابتسامة خفيفة، وكان الناظر إليه يرى علامات السكينة والثقة في محيّاه، وكان تواضعه واضحًا للعيان، أما عيناه فكانتا شبه مغمضتين. ولم ير أحدٌ في عينيه قط ملامح الغضب أو التكبر.

– كان شعره سبطًا لامعًا يصل حتى عنقه، وكان يستخدم له الحناء كل خمسة أيام أو ستة، كما كان يستخدم له الزيت حتى لا يجف. ولم يكن يحلق لحيته التي كانت متوازنة تماما من جميع الأطراف الثلاثة وكانت كثة، وكان لونها مائلًا إلى الحمرة بسبب صبغها بالحناء، وذات مرة ظهرت في ذقنه دملة صغيرة فلم يحلق سوى ذلك الجزء الصغير من اللحية.

– كان وجهه كبيرًا وعيناه سوداوين كبيرتين لكنهما شبه مُغمضتين، ولم يستخدم النظارات حتى نهاية حياته. وكان أنفه وأذناه متناسقتين. وكانت وجْنتاه جميلتين لا ممتلئتين ولا غائرتين.

– وكان جبينه واسعًا يظهر ذكاءه الحاد، وكان رأسه كبيرًا نسبيًا، وشفتاه لا رقيقة ولا سميكة وكان فمه مغلقا غالبًا. وعندما يكون جالسًا لا يتحدث فإنه يغطي فمه بطرف عمامته. وعانى بعض المشاكل في أسنانه، وذات مرة ظهر طرف حاد من أحد أسنانه فبَرَدَه عند أحد أطباء الأسنان، لكنه لم يخلع أيًا من أسنانه في حياته. أما رقبته فكانت متناسقة طولا وعرضا.

– كان المسيح الموعود يهتم بمظهره الخارجي ولكن دون مغالاة، فكان يستحم ويحلق شعره ويشذب ذقنه ويستخدم الحناء والسواك والزيت والمشط والمرآة باعتدال وحسب سنة النبي الكريم .

– ذهب حضرته في أحد الأيام لرؤية عباءة بابا نانك، وجلس تحت ظِلّ شجرة مع أصحابه، فجاء الناس للسلام عليه، وكان منهم مَن لم يره سابقًا، فصافحوا الصحابي محمد أحسن ثم جلسوا ظنًا منهم أنه المسيح الموعود فتمَّ توجيههم إلى المسيح الموعود . ومن المعروف أن حدثًا مماثلًا حدث أيضًا مع النبي الكريم .

بعض عاداته

كان المسيح الموعود يجلس على الأرض عند تناول الطعام وكان يأخذ رغيف الخبز ويقطعه قطعتين من منتصفه.

ثم يبدأ يقطع من القطعة التي بقيت في يده لقيمات صغيرة جدًا، لا تزيد عن بوصة ويغمسها في المرق، ثم يمضغها بشكل جيد قبل أن يأخذ لقمة أخرى، وكان عادةً يعطي الطعام من أمامه لمن يجلس حول سفرة الطعام.

– نادرًا ما كان المسيح الموعود عليه يؤم الصلاة، فقد كان يؤمها في البداية الحاج معين، ثم حضرة المولوي نور الدين، وبعده حضرة المولوي عبد الكريم.

– كانت طريقة المسيح الموعود في كتابة الكتب أنه اعتاد المشي على الطابق العلوي وكان يكتب أثناء المشي، فكان القلم بيده اليمنى والورق في اليسرى. وكان يضع محبرتين في نافذتين صغيرتين على الجدارين المتقابلين، وكان غالبًا ما يقرأ عاليًا ما كتبه.

– أثناء الليل كان المسيح الموعود يضع ورقة وقلما بالقرب من سريره لكتابة أي وحي قد يتلقاه. وكان أحيانًا يكتب الكثير على الورقة نفسها فكان يجد في الصباح صعوبة في القراءة نظرًا لعدم وجود الكهرباء في تلك الأيام، وغالبًا ما كان حضرته يكتب في ضوء الشموع الخافت.

– كان يستخدم عصا في يده كلما خرج للصلاة أو للمشي.- كان من عادة المسيح الموعود أن يقضي كل يوم ساعتين إلى ثلاث ساعات وحده في غرفة مقفلة.

– كان المعصم الأيمن للمسيح الموعود ضعيفًا قليلًا لأنه سقط مرة في مرحلة الطفولة وكسر عظم ذراعه، فكان من الصعب عليه رفع أي شيء بتلك اليد، فكان يمسك كأس الشاي بيده اليسرى. لكنه كان يتناول الطعام بيده اليمنى، كما كان يكتب بيده اليمنى. فلم يكن لأحد أن يقول أن لديه أي صعوبة في استعمال يده اليمنى.- كان للمسيح الموعود حقيبة كبيرة من الرسائل يحتفظ بها في صندوق بما في ذلك رسائل المعارضين التي تحتوي على الكثير من الإهانات.

– كان المسيح الموعود إذا ارتاب في شيء أنه غير جيد ولو بنسبة 10٪ يتركه.

صور المسيح الموعود :

– التقطت الصورة الأولى للمسيح الموعود من قبل مصور من لاهور دُعي خصيصًا لهذا الغرض بناءً على أوامر المسيح الموعود. وكان هذا نحو عام 1899، وكان السبب وراء ذلك أنه كان عازما على تأليف كتاب عن نشر الإسلام في أوروبا والذي كان من المقرر أن يترجمه المولوي محمد علي، وكان المسيح الموعود يعرف أن هناك أشخاصًا في أوروبا يمكنهم تقييم الحالة الروحية للشخص من خلال النظر في صورته فقرر إضافة الصورة لذلك الكتاب، وقد التُقطت مجموعة من الصور في تلك المناسبة. وذات مرة جاء سائح روسي

– وكان رجل أعمال

– إلى قاديان وأخذ صورة للمسيح الموعود وهو واقفٌ في المسجد الأقصى.

– زار إنجليزي لاهور ذات مرة، ورأى صور المسيح الموعود واستمر يحملق في الصورة لفترة طويلة، ثم قال “هذه صورة لنبي إسرائيلي”.

– حاول حضرته تعلم اللغة الإنجليزية والعبرية وتعلم بعض الحروف الهجائية والكلمات ولكن سرعان ما ترك هذه الفكرة.

– كان لحضرته ساعتا جيب، ولكنه كان غالبًا ما ينسى تدويرهما فبقيتا لذلك في الغالب بلا فائدة. وفي نهاية المطاف أعطاهما لأحد صحابته ليصلحهما ويحتفظ بهما.

– جاءه مرة مفتش الشرطة الإنجليزية ليطرح على حضرته بعض الأسئلة، فلما التقاه أخرج المفتش من جيبه دفترًا حيث كان قد كتب الأسئلة، وبدأ يقلب الصفحات الواحدة تلو الأخرى ومن ثم يقلبها من الأخير حتى الأمام ولم يتمكن من العثور على الأسئلة. وفي النهاية قال: لا يمكنني العثور على الأسئلة في الوقت الراهن لذا فسوف آتي مرة أخرى ثم غادر قاديان، ولم يعد إليها مرة أخرى.

– قدم أحد علماء العرب مرة إلى قاديان، وهو عبد الحي من النجف (العراق)، وتحدى المسيح الموعود في الإجابة على أسئلته باللغة العربية (حيث كان يشك أنّ كُتب المسيح الموعود العربية قد كتبها شخص عربي). رفض ذلك قائلًا بأنني لا أكتب أي شيء ما لم يأمرني الله بكتابته. وحدث أنه بعد بضعة أيام قدم السيد عبد الحي بعض الأسئلة باللغة العربية إلى المسيح الموعود ، فطلب حضرته القلم والمحبرة وكتب الإجابات، وعندما قرأها العالم العربي قال متفاجئًا “بالفعل الله هو من مكَّنَك من كتابة مثل هذه العربية الممتازة”. ثم قَبِل الأحمدية.

– قال حضرته ذات مرة: “إذا أراد أحدكم أن يعيش حياة طويلة فعليه أن يكرس بعضًا من وقته في خدمة الدين بإخلاص.”

– كان المسيح الموعود مرة يكتب كتيبًا هامًا وكان ذلك في الأيام الحارة جدًا في الصيف، فقال المولوي عبد الكريم إنه يجب تثبيت مروحة هنا. فأجاب المسيح الموعود: نعم، يمكن تثبيت المروحة، ولكن عندما يكون هنالك نسيم بارد، يمكن للمرء أن يشعر بالنعاس عن غير قصد. فإذا نمت كيف سأنجز هذا الكتيب؟- قال أحد صحابة المسيح الموعود كلما انتابنا الحزن لأي سبب، كنا نذهب ونجلس مع حضرة المسيح الموعود وفي غضون فترة زمنية قصيرة يختفي حزننا ونشعر بالسعادة والسرور.

– جاء مرة عدد من الكلاب إلى قاديان، فقام البير سراج الحق بتسميم العديد منها فبدأ الأطفال يغيظونه وينادونه بقاتل الكلاب، فذهب وشكا ذلك إلى المسيح الموعود الذي ابتسم وقال: ما الحرج في ذلك؟ فإنّني سميت في الحديث بقاتل الخنازير، فإحدى مهام المسيح الموعود أنه “يقتل الخنزير”. فاقتنع بير سراج الحق.

– النهوض لصلاة التهجد مهمة صعبة، ولكن المسيح الموعود علَّمَنا طريقة سهلة للاستيقاظ لذلك. حيث قال: “قبل الذهاب إلى الفراش، تقول لنفسك بالاسم: يا فلان أيقظني الساعة الثالثة مثلًا وعندها سوف تستيقظ في ذلك الوقت”.

– مرة قال أحدهم للمسيح الموعود أنه يمكن باللغة الإنجليزية التعبير عن الكثير بكلمات قليلة جدًا، فردَّ “االعربية أبلغ وأجمل اللغات”. وأعطى مثالًا على ذلك: إذا كان هناك شخص لديه ماء مثلًا فسيقول “هذه المياه لي”، أما في العربية فيقول “مائي” فقط، فيستخدم كلمة واحدة فقط؛ فبُهت الرجل.

– كان المسيح الموعود يقول أعطاني الله أربع آيات رئيسية هي:(أ) قبول الدعاء (ب) اللغة العربية (ج) الإظهار على الغيب (د) تفسير القرآن الكريم.

– ذات مرة قال أحد الأطباء للمسيح الموعود : “أرجوك علِّمْني كيفية تلقّي الوحي”. فأجابه : “علِّمني الطب”. رد الطبيب: “هذا سيستغرق الكثير من الوقت والجهد”. فقال المسيح الموعود “كذلك هو الحال مع تلقي الوحي”.

– قال المسيح الموعود ذات مرة: “أتمنى لو أن أحدهم قد رسم صورة للنبي الكريم في حياته. وحتى لو كان هذا فعلا غير محمود، ولكن كنا على الأقل رأينا .

– قال المسيح الموعود مرة أنه “يتم تنفيذ العديد من مهام المؤمن من قبل الملائكة، فقد كانت الملائكة ترعى ماشية حضرة أويس القرني، عندما كان يصلي. ”

– ذات مرة أراد ابنه ميرزا محمود أحمد (الذي أصبح لاحقًا الخليفة الثاني) الدخول في إحدى المدارس المتوسطة، وكان في نموذج طلب الدخول خانة لذكر عمل والد الطالب المرشح، فقال المسيح الموعود : “اكتب: إنه إمام 300000 شخص من أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية، وعمله إصلاح الأمم”.

– قال حضرته ذات مرة “أكرر في كتاباتي أحيانًا ما كنت قد قلته من قبل، يعتقد البعض أني قد نسيت ذلك لذا قد كتبته مرة أخرى، والحقيقة هي أني أكتبه مرة أخرى لأنني أعتقد أن القارئ قد نسي ما كنت قد كتبت من قبل “.

– مرة ًوصل أحد صحابة المسيح الموعود في وقت متأخر من الليل إلى قاديان وكان الجميع نائمين، فذهب إلى السرير دون طعام. وفي منتصف الليل سمع طرقًا على بابه. فنهض وفتح الباب فرأى المسيح الموعود واقفًا مع كوب من الحليب في يد ومصباح الزيت في اليد الأخرى. وقال “وصلني هذا الحليب ففكرت أن أقدمه لك”.

– قال حضرته ذات مرة: “استجيب لي ما لا يقل عن 5000 دعاء من أدعيتي حتى الآن”.

– وبالمثل، قال: “أستطيع أن أشهد الله أنه قد ظهر ما لا يقل عن 50000 معجزة على يدي”.

– كان المسيح الموعود قادرًا جدًا على ضبط مشاعره، وبالكاد شوهد يبكي حتى في المناسبات الحزينة. ومرةً حين كان يمشي قالوا له ها هو الحاجّ حبيب الرحمن الذي من هاجيبورا يقرأ القرآن الكريم بعذوبة، فجلس حضرته على الفور على الطريق، وقال: “اقرأْ لنا بعض الآيات”. وعندما تلا من القرآن الكريم اغرورقت عينا المسيح الموعود ، وكانت هذه إحدى المناسبات النادرة التى رأى الناس فيها حضرته يبكي.

– مرة كان حضرة المفتي صادق الحترم يبحث عن الماء وبيده وعاء وصادف أن خرج المسيح الموعود فجأة من منـزله فرآه وقال: “أتبحث عن الماء؟ دعني أحضره لك” وأخذ من يده الوعاء ثم أعطاه للمفتي مليئا بالماء. فقد كان في كثير من الأحيان يجلب الطعام بنفسه لصحابته من منـزله.

– قال حضرته ذات مرة: “هناك حاجة أن يُطعَم العالم كله من بابنا، وسيمكِّننا الله من توفير ذلك ولن يشكل ذلك عبئًا علينا”.

Share via
تابعونا على الفايس بوك