سباعٌ ضاريةٌ في شكل إنسان ترتكب مظالم ومفاسد الإسلام منها بريء
التاريخ: 2014-09-26

سباعٌ ضاريةٌ في شكل إنسان ترتكب مظالم ومفاسد الإسلام منها بريء

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • مجازر تقام باسم الله ودينه!
  • ماذا يقول الله وأي أسوة لهؤلاء؟!
  • المخرج الآمن من مسمى الجهاد الغاشم
  • الأحمدية ومواساة البشرية ونصحها

__

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين . (آمين)

إن أمثلة الظلم والوحشية التي نراها في هذه الأيام في البلاد الإسلامية لا نجدها في البلاد غير الإسلامية، أو لا توجد فيها هذه الأمثلة بهذه الكثرة على الأقل. عندما تحدث أحداث من هذا القبيل ترتفع الأصوات ضدها عادة في البلاد المتقدمة أو البلاد غير الإسلامية أيضا بكل قوة وشدة، سواء ارتكب هذا الظلم العاملون في الحكومة أو حزب ما أو شخص على المستوى الفردي. لقد حدثت مثل هذه الأحداث في أميركا مؤخرا واحتجّ عليها الناس بشدة. ولكن بقدر ما يأمر الإسلام أتباعه بالعيش بالأخوة والحب المتبادل، تقوم الحكومات في البلاد الإسلامية وكذلك الأحزاب والمنظمات الأخرى التي تشكَّلت باسم الإسلام بالظلم والاعتداء بالقدر نفسه باسم الإسلام من أجل مصالحها الشخصية أو بعذر إقامة الأمن. أي أنهم يتصرفون بما يعارض تعليم الإسلام تماما. توجد في هذه الأيام منظمات إرهابية كثيرة، لا حصر لها، باسم الإسلام أو باسم تنفيذ الشريعة، وتصبّ من المظالم ما يترك الإنسان في حيرة من أمره ويتساءل المرء هل الذين يقومون بهذه المظالم أناس أو هم سباع ضارية أو خلقٌ أسوأ منها في شكل إنسان. لقد شاهدنا في باكستان مؤخرا حادثا لا يمكن وصفه بالظلم العظيم فقط بل هو أشنع مثال للهمجية والوحشية التي تقشعر لها الجلود. إنه حادث مروّع للغاية صرخت لهوله الإنسانية جمعاء، واضطرب كل من كان فيه شعبة من القيم الإنسانية. لقد نُفِّذت المجرزة من هذا النوع قبل نحو أربعة أعوام في مسجدَينا في مدينة لاهور. لقد ذكرت قناة تلفزيونية هنا- لعلها قناة بي بي سي- خمسا من أسوأ الأحداث التي حدثت في باكستان في بضعة أعوام ماضية، وذكرت ضمنها الحادثين اللذين وقعا في مسجدَينا في لاهور.

ولكن الحكومة الباكستانية لم تر هذه الصدمة والظلم الذي صُبّ علينا جديرا بالاهتمام، كما لم تر الحكومة ولا الأغلبية من عامة الناس ضرورة لمواساتنا وإظهار الحزن معنا. ولعل ذلك كان بسبب الخوف من المشايخ. ولكن نحن الأحمديين نكنّ في قلوبنا عواطف المواساة تجاه البشرية ونقلق ونضطرب حين نرى معاناة البشر بوجه عام، فما بالك بهؤلاء الذين هم مواطنونا؟ ولعلهم جميعا ممن يسمون أنفسهم مسلمين، فإن قلوبنا زاخرة بعواطف الشفقة والرحمة لهم. نحن مضطربون جدا بسبب الحادث الذي وقع في باكستان مؤخرا، ونواسي الضحايا من الأعماق. إن اضطرابنا نتيجة هذا الظلم أمر طبيعي لأنه كما قلت من قبل، إن الضحايا ليسوا أخوة في المواطنة لكثير الباكستانيين الجالسين أمامي الآن فحسب، بل كانوا مسلمين أيضا.

توجد في هذه الأيام منظمات إرهابية كثيرة، لا حصر لها، باسم الإسلام أو باسم تنفيذ الشريعة، وتصبّ من المظالم ما يترك الإنسان في حيرة من أمره ويتساءل المرء هل الذين يقومون بهذه المظالم أناس أو هم سباع ضارية أو خلقٌ أسوأ منها في شكل إنسان.

كان الحادث المذكور قمة في الهمجية والقسوة إذ كانت من ضحايا هذا الظلم طفلة بريئة أيضا عمرها خمسة أعوام أو ستة، وقد استُشهد في الحادث أطفال صغار أعمارهم ما بين 11 و13 عاما، بل كان منهم أطفال أعمارهم ما بين 5 و6 أعوام الذين لم يعرفوا الفرق بين الإرهاب وغيره، ولم يعرفوا الفرق بين المسلم وغيره، ولكنهم أيضا قُتلوا ظلما وجَورا. ندعو الله تعالى أن يغفر لهم ويرحمهم ويلهم آباءهم الصبر والسلوان. لقد جُعل هؤلاء الأطفال عرضة للظلم لأن الراغبين في تنفيذ الشرعية المزعومين هؤلاء كانوا يريدون أن ينتقموا من الجيش الباكستاني. أيّ إسلام هذا وأية شريعة هذه؟ لقد منع النبي بشدة من رفع السيف على أطفال غير المسلمين أيضا ونسائهم حتى في الحرب. ذات مرة قتل أحد الصحابة طفلا يهوديا في الحرب فنهره النبي بشدة، فقال الصحابي: يا رسول الله، كان طفلا يهوديا فما الضير لو قُتل خطأ؟ قال النبي : ألم يكن طفلا بريئا؟

فهذه هي المعايير التي نجدها في أسوة النبي لإقامة احترام الإنسانية. هذه هي أسوة النبي ولكن الذين يصبّون المظالم باسم الإسلام يقومون بأعمال شنيعة كما نراها.

على أية حال، لقد أظهر كل إنسان، سواء أكان مسلما أو غير مسلم أسفه وحزنه على هذا الظلم الشنيع. قبل يومين عيِّنت امرأة هنا في بريطانيا أسقفة في كنيسة إنجليزية في حفل أقيم بهذا الشأن، وقد أظهروا في هذا الحفل أيضا تألمهم وصمتوا لدقيقة ودعَوا للضحايا بأسلوبهم.

باختصار، كل إنسان شعر بالحزن والألم على هذه الحادث المريع بغض النظر عن انتمائه الديني. ولكن الذين يسمّون أنفسهم مسلمين أعلنوا بكل اعتزاز أنهم هم من ارتكب هذا الظلم. ولم ترتكب هذا الظلم منظمة واحدة أو منظمتان بل اشترك في هذه الفعلة الشنيعة ثلاث أو أربع منظمات بالتعاون المشترك، وقال أصحابها بأنهم ليسوا خجلين مما فعلوا.

فنرى أن كل من يملك شيئا من الإنسانية أيضا قد أظهر أسفه على هذا الحادث. أما نحن الأحمديين فكما قلتُ من قبل بأن في قلوبنا تألما كبيرا وعميقا جدا تجاه البشرية. ونحن مستعدون دائما لمواساة البشرية، وإن قلوبنا تتألم وتحزن بشدة على حادث بسيط أيضا من هذا القبيل. لقد تلقيتُ عدة رسائل حول هذا الحادث قال فيها أصحابها بأننا مضطربون ومتألمون جدا نتيجة هذا الحادث. وهذا صحيح تماما. لقد ترك هذا الحادث المهول تأثيرا سلبيا جدا عليّ أيضا طول اليوم الذي وقع فيه، وكانت الأدعية على هؤلاء الظالمين تصعد من القلب عفويا أن يسحق الله الظالمين تسحيقا. ندعو الله أن يطهر البلاد من الظالمين والأشقياء سريعا بل يطهّر منهم البلاد الإسلامية بأسرها. لا شك أن هذه الأحداث تذكّرنا بالمظالم التي صُبّت على الأحمديين، ولكننا بطبيعة الحال نشعر بألم شديد من أجل الضحايا الأبرياء لهذا الحادث. ندعو الله تعالى أن يوفق هؤلاء الصغار للصبر والمثابرة ويرحمهم، ويتكفل الذين فقدوا آباءهم. كما قلتُ من قبل إن هذا النوع من الإرهاب والظلم كارثة سائدة وملحوظة في جميع البلاد الإسلامية تقريبا. لم يعد الأمر مقتصرا على باكستان فحسب بل تُصَب المظالم في العراق وسورية وفي ليبيا وغيرها من البلاد أيضا. والأدهى والأمرّ من ذلك أن هذه المظالم كلها تُرتكب باسم الله تعالى ورسوله. لقد قُتل بحسب التقارير في سوريا وحدها في القتال الدائر بين الحكومة وأهل السنة قرابة مئة وثلاثين ألف بينهم 6600 طفل. وثلُث القتلى هم مواطنون عاديون. كما قُتل آلاف الناس على يد داعش. وقد أُطلق الرصاص على مئات النساء والفتيات بعد إيقافهن في صف لأنهن رفضن الزواج من هؤلاء الظالمين. وتقول بعض المصادر أن حجم المظالم وعدد القتلى أكثر من ذلك بكثير. الذي يعلم حقيقة الإسلام عندما يرى هذه المظالم يصاب رأسه بالدوار ويتساءل: هل هذا كله يحدث باسم الإسلام؟ ويضطرب الإنسان بالنظر إلى ذلك ويستغرب أيّ تعليم للإسلام يعمل به هؤلاء الناس؟ هل هذا كله يحدث باسم الله الذي هو الرحمن والرؤوف والرحيم؟ ورحمته واسعة لدرجة لا يمكن تصورها؟ وتُرتكب هذه المظالم باسم رسول سماه الله رحمة للعالمين، وباسم شريعة تأمر بالعدل والإنصاف مع العدو أيضا، إذ يقول الله تعالى:

  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لله شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

لقد رفع الله تعالى في هذه الآية معايير عدل المؤمن وإنصافه، وقال بأنه يجب ألا تدفعكم عداوة قوم على أن تتركوا العدل والإنصاف، ومن لم يعمل بهذا الأمر فلا إيمان له أصلا. فعليكم أن تضربوا بعملكم أمثلة سامية لتعليم العدل حتى ينكشف على العالم تعليم الإسلام الجميل بكل جلاء، ولتكون نماذجكم المبنية على العدل والإنصاف شاهدة على تعليم الإسلام الجميل، فلا يُشار بأدنى سوء إلى الإسلام. ليت هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مسلمين يحاسبون أنفسهم هل كانت أسوتهم تجذب غير المسلمين إلى الإسلام؟ بل الحق أن أعمالهم تدفع المسلمين أنفسهم بعيدا. هل يمكن للأطفال الذين صاروا عرضة لظلمهم وهمجيتهم أن يحسبوهم مسلمين؟ وإذا حسبوهم مسلمين فسوف يخالج أذهانهم سؤال: هل لنا أن نقبل بهذا الإسلام؟ إذًا، هؤلاء الناس لا يرتكبون الظلم والقتل وسفك الدماء ظاهريا فقط بل يدمّرون أجيال المستقبل أيضا ويدفعونهم بعيدا عن الإسلام. ليت الذين يسمون أنفسهم مسلمين وخلقوا هذه العصابات الإرهابية باسم الجهاد والعنصرية أن يصححوا اتجاههم ووجهة نظرهم، ويبلّغوا إلى أجيالهم الإسلام الصحيحَ، ويستخدموا سلاح التعليم الصحيح للإسلام لاستئصال شأفة هذه العصابات الإرهابية. وهذا لا يمكن ما لم يؤمنوا بإمام الزمان ويعملوا بالإسلام الحقيقي ويرغِّبوا الآخرين أيضا في العمل به. لقد قال المسيح الموعود ، المحب الصادق للنبي ناصحا المشايخ وموجها أنظارهم إلى الإصلاح:

لو ركّز المشايخ مُجمِعين على أنهم سيُخرجون من أذهان المسلمين الهمجيين الخطأ- أي الإرهاب والجهاد العدواني- لكانت هذه منتهم العظيمة على القوم دون أدنى شك. وليس ذلك فحسب بل ستتبين على الناس محاسن الإسلام العظيمة، وستزول جميع أنواع الكراهية التي يكنّها المعارضون الدينيون ضد الإسلام.

فهذا هو حماس سيدنا المسيح الموعود والْتياعه لنشر التعليم الجميل للإسلام، وبناء عليه قد طلب من المشايخ غير الأحمديين أيضا أن يطردوا تعليم الإرهاب والتطرف من أذهانهم ويروِّجوا تعليم الحب والمودة من أجل الله، لكن متى يستعد المشايخ للاستماع إلى هذا القول، فإن هدفهم هو تحقيق المصالح السياسية الشخصية بدلا من إقامة قداسة الإسلام، فحسبما لاحظت لم يُظهر المشايخ حزنا وغضبا على هذه الحادثة بقوة، ولعل البعض يكونون قد أبدَوا ذلك في خطبة الجمعة اليوم. يجب أن يتذكروا دوما أمر الله

: وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

فالله لا يطّلع على كل حادث للعلم فقط، بل كل عمل للإنسان يقرر مصيره، فالظالمون سوف يبلغون عاقبتهم الوخيمة حتما.

فإن كنتم تريدون أن تحسِّنوا دنياكم وعقباكم، فضعوا أوامر الله في العدل حتى مع الأعداء نصب أعينكم دوما، أما الناطقون بالشهادتين فقد قال الله فيهم: رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ، لكن هؤلاء يعاملون المسلمين معاملة أسوأ من الأعداء، ونلاحظ مَشاهد ذلك باستمرار. فقتلُ مائة وخمسين ألف أو مائتي ألف تقريبا في بلد واحد، لمن مشاهد الظلم مع المسلمين، أو استشهاد الأولاد في المدرسة أيضا من الظلم البشع غير المحدود. فهل يحسبون أنه لن يُبطش بهم على هذا الظلم الذي ارتكبوه أو المظالم التي يرتكبونها عادة؟ كلا لن يحدث ذلك، فقد قال الله

  وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (النساء: 94)،

 ثم يقول الله تعالى

  وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا

فقد أقام الإسلام قداسة التآخي، فإذا كان أحد يقضي على هذه القداسة ويقتل الناطقَ بالشهادتين فمن المؤكد أن مثواه جهنم، هذا ما قاله الله .

فالذي يموت في عمليته التفجيرية أو في المواجهة مع الأجهزة الحكومية ويظن أنه نال رضوان الله بالموت، فهذا يكون بسبب التعليم الباطل الذي علَّمه إياه المشايخ. لكن الله قد وضَّح أنكم بقتل المؤمن لا تكسبون رضا الله بل تصبحون محل لعنة الله وأن جهنم هي مثواكم الأبدي. فقد قال إذا كان أحد يلقي عليكم السلام فلا يحق لكم أبدا أن تقتلوه. فليخبرنا أحد ما ذنب هؤلاء الأولاد الأبرياء؟ فكانوا يدرسون ليكونوا شريحة جيدة للمجتمع وثروة للبلد وليتمكنوا من نشر السلام، فكانوا قد سجلوا في المدرسة لهذا الهدف. أستغرب حين أستمع إلى أقوال العلماء المزعومين الذين يعلِّمون الإرهاب والتطرف رغم وجود هذا التعليم الجميل للإسلام. فبعد الاستماع إلى كلامهم يتأثر الجهَلة وقليلو العلم ويقومون بتصرفات لا تُثبت سوى البهيمية والوحشية. وقد أخبرنا الله أن جزاءهم جهنم. لكن هؤلاء ربما يظنون أن جهنم أمر افتراضي وخيالي، أو هم لا يؤمنون بكلام الله بحيث لا يؤثر فيهم إنذار الله هذا، ويستمرون في قطع رقاب بعضهم البعض. إذا لم يكونوا يؤمنون بالآخرة إيمانا كاملا فقد أخبرهم الله عاقبتهم في هذه الدنيا أيضا، أنهم إذا دمَّروا كرامة الإخوة ففي الدنيا أيضا ستتلاشى هيبتُهم، ولن يتمكنوا من تحقيق الفوائد في هذه الدنيا أيضا، ولن يحظوا حتى بالدنيا التي من أجلها يفعلون كل هذا وذاك. فقد قال الله

: وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ (الأَنْفال: 47)

فقول الله هذا ينطبق مئة بالمئة على أوضاع المسلمين الراهنة، بحيث تلاشت قوة المسلمين، بسبب هذه النزاعات والخصومات. فقد صار معظم البلاد ميدان الحرب بسبب تشكُّل فئات المتطرفين التي لا حصر لها. فهم يمدّون أيديهم أمام القوى الغربية. وصحيح أن هناك منظمة للبلاد الإسلامية أيضا لكن لا قيمة لها ولا أهمية، فليس هناك وحدة يتحقق بها السلام والأمن والسكينة في البلاد. ولا أهمية ولا مكانة لهم أمام البلاد غير الإسلامية. فإن جهاز التحكم بهم في أيدي القوى الكبرى، وحين يأتي رئيس أحد هذه البلاد الإسلامية أو رئيس الوزراء أو حتى قائد الجيش ويتكلم مع رؤساء هذه البلاد وهم يبدون لهم شيئا من الاهتمام فيحسبون أنهم فازوا بثروات الدنيا كلها. وتركوا الله نهائيا وتغافلوا عنه، وهم راغبون في أهل الدنيا، ويعدّونهم وسيلة بقائهم.

وكم من أمور تقود البلاد الإسلامية إلى الدمار يمكن أن أذكرها، بحيث يحدث ظلم ويبقى تأثيره على العامة عددا من الأيام إذ يثيرون الضجة، لكنه بمرور الوقت تصبح غالبيتهم جهازا في أيدي هؤلاء الظالمين أنفسهم يتحكمون بهم، فسوف تظل تحدث هذه الأحداث الظالمة ما لم يؤمن الناس بما قاله الله ولم يتحلَّوا بالعدل حتى تجاه الأعداء، ولم يهيئوا الأمن لكل من يلقي إليهم السلام ولم يقيموا فيهم معايير التآخي، ولم تعتنِ الحكومة بالشعب ولم يُطعِ الشعب الحكومة، ولم تنشأ خشية الله في القلوب. ليت الحكام والمشايخ والعامة يفهمون هذه الأمور. إن معاناة الأمة الإسلامية تؤلمنا. وذلك لأنهم ينتسبون إلى سيدنا وحبيبنا ، فقد علَّمَنا  إمام الزمان أساليب الحب والمواساة مع الذين ينتسبون إلى سيده ومطاعه فقد قال باللغة الفارسية ما معناه:

يا قلبي يجب أن تراعي وتعتني بهؤلاء أيضا وانظر إليهم بحب وعطف، فهم في نهاية المطاف يدَّعون حب رسولي .

إذا كانوا يظلموننا فلا ننتقم وإنما نتأسف عليهم وندعو أن يطهِّر قلوبهم حتى يدركوا الحقيقة بأن الأحمديين فقط يكنّون عواطف المواساة الحقيقية والنصح لهم. وهذه العواطف للمواساة والنصح قد ولدها فينا سيدنا المسيح الموعود كما ذكرت آنفا. فقد نصحنا أن نجعل عواطف مواساتنا تشمل الأحبة والمعارضين جميعا بحسب تعليم الإسلام.

فقد قال قد أُمرنا بالرفق والعطف على المؤمنين والمسلمين، فضعوا هذا نصب أعينكم دوما.

ثم قال: على كل واحد منكم أن يفحص نفسه لأي مدى يتمسك بهذه الأمور، ولأي مدى يواسي إخوته ويرفق بهم.

ثم قال: إن القاسم المشترك في الهدف من بعثة جميع الأنبياء هو إنشاء الحب الحقيقي لله، وخلق معيار متميز للحب بين بني البشر والإخوة والاهتمام بتأدية حقوقهم. وما لم تتحقق هذه الأمور ستبقى جميع الأعمال مجرد تقليد فقط.

ثم قال : ارحموا عباده، ولا تظلموهم لا باللسان ولا باليد ولا بحيلة من الحيل. واسعوا جاهدين لخير الخَلْق دومًا. لا تتكبروا على أحد ولو كان مرؤوسَكم، ولا تسبّوا أحدًا ولو كان يسبّكم. كونوا مساكين حلماء صالحي النية مواسين للخَلق، لتكونوا من المقبولين.

إن هذا النوع من الإرهاب والظلم كارثة سائدة وملحوظة في جميع البلاد الإسلامية تقريبا. لم يعد الأمر مقتصرا على باكستان فحسب بل تُصَب المظالم في العراق وسورية وفي ليبيا وغيرها من البلاد أيضا. والأدهى والأمرّ من ذلك أن هذه المظالم كلها تُرتكب باسم الله تعالى ورسوله.

ثم قال حضرته: إنما يريد الله أن تعامل جميع البشر بالعدل، وفوق ذلك أن تحسن إلى من لم يحسن إليك، ثم فوق ذلك أنْ تواسي خلق الله كأنهم أقاربك الأقربون؛ وتعاملهم كما تعامل الأمّهاتُ أولادَهُنّ؛ ذلك أنّ الإحسان يشوبه شيء من الزهو والكبر لأن المحسن قد يمنّ بإحسانه، ولكن الذي يفعل الخير بدافع طبيعي كما تفعل الأم فلا يمكن أن يزدهي أبدًا، لذا فمنتهى درجات الخير هو الدافع الطبيعي له كدافع الأم.

فإذا كنا حائزين على هذه المعايير للمواساة أو كنا قد تلقينا التعليم بنيل هذه المعايير وكنا عاملين به فسنشعر بمعاناة الآخرين، ونحن نكنّ لبني البشر هذه العواطف، أي غالبيتنا بفضل الله، وينبغي أن يكنّ كل أحمدي هذه العواطف، إذا كنا نكنّ هذه العواطف لعامة الناس فيجب أن تكون مواساتنا للمسلم أكثر من ذلك، فنتألم لكلِّ ظلم يمارَس على أي مسلم، أما هذا الظلم الذي صدر في باكستان فمن المؤكد أنه قد سبّب لنا ألما شديدا جدا، كما نتألم من أي ظلم صادر في العالم الإسلامي من أي جهة، وهذا الألم يشتد وقْعه أكثر حين نقول للعالم كله بصوتٍ عالٍ: إن الله قد بعث المسيح الموعود بحسب وعده للقضاء على هذه المظالم، الذي كان سينشر الحب والمودة بإنهاء الحروب والتطرف، فاستمِعوا له لكي تتمكنوا من العمل بتعاليم الإسلام الحفيقي لكن الذين يسمَّون علماء يزدادون عداءً لنا أكثر من غيرهم رغم ندائنا هذا، وفي مثل هذا الوضع تتلاشى المواساة والعدل. وتكون النتيجة أن الفتن والفساد تنتشر في كل مجتمع وتراق دماء الأبرياء، وهذا ما يحدث اليوم أيضا. ليت هؤلاء الذين يُدعَون علماء المسلمين يدركون هذا الأمر، وبدلاً من السعي لتدمير المسلمين بإحداث الفُرقة بينهم.. ليتهم يرسخون بين المسلمين تعاليم الإسلام الداعية إلى السلام والأمن والمحبة والوئام، ويزيلون ما عند غير المسلمين من انطباع خاطئ بأن الإسلام دين التطرف والسيف، كما تمنى المسيح الموعود . ندعو الله تعالى أن يلهمهم الصواب. ادعوا لباكستان والدول الإسلامية الأخرى كثيرا بأن يرسي الله تعالى فيها السلام والاستقرار وأن يعرف أهلها، مواطنين وحكامًا، المُثُل الإسلامية الحقة. وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لضرب أمثلة سامية على ذلك. آمين. لا شك أن المواطنين العاديين في العراق وليبيا وغيرهما من البلاد الإسلامية يعانون من الظروف السائدة هناك، إلا أن المسلمين الأحمديين فيها يعانون معاناة مضاعفة، أولاً لكونهم من المواطنين، وثانيا لكونهم من الأحمديين، فادعوا لإخوانكم هؤلاء خاصة بأن ينجيهم الله من هذه المعاناة، فإن كثيرا منهم يعيشون في العراء تحت السماء بدون ملجأ ومأوى، وكلا الطرفين، الحكومة والعصابات المسلحة، يعاديهم، ولا سبيل لتوصيل المعونة إليهم في ظل هذه الظروف، فنسأل الله تعالى أن يرحمهم بفضله ويكشف عنهم كروبهم.

بعد أداء الصلاة سوف أصلي صلاة الجنازة على بعض مَن توفي مؤخرًا، أحدهم السيد مبارك أحمد باجوه ابن السيد أمير أحمد باجوه من قرية “جك 312 ج ب كتهووالي” بمحافظة “توبه تيك سنغ”، الذي استُشهد. إنا لله وإنا إليه راجعون. اختطفه مجهولون من مزرعته في 26/10/2009، وظل مصيره مجهولا، وقبل بضعة أيام فقط ألقت الشرطة القبض على إرهابيين في محافظة غجرات، واعترف أحدهم وقال: لقد قتلنا المدعو مبارك باجوه الذي كان قد أساء إلى الرسول ، ودفنّاه في حفرة قريبا من قرية “بهين برناله” بمحافظة غجرات. إنا لله وإنا إليه راجعون. فترون أن هؤلاء الإرهابيون يصدرون الفتاوى كهذه أيضا.

دخلت الأحمدية في عائلة الشهيد مبارك أحمد بواسطة جده السيد بير محمد الذي كان شديد الولع بالأحمدية. كانت عائلة الشهيد متدينة جدا. والشهيد أحمدي بالمولد، حيث وُلد فيها عام 1953. بعد إنهاء الدراسة في المدرسة الابتدائية باشر أعمال الزراعة. كان شديد الأمانة وصالحا وحسن السيرة وهَشًّا بَشًّا. كان والده السيد أمير أحمد باجوه رئيسًا لفرع جماعتنا في “كتهووالي” ثم تولى أخوه السيد رشيد أحمد باجوه الرئاسة هناك. أحد أبنائه السيد ظهور أحمد خدم الجماعة بصفته قائد مجلس خدام الأحمدية. ترك الشهيد وراءه أرملته السيدة شاهد بيغم وأربعة أبناء ظهور أحمد ونصير أحمد وعتيق أحمد، وأخوين وأختا.

أما تفاصيل حادث استشهاده فهي كالآتي: جاء مجهولون على سيارتين ليلاً واختطفوا السيد مبارك أحمد باجوه من مزرعته مع خادمه غير الأحمدي السيد سكندر محمود البالغ من العمر 14 عاما، وذلك قبل خمس سنوات في ليلة 26/10/2009. وبعد بضعة أيام أخلوا سبيل الخادم بعد أن أعطوه هاتفا نقالا، ثم اتصلوا بعائلة الشهيد عبر هذا الهاتف مطالبين إياهم بغرامة قدرها عشرين مليون روبية، ثم خفّضوا المبلغ إلى مليون شريطة أن يرسل المبلغ إلى مدينة “كوهات” أو “باره جنار”. ثم بعد فترة انقطعت الصلة مع  المختطفين، ولم تقدر الشرطة على التوصل إلى أية نتيجة. والآن قبل بضعة أيام أخبرنا أمير جماعتنا في محافظة “توبه تيك سنغ” أن مدير شرطة المحافظة دعا أخا الشهيد وهو السيد عزيز أحمد باجوه، وأخبره أن هناك معلومات عن مصير أخيك عند مدير شرطة محافظة غجرات فعليك أن تذهب للقائه. فذهب وقابل المدير، فأخبره أنهم قد ألقوا القبض على أفراد من حزب “أفضل العسكري”، وهو أحد فروع تنظيم “طالبان”- علمًا أن هناك أحزاب عديدة لطالبان- وأخبر أحدهم واسمه واجد، أنهم قاموا باختطاف مبارك أحمد باجوه وذبحِه بالسكاكين ودفنِ جثته في قرية “برناله”. فذهب السيد عزيز أحمد باجوه مع بعض الإخوة لمقابلة المدعو واجد المحجوز عند الشرطة، فصدّق ما قيل لأهل الشهيد من قِبله. ولما سئل: هل كان أحد من قرية الشهيد متورطا في الحادث، قال: نعم، كان شخص باسم أحمد من القرية المجاورة أخبرنا أن مبارك أحمد باجوه يسيء إلى الرسول . علمًا أن المدعو أحمد هذا كان مسيحيا من قبل، ثم أسلم وانضم إلى تنظيم طالبان، وكان والده خادمًا عند عائلة باجوة. وأخبر المدعو واجد أنهم بعد اختطاف الشهيد وضعوه في تسوية تحت مسجد في قرية “كوتلي” مكبلاً بالسلاسل، ثم بعد أيام ذبحوه بعد صلاة العشاء بالسكاكين وقطعوا جثته ودفنوه في حفرة خارج القرية. فلما سألته الشرطة: لماذا فعلتم به ما فعلتم؟ قال: كان قائدنا أمرنا بقتله لإساءته لرسول الله صلى عليه وسلم، وكان تنفيذ أوامر قائدنا واجبا علينا.

هذه هي حالة طالبان. فما ذنب الأطفال الأبرياء الذين قتلوهم حاليا؟

رفع الله درجات الشهيد وألهمَ أهله وأولاده الصبر والسلوان. آمين.

كنا نعرف من قبل أنه مخطوف، وقد علمنا الآن مصيره.

والجنازة الأخرى هي للسيدة أمينة عساف من الكبابير، حيث توفيت إلى رحمة الله في 12/12/2014، إنا لله وإنا إليه راجعون. كانت المرحومة أحمدية بالمولد حيث كان والدها السيد عساف من رواد الأحمديين في حيفا. لقد وفّقها الله تعالى لخدمة الجماعة بصفتها رئيسة لتنظيم نساء الجماعة “لجنة إماء الله” وسكرتيرة التبليغ فيها.كانت عابدة, كثيرة الدعاء, مضيافة, سبّاقة في التضحيات المالية, صالحة ومخلصة. كانت تهتمّ بضيافة الضيوف الواردين في دار الضيافة بمركز الجماعة. كانت تقوم بالدعوة بين النساء على أحسن وجه. كانت تخص عائلات الدعاة بالحب والعناية. تبرعت بمبلغ لا بأس به عند بناء مسجد محمود في الكبابير وقامت بتقديم الضيافة للذين عملوا في بنائه. كانت تكنّ حبا واحتراما عظيمين للخلفاء. كانت تستمع بعناية إلى خطبي عبر ايم تي اي، كما كانت تخبر الآخرين بملخصها، وكان تعمل بكل أوامر الخليفة بكل قلبها وبكل روحها. علّمت كثيرا من الأولاد القرآن الكريم. كان أهل الكبابير كلهم يكنّون لها حبا واحتراما. وفقها الله تعالى لأداء العمرة أيضا. كانت عندها رغبة شديدة لزيارة قاديان والدعاء عند قبر المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، فحققها الله لها، حيث وفقها لحضور الجلسة السنوية في قاديان ثلاث مرات. كانت منخرطة في نظام الوصية. المرحومة هي خالة السيد محمد شريف عودة أمير الجماعة بالكبابير والسيد منير عودة مدير الإنتاج في ايم تي اي.

إذا كانوا يظلموننا فلا ننتقم وإنما نتأسف عليهم وندعو أن يطهِّر قلوبهم حتى يدركوا الحقيقة بأن الأحمديين فقط يكنّون عواطف المواساة الحقيقية والنصح لهم. وهذه العواطف للمواساة والنصح قد ولدها فينا سيدنا المسيح الموعود … فقد نصحنا أن نجعل عواطف مواساتنا تشمل الأحبة والمعارضين جميعا بحسب تعليم الإسلام.

كتب السيد منير عودة: قضت خالتي أمينة حياتها في خدمة الإسلام. قامت بتربيتنا كأولاد لها، وكلما غاب أبوانا بعيدا عنا بسبب العمل، اعتنت بنا وربتنا دوما، وجعلتنا نواظب على الصلاة بانتظام. كانت من أوائل الموصين في الكبابير. كانت تشتغل بالخياطة، ورغم مواردها المحدودة كانت لا تقبل أي مساعدة من أحد، بل تعين أولاد العائلة على دراستهم وتساعد الأهل عند الحاجة. لم تتزوج، وكانت بعض العائلات غير الأحمدية طلبت يدها ولكنها رفضت وقالت: إني أحمدية ولا يمكن أن أتزوج من غير أحمدي، فظلت متمسكة بالأحمدية ولم تتزوج. كنت بجنبها وقت الوفاة، وكان آخر قولها: لا إله إلا الله. لقد أوصت قبل وفاتها بتسليم جميع أموالها وأثاثها للجماعة.

وقالت زوجة داعيتنا في الكبابير السيدة بشرى شمس: كانت المرحومة تحبّ النبي حبا شديدا، فذات يوم كنت أسقيها الدواء فلم تشرب منه إلا جرعة واحدة فقط، فقلت لها: كان النبي يحب الشرب ثلاث جرعات، فلم تلبث أن شربت جرعة أخرى، مع رفضها من قبل.

الجنازة الثالثة هي للمرحوم إبراهيم عبد الرحمن البخاري الذي توفي في 13/12/2014 عن عمر يناهز الثالثة والستين. إنا لله وإنا إليه راجعون.

بايع المرحوم وهو في مقتبل العمر حيث كان عمره 18 سنة وذلك تقريبا في عام 1969، وكان ذلك عندما كان الأستاذ المرحوم محمد بسيوني رئيسا للجماعة في مصر. لقد عاصر ثلاثة خلفاء .. الثالث والرابع وجدد البيعة أيضًا للخليفة الخامس. لقد استفاد من صحبة الأحمديين الأوائل مثل الأساتذة محمد بسيوني ومصطفى ثابت وحلمي الشافعي.

ظل الأخ على عهد البيعة طول 45 سنة رغم ما تعرض له بسبب انضمامه للأحمدية من مضايقات واضطهاد من أهله وفي عمله وتلقى أيضا تهديدا بفصله عن الزوجة والأولاد ولكن ذلك لم يثنِه ولم يضعفه. كان المرحوم يحتاج للاستمرار في عمله إلى رخصة ولكن المسئولين كانوا يؤخرونها كثيرا مما كان يسبب له ضغوطا نفسية إلى جانب التأثير السلبي على عمله.

تزوج وكان سببًا بعد فضل الله تعالى في دخول حرمه الأحمدية وأنجبا بنتًا- مريم- وثلاثة أولاد أحمد ومحمود ومحمد وكلهم أحمديو المولد بفضل الله.

سافر هو وأهله وأولاده لخدمة الجماعة في نيجيريا عام 1988 وعمل مدرسا للغة العربية هناك لعامين ونصف.

كان مواظبًا على حضور صلاة الجمعة ودفْعِ التبرعات وخاصة في الأيام الأخيرة رغم ظروفه الصحية الصعبة. كان إنسانا مخلصا جدا بفضل الله تعالى وكان على علاقة وطيدة مع الخلافة. لقد ترك المرحوم خلفه أرملة وابنة “مريم” وثلاثة أبناء: أحمد ومحمود ومحمد. كلهم أحمديون بالولادة بفضل الله تعالى. ابنته متزوجة وتعيش في أمريكا وولداه أحمد ومحمود متزوجان ويعيشان في بريطانيا أما ابنه الأصغر فهو في مصر مع أمه وهو طالب في المرحلة الثانوية عمره 16 سنة.

ندعو الله تعالى أن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يبارك في أولاده.

Share via
تابعونا على الفايس بوك