وجود الله تعالى
  • يثبت الله وجوده للمؤمنين بكرامات غيبية.
  • صدق الله وعده بإرسال خلافة روحية.
  • سورة الفاتحة معجزة ربانية وفتح روحاني.

__

وعـد الله المؤمـنـين صدقا من أمة محمد أنه سيستخلفهم في الأرض. تماما بشكل كامل كما استخلف الذين من قبل.

والخلافة إما لشئون الروح أو لشئون الروح والبدن.

والخلافة أساسها الحب التام.

وكان الله يثبت وجوده للمؤمنين بكرامات المعية والعون حين كانوا مخلصين إخلاصا كاملا لله ورسوله.

كانوا كل يوم يحسون وجود الله بالكرامات والبركات فوق مايثبت بالمعقولات والقياسات.

كان الله يقول لهم بين الحين والحين بالبركات والإلهامات: هأنذا موجود فعلا، وها هو كمالي وجمالي يتألق.

ولما ضعفت طاعة الجمهور لرسولهم غادرتهم المعية فتغبش على القلوب وجود الله ذاته، وصارت العيون الروحية لا ترى جمال الله وكماله، وحدث بينهم وبين كلام الله في القرآن حجاب.

ولم تعوض البراهين العقلية وحدها ذلك النقص، لأنها لا تتسم بسمة الكمال.

وترك الجمهور الإخلاص الكامل للتوحيد، وهو احتلال القلب بكامله لله وحده، لاشريك له في القلب، فضعف حب الخليفة، وقاموا بإلغاء اتحادهم في ظل التوحيد فحلت عليهم التفرقة، وغادرتهم الخلافة في الشئون البدنية، لأن الخليفة لن يمسك لهم سوطا يرغمهم به على حبه.

وقد شـقي النـاس لما تركوا الحـب الجمـاعي لـلخـليفة. وكان شقـاؤهم كامـلا. ولكن رحمانية الله لا تغادر الإنسان فأبقى الله الخلافة في تدبير الشئون الروحية، لكنها تبقى في حق من يحبها، ولمن يريدها بشغف تام.

ولقد صدق الله وعده ولم تخل الأرض من خلافة روحية منذ أشرقت شمس محمد على العالم. تربصا بيوم يتم الله نوره على كل الأرض بكاملها.

وترتكز بشريات الإسلام المستقبلية على أن هناك شأنا خاصا لخليفة مخصوص، في ظرف مخصوص، يرسله الله حين تنضج ثمرة بعثه. وضرب الله له مثلا مريم ابنة عمران.

فحين يوجد مثيل مريم في الإحصان يكرمه الله بالنفخ في روحه، لينتقل في مدارج السلوك من حالة مريم إلى حالة عيسى .

والسبب هو أنه قد أحصن قلبه تحصينا كاملا فلم يتلوث بالشرك من أي نوع.

والشرك نوع من خيانة القلب أو الزنا القلبي، ولذلك فهو محل غيرة الله تعالى، ولا يغفره إلا بتطهر كامل من نجاسته، وهو تطهر صعب المنال، ويشبه الموت، كما لايغفر أحدنا لزوجه أن تخونه. وهذا هو سر أمثال الكافرين والمؤمنين في سورة التحريم.

وهذا هو مسيح الله الذي وعد به أمة الإسلام. الذي جاء ينفذ المهام المنصوص عليها في نبوءات محمد  ، والمذكورة تفصيلا في البخاري ومسلم ( انظر صحيح مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة).

ولقد أرسل الله سبحانه المسيح عيسى بن مريم الموعود ليثبت وجوده قائلا: هأنذا، إنني أنا الله الموجود، ولقد أثبت الله وجوده معه بالآيات منها مثلا: حين وهبه الله معرفة تامة باللسان العربي الذي لا يعرفه معرفة تامة إلا نبي.

وكتب ذلك الهمام كتبا عربية عجيبة، لا تفسير لغرابتها سوى أنها من عون الله العجيب.

وفي كتاب كرامات الصادقين في تفسير الفاتحة بيان لمحامد الله تعالى وكيف نعثر على ربنا ونجده في كمالاته الجامعة.

نعثر عليه حين نأتي إليه تعالى طائعين متطهرين، ونحرر طلبا للهداية صادقا دون رياء أو تمثيل، فنُفاجَأ أننا نجد الله فعلا هاديا.

ويثبت الله لنا وجوده يوميا عن طريق استجابة دعاء الصلاة اليومي.

ولو جربنا الذوبان في تفسير الفاتحة ذلك، واستحلبنا حلاوته يوما بعد يوم، فسنجد أنفسنا أمام معجزة ربانية كاسحة تعصف روعتها بكل شك عند الروح.

يرتبط وجود الله تعالى بصفة الكمال، أو اجتماع كل المحامد اللائقة.

وعندما تقرأ كتاب كرامات الصادقين تنطبع نفسك بكمال الله تعالى ذاتا وصفة، وكمال كلامه جمالا وتطبيقا، وكمال مناهجه وكمال عبيده المرسلين، وكمال القرآن متمثلا في الفاتحة بيانا لأركان الكمال وعموده وأسسه وبنائه المشيد.

وتحس بحاسة الروح أنك قد وجدت الله تعالى يفسر لك الفاتحة العظمى.

لقد كشف الله تعالى الحجاب عن كنـز الفاتحة للمهدي كي يصنع فرقا بينه وبين علماء السوء، وذلك عند حد فارق هو فقه كلام الله تعالى. فالتفسير هو معترك رجال التلقي عن الله تعالى.

والكتاب بيان جميل مكتمل عن أعظم نص في الأرض، وهو نص أجمل أكمل،  لكنه للأسف لا يؤبه له من أمة تحمله، ولو قد أبهت به لقد تغير وجه التاريخ.

كتابٌ هو فصل المقال للناظرين العالمين، كتبه قلم المهدي، بلسان عربي مبين، برهن بجدارة كاملة أن الله وهبه وحي العربية، وبرهن أن الكمال يكمن في طوايا كل كلمة من كلمات الفاتحة، لذا فهي مفتاح الكمال.

كتاب يعلمك كيف تجد الله، ليثبت (أنه موجود) ثبوتا كاملا.

في الفاتحة فتح روحاني، ناشئ عن منظومة متكاملة، إذ أنك تجد الله المعين الهادي الحق بعد الذوبان في قولك إياك نعبد وإياك نستعين.

وقولك إياك نعبد هو نتيجة لأنك رأيت ووجدت وشاهدت من ترتيب وتنسيق الفاتحة، ووضعها إزاء الكون المحيط بنا، أن الله هو رب العالمين والرحمن والرحيم ومالك يوم الدين.

وذلك هو تصديق الحمد لله، فمحامده لها آيات من تتالي مطر الربوبية فالرحمانية فالرحيمية هي ترجمة كماله وجماله وكمال جلاله. والصراط المستقيم هو الكمال الإنساني جمالا وحسنا وإحسانا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك