رسالة أمير المؤمنين أيده الله إلى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو
  • طاعة القادة للأنبياء يمكن أن يجنب الكثير من الكوارث.
  • تحذير امير المؤمنين للرئيس الإسرائيلي من عواقب الهجوم على ايران.
  • نصيحة أمير المؤمنين لتجنب الحرب بدلا من الدفع إليها ودعم قصده بالدليل من المزامير.

__

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله  ورحمته    هو الناصر

السيد بنيامين نتانياهو رئيس حكومة إسرائيل،

26/02/2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد بعثت إلى رئيس الدولة السيد شمعون بيرس قبل أيام رسالة فيما يتعلق بالوضع العالمي الذي لا يبشر خيرا.

حيث إن التطورات في هذا الأمر متلاحقة ومقلقة، ورأيت من المناسب أن أشرككم بندائي هذا، لكونك تقف على رأس متخذي القرار في بلادكم.

إن تاريخ شعبكم مرتبط بالوحي والنبوة ارتباطًا كبيرا، بل قد أثبت التاريخ أن الأنبياء في بني إسرائيل قد تنبأوا بشكل دقيق عن مستقبل شعبكم، وكان الانحراف عن توجيهات الأنبياء والغفلةُ عن هذه النبوءات سببًا فيما تعرّضَ له هذا الشعب من صعوبات وكوارث. وكان من الممكن تجنُّب كثير من الكوارث لو وُفِّق قادة شعبكم لطاعة هؤلاء الأنبياء. لذلك فلعله من الأنسب لكم أن تركّزوا على هذه الأنباء والتوجيهات أكثر من غيركم.

وبصفتي خليفةً للإمام المهدي الذي هو خادم النبي الذي بُعث رحمةً للعالمين، والذي بُعث في إخوة بني إسرائيل لبني إسرائيل مثيلاً لموسى (التثنية 18:18)، فمن واجبي أن أنقل رسالة الله لكم آملاً أن تكونوا من السعداء الذين يستجيبون لنداء ربهم وينجحون في تلمُّس طريقهم بناءً على هدي الله الذي بيده ملكوت السماء والأرض.

نسمع في هذه الأيام في الأخبار أنكم تُعدّون للهجوم على إيران، ولكني أرى أن النتائج المروعة للحرب العالمية الثانية ماثلة أمام أعينكم حتى اليوم، إذ راح ضحيتها الملايين من الناس، إلى جانب مئات الآلاف من اليهود أيضا. وكرئيس حكومة، مِن واجبكم أن تعملوا على حماية أرواح شعبكم، لأن الأوضاع المتغيرة في العالم تدلّ على أن الحرب الآن لن تبقى بين دولتين، بل سوف يتكتّل العالم في كتلتين متضادتين، وهناك خطر كبير لنشوب حرب عالمية أخرى تشكّل خطرًا على كل يهودي ومسيحي ومسلم، وستبدأ سلسلة طويلة من إبادة الناس وهلاكهم، وتُسفر هذه الحرب عن خلق أجيال من المعوّقين والمشوَّهين، لأن هذه الحرب ستكون نوويةً حتمًا.

لذا ألتمس منكم أن تبذلوا كل ما في وسعكم لتجنُّب  الحرب بدلاً من دفع العالم إليها، وتسعوا جاهدين لحلّ المشاكل بالمفاوضات بدلاً من القوة، لكي لا نُهدي لأجيالنا القادمة إعاقاتٍ أو تشويهات، بل نُهدي لها مستقبلاً مشرقا.

أحاول الآن إيضاح قصدي على ضوء ما ورد في تعاليم كتبكم، إذ ورد في المزامير:

“لا تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلا تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ، فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلا تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ. كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ، وَلا تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ، لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ، وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. بَعْدَ قَلِيلٍ لا يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ في مَكَانِهِ فَلا يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ في كَثْرَةِ السَّلامةِ.” (اَلْمَزَامِيرُ 37 : 1-11)

وكذلك ورد في التثنية: “لا يَكُنْ لَكَ في كِيسِكَ أَوْزَانٌ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. لا يَكُنْ لَكَ فِي بَيْتِكَ مَكَايِيلُ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. وَزْنٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، وَمِكْيَالٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ عَمِلَ ذلِكَ، كُلَّ مَنْ عَمِلَ غِشًّا، مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ.” (التَّثْنِيَة 25 : 13-16)

لذا من واجب حكّام العالم عمومًا، وواجبِكم خصوصًا أن تتخلّوا عن فكرة السيطرة والتسلط بالقوّة، ولا تتسبّبوا في ظلم المستضعفين، بل عليكم أن تسعوا لنشر العدل والسلام وتدْعوا إليهما، فإن هذا سوف يضمن لكم السلام والصيت الحسن في العالم، كما يضمن السلام العالمي.

أدعو الله تعالى أن يوفقكم أنتم وغيركم من الحكام لتتفهموا ما أقول، وأن تراعوا مكانتكم وتؤدوا واجبكم. آمين.

باحترام

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية

Share via
تابعونا على الفايس بوك