رسالة أمير المؤمنين أيده الله إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز
  • مكانة مكة المكرمة والمدينة المنورة، أقدس بقعتين في العالم، عند المسلمين.
  • طلب أمير المؤمنين من الحاكم بذل الجهد لإحلال السلام والتكاتف معا بغض النظر عن الاختلافات العقائدية.
  • استغلال النفوذ والتأثير لإنقاذ العالم من الدمار.

__

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته    هو الناصر

لندن 10/4/2012

خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرّني أن أتوجّه إلى جلالتكم بخطابي هذا الذي يتضمن أمرًا في غاية الأهمية. إنكم تتمتعون بفضل الله بمقام عظيم بين الشعوب الإسلامية لما منَّ الله تعالى به عليكم من هذا اللقبين العظيمين. ولِمَ لا، ففي أرض بلادكم المقدسة تقع مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتان هما أقدسُ بقعة في العالم عند المسلمين وأحَبُّها وأعَزُّها عليهم، واللتان حبُّهما جزء من إيمانهم، كما أنهما مركزان لتطورهم الروحاني، وبسببهما تتمتعون في العالم الإسلامي كله بمكانة لا مثيل لها. وهذه المكانة العظيمة تقتضي من جلالتكم القيامَ بتوجيه الأمة الإسلامية إلى الصواب، كما تفرض عليكم خلْقَ جوٍّ من السلام بين البلدان الإسلامية وجوٍّ من الحب والوئام بين مسلمي العالم وإرشادهم إلى العمل بقول الله تعالى فيهم: رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (الفتح 30).

كما تفرض هذه المكانة العظيمة عليكم بذل جهودكم لإحلال السلام في العالم لما فيه خير الإنسانية جمعاء.

إنني بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية وخليفةً لإمام هذا العصر سيدنا المسيح الموعود والمهدي المعهود –عليه الصلاة والسلام- ألتمس منكم -بغضّ النظر عما يوجد بين الجماعة الإسلامية الأحمدية وبين باقي الفرق الإسلامية من بعض الاختلافات العقائدية- أن نتكاتف لبذل الجهود لإرساء السلام في العالم ولإطْلاعِه على تعاليم الإسلام السمحة الداعية إلى الحب والوئام أكثرَ فأكثر، ولكي نزيل بذلك التصوراتِ الخاطئة عن الإسلام التي هي منتشرة في البلاد الغربية وسائر العالم. ويجب ألا يمنعنا ما يوجد بين الأمم والأديان أو الفِرق من عداء وخلافات عن التمسك بالعدل والإنصاف عملاً بقوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ (المائدة 3)

إن هذا المبدأ الذهبي هو الذي علينا أن نضعه في الحسبان دائما لكي نؤدي واجبنا لتقديم جمال الإسلام للعالم.

إنني أقول ذلك معبِّرًا عن بالغ مشاعر الألم والـحُرقة للأمة الإسلامية، ملتمسًا من جلالتكم أداء دوركم الهام بهذا الشأن نظرًا إلى مكانتكم العالية التي بوّأكم الله إياها.

إن القوى الغربية في هذا العصر تبذر بذور الكراهية ضد الإسلام للنيل من مكانة نبينا صلى الله عليه وسلم العظيمة، وتشويهًا لتعاليم الإسلام الجميلة. إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتفاقم يوما فيوما، كما أن بوادر الصراع بين إسرائيل وإيران تزداد وتيرتها بسرعة، وهذا يقتضي أن تلعبوا دوركم بسرعة لنزع فتيل هذه النزاعات بصفتكم قائدًا عظيما للأمة الإسلامية. أما فيما يتعلق بالجماعة الإسلامية الأحمدية فإنها تسعى دائمًا للحيلولة دون الجهود التي تُبذل لنشر الكراهية ضد الإسلام وتأجيج الصراعات كلما وجدتْ فرصة لذلك في أي مكان في العالم، ولكن السلام لا يمكن أن يحلّ إلا إذا بذلت الأمةُ الإسلامية كلها جهودها متكاتفة. لذا فإني ألتمس منكم أن تبذلوا كل ما أوتيم من قوة بهذا الصدد، وذلك أنه إذا كان نشوب الحرب العالمية الثالثة هو القَدَر المقدور من عند الله تعالى فلا نريد أن تبدأ شرارتها من البلدان الإسلامية، لكي لا تتّهم الأجيالُ القادمة الأمةَ الإسلامية أو أيَّ بلد إسلامي بأنهم كانوا هم السبب في نزول هذا الدمار في العالم، والذي سوف تعاني منه الإنسانية لعشرات العقود. ولا شكّ أن الحرب العالمية القادمة ستكون نووية، وقد رأينا نموذجًا بسيطًا من الدمار النووي في الحرب العالمية الثانية من خلال ما حل بمدينتين في اليابان.

فأرجو من جلالتكم أن تستغلّوا نفوذكم وتأثيركم لإنقاذ العالم من هذا الدمار. أيدكم الله ونصركم. آمين

مع أطيب الأماني لكم ولأمتنا الإسلامية، داعيًا الله تعالى أحرَّ الدعاء للأمة كلها بالاهتداء إلى الصراط المستقيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية

Share via
تابعونا على الفايس بوك