ترجمة رسالة أمير المؤمنين أيده الله إلى رئيس جمهورية إيران الإسلامية محمود أحمدي نجاد

ترجمة رسالة أمير المؤمنين أيده الله إلى رئيس جمهورية إيران الإسلامية محمود أحمدي نجاد

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • عدم استقرار المنطقة الشرقية والحروب الصغيرة فيها
  • إن لم تتشبث الدول الإسلامية بتعاليم محمد المصطفى ستخوض حربا نووية لا طائل لها فيها

__

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله  ورحمته    هو الناصر

فخامة رئيس جمهورية إيران الإسلامية

محمود أحمدي نجاد

7/3/2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في ضوء الوضع الخطير الذي تشهده الساحة العالمية، أرى من الضروري أن أكتب إليكم بصفتكم رئيسا لجمهورية إيران الإسلامية، وبيدكم زمام اتخاذ القرارات التي يمكن أن تؤثر سلبا في بلدكم بصفة خاصة والعالم بأسره بصفة عامة. يشهد العالم حاليا موجة من الاضطراب وعدم الاستقرار، وقد اندلعت حروب على مستوى صغير في بعض الأماكن، وفي أماكن أخرى نرى القوى العظمى قد تدخلت وتتظاهر بأنها تعمل على إحلال السلام. وقد تورطت كثير من الدول في هذه المأساة إما معارِضةً أو مساندة لدول أخرى، وفي هذا الخضم لم تُراعَ متطلبات العدل المطلق، وبالتالي وبكل أسف نرى أن فتيل حرب عالمية ثالثة قد أُشعِل، خصوصا أن الدول الصغيرة والعظمى لديها قدرات نووية فتاكة. وفي ظل اشتعال الأحقاد والضغائن فيما بينها نرى أن هذه الحرب حتمية وتبدو شاخصة أمام أعيننا.

وكما تعلمون فإن توفر هذه الأسلحة يعني أن الحرب العالمية الثالثة سوف تكون حربا نووية فتاكة لا يحمد عقباها وستؤدي إلى كارثة ذات عواقب طويلة المدى ستسبب في ولادة أجيال ذات عاهات وإعاقات.

إن إيماني الراسخ واتباعي الكامل للنبي الكريم    الذي أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين لإحلال السلام في العالم، يفرض عليَّ أن أتصدى لهذا المصير الفتاك. وحيث إن إيران لديها قوة لا يُستهان بها عالميا، فلقد أصبح لزاما عليها أن تلعب دورها لمنع وقوع الحرب العالمية الثالثة. إن القوى العظمى تتصرف بدون أدنى شك بمعايير مزدوجة. ولقد تسببت مظالمهم في انتشار الاضطراب وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المعمورة. ومع ذلك لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن بعض الجماعات الإسلامية تتصرف بشكل غير لائق يتعارض مع تعاليم الإسلام. وقد استغلت القوى العظمى هذا التصرف واستعملته ذريعةً لتحقيق مآربها ومصالحها مستغلة الدول الإسلامية الفقيرة. وبالتالي، فإنني أطلب منكم مرة أخرى، أن تركزوا كل جهودكم وطاقتكم في سبيل إنقاذ العالم من الحرب العالمية الثالثة.

لقد علمنا الله عز وجل في القرآن الكريم أنه إذا كان للمسلمين أي عداوة مع بلد آخر فيجب علينا أن نتصرف وفق العدل المطلق، حيث يعلمنا عز وجل في سورة المائدة:

وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ (الآية: 5)

وفي نفس السورة نجد التعليم التالي للمسلمين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ   (الآية: 9)

وبالتالي يجب علينا أن لا نعادي دولة أخرى بناء على عداوات قديمة وبغضاء وكراهية. أنا أعرف أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود ووجهت كل أنظارها تجاه إيران. فمن حقكم أنه إذا هاجمتكم أي دولة أن تدافعوا عن أنفسكم. ومع ذلك يجب أن تُحل الخلافات قدر المستطاع من خلال المفاوضات والوسائل الدبلوماسية.

بكل تواضع أقدم لكم طلبي هذا راجيا أن تلجؤوا للحوار لحل النـزاعات بدلا من استخدام القوة. إن السبب الذي فرض عليَّ تقديم هذا الرجاء هو أنني من أتباع ذلك الشخص المختار من الله عز وجل الذي بُعث في هذا العصر خادما صادقا للنبي محمد    والذي أعلن أنه المسيح الموعود والإمام المهدي. ومن أهم مهامه جلب الناس إلى خالقهم وتقريبهم منه عز وجل وإقامة حقوق الناس بالطريقة التي علمنا إياها سيدنا محمد المصطفى    الذي أرسله الله رحمة للعالمين.

ندعوه عز وجل أن يُوفق الأمة لفهم فحوى هذه التعاليم الجميلة.

والسلام

المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية

Share via
تابعونا على الفايس بوك