حقيقة الدعاء
  • إصلاح الرجال بخلق الكرب والقلق من الله تعالى.
  • آخر حربة تقتل الدجال.
  • أول وسيلة لآدم لدفع وبال الذنب والنكال.

__

الدعاء هو الفارق الأعظم بين الأبرار وبين الأشرار، وهو سرٌّ عظيم بين الله وبين عبده المختار. وإنَّ عبادَ الرحمان إذا أُوذُوا  كلَّ الإيذاءِ، ولُطِمُوا من أيدي السفهاء، فآخِرُ ما يُقضى به بينهم وبين أعدائهم هو الدعاءُ. وهو الذي ترتعد به الأرض وتنفطر به السماء. وقد جرت عادة الله أنه إذا بلغتْ جرأةُ جنودِ الشيطانِ بمقابلة عباد الرحمن منتهاها، واشتعلت نارُه وامتدَّت لَظاها، يخلق قلقًا وكربًا في قلوبِ عباده المرسلين لإصلاح الرجال، فيبتهلون قائمين وساجدين أشدَّ الابتهالِ، ويستفتحون من الله ذي الجلال، ويُقبِلون على حضرته كل الإقبال، فيُقضى الأمر ويُخاب كل جبَّارٍ عنيدٍ كان من حُماة الضلال.

واعلموا أن الدعاءَ آخر حربةٍ يَقتل الدجالَ، كما كان هو أول وسيلةٍ لآدم فدفع وبال الذنب والنكال. فهو الأول وهو الآخر، ولولا هو لهلك آدم في الأول، ولهلكت ذراريهِ في المآل.

وإن الدعاءَ من أعظم علامات الأولياء، ولا يُرَدُّ قط إذا صدر مع شرائطه وليس كمثله شيءٌ من الأشياءِ. والأسف كل الأسفِ أن أكثرَ الناسِ لا يعلمون حقيقتَهُ، ولا يسلكون مسلكَهُ، فينكرون شأنه، بما لا يرون لمعانَهُ. فذهب بعضهم أن الدعاءَ ليس بشيءٍ يُرجى منه دفعُ البلاءِ، وأن الكائنَ كائنٌ ولو بالدعاء أو من غير الدعاءِ.

فالحقُّ والحقَّ أقولُ إنَّ هذا الرأيَ لا يقبله تجارب الداعينَ الـمُخلصين، وإنهم رأوا في الدعاء ردَّ البلاءِ، فصاروا بعد كثرة الرؤيةِ من المُستيقنينَ. وإن القياسَ المجرد لا يقاومُ التجربةَ.

(من أوراق سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام)

Share via
تابعونا على الفايس بوك