فأي إسلام تريدونه يا معشر الكرام؟
  • مطال انتظار المطلوب
  • أنواع البلايا الإسلامية والفِرق
  • من القادر على تأليف الفُرقة؟
  • حقيقة النفخ في الصور

__

انظروا أيها المنتظرون الغالون، هل وجدتم ما أردتم وما تطلبون؟ وهل أنتم على ثقة من أمر تعتقدون؟ وهل اطمأنّت عليه قلوبكم أيها المعتدون؟ بل تنصرون النصارى وتؤيّدون. وارتدّ كثير من الناس بأقوالكم فلا تتركون هذه الكلم ولا تنتهون. ثم أنتم تقولون إنّا نجهد كل الجهد للإسلام، فأي إسلام تريدونه يا معشر الكرام؟ أتريدون إسلام الشيعة أو إسلام البياضية، الذين لا نجاة عندهم من دون ورد اللعنة؟ أو تعنون من هذا اللفظ الفرقة الوهابية، أو المقلّدين أو المعتزلة، أو تعنون إسلام الطبيعيين الجاحدين بالملائكة والجنة والنار والبعث وخوارق الأنبياء، واستجابة الدعاء، والضاحكين على الصوم والصلاة والمؤثرين طرق الأهواء، أو إسلام آخر في قلبكم ما أعثرتم عليه أحدًا من الأحبّاء والأعداء؟

أيها الأعزة فكّروا في أنفسكم ما حالة الزمان، وقد افترق الأمة إلى فِرَقٍ لا يُرجى اتحادهم إلاّ من يد الرحمن. يُكفّر بعضهم بعضا، وربما انجرّ الأمر من الجدال إلى القتال، ففكّروا.. أتستطيعون أن تُصلحوا ذات بينهم وتجمعوهم في براز واحد بعد إزالة هذه الجبال؟ كلا.. بل هي أقوال لا تقتدرون عليها. أتقدرون على فعل هو فعل الله ذي الجلال؟ ولن يجمع الله هؤلاء إلاّ بعد نفخ الصور من السماء، وإذا نُفخ في الصور فجُمعوا جمعًا، فليسمع من يستطيع سمعا. ولا نعني بالصور ههنا ما هو مركوز في متخيّلة العامّة، بل نعني به المسيح الموعود الذي قام لهذه الدعوة. وليس صور أعز وأعظم من قلوب المرسلين من الحضرة، بل الصور الحقيقي قلوبهم تنفخ فيها ليجمعوا الناس على كلمة واحدة من غير التفرقة. وكذلك جرت سُنّة الله أنه يبعث أحدًا من الأمّة لإصلاح الأمّة، وليجذب الناس به إلى سبله المرضية ولا يترك الحق كالأمر الغمّة”.

(الهدى والتبصرة لمن يرى، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 385-389)

Share via
تابعونا على الفايس بوك