في ظلال دلالات تجري من تحتها الأنهار
  • لكل نبي أعداء يثيرون العامة ضده ويحيكون المكائد.
  • أيهما أفظع جريمة الكِبر أم الغفلة؟
  • شهادة المؤمنين بحق القرآن الكريم وهم تحت صنوف العذاب.
  • دعوة القرآن الكريم الجميع إلى السَّلم.
__

قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى الله بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (27)

شرح الكلمات:

مَكَرَ: مكَره: خدَعه. مكَر اللهُ فلانًا: جازاه على المكر. قيل: المكرُ صرفُ الإنسان عن مقصده بحيلة، وهو نوعان: محمود يُقصَد فيه الخيرُ، ومذموم يُقصد فيه الشرُّ (الأقرب).
فأتى اللهُ بنيانَهم: أتاه: جاءه: أتى الأمرَ: فعَله. أتى المكانَ: حضَره: أتى على الشيء: أنفدَه وبلَغ آخرَه. أتى عليه الدهرُ: أهلكه (الأقرب).
خرَّ: سقَط سقوطًا يُسمَع منه خرير. وخرَّ الحجر: صوَّت منحدرًا (الأقرب).
القواعد: قواعد البيت: أساسُه (الأقرب).

التفسيـر:

يقول الله : إن إثارة العامة ضد محمد تضليلاً وتعتيمًا ليس بأمرٍ بِدْعٍ من هؤلاء الكفار، إذ ما زال هذا دأب أعداء الحق ضد كل نبي في كل عصر، ولكن مكائدهم لم تنجح أبدًا بل انقلبت عليهم.
ما ألطَفَ هذا البيانَ وما أروعَه! لقد سجل القرآن الكريم من قبل اعتراض الكفار بأن محمدًا لم يأت بشيء جديد، وإنما يقول ما يقول نقلاً عن الأولين، فرد الله عليهم بالأسلوب نفسِه قائلاً: صحيح أن كثيرًا مما يقوله هذا النبي هو نفس ما قاله الأنبياء السابقون، وتظنون أنه يقول هذا تقليدًا لهم، ولكن ألا تفكّرون أنكم أيضًا تقلّدون أعداء الرسل الأولين إذ ترتكبون ضده نفس الشرور والمكائد التي ارتكبها هؤلاء ضد رسلهم. فلو كان وحيه تقليدًا للرسل الأولين، فهو تقليد محمود، ولكن تقليدكم مذموم، لأنه تقليد الأشرار. فلا يمكن أن تفرّوا بهذه الحجة من مواجهة الموقف أيضًا، لأن رسولنا يقلد الذين فازوا في هدفهم في آخر المطاف، ولكنكم تقلدون قومًا كان مصيرهم الهلاك، فلا شك أنكم الخاسرون في كل حال. إن أعداء الحق في الماضي أيضًا قاموا – مثلكم – بتأليب العامة على رسلهم، زاعمين أن ما يقولونه إنما هو تقليد لمن قبلهم، فهل استطاعوا بمكائدهم أن يحولوا دون انتشار تعاليم أنبيائهم؟ وهل نجحوا في تدميرهم وإهلاكهم؟ كلا، بل كانوا هم الهالكين.
ثم وصف العذاب الذي دمّر أعداء الحق فقال: فأتى اللهُ بُنيانَهم من القواعد فخرّ عليهم السقف .. أي أنه تعالى أنزل عليهم العذاب الذي هدّ مبانيهم من أسسها فسقطت الجدران مع السُقف.. والمراد أن كلهم – أسيادًا وأتباعًا – هلكوا أجمعين؛ فالجدران أي الأتباع الذين كانوا يعتمدون على الأسياد سقطوا على وجوههم أي على أسيادهم كما تسببوا في هلاكهم أيضًا. فلا تغتروا، يا أعداء محمد، بما تتمتعون به من نفوذ وسلطان على العامة، لأنه حين يأتي عذاب الله فلن تنفعكم السلطةُ ولا النفوذ شـيئًا، بل سيدمَّر نظامكم، ويسـقط الأسياد مع الأتباع، بل إن الأتبـاع هم الذين يتسـببون في هلاك الأسـياد.
ثم أخبر أن العذاب فاجأ الكفار بشكل خارق دائمًا، حتى إن أئمة الكفر أيضًا لم يشعروا بقدومه إلا بعد أن داهمهم، لأنه جاءهم بطرق لم تخطر ببالهم.
علمًا أن تعبير ’’إتيان الله الكفارَ‘‘ يعني في القرآن الكريم دائمًا نزول عذاب الله عليهم. ولكن البهائيين يستنتجون من هذا التعبير القرآني وما شاكلَه استنتاجًا خاطئًا حيث يقولون: لقد أكد القرآن أن الله نفسه سيأتي، وها قد ظهر الله الآن في شخص ’’البهاء‘‘. ولكن الحق أن هذا التفسير البهائي يخالف تمامًا فحوى القرآن الكريم كما هو واضح من هذه الآية بكل جلاء. إن تفسيرهم مقبول في صورة واحدة فقط، وذلك إذا اعتبرنا ’’البهاء‘‘ عذابًا لأهل هذا الزمن. ولا اعتراض عندنا على اعتبار ’’البهاء‘‘ تجليًّا قهريًّا من عند الله تعالى، لأنه يعذّب الغافلين عن دينه بما يزيدهم غفلةً وعمايةً.
هذا، وبسرد أحداث الأمم السابقة حذّر الله أهل مكة أن نظامهم منخور من داخله، وموشك على الانهيار بنفسه؛ فأنَّى لهم أن يدمروا النظام الذي جاء به محمد ؛ كلا، بل إن بناءهم هو الذي سينهار بجدرانه وسقفه وهم ينظرون. ويعلم الذين لهم إلمام بالتاريخ أن المكيين كانوا في الظاهر غالبين حتى بيوم واحد قبل فتح مكة، ولكن الوضع انقلب فجأةً، وانهار بناؤهم على الأرض كلية.

ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (28)

شرح الكلمات:

ثُمَّ: حرفُ عطفٍ يدل على الترتيب والتراخي، ربما أدخلوا عليه التاءَ كما قال:
ولقد أمرُّ على اللئيم يسبّني فمضيتُ ثُمّتَ قلتُ لا يعنيني (الأقرب)
يوم: اليومُ مِن طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ الوقتُ مطلقًا (الأقرب).
يُخزي: أخزاه: أوقعَه في الخِزي أو الخِزاية وأهانَه. أخزى الله فلانًا: فضَحه. والخزي: الهوانُ؛ العقابُ؛ البعدُ؛ الندامةُ، وأصل الخزي: ذُلٌّ يُستحيا منه (الأقرب).
تُشاقُّون: شاقَّه: خالَفَه وعاداه (الأقرب).

التفسـير:

في بعض الأحيان ينـزل بالإنسان مصيبة تُلحق به الضرر، ولكنها لا تسبب له أي عار أو إهانة، وأحيانًا يحل به خطب لا يُهلكه ولكن يهينه ويخزيه. يقول الله تعالى: إننا سوف نصبّ على أعداء نبينا الكريم عذابًا يفضحهم ويدمرهم أيضًا.

فليس المراد منه أن تلك الأنهار تجري تحت أرضية الجنة، بل المعنى أن تلك الأنهار الجارية ستكون خاضعةً لنظام أهل الجنة كليةً ولن ينازعهم فيها أحد؛ …. فلن يتمنوا إلا ما سينالونه حتمًا، إذ تخلو قلوبهم من كل طمع وجشع، وتكون محفوظة من نار الحسد، وتتطهر من كل دنس ورجس.

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)

شرح الكلمات:

السَّلَم: الاسمُ من التسليم بمعنى السلام؛ الاستسلامُ (الأقرب).
بَلَى: جوابٌ للتحقيق، توجب ما يقال لك لأنها تركٌ للنفي، فإذا قلت لزيد: أليس عندك كتاب، فقال ’’بلَى‘‘ لَزِمَه الكتاب، وإن قال ’’نَعم‘‘ فلا يلزمه (الأقرب).

التفسيـر:

لقد صرح الله هنا أن هذا العذاب إنما يصيب أولئك الكفار الذين يصرون على الكفر حتى الموت، حيث بيّن بقوله ظالمي أنفسهم أن هؤلاء يُفنون أعمارهم ظالمي أنفسهم وهم يحسبون أنهم يؤذون النبيين؛ فمثلهم كمثل الوحش الذي لا يبرح يلعق الحجر فيجرح لسانه، ظنًّا منه أن لذةَ الدم الذي ينـزف من لسانه إنما هي طعم الحجر، فلا ينفك يلعقه حتى يفقد لسانه كله.
والسَّلَم هو الصلح، لأنه يؤدي إلى سلامة كل من الفريقين من شر الآخر. والمراد من قوله تعالى فأَلقَوُا السَّلَمَ أنهم حين يرون العذاب لن يجدوا لهم مهربًا، فيدعون إلى التصالح.
وأما قولهم ما كنا نعمَل من سوء فلا يعني – عندي – أنهم لن يعترفوا بتورطهم في الشرك، بل المراد أنهم لن يستطيعوا عند رؤية العذاب أن ينكروا عبادتَهم لآلهتهم، لذلك سوف يبررون أعمالهم الوثنية بقولهم:لم نعملها بنية سيئة إنما عملناها بحسن النية. وهذا ما نراه في الدنيا أيضًا، فإن المشركين يقولون لدى عجزهم عن دحض براهين أهل التوحيد: لا نسجد للأصنام وغيرها باعتبارها آلهةً، وإنما نفعل ذلك تركيزًا لتفكيرنا، وإلا فإننا لا نعبد إلا الله وحده! ويرد الله عليهم بقوله: بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون .. أي ليس قولكم هذا إلا عذرًا واهيًا، لأننا أعلم بأي نية كنتم تعبدون آلهتكم الباطلة، بل كنتم مشركين، لأنكم لو كنتم تبحثون عن الله بصدق النية لما لجأتم إلى هذه الطرق الزائفة.
وقد يكون المراد من قولهم: ما كنا نعمَل مِن سوء أننا بذلنا كل ما أوتينا من فطنة وذكاء، ولم نفعل ما فعلناه إلا ظنًّا منا أنه الحق؛ فيرد الله عليهم: إنكم كاذبون. إذ لو كنتم في الواقع صادقي النية في أفعالكم لهديناكم طبقًا لسنتنا المستمرة: والذين جاهَدوا فينا لنَهدينّهم سبلَنا (العنكبوت: 70). فلو بحثتم عنا بحسن النية لما سلكتم طريقًا خاطئًا، بل لتولَّينا هدايتَكم إلى صراطنا المستقيم. فلا يمكن أن تنجوا من العقاب بتقديم هذا العذر الواهي.

فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (30)

شرح الكلمات:

جهنم: دارُ العقاب بعد الموت. راجع لمزيد التفصيل تفسير الآية رقم 19 من سورة الرعد.
بِئْسَ: كلمةُ ذمٍّ، وهي فعل ماضٍ جَمَدَ لإخراجه عن موقعه، فهو محوَّلٌ عن بَؤُسَ الرجلُ أي أصاب بؤسًا، وحَقُّ فاعِلِه أن يكون مقرونًا بلام الجنس أو مضافًا إلى مقرون بها، وقد يُضمَر مفسَّرًا بنكرة منصوبة على التمييز أو بما النكرة نحو: بئسَ رجلاً زيدٌ، وبئسَ ما زيدٌ (الأقرب).
مَثْوَى: الثَّواء والمثوى: الإقامةُ مع الاستقرار (المفردات). المثوى: المنـزل (الأقرب).

التفـسير:

لقد أكد الله تعالى في هذه الآية أيضًا نفسَ الموضوع السابق بأن المتكبر – أي الذي يصر على رفض الحق بعد معرفته بسبب نية شريرة ويقول: كيف يمكن أن أكون من الأقزام باتباع النبي – لا بد أن يعاقَب بأشد مما يعاقَب به مَن يكفر غفلةً وتهاونًا لا بنية شريرة، ذلك أن جريمة الكِبر أبشع من الغفلة. فكلمة بِئْسَ بيّنت الفرق بين شناعة الجريمتين.

وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (31)

شرح الكلمات:

خيرًا: الخيرُ: وِجدانُ الشيء على كمالاته اللائقة؛ وقيل: حصولُ الشيء لما من شأنه أن يكون حاصلاً له.. أي يناسبه ويليق به؛ المالُ مطلقًا؛ الكثيرُ الخيرِ (الأقرب).
نِعْمَ: فعلٌ غير متصرف لإنشاء المدح (المنجد).

التفـسير:

تبيّن هذه الآية وجهة نظر المؤمنين تجاه القرآن الكريم، وتخبرنا بأية نظرة كانوا ينظرون إليه.
قد يقال هنا: كان هؤلاء مسلمين، فما قيمة شهادتهم في حق القرآن الكريم؟ والجواب أنهم أدلوا بهذه الشهادة في مكة حين كانوا هدفًا لصنوف التعذيب والعدوان، يخافون على حياتهم؛ فتصديقهم للقرآن الكريم ونظرهم إليه بهذه النظرة في تلك الظروف الحرجة الحالكة لشهادة قوية على صدقه.
أما قولهم خيرًا فالمراد منه أن هذا القرآن قد نزل على كمالاته اللائقة المناسبة.. أي أن كل ما ينبغي توافره في أي كتاب سماويٍّ لموجودٌ في القرآن بتمامه وكماله؛ أو المعنى: أننا وجدنا القرآن أفضلَ مما كنا نتوقعه.
لقد أخبرنا الله تعالى باستخدام كلمة أَحسَنوا أن زاوية النظر تلعب دورًا كبيرًا في أعمال الإنسان؛ فأحد هذين الفريقين نظر إلى القرآن الكريم على أنه أساطير الأولين، فلم يُلق لإنذاره بالاً، فهلك؛ بينما اعتبره الفريق المؤمن خيرًا، فاتبعه بصدق، فدخل به نعمَ الدار التي جاء وصفها في الآيات التالية.

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي الله الْمُتَّقِينَ (32)

شرح الكلمات:

جَنَّاتُ عَدْنٍ: أصلُ الجَنّ سَترُ الشيء، يقال: جنَّه الليلُ: ستَره. والجَنةُ: كلُّ بستان ذي شجر يستُر بأشجاره الأرض. وقد تُسمى الأشجارُ الساترة جَنةً. وسُميت الجَنة إما تشبيهًا بالجنة في الأرض وإن كان بينهما بَون، وإما لسَتْرِه تعالى نِعمَها عنا المشارَ إليها بقوله تعالى فلا تعلَم نفسٌ ما أُخفيَ لهم مِن قرة أعين (المفردات).
وعدَن بالمكان عَدْنًا: أقام به. عدّن البلدَ: توطَّنَه؛ قيل: ومنه جناتُ عَدْنٍ أي جناتُ إقامةٍ لمكان الخلود (الأقرب).

التفسـير:

قوله تعالى جنات عدنٍ يعني أن دار الخير تلك سوف تبقى دائمًا، لأن كل ما هو حسن وخير يُحفَظ ويُستبقى. كما فيه إشارة إلى أن ذلك المقام خال من أي نقص أو عيب، لأن النقص هو الذي يعرّض للفناء.
أما قوله تعالى تجري من تحتها الأنهار فليس المراد منه أن تلك الأنهار تجري تحت أرضية الجنة، بل المعنى أن تلك الأنهار الجارية ستكون خاضعةً لنظام أهل الجنة كليةً ولن ينازعهم فيها أحد؛ ذلك أن الأنهار في الدنيا لا تكون بالضرورة خاضعةً لأهل الأرض أو البلد الذي تمر به، ولذلك لا يستطيعون الانتفاع بها كما ينبغي، وأحيانًا تمر الأنهار خلال أراضي بلاد عديدة مما يؤدي في بعض الأحيان إلى نشوب الحروب بينها على تقسيم المياه وغير ذلك.
ويمكن تفسير قوله تعالى ]لهم فيها ما يشاءون بالآتي:

1- أن كل رغبة لهم سوف تتحقق في الجنة، لأن مشيئة الله ستصبح مشيئة لهم، وكأنهم سيصبحون مصداقًا لقول الله تعالى وما تشاءون إلا أن يشاء الله (الإنسان: 31)؛ فلن يتمنوا إلا ما سينالونه حتمًا، إذ تخلو قلوبهم من كل طمع وجشع، وتكون محفوظة من نار الحسد، وتتطهر من كل دنس ورجس.
2- أو أنهم سيملكون التصرف الكامل في الجنات التي يسكنون فيها، فينالون كل ما يرغبون فيه من متعها ونعيمها.

Share via
تابعونا على الفايس بوك