من فرق بيني و بين المصطفى فما عرفني وما رأى
  • رحمة الله تعالى  تحيط بخير أمة في أحلك الظروف.
  • منجد الأمة في آخر الزمان موعود بالنصر المؤزر.
  • إمام الزمان يدعوكم للحق ويعيد بركة وأمجاد المصطفى مصلى الله عليه وسلم.

__

إن حالة الجفاف الروحي التي تغطي سماء العالم الإسلامي منذ فترة طويلة تسببت في قحط واسع النطاق وأجبرت الأمة على العيش في صحراء قاحلة من الإيمان. ولا شك أنها في كل يوم تُبعد عامة المسلمين باعا أو باعين عن خالقهم. فالصلوات تُؤدى على شاكلة نقرات الدجاج والأكف ترفع للدعاء مفرغة من مضمون الإيمان اليقيني. وكثيرون هم من دعوا ولم تُستجب أدعيتهم فقنطوا من روح الله لأنهم يعبدون الله طامعين في إحساناته أو خائفين من عذاب القبر والجحيم. وما أروع ما جادت به الصوفية الشهيرة رابعة العدوية موضحة الغاية المثلى للعبادة حين سُئلت عن حقيقة إيمانها، فأجابت: ما عبدته خوفا من ناره ولا حبا لجنته فأكون كالأجير السوء إن خاف عَمِل، بل عبدته حبا له وشوقا إليه.
وما كان الله ليترك خير أمة أخرجت للناس تُمحى من صفحات التاريخ وتصبح خبرًا لِكان، بل قد اختصها عز وجل بمنقذٍ سماوي ممثل للسلطة الروحية للمصطفى ، وهو حضرة مرزا غلام أحمد القادياني وأمره الله عز وجل بصنع سفينة النجاة، وذلك بتأسيس جماعة المؤمنين التي تنعم بآليات الحياة الروحية والحصانة الربانية. وللالتحاق بهذا الركب السماوي وامتطاء سفينة السلام لا بد من فهم مضمون الإيمان الذي وضحه سيدنا أحمد بكلمات وجيزة:

’’الإيمان نور البشرية، ونور الإيمان عرفان، ومن فقدهما فهو دودة لا إنسان. من عرف السِّرّ فقد عرف البـرّ، فقوموا وتحسّسوا اللُّبّ الذي هو باطن الباطن ومعنى المعنى ونور النور، ولا تفرحوا بالقشور‘‘.

وقد يستغرب البعض.. لماذا حظي حضرته بالوعود بالنصر المبين وبمقام روحي سام. غالبا ما تُقاس عظمة القائد بطبيعة المهام الموكلة له وبأدائه لها بأحسن وجه. فلا يُعقل أن تُعطى سلطة الذود عن البلد لجندي بسيط، مع العلم أنه يفتقد الخبرة والحنكة في التخطيط واتخاذ القرارات. بل غالبا ما يُختار قائد باسل ذو خبرة وحنكة في التخطيط والتنفيذ. ومن الحكمة أيضا أن يُطبق نفس المبدأ على من سيدافع عن حياض الدين الحنيف أي ذلك الإمام الهُمام الذي وُعدتْ به الأمة. ونودّ أن نؤكد هنا أن سلسلة الألقاب الدينية التي خُص بها حضرته لها دلالات عظيمة وجميعها تبرز مقاما روحيا واحدا.

إذا كان الخادم على ما هو عليه من أخلاق ومعارف فما بالكم بالسيد الذي تعجز الأقلام عن وصف خصاله ومكارم أخلاقه!!

ولا شك أن لقب الإمام المهدي لا يشير إلى إمام الصلاة بل للإمامة المشار إليها في القرآن الكريم.. ذلك اللقب الذي أعطاه الله لأنبيائه

وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (الأنبياء:73 و74 )

أي بوّأْناهم مقام النبوة وأيدنا كل خطواتهم بالوحي كي يهدوا الناس بتوجيه ورعاية من الله وليس من محض أنفسهم. وبناء على هذا كان كل واحد من زمرة الأنبياء إماما مهديا بأتم معنى الكلمة. ولم يتوقف إبراز مقام خادم الرسول الكريم منقذ الإنسانية إلى هذا الحد بل أشارت الأحاديث بكل جلاء أنه خليفة الله المهدي. ولا خلاف أن خليفة الله هو اللقب الذي أُعطى للأنبياء أيضا في القرآن الكريم

يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ (ص: 27).

كما أكدت الأحاديث المتواترة على أن بيعة حضرة المسيح الموعود واجبة. ونود أن نؤكد أنه . أُمر من الله أن يأخذ البيعة من المؤمنين بدعواه والتي هي بمثابة تذكرة السفر لامتطاء سفينة نوح هذا الزمان. ونود أن نؤكد في هذا المقام أن من يعرف المقام الروحي السامي للرسول محمد المصطفى لن يصعب عليه ملامسة المقام الروحي العظيم لسيدنا المسيح الموعود والإمام المهدي . إذ يصعب التفريق بين السيد والعبد الفاني في حب سيده. خصوصا أن كيان سيدنا أحمد ذاب في شخص الرسول الكريم وهذا ما يؤكده الحديث: ’’خُلقه خلقي‘‘ و’’يُدفن معي في قبري‘‘. أي أن خلقه سيكون ظل خلق الرسول الكريم أي التطبيق العملي للقرآن الكريم، وأن حياته ومماته يكونان متشابهين أو بالأحرى ظل لحياته ومماته . وهذا ما بينه حضرته حيث قال: ’’من فرَّق بيني وبين المصطفى فما عرفني وما رأى‘‘. كما لم ينسب أي شرف تلقاه من رب العزة لمساعيه وخدماته بل بمحض تفانيه في حب سيده ومطاعه سيدنا محمد المصطفى ، وأكد أن مقام النبوة الظلية الذي حظي به هو ظل لنبوة الرسول الكريم وجزء لا يتجزأ منها أساسه كثرة المكالمة من تبشير وإنذار لأداء مهام تجديد الدين على أحسن وجه.
عزيزي القارئ، في كل سنة من شهر آذار يُحيي أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية في كل بلد يتواجدون فيه ذكرى المسيح الموعود حيث تُلقى خطابات دينية تلامس أهم معالم وأخلاق شخصيته . فحوى هذه الندوات هو التأكيد على مبدأ واحد وهو: إذا كان الخادم على ما هو عليه من أخلاق ومعارف فما بالكم بالسيد الذي تعجز الأقلام عن وصف خصاله ومكارم أخلاقه !!
وخير ما نحتتم به هذه السطور ما قاله حضرة المسيح الموعود في هذا الخصوص: ’’كل بركة من محمد فتبارك من علَّم وتعلَّم‘‘.. فهلا طالعت عزيزي القارئ مصنفات حضرته قبل أن تحكم على دعواه؟!
هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين

Share via
تابعونا على الفايس بوك