واليوم أثبت الله وجوده مجددا ببعث المهدي عليه السلام

واليوم أثبت الله وجوده مجددا ببعث المهدي عليه السلام

فتحي عبد السلام

كاتب وباحث إسلامي
  • لقد كان دارون يقوم بأبحاثه العلمية العميقة التي كان لها تأثيراً خطيراً في الفكر الإنساني كان وقته متزامناً مع وقت بعثة المهدي عليه السلام لتجديد الدين.
  • لقد حل المسيح الموعود عليه السلام كل عقدة إلحاد وجدد الدين كله ونزل وحي من السماء مقابل الوحي العلمي.
  • لقد جاء ا لقرآن لنشر الفكر والتأمل وفتح آفاق الناس لتحرير إبداعهم.
  • لقد قطعت حكمة الله تعالى قول كل خطيب فبدلاً من النقاش والجدل مع الملحدين انظر إلى معجزات المهدي وإعجازه في تجديد الدين.
  • أحسنوا الظن بالمسيح الموعود عليه السلام وتفكروه فلم يكن الله ليضع  آياته في رجل ظالم وفاسق.

__

كان “دارون” يقوم برحلته التي كان لها تأثير خطير في الفكر الإنساني متزامنا مع الرحلة الروحية للإمام المهدي . لقد وزن الله الأمور، وقررت حكمة الله تعالى بعث المسيح الذي تنتظره البشرية جميعا.. نصير محمد .

في ذلك الوقت كان الله فيه يهب الإنسانية وعيا جديدا عن الكون، ويجدد علوما مادية، ويوحي بالأفكار التي تفك عقدا في فهم أمور فيزيائية وكيماوية، ويلهم ما شاء لرهبان الفكر المتفرغين في صوامع الاهتمامات العلمية، كي تصلح بها حياة الناس المادية، ولينتهي الأمر لما نراه الآن والناس يتصلون ببعضهم، والنفوس تتناظر وتتزاوج، وتتعارف بما يفتح لهم التعارف من آفاق روحية، أقول: وكان الله في الوقت نفسه يهب ويجدد العلوم الروحية، كي يداوي الآثار الجانبية للتقدم العلمي، وكي لا يخدع الناس من يستغل العلوم المادية ليصرفوهم عن عوالم الله الروحانية. ونزل وحي من السماء مقابل الوحي العلمي، وهذا الوحي نزل على عبد الله المتفرغ لله وذكره وتحميده، ليجذب إليه من هو على شاكلته من معادن الناس المخلصين،  وليزيل التراب الذي أهاله علماء الدين على تأويل التنزيل، وتتضح حقيقة دين الله ناصعة بالغة الجمال جذابة للقلوب.

وجاء القرآن لنشر الفكر والتأمل، ولطالما لفت النظر للدراسة وعمق تأمل معجزات الطبيعة. لقد جاء القرآن ولطالما لفت النظر لتحرير العقول من التقليد والجمود، فالقرآن إذن بداهة مع كل جهد بشري دراسي تحريري. لأنه يفتح للناس آفاق الفرص لتحرير ملكاتهم وإبراز كنوزهم الداخلية.

وبصرف النظر عما في استنتاجات “داروين” من ثغرات وأخطاء، وعما بنى عليها بعض الباحثين أمثال “ريتشارد دوكينز” من فكر وإلحاد، فقد عمل الله حسابا لكل شيء، كي يساعد البشر أن يتخلصوا من الآثار الجانبية لانكشاف أسرار العلم، الذي كانت كشوفه تبهر الألباب، فتضل بعض العقول من شدة النور المبهر.

الحق أن كشوف العلم الحديث زاد من سطوع وجود الله، لكن يبدو أن شدة سطوع وجود الله – نتيجة لآيات العلوم –  تعمى العيون المحدقة في هذه الآيات، مما يملؤها من زحمة الأشعة،  وتظلم عليها السبل لما يدهمها من زخم النور.

لقد كان من عجائب رحمة الله أنه بالتوازي مع موهبة أو مع فتنة التقدم العلمي، وضع الله معلما على وجوده مع عبد صالح، معلم يوجب تفسير كل شيء في نطاق حمده وتمجيده. فكيف فعل الله ذلك؟!

أرسل الله المسيح عيسى بن مريم ليكمل للناس عقلهم ويرشدهم لحقيقة العلوم، وليقول لهم ماذا يليق بهم تجاه نعمة العلوم،  وما هو التقدم الحق.

الله لا يخاف من الخلق ولا يحرم الناس العلم، بل الله يعلم أن العلم يؤدي إليه، ويقود لنزع أغلفة الخرافة وسلخ جلود العمى عن عيون العالمين، لذلك هيأ الله للعلماء نجاحا تتكامل به أركانه، وهيأ تعالى لداروين رحلته البحرية البحثية، وأعاده منها سالما بينما لا يعود كثير من أمثاله، ولقد كشف له بعض معالم بدء الخلق، كما كشف لنيوتن بعض أشعة من حقائق الفيزياء،  حتى يعتبر الناس على مكث، لأن العبرة بنهايات الأمور وكلياتها، ومآلاتها التي تبقى في الأرض، لا بجزئياتها الموقوتة، فهو بحث علمي يتضمن إشارات للبناء عليها، لا للتسرع والحماقات، تثري بحوث العصور الأرضية وتطورات سكان الكرة الأرضية، متناغما مع بحث مقابل له عن تطور أحوال البنية الكونية، وتطورات أجيال البنية السماوية، وما نتج عنه من علوم بناء مدارات الذرات وتكوين العناصر.

لقد جاء القرآن من قبل يدفع البشرية دفعا نحو القفزات العليا، ويقول لها اقتحمي العقبة، ولطالما لفت النظر لتحرير الإنسان من العبودية، فالقرآن إذن بداهة مع كل جهد بشري يفيء لأمر الله في هذا السبيل.

ومن هنا نفهم سر نجاح الحركات الإنسانية المتوازية مع غرض القرآن، مثل حركة تحرير العبيد، بصرف النظر عن غرض المتقاتلين لتحرير العبيد، فهم كانوا آلة في يد الله تعالى ليأتي عصر يحيا فيه أبناء العبيد أحرارا، ببركة وجود المسيح بينهم.

وجاء القرآن لنشر الفكر والتأمل، ولطالما لفت النظر للدراسة وعمق تأمل معجزات الطبيعة. لقد جاء القرآن ولطالما لفت النظر لتحرير العقول من التقليد والجمود، فالقرآن إذن بداهة مع كل جهد بشري دراسي تحريري. لأنه يفتح للناس آفاق الفرص لتحرير ملكاتهم وإبراز كنوزهم الداخلية.

وفي الوقت الذي كان “داروين” يقوم برحلته،  والمراصد تأخذ في صنع مرايا أكبر وأصفى لرصد الكون الخارجي، وعلوم التحكم ستنمو وتتقدم نحو الأتمتة، حين تعمل المصانع أوتوماتيكيا دون رؤية عامل، كان الله سبحانه وتعالى يعلم أن الشبهات ستثور حول وجوده عندما يرى الناس روعة الأتمتة في بناء الكون، وهول التنظيم اللانهائي في مجرى الأحداث الكونية، وأن هذه الشبهة ستضل الكثيرين، خاصة من يبحثون عن الشبهة ليظلوا محتفظين بما اختطفوا من متاع الدنيا القليل، وبما خدعوا الناس وأبناءهم بألوان التخييل،  فقام سبحانه بالتوازي مع تقدم التكنولوجيا والبيولوجـيا والأركيـولوجيا بإثبات كامل لحقيقة وجوده، وأنزل أدلة وجوده الحي مع عبد صالح هندي.   وعندما نقرأ قصة الطاعون الذي انتشر في البنجاب منذ عام 1898م لغاية 1906م وكيف هلك الناس رغم التطعيم وكيف حفظ الله جماعة المسيح الموعود رغم الامتناع عن التطعيم، بسبب اتباع التقوى ودقائق التعليم، عندما نقرأ القصة نعلم أن الله موجود، أعلن بالشفاء دون تطعيم أن رب الجراثيم، يأمرها فتطيعه، وهو خلاق الأسباب وعنده أسباب أخرى وسنن لعمل البدن لا يعلمها البيولوجيون.

بدلا من تجمد الحال، وتوقف العقل أمام القيل والقال، وبلاغة الملحدين في الجدال، فقد قطعت حكمة الله قول كل خطيب، وتكلم الله وأفصح عن وجوده مجددا، وأثبت نفسه إلها حيا سميعا، واختار رجلا متواضعا طيبا وأنشأ به مشروعا يبدو مستحيلا (أي غاية في الصعوبة في نظر الفكر العادي)، ووفقه وأعاد معه خلق كون جديد بسماواته وأرضه، وبدأه كونا جنينيا بسيط البداية.

أرسل الله المهدي كنواة للمشروع، ليبين عن نفسه أن الله هو القدوس الحي وأن دينه هو الدين الحي.

إن مجموع التواريخ التي حدثت منذ بعث الله المسيح الموعود لا يقل عن جلال خلق كون جديد.

لقد جند الله معه جنود السماوات كي يحمي فيزياء هذا العبد وكيمياءه، لما قامت البيئة المحيطة بتحديه وتكفيره والاستهانة به ومحاولة تدميره، كي تهدم بنيانه المادي فضلا عن الروحي. فقد أفتى كل العلماء بكفره وشجعوا الغوغاء على قتله، ولفقوا له القضية تلو القضية، واختاروا أثقل التهم وأبشعها، لكن الله نصره نصرا لا تفسير له إلا وجود الله تعالى بصفاته المذكورة في كتاب الله القرآن، وأسمائه الحسنى التي عملت وتجلت في ذلك الميدان.

ومما أثبت الله به وجوده أن علمه اللسان العربي الأصلي البكر، وكان تعليما عميقا لأعظم لغة وأصعب لغة وأرقى لغة في العالم. فصار يكتب بها نثرًا وشعرا بالغ الرقي.

كان عدم علمه بالإنشاء العربي حقيقة ملموسة، وكانت تآليفه بها بعد التعليم حقيقة ملموسة تدرك بسهولة.

بدلا من تجمد الحال، وتوقف العقل أمام القيل والقال، وبلاغة الملحدين في الجدال، فقد قطعت حكمة الله قول كل خطيب، وتكلم الله وأفصح عن وجوده مجددا، وأثبت نفسه إلها حيا سميعا، واختار رجلا متواضعا طيبا وأنشأ به مشروعا يبدو مستحيلا (أي غاية في الصعوبة في نظر الفكر العادي)، ووفقه وأعاد معه خلق كون جديد بسماواته وأرضه، وبدأه كونا جنينيا بسيط البداية.

وإن روعة إنشائه العربي، وكتبه التي لاتقل روعة عن حدائق وأنهار لدليل على أن الله جاء هنا ومرت كلماته على هذه الدروب، وهبطت الأمطار من سحابات رحمته على تلك الحقول المخضرة.   وها هو ينشر فهم النبي محمد   للتوحيد، ويجدد دين الله كيوم نزل، ليغدو دين الإسلام هو الدين الوحيد في الأرض الآن الجدير بالاتباع.

الحمد فيه لله، حمد حقيقي لإله متعال في تنزهه، وها هي شريعته تعالى متعالية عن ذرة مظلمة ومهانة للإنسان، منزهة عن حرف تناقض واحد، سيمفونية مترابطة لائقة به متناسبة مع جماله وكماله وجلاله، وها هو محمد في كتابات المهدي يتألق في سيرته المكتوبة من جديد وقد تجردت من كل الافتراءات التي ألصقها به المؤرخون والمفسرون والفقهاء والرواة، ممن استعملوا نفس وسائل العصور السابقة في تلويث الطاهر، وقذف المحصن، وسوء الظن بالبريء، واتباع كل إشاعة والغناء مع كل إذاعة.

يعلن الله عن نفسه مع عبده ودعاء عبده الخالص بعد أن أخلص العبد عبوديته وتواضعه. إن جماعة المهدي هي كخلق كون تام الصنع، وتكونت كالجنين وولد ونما حتى شب ويبلغ  أشدّه.

وإنها لآية على وجود الله في تحديها للمحال ونجاحها في تخطي كل الحواجز البيئية، وإن صمودها مائة سنة بعد إمامها لبيان من الله الصمد أنه موجود هنا بصمديته، مما يوجب على المنصف العدل أن يفسر الأمور بالطريقة العلمية العادلة، فها هو الله بصفاته يتجلى ولايمكن أن يتجلى هكذا مع رجل ظالم فاجر فاسق، فأحسنوا به الظـن إذن وفسـروا الأمور في نطاق يلـيق بكل صـفاته العلى.

Share via
تابعونا على الفايس بوك