سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 6
  • لقد كان للمسيح الموعود عليه السلام شقيقة اشتهرت بالرؤى والكشوفات كان اسمها مراد بي بي.
  • لقد تلقى المسيح الموعود عليه السلام أمر من الله تعالى بإصلاح الخلق في عام 1882 ولكنه لم يأخذ البيعة حتى أمر بذلك في عام 1888 وأخذ البيعة في 1889.
  • لقد أعلن المسيح الموعود في عام 1891 عن وفاة المسيح الناصري وأنه هو المسيح الذي وعد بمجيئه.
  • لقد سيطر السيخ على عقارات عائلة المسيح الموعود عليه السلام ثم جاء الانكليز فاستحوذوا عليهم مقابل أجرة مقدارها 700 روبية التي أخذت بالتناقص حتى وصلت إلى 180 روبية سنويا ثم انتهت هذه الأجرة.

(القسط السادس)

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي وقالت: كان للمسيح الموعود أربعة إخوة واخوات. كانت شقيقته الكبرى هي التي تزوجت من مرزا غلام غوث الهوشياربوري، كان اسمها مراد بي بي وكانت صاحبة رؤى وكشوف، يصغرها مرزا غلام قادر الذي كان بعده صبي توفي في صغره. كانت بعده شقيقته التي ولدت معه تؤأمًا وتوفيت سريعًا، كان اسمها “جنة”، وكان أصغرهم جميعًا. تقول والدتي بأنه كان يقول لها: لقد أعطى أحد الصلحاء لشقيقتنا الكبرى في رؤياها تعويذةً فلما استيقظت كان بيدها سورة مريم مكتوبة على الجريد (أقول: كنت قد رأيت هذا الجريد الذي لا يزال محفوظًا لدى الزوجة الكبرى لأخينا الأكبر أي والدة مرزا رشيد أحمد).
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: قد بدأت سلسلة الوحي للمسيح الموعود منذ أمد طويل إلا أن الوحي الذي أُمر فيه من الله تعالى لإصلاح الخلق بصراحة تامة قد تلقاها في مارس 1882 أي حين كان يؤلف الجزء الثالث من البراهين الأحمدية. (انظروا البراهين الأحمدية، الجزء الثالث ص238) ولكنه لم يبدأ أخذ البيعة بل انتظر لذلك أمرًا إلهيًا آخر، فلما نزل عليه أمر الله تعالى أعلن عن أخذ البيعة في ديسمبر 1888 ودعا الناس إلى ذلك من خلال إعلان نشره. ثم في بداية 1889 بدأ أخذ البيعة إلا أنه لم يعلن إلى ذلك الحين إلا أنه مجدد ومأمور من الله مع أنه منذ بداية إعلانه لم يصرّح فقط أنه مأمور من الله بل وحيه يحتوي على إشارات صريحة إلى أنه المسيح الموعود ولكنه وفق قدر الله تعالى لم يعلن بأنه المسيح الموعود واقتصر على أنه بُعث من الله تعالى مصطبغًا بصبغة المسيح الناصري من أجل إصلاح خلق الله، وقال: إن لي مماثلة مع المسيح الناصري. ثم أعلن في بداية عام 1891 عن وفاة المسيح وأعلن أنه هو المسيح الذي وعد بمجيئة في هذه الأمة. ولقد بدأت معارضته العامة بسبب إعلانه هذا.

كما كانت هناك إشارات صريحة في وحيه البدائي إلى أنه نبي ورسول إلا أن المشيئة الإلهية منعته من الإعلان بذلك إلى أن بدأ القرن العشرون الميلادي حين استخدم عن نفسه كلمات النبي والرسول صراحةً، ولم ينشر إعلانه عن كونه مثيلا لكرشنا إلا بعد هذا بكثير أي في 1904. وكان هذا كله بمشيئة الله تعالى ولم يكن له دخل فيه. ونلاحظ في حياة النبي أيضا مثل هذا التدرّج الذي يحتوي على كثير من الحِكَم التي لا يسع المقام لسردها.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان جدُّ جدِّنا أي مرزا كل محمد رجلا ورعًا وتقيًّا ومحبًّا للعلم، كانت قاديان في عهده مركزًا للعلماء الصالحين، ولكن تعرضت في عهده عقاراتنا المتوارثة من أجدادنا لهجمات السيخ وأدت إلى خسارة بعض القرى إلا أنه ظل محافظًا على جزء كبير من هذه العقارات، وتوفي على الأغلب في 1800، ثم تولى ابنه مرزا عطا محمد رئاسة العائلة ونهب السيخ من منطقة “رام غرهـ” جميع عقاراته واضطر للعيش محصورًا في قاديان التي كان يحيطه سور خارجي. وفي النهاية سيطر السيخ خداعًا على البلدة وأحرقوا مكتبتنا واضطر مرزا عطا محمد للخروج من البلدة مع عائلته وأقاربه فتوجه إلى “بيغووال” في ولاية “كفور ثلّه” حيث أُكرِم من قبل الرئيس السيخي لهذه الولاية الذي أحله ضيفًا عنده. بعد بضع سنوات سُمّم مرزا عطا محمد بمكيدة من الأعداء فمات، كان جدنا في ذلك الوقت صغير السن. تقول والدتي: بأن جدي على صغر سنه جاء بجنازة والده إلى قاديان ليدفنه في مقبرة العائلة. لقد جابهه السيخ المقيمون في قاديان إلا أن عامة الناس ولاسيما الفئة العاملة في البيوت تكاتفوا مع جدنا وبلغ بهم الأمر درجة حتى خاف السيخ من استفحال الأمر وتحوله إلى التمرد فسمحوا له بذلك. رجع جدّنا بعد ذلك من قاديان. كان السيخ في ذلك العصر قد استحوذوا على جميع عقاراتنا وبيوتنا وحولوا مساجدنا دورا للسكن والإقامة للمسافرين. ثم في عهد الراجا رنجيت سنغ كُسرت شوكة سيخِ “رام غرهـ” وخضع البلد كله لسيطرة الراجا رنجيت سنغ الذي استعاد منه جدي بعض عقاراته العائلية ورجع إلى قاديان، وبعد ذلك قدّم جدّنا وأخوه الأصغر مرزا غلام محيي الدين خدمات عسكرية متعددة في حكم المهاراجا رنجيت سنغ. وهذه الأمور كلها مذكورة بالتفصيل في كتاب: Punjab Chiefs (زعماء البنجاب) للمؤلف السير ليبل غريفن. فلما انتهى الحكم السيخي عمّت الفوضى في البلاد وتعرضت عائلتنا مرة أخرى للمصائب، ولعل هذا هو العصر الذي أُسر فيه جدنا وأخوه مرزا غلام محيي الدين ووضعا في قلعة “بسراون”. ثم جاء الإنجليز فاستحوذوا على عقاراتنا، وأجروا مقابل ذلك تقاعدية فخرية مقدارها 700 روبية سنويًا، وظلت هذه التقاعدية تتناقص حتى وصلت إلى 180 روبية سنويًا عند وفاة جدي، وبعد وفاة عمي توقفت هذه التقاعدية وانتهت. إضافة إلى ذلك فبسبب هذه التغيرات العظيمة أي الفوضى الحاصلة في نهاية عهد السيخ ثم جراء تغير الحكومة نشأت أسئلة ونزاعات كثيرة حول حق تملكنا لعقاراتنا في ضواحي قاديان، فأتلفت في هذا العصر كثير من حقوقنا بتملك بعض القرى حول قاديان، ولم يستطع جدّنا مع بذل أموال طائلة إلا استعادة حقوق التملك على قاديان وبعض القرى الملحقة بها. قيل إن جدّنا قال لأقاربه قبل رفع القضية: أريد رفع هذه القضية فإن كنتم تريدون أن تشتركوا فيها فاشتركوا. ولكن لما كان نجاح هذه القضية ضئيلا جدًّا رفض الجميع الاشتراك فيها بل قالوا يمكنك أن تقوم بذلك وإذا حصلت على شيء فهو لك. فلما استعاد جدي جميع حقوقه كتب المحامي لجدي أسماء جميع أقاربه في خانة الملكية. مع كل ذلك ظلت العقارات كلها تحت سيطرة جدي وظل الأقارب ينالون جزءًا من مدخولها. إن شجرة عائلتنا في عام 1865 تقريبًا كانت كما يلي:

إن الأسماء في المربعات لهي أسماء أولئك الذين كانوا شركاء في حق تملك عقارات قاديان عام 1865. وُزعت جُلّ عقارات قاديان في خمس حصص؛ حصتان لأولاد مرزا تصدق جيلاني وحصتان لأولاد مرزا كل محمد وأُعطي مرزا غلام مرتضى حصة واحدة لكونه مديرًا ومشرفًا على هذه العقارات ووُزعت هذه الحصة بعد ذلك على أولاده.

أقول: بعد وفاة جدّنا رفع بعض الشركاء غير المتملكين، بإثارة من مرزا إمام الدين، دعوى في المحكمة لنيل حق التملك على حصّتهم في العقار ضد عمنا مرزا غلام قادر فصدر في النهاية من المحكمة العليا قرار ضد عمنا. بعد ذلك اشترى مرزا أعظم بيك اللاهوري حصة مرزا تصدق جيلاني ومرزا غلام غوث ابن مرزا قاسم بيك وفق اتفاقية تمت بينهم في السابق وبموجبها قد تحمل مرزا أعظم بيك جميع نفقات هذه القضية. أما أولاد غلام محيي الدين فقد تملكوا حصتهم في العقارات بأنفسهم. وبما أن مرزا غلام حسين لم ينجب ذرية لذلك انتقلت حصته إلى أولاد مرزا غلام مرتضى وأولاد مرزا غلام محيي الدين.

أقول: لم يبق أحد على قيد الحياة من فروع عائلة مرزا تصدق جيلاني ومرزا قاسم بيك، كما لم يبق أحد من فرع مرزا غلام حيدر أيضا. توفي أعمامي مرزا غلام قادر ومرزا إمام الدين ومرزا كمال الدين دون أن يخلفوا. ولم يبق الآن إلا مرزا كل محمد ابن مرزا نظام الدين الذي بانضمامه إلى الأحمدية قد دخل في الذرية الروحانية للمسيح الموعود . قال الله تعالى: ينقطع آباؤك ويبدأ منك. (التذكرة، ص397، طبعة عام 2004)، لقد تلقى المسيح الموعود هذا الإلهام لما كانت جميع فروع شجرة عائلته خضراء.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي قالت:

عندما كان المسيح الموعود عليه السلام شاباً ذهب لاستلام الراتب التقاعدي لجدك (والد المسيح الموعود ). وذهب خلفه ميرزا إمام الدين. وعندما استلم الراتبَ أخذه إمامُ الدين بخداعه والتحايل عليه في مشوار خارج قاديان بدل أن يأتي به إلى قاديان، وظلّ يتنقّل به من مكان إلى مكان حتى بدّد (إمامُ الدين) كل النقود، ثم تركه وذهب إلى مكان آخر. فشعر المسيح الموعود بالخجل ولم يرجع إلى البيت. وحيث إن جدّك كان يرغب دومًا في توظيفه فإنه توجه إلى بلدة سيالكوت وعمل موظفاً في مكتب نائب المفوض براتب ضئيل. فظل يعمل هناك مدة ثم لما مرضت جدتك أرسل إليه جدّك رسالة مع شخص ليترك الوظيفة ويعود، فعلى الفور سافر. فلما وصل إلى أمرتسر واستأجر عربة للوصول إلى قاديان كان قد وصل إلى هناك شخص من قاديان لاستقباله وأخذه سريعًا إلى قاديان. وأخذ هذا الشخص يقول في أثناء الطريق لصاحب العربة أسرِعْ لأن حالتها كانت خطيرة، ثم قال بعد قليل: كانت حالتها خطيرة جدًّا فأسرع لأنني أخشى أن تكون قد توفيت إلى الآن.

تقول والدتي: كان يقول: كنت قد فهمت من كلامه هذا أن والدتي قد توفيت لأنها لو كانت على قيد الحياة لما تكلم بمثل هذا الكلام. فلما وصل إلى قاديان عرف أنها توفيت حقًّا.

تقول والدتي: قال : عندما تركني ميرزا إمام الدين صار يتجول هنا وهناك، وأخيرا هاجم قافلةً مُحمّلةً بالشاي لينهبها، وقُبض عليه، ثم أُطلق سراحه في المحكمة.

كان يقول: يبدو أن الله تعالى قد أنقذه من السجن من أجلنا لأنه لو بقي في السجن – فبغضّ النظر عن سيرة هذا الشخص الشريرة- لقال الناس عنا: إن ابن عمّه كان سجينا.

أقول: إن مرحلة توظفه في سيالكوت كانت من 1864 إلى 1868.

(يجب ألا يفهم من هذه الرواية أن المسيح الموعود قد توظف في سيالكوت لأن مرزا إمام الدين قد أخذ منه بخداعه والتحايل عليه مبلغ الراتب التقاعدي لجدي، وذلك لأن المسيح الموعود قد صرح في بعض مؤلفاته أيضا أن السبب الرئيس في توظفه هو أن والده كان يلحّ عليه بذلك، وإلا فإنه كان راغبًا عن التوظف، وهو السبب الرئيس وراء تركه الوظيفة لأنه كان يكره التوظف وكان يكتب دائمًا إلى والده يستأذن بترك الوظيفة ولكنه لم يكن يسمح له بذلك، ولكن عندما مرضت جدتي سمح له جدي بترك الوظيفة والعودة إلى البيت.)

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: إن عائلتنا معروفة بشغفها بعلم الطب وظلت عائلتنا طويلة الباع في الطب على مدى الدهور. كان جدنا طبيبًا ماهرًا وحاذقًا ذائع الصيت. كان عمي أيضا درس الطب، كما أن للمسيح الموعود أيضا خبرة عميقة فيه، فكان يضع عنده في البيت مجموعة لا بأس بها من الأدوية وكان يعطيها للمرضى، كما أن مرزا سلطان أحمد أيضا درس الطب. حدثني الخليفة الثاني للمسيح الموعود وقال: لقد نصحني المسيح الموعود بدراسة الطب.

أقول: مع أن عائلتنا قد تميزت بمهارتها في علم الطب يَيْدَ أنَّ أيًّا من أفرادها  لم يتخذ هذا العلم مهنة أو مكسبًا له ولم يقبض قط من أحدٍ مقابلاً لعلاجه.

Share via
تابعونا على الفايس بوك