سيرة المهمدي - الجزء 2 الحلقة 20

سيرة المهمدي – الجزء 2 الحلقة 20

مرزا بشير أحمد

  • لا يستحين لبس السروال الضيق
  • الذي هو محل للاعتراض فهو الضيق جدا بحيث يبدو وكأن المرأة خاطته على الجسم
  • قد وجه إلى المسيح الموعود عليه السلام أسئلة في قضية كرم دين الجهلمي.

__

عن صفة لباس المرأة

391- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي شير علي أنه ذُكر مرة في مجلس المسيح الموعود شيء عن لباس النساء فقال حضرته: لا يُستحسن لبس السروال الضيق الملتصق بالجسم لأن ذلك يظهر ملامح جسد المرأة وهو ما يتنافى مع الستر والحجاب.

أقول: السروال الفضفاض هو عادة لباس المرأة في الإقليم مع حدود أفغانستان وامتد أثره إلى البنجاب أيضا فهو لباس المرأة فيها عمومًا. أما في الهند فالسروال الضيق هو السائد، ففي بيوتنا أيضا بسبب تأثير حضرة الوالدة -التي هي من دلهي- يُلبس السروال الضيق عمومًا إلا أن السروال الفضفاض أيضا يستخدم. ولا شك في أن السروال الضيق الملتصق بجسم المرأة غير لائق إلى حدّ ما ولا مقارنة بينه وبين السروال الفضفاض، إلا أن كليهما جيد من أجل الزينة  أي يبدو السروال الضيق جميلا على بعض الأجسام والسروال الفضفاض على بعضها الأخرى. ففي مثل هذه الحالة لعلّ الأفضل هو ترويج السروال الفضفاض بشكل عام.

هنا يمكن أن يقال بأن المرأة تبقى في داخل البيت وإذا خرجت فلا تختلط إلا مع النساء ولا تلتقي إلا بهن، ففي مثل هذه الحالة ليس محلا للاعتراض إذا كان السروال الضيق منافيًا نوعًا ما للستر والحجاب، ولكن هذا الرأي ليس بصائب، لأن الشريعة قد فرضت مثل هذا الستر والحجاب للنساء عن النساء أيضا. إضافة إلى ذلك يأتي في البيوت بعض الرجال أيضا الذين لا تأمر الشريعة بالحجاب عنهم إلا أنه يبدو معيبًا جدًّا بل محرمًا على المرأة أن تظهر ملامح جسمها هكذا بصورة واضحة. فإن كراهة المسيح الموعود لمثل هذا السروال الضيق الملتصق بالبدن الذي يجسد الجسم ينبئ عن حكمة عظيمة وهو متوافق مع روح الشريعة الإسلامية. هذا، ويجوز للمرأة أن تلبس ما تشاء أمام بعلها أو ما يشاء بعلُها أن تلبس، ولا حرج فيه البتة. ولكن في المناسبات التي يطوف على البيت رجالٌ أو تلقى المرأة فيها النساء من الأغيار فالسروال الفضفاض أفضل.

ويجدر بالذكر هنا أن هناك نوعًا آخر من السروال الضيق وهو لا يكون ملتصقًا بالجسم بل يكون فضفاضًا نوعًا ما ولا يُظهر ملامح  جسم المرأة، ولا اعتراض على مثله وإن لم يكن خيرا من السروال الفضفاض. ومثل هذا السروال يُلبس في بيوتنا عمومًا. أما الذي هو محل للاعتراض فهو الضيق جدًّا بحيث يبدو وكأن المرأة خَاطَتْه على الجسم. والله أعلم.

الخطأ في الاجتهاد لا يقدح في صدق النبوءات

392- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي فضل دين المحامي أنه قد وُجّه إلى المسيح الموعود في قضية كرم دين الجهلمي سؤال: هل تحظى بتلك المكانة التي ذكرتها في كتابك كذا؟ وكتب عنه المسيح الموعود لاحقًا في «حقيقة الوحي» أن هذا السؤال كان متعلقًا بما ورد في «ترياق القلوب»، ولكنه ليس صحيحًا، ويبدو أنه حصل نسيان عند حضرته بخصوص اسم الكتاب، أو أنه ذكر اسم «ترياق القلوب» سهوًا دون أن يشعر به. وذلك لأن الكتاب الذي قُدّم في المحكمة كان «التحفة الغولروية»، وقُدّمت إحدى عباراته ووُجّه إلى حضرته سؤالٌ بناء عليها. والدليل على ذلك أن وثيقة مجريات هذه القضية المحفوظة في المحكمة وهي تحتوي على اسم الكتاب «التحفة الغولروية»، وذُكر فيها بكل وضوح السؤال الذي أثير بناء على نصّ من التحفة الغولروية. فقد ورد في هذه الوثيقة بيان المسيح الموعود بالكلمات الآتية:

«التحفة الغولروية.. كتاب لي نُشر في أول سبتمبر 1902، ولقد أُلّف هذا الكتاب ردًّا على بير مهر علي وليس ردًّا على كتاب «السيف الجشتيائي».

السؤال: هل أنت المصداق للصفات الواردة في هذا الكتاب من ص 48 إلى 50؟

الجواب: بفضل الله ورحمته أنا المصداق لها.

السؤال: هل استخدمت هذه القوى الروحانية التي ميّزتَ بها سابقًا بين الأحجار الكريمة والزائفة للتمييز بين الرسالتين لكرم دين أي ما ورد في الصفحة الـ 14 وما ورد من مقال منشور في جريدة سراج الأخبار الصادرة في جهلم وكذلك ما جاء في الهوامش الواردة في إعجاز المسيح؟

الجواب: لم أدعِ في هذه الصفحات ولا في أي مكان آخر قطّ بأنني أعلم الغيب.

السؤال: هل كتبت عن نفسك ما يترشح من مضمون السطر السادس في الصفحة رقم 29؟

الجواب: أنسب هذا المضمون إلى نفسي، وكذلك ما ورد في الصفحة رقم 89 أيضا كتبته عن نفسي.

السؤال: هل اختبرت رسائل كرم دين وعبارات محمد حسين من خلال المزايا والصفات التي أدرجتها في صفحات 29، 30، 48، 49، 50، 89؟

الجواب: لم أدع حيازة مثل هذه القوة بشكل عام.

السؤال: القوة التي استخدمت على الأحجار الزائفة التي لا تساوي مليمات فتم اختبارها، هل كانت هذه القوة خاصة أم عامة؟

الجواب: كانت تلك القوة خاصة، ينخدع الإنسان أحيانًا، وأحيانا أخرى يدرك كنه الأمر من خلال فراسته.

السؤال: هل يمكن أن يخطئ الغيب الذي يظهر من خلال القوة الروحانية.

الجواب: لا يمكن أن تخطئ هذه القوة الروحانية إلا أنه يمكن أن يخطئ الإنسان خطأ اجتهاديًا في تبني رأيه.

يتضح من هذا البيان الذي نسختُه المصدقة موجودة في مكتب التأليف والتصنيف في قاديان أن السؤال كان يتعلق بكتاب «التحفة الغولروية» لا بـ»ترياق القلوب»، فما كتبه حضرته لاحقًا في بعض كتاباته أنه كان «ترياق القلوب» فهو يعود إما إلى النسيان أو سهو، لأنه يُصوِّبه بيان حضرته الذي حرّر وأرفق مع القضية، ليس هذا فحسب بل مضمون هذه الأسئلة والأجوبة يثبت قطعًا أن ما قُدِّم هناك كان «التحفة الغولروية» لا «ترياق القلوب»، لأن موضوع التمييز بين الأحجار الكريمة والأحجار الزائفة إنما ورد في التحفة الغولروية ولم يرد مضمون مماثل له في «ترياق القلوب». ويمكن مطالعة الصفحات المذكورة لكلا الكتابين للتحقق من هذا الأمر بكل سهولة.

أقول: برواية المولوي فضل دين تأيّدت رواية المولوي شير علي الواردة في الجزء الأول من هذا الكتاب التي ذكر فيها تقديم كتاب «التحفة الغولروية» في تلك المناسبة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك