سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 32

سيرة المهدي – الجزء 1 الحلقة 32

مرزا بشير أحمد

  • صفات إمام الزمان عليه السلام.

__

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: درست في الصغر على يد والدي أي المسيح الموعود الكتب التالية: تاريخ فرشته، نحو مير، وغوليستان أو بوستان. كان والدي يسمع مني الدرس الماضي أحيانًا، ولكن لم يحدث قط أن غضب عليّ بسبب ذلك، مع أنني لم أكن أهتم بالدراسة. وفي النهاية منعني جدّي من أن أدرس على يد والدي قائلا: لن أجعل جميعَ أولادي مشايخَ، فقال لي: تعال وادرس عندي. مع كل هذا كان جدي يحترم والدي ويقدّره.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: لقد سقط والدي مرة من الباب الصغير للطابق الثاني من البيت فأصيب ذراعه الأيمن فظلت يده اليمنى ضعيفة إلى آخر عمره.

أقول: كانت والدتي تقول: أراد حضرته النـزول من الباب الصغير وما أن وضع قدمه على المقعد الصغير حتى انقلب فسقط وكسر عظم اليد اليمنى. وظلت هذه اليد ضعيفة إلى آخر عمره. كان بإمكانه أن يحمل بهذه اليد لقمة إلى الفم أما حمل كأس الماء فكان صعبًا. أقول: كان يضطر لحمل يده اليمنى بيده اليسرى في الصلاة أيضا.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان حضرته يتقن السباحة وركوب الخيل. وكان يقول: كدت أن أغرق في الصغر مرة، فأنقذني عجوز أجنبي لم أره قط قبل هذا الحادث وبعده. وكان يقول أيضا: ركبت مرة خيلاً فجفل وخرج عن السيطرة. حاولت التحكم فيه إلا أنه لم يتوقف، فجرى بكل قوة نحو شجرة أو جدار (الشكّ مني) ثم اصطدم به بقوة حتى شجّ رأسه ومات فورًا ولكن الله تعالى نجاني.

أقول: كان حضرته ينصح كثيرًا بعدم ركوب الحصان المتمرد الجموح. وكان يقول أيضا بأن الحصان الذي ركبتُه كان يريد قتلي ولكنني سقطت جانبا ونجوت أما هو فقد مات.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان والدي المحترم يقيم في الطابق الثاني من البيت الخارجي وكان طعامه يُرسل إليه هناك. كان حضرته يأكل مهما كان نوع الطعام وجودته، دون أن يقول شيئا.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان والدي المحترم يكثر من قراءة ثلاثة كتب أي القرآن المجيد، والمثنوي الرومي، ودلائل الخيرات، وكان يكتب ملاحظات أيضا، وكان يكثر من قراءة القرآن الشريف.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان والدي المحترم يذهب للقاء ميان عبد الله الغزنوي والزاهد من منطقة “سُم”.

أقول: لقد ذكر حضرته في كتاباته عن لقائه مع المولوي عبد الله الغزنوي. أما الزاهد من منطقة “سُم” فقد كتب عنه شيخ يعقوب علي بأن اسمه ميان شرف دين الذي كان من سكان منطقة “سُم” الواقعة على مقربة من “طالب بور” في مقاطعة غورداسبور. هناك نبع في منطقة “سُم” ولعلها سميت بهذا الاسم بسبب النبع المذكور.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان جدّي يعطي كرسيا للأخ الأكبر لوالدنا مرزا غلام قادر. أي كان يُجلسه على الكرسي عندما يذهب إلى جدنا، أما والدي فكان يذهب إليه ويجلس على الحصير المفروش. وإن قال له جدنا أحيانا أن يجلس على مكان مرتفع يردّ عليه والدي المحترم: إنني مرتاح بالجلوس هنا.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان من دأب والدي المحترم أنه كان ينكب على قراءة الكتب منعزلا طوال اليوم، وكانت أكوام الكتب حوله دوما، وعند المساء كان يخرج من الباب الشمالي أو الشرقي للتنزه.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان والدي المحترم يقرظ الشعر باللغة الأردية والفارسية وكان يستخدم فيها اسمًا مستعارًا له وهو: “فرخ”.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان والدي المحترم يطيع جدنا طاعة كاملة. لم يكن والدي يحب بطبعه اللقاء مع المسؤولين الحكوميين، ولكنه كان يأتي لذلك أحيانا بأمر من جدنا.
  2. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي رحيم بخش م. أ. وقال سألت مرزا سلطان أحمد: أخبِرني ما تعرفه عن أحداث حياة حضرته في أوائل عمره وعن عاداته. فقال: كان الاهتمام بأمور الدين شغل والدي الشاغل كل حين وآن. كان أهله يثقون به وأهلُ القرية أيضا يضعون فيه ثقتهم الكاملة. أما المعارضون فإنهم أيضا يعترفون بصلاحه لدرجة أنهم كانوا يقولون في الخصومات بأننا سنقبل ما سيقوله حضرته. باختصار، كان الجميع يعدّونه أمينًا.

يقول المولوي رحيم بخش: قلت له أن يخبرني مزيدًا، فقال: لم يعش والدي المحترم حياته كشخص ينتمي إلى عائلة المغول بل عاشها كفقير زاهد. وقد كرّر مرزا سلطان أحمد هذه الجملة مرارا.

يقول المولوي رحيم بخش: سألته إذا كان حضرته يسخط على أحد؟ فقال: لم يكن سخطه إلا من أجل الأمور الدينية فقط، فكان يأمرني أحيانًا بالصلاة إلا أنني كنت أهملها. ولقد شاهدت أمرا على وجه الخصوص وهو أنه لم يكن يحتمل حتى أصغر مساس بكرامة النبي ، وإن تفوه أحد بما ينال من كرامة النبي احمرّ وجهه غضبا واضطربت عيناه من شدة الغيظ، وغادر مثل هذا المجلس فورًا. إن والدي كان يعشق النبي عشقا لم أعهده عند أحدٍ من قبل، وكرر ميرزا سلطان أحمد هذا القول مرارا.

أقول: كان حضرة الخليفة الثاني يقول: لما عقد الآريا اجتماعهم في ديسمبر 1907 في منقطة “وشووالي” بلاهور، ووجهوا الدعوة إلى ممثلي جميع الأديان للاشتراك فيه. كتب حضرته مقالا بناء على طلبهم وأرسله بيد المولوي نور الدين (الذي انتخب بعد وفاته خليفته الأول) برفقة جماعة من الأحمديين ليشتركوا في هذا الاجتماع. ولكن الآريا ضربوا بجميـع وعودهـم عُرض الحائـط وتكـلموا في مقـالتهم عن النبي كـلاما بذيئا مـقذعا.

فلما بلغ حضرته ما جرى في هذا الاجتماع غضب على أفراد جماعته الذين شاركوا في هذا الاجتماع وقال: لماذا لم يغادر أفراد جماعتنا هذا المجلس، ومن عدم الغيرة أن يُساء إلى النبي في مجلس ويظل مسلم جالسا فيه، احمرّ وجه حضرته غيظًا وغضب غضبا شديدًا وقال: لماذا لم يظهر أفراد جماعتنا الغيرة الدينية، وكان ينبغي عليهم أن يغادروا هذا المجلس فورًا عندما بدأ هؤلاء بالإساءة إلى النبي . يقول الخليفة الثاني بأنني كنت أريد أن أقوم إلا أنني بقيت جالسًا من أجل المولوي نور الدين.

يقول الحافظ روشن علي: أثناء غضب حضرته عليهم قال لي حضرته: ما هي تلك الآية التي تقول بألا تقعدوا في المجالس التي يستهزأ فيها بآيات الله؟  فقـرأت هذه الآية التي تنـتهـي على حتى يخوضـوا في حديث غيره (النساء: 141). يقول الحافـظ روشـن علي: كان المولـوي نور الدين جـالـسًا في ذلك الوقـت خافضًا رأسـه.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كان ميان جان محمد كثيرًا ما يرافق والدي المحترم، وكان أخو ميان جان محمد “غفاره” يرافق حضرته في بعض أسفاره كخادم له، وأحيانًا يذهب شخص آخر مكانه.

أقول: كان ميان جان محمد شيخًا صالحا من قاديان وكانت له علاقة وطيدة مع حضرته. كان يصلي إمامًا بالناس في المسجد الكبير في أوائل الأيام، ولعله درّس الخليفة الثاني أيضا في صغره. كان “غفاره” أخوه إلا أنه كان جاهلا وأميًّا، وكان يظل أحيانًا عند حضرته للخدمة. فلما كثر ارتياد الناس إلى قاديان صنع عربة حصان وأصبح يعمل في هذا المجال، ولا زال أولاده يشتغلون بهذا العمل نفسه. لم تكن لـ”غفاره” أية علاقة بالدين لكونه جاهلا مطلقًا، إلا أنه دخل في الأحمدية في آخر أيامه أي في عهد الخليفة الثاني. ولقد كتب شيخ يعقوب علي بأن “غفاره” قد بدأ أداء الصلاة عملا بنصيحة حضرته في أوائل الأيام التي كان يخدم فيها حضرته، ولكنه تركها لاحقًا. الحق أن مثل هؤلاء الناس يدخلون في حكم “الأعراب”. كان المرحوم جان محمد شخصًا صالحًا وكان متعلمًا نوعًا ما، وكان من الكشامرة. ابنه ميان دين محمد معروف باسم “ميان بَغّا” ولعـل معظم الإخوة يعـرفونـه.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كانت علاقتنا مع والدي المحترم ضعيفة أي كان اللقاء بيننا قليلا. كان يتحاشانا وكنا نتحاشاه (أي كان ينعزل عنا وننعزل عنه لأن طريق كل واحد منا ونهجَه كان مختلفًا) ولما كان عمِّي (الأخ الأكبر لوالدي) يعتبرني بمنـزلة ابن له وكان هو من يدير أمور العقارات وغيرها ولم يكن لوالدي المحترم أي تدخّل فيها فكنّا نضطر أن نبقى على تواصل وعلاقة مع عمي في كل ما احتجنا إليه.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: كانت أخت لوالدي المحترم ترى رؤى وكشوفًا كثيرة، ولكن جدّي كان يقول عنها بأن هناك خللا ما في دماغها، ولكنها رأت بعض الرؤى التي اضطر بسببها جدي ليغير فيها رأيه. فقد رأت مرة في الرؤيا أن عجوزًا مسنًّا أعطاها ورقة مكتوبة كتعويذة لها. فلما استيقظت كان بيدها قطعة من الورق التي كتبت عليها بعض الآيات القرآنية.

ثم رأت في رؤيا أخرى أنها تمشي على ضفاف النهر وتخاف من الماء وصاحت بأعلى صوتها: ماء ماء. فلما استيقظت كانت قدماها مبللتين بالماء وعليهما آثار الرمال. بعد رؤية كل ذلك كان جدي يقول: لا علاقة لهذه الأمور بالخلل في الدماغ.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: مرض والدي المحترم مرضا شديدًا وأصبحت حالته خطرة جدًّا، وأظهر الأطباء يأسهم تجاه صحته، أوشك النبض على التوقف إلا أنه كان لا يزال يتكلم. فطلب والدي وحلاً ليفرش تحته ويلقى فوقه، وتمّ ما قال، مما أدى إلى تحسن حالته الصحية.

أقول: لقد كتب المسيح الموعود بأنه كان يعاني ألم المـعدة المصحوب بالزُحار الشديـد وأن الله تعالى قد ألقى في روعـه أن يمسح جسمه برمل النهر المخـتلط بالماء ففعـل فتحسنـت حالته. ولعل مرزا سلـطان أحمد نسي الـرمل.

Share via
تابعونا على الفايس بوك