فبرَّأه الله مما قالوا و كان عند الله وجيها
التاريخ: 20140321

فبرَّأه الله مما قالوا و كان عند الله وجيها

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم* الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ* الرَّحْمَن الرَّحيم* مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ* اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ* صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين . (آمين)

سأقدم اليوم مقتبسات من كلام المسيح الموعود التي ذكر فيها بعض آيات صدقه ومعجزاته. ولكن قبل ذلك أريد أن أقول شيئا حول خطبتي الماضية. لقد قرأت فيها بعض المقتبسات المتعلقة بأهمية معرفة الله وطرق الحصول عليها، وكنت قد شرحتُ مقتبسا أو مقتبسين صعبينِ، ولكن عندما سمعت الترجمة الإنجليزية الأولية للخطبة، ومن ثَمّ ألقيتُ عليها نظرة قبل النشر في جريدة ’’الفضل‘‘ شعرتُ أن أحد المقتبسينِ لم يُشرَح كما كان حقه. فمن الممكن أن يكون المترجمون في لغات مختلفة قد شعروا بصعوبة في الترجمة وكذلك يمكن أن يواجه الذين كتبوها أيضا بعض الصعوبة. لذا سأقرأ أولا بضعة أسطر أو الجزء الأول منه وسأحاول أن أشرحه بكلمات سهلة وسلسلة. معلوم أن الإنسان يحتاج إلى تأمل وتدبر عميق لفهم كلام المسيح الموعود .
لقد وضّح المسيح الموعود أن العمل بأوامر الله تعالى غير ممكن بغير معرفة الله تعالى، فقال:

’’لقد جعل الله تعالى العلم والمعرفة وسيلة لإدراك حقيقة الإسلام، مع أن هناك وسائل أخرى أيضا لإدراكها؛ مثل الصوم والصلاة والدعاء والعمل بكافة أوامر الله التي تربو على ستمئة أمر، ولكن العلم بعظمة البارئ عزّ اسمه وبوحدانيةِ ذاتِه، والمعرفةُ بشؤونه وصفاتِه الجلالية والجمالية، هي أعظمُ الوسائل التي تتوقف عليها الوسائل الأخرى كلُها؛ كيف لغافل القلب والمحروم تماما من معرفة الله أن يوفَّق للصوم والصلاة والدعاء، أو يكسب الخيرات الأخرى؟ إذ الدافع وراء كل هذه الأعمال الصالحة هو المعرفة، وهي منشأ الوسائل الأخرى كلها، وهي تتولد منها وهي بمنـزلة أبنائها وبناتها.‘‘

هذا مقتبس هام جدا لذا رأيت من المناسب أن أوضِّحه قليلا ليفهمه عامة الناس أيضا بسهولة. الأمر الأساسي الأول الذي بيّنه المسيح الموعود هنا هو أن حقيقة الإسلام لا تنكشف إلا على الذي يسعى ويتعمق فيه من أجل الاطلاع عليه أو الحصول على معرفته.

إذا أردتم فهم الروح الكامنة في الصلاة والصوم وفي الأحكام الأخرى فلا بد من الحصول على معرفة الله تعالى، لأن صفاته تتجلى وتظهر بشأن جديد لقوله تعالى: كل يوم هو في شأن .

يقول المسيح الموعود بأن هناك وسائل عديدة للاطلاع على حقيقة الإسلام، ولكنها لا تنكشف إلا على الذين يستخدمونها خير استخدام. أي لا تنكشف على المرء حقيقة الإسلام إلا إذا سعى بكل ما في وسعه لاختيار تلك الوسائل، والتي منها الصلاة والصوم والدعاء وغيرها من الأوامر التي وردت في القرآن الكريم والتي تقدَّر بأكثر من ست مئة أمر. ولكن اعلموا أنّ الاطلاع على حقيقة الصلاة وعلى حقيقة الصوم وحقيقة الدعاء وإدراك أوامر القرآن الكريم على وجه الحقيقة وبعمق، لا يمكن إلا إذا اطّلع الإنسان على عظمة الله تعالى ومعرفته معرفة حقيقية، وإلا إذا عرف الإنسان حقيقة وحدانية الله تعالى، وعلم على وجه اليقين أن الله واحد ولا شريك له ولا إله إلا هو. ثم قال المسيح الموعود أن لله صفاتٍ مختلفةً بما فيها الصفات الجلالية والجمالية، فما لم يعرف الإنسان بشؤونها المتجددة وما لم يدركها ويفهمها فهما سليما فلا يمكنه العمل بأوامر الله تعالى. عندما يدرك الإنسان صفات الله تعالى ويعرفها حق المعرفة عندها فقط سيقدر على العمل بها بصورة صحيحة. أي إذا أردتم فهم الروح الكامنة في الصلاة والصوم وفي الأحكام الأخرى فلا بد من الحصول على معرفة الله تعالى، لأن صفاته تتجلى وتظهر بشأن جديد لقوله تعالى:

كل يوم هو في شأن .

فالنقطة الأساسية لفهم حقيقة الإسلام والعبادات والأحكام الإلهية هي معرفة عظمة ذات الله تعالى ووحدانيته. ولا بد من معرفة الجوانب المختلفة لصفاته الجلالية والجمالية لأن هناك مظاهر مختلفة لصفاته، فلا بد من السعي لمعرفة هذه المظاهر والعلم بها. فعلى الإنسان أن يسعى دومًا للحصول على معرفة صفات الله تعالى لأداء عباداته والعمل بأحكامه بأحسن وجه لأن العمل بجميع الأحكام الإلهية يعتمد حصرا على المعرفة الإلهية.
لقد قال حضرته: أنّى للقلب الغافل الذي لا يدرك ما هي المعرفة الإلهية، وما معنى معرفة ذات الله وما هي وحدانيته وما عظمة ذاته وصفاته.. أنّى له أن يوفَّق لأداء حق الصلاة والصوم، أو كيف يستطيع أن يهتم بالدعاء حق الاهتمام ويتصدق كما هو حق الصدقة؟ فقال المسيح الموعود إن الدافع الوحيد وراء الأعمال الصالحة كلها هي معرفة الله تعالى. فالمعرفة الإلهية هي التي تدفع المرء إلى الأعمال الصالحة. فكلما حاز الإنسان على المعرفة انتبه إلى كسب الأعمال الصالحة والعبادات مدركًا روحها.
فلو انتبهنا جيدا إلى الحصول على معرفة الله لتوجهنا إلى العمل بأوامر الله أكثر فأكثر. صحيح أن المعرفة ينالها عباد الله الخواص وذوو الطبائع السليمة في البداية نتيجة رحمانية الله تعالى ولكنها تظل تزداد نتيجة حسن الإيمان وكسب الأعمال الصالحة، حتى يبلغ الإنسان مبلغا يعرف الإسلام الحقيقي حق المعرفة فلا يبقى الإسلام عنده بالاسم فقط بل يستنير صدره بمعرفة الله تعالى.
فهذا هو الأمر الذي يجب أن يسعى لنيله كلُّ من يدّعي الإسلام الحقيقي، وبعد هذا الإيضاح أبدأ هذا الموضوع الذي ذكرتُه في البداية، أقصد ذكر وبيان شيء من التأييدات والخوارق المختلفة التي أظهرها الله لصالح المسيح الموعود . بعد يومين ستحتفل فروع الجماعة في العالم بيوم المسيح الموعود أيضا إن شاء الله، حيث يلقي العلماء الخطب حول هذا الموضوع، ويتكلمون عن جوانب شتى له ويتناولون في خطبهم بيان هذه الخوارق والتأييدات أو الموضوعات المتعلقة ببعثة المسيح الموعود . باختصار إن من المصادفة الطيبة أن أتناول اليوم هذا الموضوع انطلاقا من هذا اليوم قبل يومين من موعده. وفي هذا المجال أود أن أبين أيضا أن في هذا العام هناك برنامج باللغة العربية يُبث من قاديان مباشرا على شاشة ايم تي ايه لثلاثة أيام بمناسبة يوم المسيح الموعود ، وقد وصل إلى هناك الإخوة العرب الذين سيبينون أهمية هذا اليوم أو هذا الموضوع، وهذا البرنامج سيبث حيا مباشرا من قرية قاديان، وأنوي أن أقدم أنا أيضا رسالتي يوم الأحد، فليبذل الإخوة الجهود للانتفاع من هذا البرنامج أيضا.
والآن أقدم بعض المقتبسات. قدّم المسيح الموعود الكسوف والخسوف آية على بعثته وصدقه فقد شرحها وقال:

’’لقد ورد في صحيح الدارقطني حديث عن الإمام محمد الباقر: إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِى النِّصْفِ مِنْهُ وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ. أي سيقع كسوف القمر في الليلة الأولى من ليالي الكسوف أي في الليلة الثالثة عشر، وسيقع خسوف الشمس في يوم يتوسط أيام خسوف الشمس، أي بتاريخ 28 من شهر رمضان نفسه. ولم يحدث هذا في زمن أي رسول أو نبي منذ خلْق الدنيا وإنما كان حدوثه مقدرا في زمن المهدي المعهود. وتشهد كافة الجرائد الإنجليزية والأردية وعلماء الفلك أن الكسوف والخسوف اللذَينِ مضى عليهما 12 عاما تقريبا لم يقعا في رمضان وبهذا الشكل إلا في زمني، كما ورد في حديث آخر أيضا. وقد وقع هذا الكسوف والخسوف في رمضان مرتين. فقد وقع للمرة الأولى في هذا البلد ثم للمرة الثانية في أميركا، وحدثا في التواريخ نفسها التي أشار إليها الحديث. ولما لم يوجد -في زمن الكسوف- على وجه الأرض أحد سوايَ يدّعي أنه المسيح المعهود، ولم ينشر أحد غيري مئات الإعلانات في الدنيا بالأردية والفارسية والعربية، معتبرا الكسوف آية على مهدويته، لذا فقد تقرر أن هذه الآية السماوية قد ظهرت من أجلي أنا.
والدليل الثاني على ذلك أن الله تعالى أخبرني عن هذه الآية قبل ظهورها بـ 12 عاما. وقد سُجِّل الخبر في ’’البراهين الأحمدية‘‘ قبل ظهور هذه الآية واشتهر في مئات الألوف من الناس.‘‘ (حقيقة الوحي)

يتكلم البعض الآن عن الكسوف والخسوف ويثبتون أنه قد حدث سابقًا أيضا، ولكن ميزة الكسوفين اللذين حدثا في زمن حضرته هي أنه قال عن حدوثهما قبل الوقت. يقول حضرته:

’’الحديث يحتوي على أمر غيبي ظهر للعيان بعد 1300 عام، وملخصه أن في زمن ظهور المهدي الموعود سيقع الكسوف في الليلة الثالثة عشرة في رمضان، وفي الشهر نفسه سيقع الخسوف في اليوم الثامن والعشرين، ولن يحدث هذا في زمن أي مدّعٍ إلا زمن المهدي المعهود. والظاهر أنه لا يسع أحدا إلا النبي أن يكشف مثل هذا الغيب المبين. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فما دامت النبوءة قد تحققت تماما من حيث المغزى فمن الأعذار الواهية القول إن الحديث ضعيف أو هو قول الإمام محمد الباقر. الحق أن هؤلاء الناس لا يريدون أن تتحقق نبوءة من نبوءات النبي أو نبوءات القرآن الكريم.
لقد أوشكت الدنيا على الانتهاء ولم تتحقق، حسب زعمهم، نبوءة عن الزمن الأخير. وأي حديث أقوى من هذا الذي لم ينقده المحدثون، وأظهر بنفسه أنه على أعلى درجة من الصحة؟ غير أن عدم قبول آيات الله شيء آخر، وإلا فهي آية عظيمة الشأن ظل ألوف من العلماء والمحدثين قبلي يأملون تحققها، وكانوا يتذاكرونها باكين على المنابر. وآخرهم المولوي محمد من لكهوكي الذي كان في هذا العصر، وقد كتب في كتابه ’’أحوال الآخرة‘‘ عن الكسوف نفسه بيتا أنبأ فيه عن زمن المهدي الموعود. فقال في بيت شعره باللغة البنجابية ما معناه:

’’لقد كتب صاحب رواية أن في تلك السنة سينكسف القمر في الـ 13، وستنخسف الشمس في الـ 27 من رمضان.‘‘

كذلك يقول رجل صالح آخر، وبيته معروف منذ مئات السنين:
وتعريبه كما يلي: في القرن الرابع عشر -سنة 1311- سيقع الكسوف والخسوف في شهر واحد وسيكون آية على ظهور المهدي المعهود والدجال. (حقيقة الوحي)

ذُكر في هذا البيت السنة التي يقع فيها الكسوف والخسوف.
ثم ذكر حضرته عن معاملة الله تعالى معه قبل إعلانه دعوته، حيث طمأنه الله تعالى بوحيه، فقال حضرته :
’’ومن تلك الآيات أني أُخبرت أن والدي سيُتوفَّى بعد غروب الشمس فحزنتُ طبعا بمقتضى البشرية إثر تلقي هذا الخبر. ولَمَّا كانت معظم أسباب معاشنا مرتبطة به، كما كان يتلقى معاش التقاعد أيضا من قبل الحكومة الإنجليزية وكذلك كان يأخذ مبلغا لا بأس به منحةً، وكان كل ذلك مرتبطا بحياته؛ فخطر ببالي عمّا عساه يحدث بعد وفاته، وقلقتُ ظنا مني أنه قد تحلّ بنا أيام ضيق ومعاناة. وخطر هذا الخاطر بالبال في أقل من ثانية كالبرق. ثم غلبني نعاس في الحال وتلقيت إلهاما ثانيا:

’’أليس الله بكافٍ عبده‘‘.

فتقوّى قلبي إثر هذا الإلهام كأن جرحا مؤلما اندمل دفعة واحدة بتأثير مرهم. الحق أني جرَّبت مرارا أن الوحي الإلهي يتسم بميزة ذاتية تُطَمئن القلب، وأساس هذه الميزة هو اليقين القوي بالوحي. ولكننا نتأسف على نوعية إلهامات هؤلاء الناس إذ يقولون مع ادعائهم بتلقي الإلهام: إن إلهاماتنا ظنية، فلا ندري أمِن الشيطان هي أم مِن الرحمن، وإن ضرر مثل هذه الإلهامات أكثر من نفعها. ولكنني أقول حلفًا بالله إني أؤمن بإلهاماتي كإيماني بالقرآن الكريم وكتب الله الأخرى، وكما أعتبر القرآن الكريم كلام الله القطعي واليقيني كذلك أوقنُ أن الكلام الذي ينـزل عليَّ هو كلام الله لأنني أرى معه بريقًا ونورًا من الله، وأجد نماذج قدرة الله تعالى معه.
فباختصار، حين تلقـيت إلهاما:

’’أليس الله بكاف عبده‘‘،

تيقنت في الحال أن الله تعالى لن يضيعني. فكتبت هذا الإلهام في الحال لهندوسي -اسمه ملاوا مل يسكن في قاديان ولا يزال على قيد الحياة- وقصصت له القصة كلها، وأرسلته إلى مدينة أمْرتْسَر ليصنع منه خاتما بحفره في فصّ الخاتم بمساعدة الحكيم المولوي محمد شريف الكلانوري. وكلّفت هذا الهندوسي بهذا العمل ليكون شاهدا على هذه النبوءة العظيمة وليكون المولوي محمد شريف أيضا من الشاهدين. فوصلني الخاتَم ببذل خمس روبيات عن طريق المولوي المذكور. ….. لقد تلقيت هذا الإلهام في أيام كان معاشنا وأسباب راحتنا كلها تعتمد على دخل والدي الزهيد. ولم يكن أحد من الناس يعرفني، وكنت خامل الذكر منـزويا في زاوية الخمول في قرية غير عامرة هي قاديان. ثم وجّه الله تعالى إليَّ عالَمًا حسب نبوءته وأعانني بالمال بفتوحات متتالية لا أجد الكلمات لذكرها. ما كنت أتوقع نظرا إلى حالتي أني سأجد حتى عشر روبيات شهريا، ولكن الله الذي يرفع الفقراء من التراب ويجعل المتكبرين ترابا قد أخذ بيدي، فأستطيع أن أقول باليقين إنه قد جاءني إلى الآن ثلاث مئة ألف روبية أو أكثر. ويقدَّر متوسط ما يُنفَق على دار الضيافة بألف وخمس مئة روبية شهريا منذ عدة أعوام. وزدْ إلى ذلك أقسامًا أخرى تقتضي نفقات أخرى مثل المدرسة وطباعة الكتب. فانظروا، كيف تحققت نبوءة ’’أليس الله بكاف عبده‘‘ بعظمة وجلاء تام! هل هذا عمل مفتر أو وساوس شيطان؟ كلا، بل إنما هو فعل الله الذي في يده العزة والذلة والرقي والانحطاط. وإن كنتم لا تثقون بكلامي فافحصوا سجلات البريد في الدوائر الحكومية لعشرين سنة ماضية لتعرفوا كيف فُتح عليّ باب الدخل أثناء هذه المدة كلها. (حقيقة الوحي)
وإن دار الضيافة هذه فُتحت الآن في العالم كله، وهي قائمة هنا أيضا، وقد أقيمت الآن على أسس متينة بإشراف الخلافة، فعلى المسؤولين عن الضيافة هنا أن يهتموا بالضيوف الذين يأتون هنا ويركزوا على ضيافتهم. لا شك أن الإسراف ممنوع ولا بد أن يكون التخطيط الصحيح لكل شيء ولكن ينبغي ألا ينتج عن ذلك بخل، لأنها ليست مائدتكم بل هي مائدة المسيح الموعود . ترفع أحيانًا شكاوى ضد العاملين في قسم الضيافة وضدّ مسؤوليها، فينبغي أن ينتبه إلى هذا الأمر كل من يعمل في هذا القسم سواء كان في ربوة أو قاديان بل في كل مكان. ثم يذكر حضرته وحيه عن رقي الجماعة فيقول:

هناك نبوءة في ’’البراهين الأحمدية‘‘ عن تقدم الجماعة ونصها: ’’كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه‘‘. هذه نبوءة عظيمة أُنبئ فيها عن نمو الجماعة وازدهارها قبل تأسيسها أي قبل خمسة وعشرين عاما من اليوم، حين لم يكن للجماعة أي وجود وما كان معي أحد من المبايعين، بل لم يكن أحد يعرف حتى اسمي. ثم خلق الله تعالى بعد ذلك بفضله ورحمته جماعة يزيد الآن عددها على ثلاث مئة ألف شخص. كنت كبذرة صغيرة بُذرت بيد الله تعالى ثم ظللت مخفيا إلى مدة من الزمن، ثم ظهرتُ وأصبح لي فروع كثيرة. فتحققت هذه النبوءة بيد الله تعالى وحده. (حقيقة الوحي)
واليوم نرى أن الجماعة انتشرت بفضل الله تعالى في 204 بلدًا من بلاد العالم وبلغ عدد أفراد الجماعة مئات الألوف، وتبلغ دعوة المسيح الموعود إلى أكناف العالم عن طريق أيم تي أيه. ثم يقول حضرته :

’’هناك نبوءة أخرى في البراهين الأحمدية ونصها:
والله يعصمك من عنده ولو لم يعصمك الناس’’.

أي سيعصمك الله تعالى من الآفات وإن لم يرد الناس أن تُعصَم منها. يعود تاريخ هذه النبوءة أيضا إلى زمن كنت فيه في زاوية الخمول وما ربطتني بأحد بيعةٌ ولا عداوة. ثم عندما أعلنت أني المسيح الموعود صار المشايخ كلهم وأشياعهم مثل النار. وفي تلك الأيام رفع ضدي القسيس مارتن كلارك قضية زائفة بالقتل. وفي أثناء هذه القضية علمت أن المشايخ في البنجاب عطاشى لدمي ويعدُّونني أسوأ من ذلك المسيحي الذي هو عدو للنبي ويشتمه؛ لأن بعضهم حضر المحكمة في هذه القضية وأدلى بشهادته ضدي لصالح القسيس. وبعضهم عكف على الدعاء ليفلح القساوسة. وسمعت من مصادر موثوق بها أنهم كانوا يدعون في المساجد باكين ويقولون: يا ربِّ انصر القسيس وارزقه فتحا. ولكن الله العليم لم يسمع لهم قط. فلم ينجح أصحاب الشهادات في مرامهم كما لم تُقبل أدعية الداعين. فهؤلاء هم العلماء وحماة الدين! هؤلاء هم القوم الذين يصرخ الناس من أجلهم بأعلى صوتهم. لقد أخرجوا كل ما في جُعبتهم من المكايد لأُشنَق، وآزروا عدو الله ورسوله. وهنا يخطر بالبال حتمًا أنه لما كان مشايخ القوم جميعا وأتباعهم قد صاروا عطاشى لدمي فمن ذا الذي أنقذني من النار المضطرمة مع أن ثمانية أو تسعة أشخاص أدلوا بشهاداتهم لتجريمي؟ والجواب هو: لقد أنقذني الذي وعدني قبل 25 عاما أن قومك لن ينقذوك بل سيسعون لتهلك، ولكنني سأنقذك. كما قال من قبل وهو مسجَّل في البراهين الأحمدية منذ 25 عاما ونصه:

’’فبرَّأه الله مما قـالوا وكـان عند الله وجـيها‘‘.
(حقيقة الوحي)

وتحققت هذه الآية اليوم أيضا بكل جلاء إذ جاء حفيد ابن الدكتور مارتن كلارك وقال معلنًا أن جدّ أبي كان على خطأ ومرزا غلام أحمد القادياني كان صادقًا. وهي شهادة سُجلت أثناء الجلسة السنوية هنا. ثم يقول حضرته عن آية أخرى:

’’لقد دعا عليَّ المولوي غلام دستغير القصوري مباهلا في كتابه ’’فتح رحماني‘‘ الذي نُشر ضدي عام 1315 هـ في مطبعة أحمدي بِلُدهيانه. فقد ورد في الصفحة 26 و27 منه دعاؤه عليّ كما يلي: ’’اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا مالك الملك، كما أهلكتَ بدعاء وسعي العالم الرباني حضرة محمد طاهر مؤلفِ كتاب ’’مجمع البحار‘‘، مهديا كاذبا ومسيحا زائفا (كان في زمنه)، كذلك يدعو ويبتهل هذا الفقير القصوري كان الله معه -الذي يسعى بما في وسعه لتأييد دينك المتين- أن توفِّق مرزا القادياني وحوارييه للتوبة النصوح. وإذا لم يكن ذلك مقدرا فاجعلْهم مصداق الآية القرآنية: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، آمين.‘‘ ثم كتب عني في هامش الصفحة 26 من الكتاب المذكور: ’’تبًّا له ولأتباعه‘‘. فها أنا لا زلتُ حيا بفضل الله تعالى وقد ازداد عدد أتباعي أيضا نحو خمسين مرة مقارنةً بذلك الزمن. والظاهر أن المولوي غلام دستغير قد ترك الحكم في صدقي أو كذبي للآية: فقُطع دابرُ القوم الذين ظلَموا التي تعني في هذا السياق أن الظالم سيُقطَع دابرُه. ولا يخفى على أحد من أهل العلم أن للآية مفهوما عاما يقع تأثيره على الظالم. فمن الضروري أن يهلك الظالمُ بتأثيرها. ولما كان غلام دستغير ظالما في نظر الله تعالى فلم يُعط مهلةً حتى يشهد نشر كتابه بل مات قبل ذلك. ويعلم الجميع أنه مات بعد دعائه هذا ببضعة أيام فقط.
يقول بعض المشايخ الجهال إن غلام دستغير لم يباهل بل دعا على الظالم فقط. ولكنني أقول: ما دام قد طلب الحكم من الله بموتي وعدَّني ظالما فلماذا إذن رُدَّ عليه دعاؤه؟ ولماذا أهلك اللهُ غلام دستغير في الوقت الحرج الذي كان الناس فيه ينتظرون حكم الله؟ وحين كان يتمنى هلاكي بدعائه ليثبت للدنيا أنه كما هلك المهدي والمسيح الكاذب بدعاء محمد طاهر كذلك أهلِك هذا الشخص بدعائي، فلماذا ظهر لدعائه تأثير معاكس تماما؟
صحيح أن المهدي والمسيح الكاذب هلك بدعاء محمد طاهر، وقد دعا عليَّ بالمثل غلام دستغير أيضا. فيجب التأمل هنا ماذا كان تأثير دعاء محمد طاهر، وماذا كان تأثير دعاء غلام دستغير؟ إذا قلتم إن موت غلام دستغير كان من قبيل الصدفة فلا بد أن تقولوا أيضا إن موت المهدي الكاذب المذكور أيضا كان من قبيل الصدفة ولم يكن لمحمد طاهر كرامة في ذلك؛ لعنة الله على الكاذبين.
لقد مضت على موت غلام دستغير إحدى عشرة سنة تقريبا. وقد أهلك الله من كان ظالما وخرّب بيته. فقولوا الآن صدقا وعدلا من الذي قُطِع دابره؟ ومن الذي وقع عليه وبال الدعاء المذكور؟ يقول الله تعالى: وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ؛ فإن سنة الله تعالى حسب منطوق هذه الآية هي أنه مَن دعا على صادق رُدَّ عليه دعاؤه. إن هذه السنة الإلهية ثابتة من نصوص القرآن ونصوص الحديث. فقولوا بالله، أمات دستغير بعد هذا الدعاء أم لا؟ ثم قولوا ما السر في أن المسيح الكاذب مات بدعاء محمد طاهر، أمّا الذي دعا عليّ فقد مات هو بنفسه؟ وقد أطال الله عمري وما زلت حيا أُرزق منذ إحدى عشرة سنة، أما دستغير فلم يُعطِه مهلة ولا لشهر واحد‘‘. (حقيقة الوحي)

ثم يقول حضرته عما أعطي من الله تعالى من آية الفصاحة والبلاغة في اللغة العربية:

’’هناك نبوءة في ’’البراهين الأحمدية‘‘ تقول إنك تُعطَى فصاحة وبلاغة في اللغة العربية لن يسع أحدا أن يجاريك فيها، فلم يستطع أحد إلى الآن أن يبارزني فيها…. فقد تلقيت من الله تعالى في هذا الصدد إلهاما نصه: كلام أفصِحت من لدن رب كريم‘‘.

وفيما يلي تفصيل الكتب التي ألفتها إلى الآن بالعربية نظما ونثرا، ولم يقدر العلماء المعارضون على الإتيان بنظيرها. (1) ملحق كتاب عاقبة آتهم من الصفحة 73 إلى 282. (2) التبليغ، ملحق بكتاب مرآة كمالات الإسلام. (3) كرامات الصادقين. (4) حمامة البشرى. (5) سيرة الأبدال. (6) نور الحق، الجزء الأول. (7) نور الحق، الجزء الثاني. (8) تحفة بغداد. (9) إعجاز المسيح. (10) إتمام الحجة. (11) حجة الله. (12) سر الخلافة. (13) مواهب الرحمن. (14) إعجاز أحمدي. (15) الخطبة الإلهامية. (16) الهدى والتبصرة لمن يرى. علامات المقربين، الملحقة بتذكرة الشهادتين. أما الكتب العربية التي تم تأليفها ولكنها لم تُطبَع بعد فهي: ترغيب المؤمنين، لجة النور ونجم الهدى. (حقيقة الوحي)

لقد ذكر المسيح الموعود في ذلك الوقت بأن الله تعالى منّ عليه بهذه الآية ثم ألف هذه الكتب بالعربية واليوم يعترف بفصاحتها وبلاغتها العرب أنفسهم، كما ذكرت مختصرًا في بعض الخطب الماضية.
ثم يقول حضرة المسيح الموعود :
ذات مرة جاءني في قاديان هندوسي لا أذكر اسمه وقال: أريد أن أعقد مؤتمرا دينيا. فاكتبْ مقالا حول ميزات دينك حتى يُقرأ في المؤتمر. فاعتذرت عن ذلك، ولكنه أصر كثيرا على أن أكتب شيئا. ولما كنت أعلم يقينا أني لا أستطيع أن أعمل شيئا بقوتي بل لا أملك القوة أصلا، ولا أستطيع أن أنطق بشيء دون أن يُنطقني الله، ولا أقدر على أن أرى شيئا إلا أن يُرينيه ؛ دعوت الله تعالى أن يلقي في قلبي مضمون مقال يفوق جميع المقالات. فوجدت بعد الدعاء أن قوة نُفخت في نفسي، وشعرت بحركة قوة سماوية بداخلي. وجميع الأصدقاء الذين كانوا موجودين عند ذاك يعرفون جيدا أني لم أكتب مسودة للمقال. بل أخذت القلم وكتبتُ كل شيء ارتجالا، وكنت أكتب بسرعة هائلة حتى تعذر على الناسخ نسخَه بالسرعة نفسها. وحين أنهيت المقال تلقيت من الله تعالى وحيا جاء فيه:

’’لقد فاق المقال‘‘.

فملخص الكلام أنه حين قُرئ المقال في المؤتمر كانت حالة من الوجد مستولية على المستمعين، وكانت أصوات الإعجاب والتقدير تتصاعد من كل حدب وصوب. حتى خرج بصورة عفوية من فم هندوسي كان يترأس الجلسة: لقد فاق المقال جميع المقالات الأخرى. وقد نشرت الجريدة ’’سيفل ايند ملتري غازيت‘‘ الصادرة في لاهور بالإنجليزية هذا المقالَ شهادةً على تفوقه. كذلك أدلتْ قرابة عشرين جريدة أردية بالشهادة نفسها، وكان على ألسنة جميع الناس ما عدا المسيحيين المتعصبين أن المقال فاق الجميع. ولا يزال مئات من الناس يشهدون إلى اليوم الشهادة نفسها.
باختصار، تحققت نبوءتي بشهادة كل فرقة وشهادة الجرائد الإنجليزية أن المقال قد فاق كل المحاضرات والمقالات. كانت هذه المبارزة مثل مبارزة موسى مع السحرة؛ إذ إن أصحاب الأفكار المختلفة قد قرأوا مقالات عن أديانهم، منهم المسيحيون وأتباع الهندوسية من فئة سناتن دهرم وآريا وبراهمو والسيخُ أيضا بالإضافة إلى بعض معارضينا من المسلمين. فصنع الجميع حيّاتٍ خيالية من عصيِّهم، ولكن لما ألقى الله تعالى بيدي عصا صدق الإسلام على هيئة محاضرة مليئة بالمعارف المقدسة أمامها، صارت حيةً ولقفتْ الحيّات الأخرى كلها. ولا يزال مقالي يُذكر إلى اليوم بالمديح والثناء، فالحمد لله على ذلك. (حقيقة الوحي)
لم يقتصر الأمر على ذلك العصر بل الآن أيضا يعترف قراء هذا الكتاب بعظمته ولأجل ذلك أقول بأن تتم دعاية كافية لهذا الكتاب ويجب أن يوزع على الناس. يكتب إلي كثير من غير الأحمديين أيضا أنهم تعرفوا على جمال الإسلام من خلال قراءتهم لهذا الكتاب، وعندما أسأل بعض المبايعين الجدد بم تأثروا أكثر يجيبون أن كتاب فلسفة تعاليم الإسلام هو أكثر ما تأثرنا به، ورغبنا في الإسلام وانتبهنا إلى الجماعة.
يقول المسيح الموعود :

’’وقد حقق في هذا الزمن النبوءات القائلة: مَا كَانَ اللهُ لِيَتْركَكَ حَتَّى يَمِيْزَ الخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ‘‘

فترون أنه لم يخذلني على الرغم من عداوتكم المريرة ودعواتكم المعادية، بل ظل يحميني في كل موطن. كلّ حجر رُشِقَ عليَّ تلقّاه بيده. وكل سهمٍ رُميتُ به قد ردّه إلى الأعداء. كنت بلا حيلة ولا مأوى فآواني، كنت وحيدا فاحتضنني، ما كنتُ شيئا يُذكر فأذاع صيتي مقرونا بالعزة والإكرام وجعل مئات الآلاف من الناس من مريديّ.
ثم يقول تعالى في وحيه المقدس:

’’إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ… وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلْون‘‘.

أيْ حين يُقبل إليّ خلق الله وتظهر النصرة المالية للعيان، سيقال للمنكرين: انظروا ألم يتحقق كل ما كنتم به تستعجلون؟ فقد تحقق اليوم كل ذلك. وغنيّ عن البيان أن الله تعالى ذكر عهده وجعل مئات الآلاف من الناس يُقبلون عليّ، وأعطاني أنواع النصرة المالية التي ما كان لأحد أن يتصورها أو تخطر له على بال.

إن الدافع الوحيد وراء الأعمال الصالحة كلها هي معرفة الله تعالى. فالمعرفة الإلهية هي التي تدفع المرء إلى الأعمال الصالحة. فكلما حاز الإنسان على المعرفة انتبه إلى كسب الأعمال الصالحة والعبادات مدركًا روحها.

فيا أيها المعارضون، رحمكم الله وفتح عيونكم تفكَّروا قليلا، هل يمكن أن يكون ذلك من مكايد الإنسان؟ لقد وُعد بكل ذلك في زمن تأليف ’’البراهين الأحمدية‘‘ حين كان مجرد ذكر هذه الأمور أمام القوم مدعاة للضحك، وما كان لي أية أهمية أو وزن ولا حبة خردل. من منكم يستطيع أن يخطّئني في بياني هذا؟ هل منكم من يستطيع أن يثبت أن أحدا من هؤلاء الآلاف من الناس كان مقبلا عليّ حينذاك؟ بل كنت في زمن نشر ’’البراهين الأحمدية‘‘ خامل الذكر لدرجة كان كتابي هذا قيد الطبع في مطبعة في أمرتسر يملكها قسيس اسمه ’’رجب علي‘‘ وكنت أسافر إلى أمرتسر وحدي لتصحيح مسودات الكتاب وطبعه وأعود منها وحدي، دون أن يسألني أحد ذهابا وإيابا من أنت؟ وما كان أحد يعرفني وما كنت أملك مرتبة جديرة بالاحترام. يشهد بحالتي هذه الآريون أيضا في قاديان بمن فيهم المدعو ’’شرمبت‘‘ الذي ما زال موجودا وسافر معي بعض الأحيان إلى مطبعة ’’رجب علي‘‘ في أمرتسر حيث كان كتابي ’’البراهين الأحمدية‘‘ قيد الطبع. كان الناسخ في المطبعة ينسخ كل هذه النبوءات، وكان القسيس المذكور أيضا يقرأها باستغراب شديد ويقول: كيف يمكن أن تُقبل الدنيا على شخص عادي مثله؟ ولكن لما كانت هذه الأمور من عند الله ولم تكن من تلقاء نفسي فتحققت في موعدها ولا تزال تتحقق. كان هناك وقت حين استغربت عيونُ الإنسان لرؤيتها ثم رأت تحققها في وقت آخر. (البراهين الأحمدية، الجزء الخامس)

تتحقق هذه الآيات الآن بكل جلاء وعظمة بفضل الله تعالى. وكما قلت من قبل إن الدعوة تصل إلى جميع أنحاء العالم بواسطة ايم تي ايه. كان المسيح الموعود يذهب إلى أمرتسر لطباعة الكتب أما الآن فتعمل المطبعة في قاديان مع كل التقنيات الحديثة وتُطبع الكتب هنالك. ثم يقول حضرته :

’’وقد أظهر الله تعالى لإظهار صدقي أكثر من ثلاث مئة ألف آية من السماء. وقد حدث الكسوف والخسوف في رمضان. والذي لا يؤمن بقول الله ورسوله ويكذِّب القرآن الكريم ويردّ آيات الله عمدا بعد رؤيتها، ويعدُّني مفتريا مع وجود مئات الآيات كيف يكون مؤمنا؟‘‘ (حقيقة الوحي)

لقد قدمت أمامكم بعض الآيات فقط من بين مئات الآلاف منها كما قال المسيح الموعود وكلها تمثل أدلة قوية على صدقه . وإن هذه الآيات لم تنقطع في هذا العصر بل لا تزال سلسلتها جارية وقد انضم إلى الجماعة آلاف الناس بعد رؤية هذه الآيات ولا يزالون يبايعون المحب الصادق لرسول الله . لا شكّ أنّ هناك أحمديين يواجهون مشاكل في بعض البلاد، ولكن سيأتي وقت قريبا حين تزول تلك المشاكل أيضا بإذن الله، وبزوالها نزداد يقينا وإيمانا ومعرفة.يقول المسيح الموعود :

’’أيها القراء الكرام، أناشدكم بالله أن تتأملوا في هذا المقام جيدا ليجازيكم الله، واعلموا أن الله لم يقطع عني تأييداته ولا آياته. وأقسم بالله العظيم أنه لن يتوقف ما لم يكشف صدقي على الدنيا.
فيا مَن تسمعونني! اتقوا الله ولا تتجاوزوا الحدود. لو كان ذلك كيد إنسان لأهلكني ولما بقي لهذه القضية أي أثر أبدا. ولكن رأيتم كيف تحالفني نصرة الله، وقد نزلت آيات تفوق العدّ والحساب.
انظروا، كم من الأعداء هلكوا نتيجة مباهلتي! يا عباد الله فكِّروا، هل هكذا يعامل الله الكاذبين؟‘‘ (حقيقة الوحي)

اليوم قد مضى على تأسيس الجماعة 125 عاما وهذا الركب بفضل الله في تقدُّم مستمر، أفلا يستخدم هؤلاء الناس عقولهم؟ ألن يكفَّ المعارضون عن المعارضة؟ إنما ندعو الله فقط أن يهب لهم العقل، ويوفقهم لمعرفة إمام الزمان وإلا حين يأتي البطش من الله فإن المعارضين مهما كانوا أقوياء يتبخرون، وتذروهم الرياح كالأوراق الجافة، ويتلاشون.
نسأل الله تعالى أن يوفقهم لاستخدام العقل ليعرفوا.
اليوم أيضا أود أن أحثكم على الدعاء مرة أخرى، فالأحمديون في سورية أيضا بأمس الحاجة إلى الدعاء، والأحمديون في باكستان أيضا بحاجة خاصة إلى الدعاء، وكذلك الأحمديون في مصر يعانون بعض المشاكل، أفرج الله عنهم جميعا، وأرانا آية في هذه الخصوص أيضا لكي يتمكن الأحمديون من إظهار دينهم بحرية، وأن نكون منيبين إليه أيضا، وأن يرفع الله عنا الحظر والقيود في بعض الأماكن حيث لا نستطيع أن نصلي ونعبد الله، نسأل الله تعالى أن يرفع جميع هذه العقبات.

Share via
تابعونا على الفايس بوك