لاَ أَبغي شهرة الدنيا ولدينِ
  • صرف الله عن المسيح الموعود عليه السلام حب الدنيا
  • كان المسيح الموعود عليه السلام مجهولا من قبل لا يعرفه أحد
  • لم يرغب المسيح الموعود عليه السلام في أن يصبح المسيح الموعود

__

«وناجيتُ نفسي بأن هذه الدنيا ليست إلا كغدّار، وليس مآلها إلا مرارةُ خيبةٍ وتبار. وأرهقتني دار الدنيا بضيقها، وأُلقي في قلبي أن أعاف بريقَها، فصرف الله عني حبّ الدنيا ورؤية زينتها، والتمايل على شجرتها وثمرتها. وكنت أحبّ الخمول، وأؤثر زاوية الاختفاء، وأفرّ من المجالس ومواقع العُجْب والرياء. فأخرجني الله من حجرتي، وعَرّفني في النَّاس، وأنا كارهٌ من شهرتي، وجعلني خليفة آخر الزمان، وإمام هذا الأوان». (الاستفتاء، ص 101-102)

«وقد أتى عليّ حين من الدهر لم أكن شيئا مذكورا، وكنت أعيش خفيًّا ومستورًا، لا يعرفني أحد إلا قليل من أهل القرية، أو نفرٌ من القرى القريبة. فكنت إنْ قدِمتُ من سفر فما سألني أحد من أين أقبلتَ، وإن نزلتُ بمكان فما سأل سائل بأي مكان حللتَ. وكنت أحبّ هذا الخمول وهذا الحال، وأجتنب الشهرة والعزّة والإقبال، وكانت جِبلّتي خُلقتْ على حُبّ الاستتار، وكنت مُزْوَرًّا عن الزُوّار، حتى يئس أبي مني وحسبني كالطارق المُمتار، وقال: رجلٌ ضَرِيٌّ بالخلوة وليس مُخالِطَ الناس رَحْبَ الدار. فكان يلومني عليه كمؤدّب مغضب مُرهَف الشِّفار، وكان يوصيني لدُنياي سرًّا وجهرًا وفي الليل والنهار، وكان يجذبني إلى زخارفها وقلبي يُجذَب إلى الله القهّار. وكذلك تلقّاني أخي وكان يضاهي أبي في هذه الأطوار، فتوفّاهما الله ولم يترك كالمِيخار، وقال: كذلك لئلا يبقى منازعٌ فيك ولا يضرّك إلحاحُ الأغيار. ثم اقتادني إلى بيت العزّة والاختيار، وما كان لي علم بأنه يجعلني المسيح الموعود، ويُتمّ في نفسي العهود. وكنت أُحبّ أن أُترَك في زاوية الخمول، وكانت لذّتي كلها في الاختفاء والأُفول، لا أبغي شهرة الدنيا والدين، ولم أزل أنصّ عَنْسي إلى مُكاتمة كالفانين. فغلب عليّ أمرُ الله العلاّم، ورفَع مكانتي وأمَرني أن أقوم لدعوة الأنام، وفعل ما شاء وهو أحكم الحاكمين. والله يعلم ما في قلبي ولا يعلم أحد من العالمين». (نجم الهدى، الخزائن الروحانية مجلد 14 ص 50-53)

Share via
تابعونا على الفايس بوك