لـماذا لا يفرح المسلمون؟!
  • لا يفرح المسلمون كمقل السابقين لم يفرحوا لمبعوث الله
  • لن يبعث أحد للمسلمين إلا الذي اختاره الله سبحانه وتعالى
  • لم ينزل المسيح الذي صعد إلى السماء.

__

لماذا لا يفرح المسلمون أنْ جعل الله لهم مسيحاً منهم؟ فلا يكون في بني إسرائيل ما ينعدم في أمة خاتم النبيين.
لماذا لا يفرح المسلمون أنْ جعل الله لهم مسيحاً منهم يمحو أسطورة المسيح بن مريم الذي يحيي أموات اللحود فلا يكون الله وحده هو المحيي، ويخلق الطيور التي تطير في جو السماء فلا يكون الله وحده خالقاً، وينطق بكلام فصيح مُعجز وهو لم يزل وليدا في حجر أمه لم يبلغ من العمر إلا ساعةً أو ساعتين، فلا يكون له نظير من الناس، وليس لذلك كله في أمة خاتم النبيين مثيل ولا شبيه؟
لماذا لا يفرح المسلمون أن جعل الله لهم مسيحاً كالمسيح، يبيّن على وجه الحقيقة كيف كان المسيح الناصريّ يحيي الموتى، عندما يحيي أمام العالم كله أموات القلوب وينقلهم من قبور الكفر والتنصير والإلحاد إلى حياة الإيمان والتوحيد، يريهم بأعين بصائرهم كيف كان المسيح يخلق من الطين طيراً عندما يجعل بدعائه الجهلاء الذين لم يتلقوا علمًا، ولم ينتظموا في مدارس، يجعلهم علماء يخشى نزالهم الجامعيون وحاملوا الشهادات الكبرى، وحينما يجعل الغرباء والنزاع من القبائل والمغمورين من أولياء الله الصالحين الصادقين، فيحلَّقون في سماء القرب، ويكونون طيراً يسمو في سماوات الروحانية تاركين الدنيا وزخارفها لمن فضلوا الإخلاد إلى الأرض.
لماذا لا يفرح المسلمون بمسيح يعيد إليهم أمجاد محمد ، وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم أجمعين، ليَمُنَّ الله به على الذين استُضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمةً ويجعلهم الوارثين؟
لماذا لا يفرح المسلمون بمسيح منهم ويُكذِّبونه، ويعادونه، ويكفّرونه، وينفقون أموالهم لإفشال دعوته، ويوقفون أبناءهم لمعارضته وسفك دمه ويعتبرون من قُتل منهم في أعمالٍ انتحاريةٍ شهداءَ في سبيل الله ينالون بها القربى والمغفرة؟
لماذا يفرح المسلمون بمسيح ليس منهم، ولم يكن مرسَلاً إليهم، ولن يكون يوماً من الأيام منهم، إنما قال فيه كتاب الله العزيز:

رَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (آل عمران: 49)،

أإلى هذه الدرجة تملّكتم روح بني إسرائيل حتى شُبّه لكم أنكم هم؟!
لماذا تنتظرون مسيحاً من بني إسرائيل؟ وهم الذين يتفاخرون عليكم دائماً بأنهم شعب الله المختار وأبناء الله وأحباؤه، وكأنكم بانتظاركم مسيحهم تبرهنون على صدق ادعاءاتهم وحتمية سيادتهم وحقيقة اصطفاء الله لهم على العالمين، وأن الله ما وصفهم يوماً بالمغضوب عليهم، ولا قال عنهم أنهم الضالون، وأن ذلك كله لم يكن من الله إنما كان من تلبيس الشياطين، وأن الله كان راضياً دائماً عنهم، وما انتزع منهم البركات والنبوات، وأن تلك البيانات الواردة في القرآن الكريم في حقهم لم تكن يوماً من الأيام من كلام الله القدوس، حتى أننا لم نعد صالحين ليكون منا مصلح لنا فجلبه الله منهم وحفظه من أجلنا آلاف السنين، وحاشا لله!

أنتم لا تفرحون بمسيحكم، ومجدد دينكم، ومبعوث الله لكم، لأنكم اخترتم أن تستنوا بسُنن من كانوا قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، فهم كانوا مثلكم، لم يفرحوا يوماً بمبعوث الله فيهم.

أليس ذلك كله قدحاً فينا وفي إلهنا وفي نبينا وفي كتابنا وفي شريعتنا وفي صدق كون نبينا خاتم النبيين، وكتابنا خاتم الكتب، وشريعتنا خاتمة الشرائع؟!
أليس ذلك مدحاً لهم واعترافاً صريحاً منا أنهم هم الأصلح والأصدق والأطهر وأنهم إلى الله أقرب وببركاته أوْلى؟!
لماذا لا يفرح المسلمون بما ينفعهم، ويفرحون أشد الفرح بما يضرهم، وإليه يسعون لاهثين، وبه يلوذون ويتمسكون؟!
لماذا لا يفرح المسلمون بمجيء مجدد لدينهم رغم اعترافهم جميعاً أن الدين في حالة ماسة إلى مجدد، وهل يُظن أن الدعوة لتجديد الخطاب الدينيّ التي باتت مطلباً عالمياً مُلحاً ليست إشارة بل علامة صريحة أن المجدد موجود وقد أنزله الله بالفعل وأنتم لا تشعرون؟ لأنه من سنة الله القديمة أنه ينزل المطر عندما تكون الأرض في حالة جفاف وجدب.
العالم كله يبحث عن مجدد للدين، والمجدد يقول بأعلى صوته : ها أنا ذا، أرسلني ربي لأجدد الدين وأنوّر وجه المِلة. ولكنْ أنتم عنه معرِضون، ولكن اعلموا أنه ما دام الله تعالى قد أرسله مجدداً فسوف تقتلون أنفسكم ولن تروا تجديدا من سواه، ولن تعثروا عليه.
فيا أيها الباحثون عن التجديد لن تعثروا على تجديدكم المفقود إلا عند من أرسله الله مجدداً، فاقبلوا به ولا تكونوا كمن يفقأ عينيه ويخرق أذنيه ويقطع لسانه ويقول : ما ليَ أعمى وأصم وأبكم؟!
يا أيها المسلمون الذين جعلهم الله خير أُمةٍ أُخرِجت للناس لأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، لماذا لا تأمرون بالمعروف الذي قال به كتاب الله وأوصى به رسوله وكشف عنه اللثام المسيحُ الموعود ؟ كيف أمسيتم تأمرون بما هو منكر، وتنهون عمّا هو معروف؟!
خير المعروف هو الإيمان بالإمام المهديّ والمسيح الموعود ، وأنكر المنكر أن تتخذوه عدواً حسداً من عند أنفسكم، أو اتباعاً لعلماء ومشايخ لن يغنوا عنكم من الله شيئاً . أنتم لا تفرحون بمسيحكم، ومجدد دينكم، ومبعوث الله لكم، لأنكم اخترتم أن تستنوا بسُنن من كانوا قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، فهم كانوا مثلكم، لم يفرحوا يوماً بمبعوث الله فيهم.
أنتم لا تفرحون بمسيحكم كما أنهم لم يفرحوا بمسيحهم، فكذبوه وعابوه وسفَّهوه واتهموه وعادوه وأرادوا أن يقتلوه ويصلبوه حتى يثبتوا أنه مُجدِّفٌ على الله متقولٌ عليه، فقالوا إن كنت مسيحاً فأين إيليا الموعود أن ينزل من السماء كما صعد فيها، فقلتم إن كنت أنت الإمام المهديّ فأين المسيح الذي ينزل من السماء كما صعد فيها، وإن كنت أنت المسيح فمن يكون ابن مريم الذي علمنا مشايخنا أنه نازل لنا من السماء بين ملكيْن؟
إن كنتم تريدون أن تفرحوا بمسيحكم، فتخلوا عن سنن من كانوا قبلكم تفرحوا بفضل الله عليكم ورحمته.

Share via
تابعونا على الفايس بوك