المجددية والخلافة
  • الخلافة مقدمة على المجددية.
  • جميع الأديان يعتريها النقص مقابل الإسلام.
  • الخلافة على منهاج النبوة مهمتها تجديد الدين.
  • عدد المجددين غير مقيد.
  • المسيح والمهدي إمام الزمن الأخير ومجدد الألفية الأخيرة.

__

قال أمير المؤمنين حضرة الخليفة الخامس أيده الله تعالى بنصره العزيز في خطبته التي ألقاها في 16-08-2013:

“إن البعض يخطئون في فهم الوعد ببعثة المجددين في كل قرن، حيث يقولون ما دام هناك وعد ببعثتهم في كل قرن فأين مجدد هذا القرن؟ فليعلموا أن الخلفاء هم المجددون الآن. وقد تناولت هذا الموضوع في إحدى الخطب مفصلا…”

ومع ذلك هناك مَن وقع في هذا الخطأ ظانين أن التجديد يكون من خارج الخلافة، ولذلك نذكّرهم هنا بأهم ما ورد في الخطبة المشار إليها، وكذلك بما ورد في خطاب ألقاه حضرة الخليفة الثالث رحمه الله.

أولاً: لقد قال أمير المؤمنين نصره الله في خطبة الجمعة يوم 10-06-2011:
يقول المسيح الموعود :

“لقد آلت حالة هذا العصر كله بحيث مسّتْ الحاجة للإصلاح في كل مكان، لذلك قد أرسل الله تعالى في هذا العصر مجددا سماه المسيح الموعود، الذي كان يُنتظَر منذ مدة طويلة. وقد أنبأ به الأنبياءُ كلهم، وكان الصلحاء قبله يودّون أن يجدوا زمنه”. (الملفوظات المجلد 9 ص 94)

ثم يقول :

“لقد رأى الله حالة العصر الراهن ووجد الأرض مليئة بأنواع الفسق والمعاصي والضلال، فأمرني بتبليغ الحق والإصلاحِ … حين كان الناس قد اجتازوا القرن الثالث عشر ووصلوا إلى رأس القرن الرابع عشر بدأت أنادي- تنفيذا لذلك الأمر – بين الناس عن طريق النشرات والخطب، بأنني أنا ذلك الشخص الذي كان سيُبعث من عند الله على رأس هذا القرن لتجديد الدين، لأُعيد إلى الأرض الإيمانَ الذي كان قد ارتفع منها”.

هذه هي مهمة المجدد- كما ذكر – أي تبليغ الحق والإصلاح وإرساء دعائم الإيمان الذي ارتفع من الأرض. ثم يقول عليه السلام :

“…وأن أَجذِبَ العالمَ، بعون الله وبجاذبية يده هو عز وجل، إلى الإصلاح والتقوى والصدق، وأصحّح أخطاءَهم العقدية والعملية. ولما مضت على ذلك بضع سنوات كُشف علي صراحةً بالوحي الإلهي أن المسيح الذي كان موعودا لهذه الأمة منذ البداية، وأن المهدي الأخير الذي كان سينال الهدى من الله تعالى مباشرة في زمن انحطاط الإسلام وانتشار الضلال، والذي كان المقدر له عند الله أن يقدِّم تلك المائدة السماوية للناس من جديد، والذي بشّر به رسول الله قبل 13 قرنا، هو أنا”. (تذكرة الشهادتين)

إذًا، فإن مكانته ليست مكانة المجدد فقط بل إنه يحتلّ منصب المهدي والمسيح أيضا، وبناء على ذلك نال منصب النبوة.
فالمسيح الموعود لا يحتل منصب المجددية فقط بل منصبًا أعلى منه بكثير. لذا فلا بد أن ننتبه دائما إلى أن المسيح الموعود ليس مجددا فقط للقرن الرابع عشر بل هو المسيح والمهدي؛ فمكانته أعلى من المجدد بكثير.
ثم يقول عليه السلام:
اعلموا أنه قد ثبث إجمالا من حديث رسول الله أن الله تعالى سوف يبعث لإصلاح هذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها، ولكن بالنسبة إلى القرن الرابع عشر – أي بخصوص البشارة عن بعثة مهدي جليل الشأن على رأس القرن الرابع عشر – فقد وردت إشارات نبوية كثيرة لدرجة لا ينكرها أيٌّ من الباحثين. ثم قال :

“لقد أرسل الله تعالى هذا الرسول أي المجدد الكامل ليثبت في هذا العصر نقص جميع الأديان والتعاليم مقابل الإسلام”.

فهذا منصب عظيم يحظى به وهو أنه مجدد عظيم وكامل.
ثم قال : لقد انتهت خلافة موسى أو مجدديته على عيسى عليهما السلام، ولكن النبي أنبأ ببعثة مجددين على رأس كل مئة سنة حفاظًا على نضرة تعاليم الإسلام، وقضاءً على السيئات والبدعات التي تكون قد تسربت إليها خلال مئة سنة، ويقوم المجدد بما احتاج إليه الدين من إصلاح للضعف الواقع فيه.
لقد قدم المسيح الموعود أمام معارضيه الذين كانوا يكذبونه التحدي التالي دليلا على صدقه حيث قال:ما دام المجددون يُبعثون قبل هذا القرن فلماذا لم يبعث أحدهم في هذا القرن؟ بل كان لا بد أن يُبعث مجدد في هذا القرن أيضا، ولا تجدون أحدًا غيري قد أعلن أنه مجدد هذا القرن. فإنني مجدد هذا القرن وأنا المسيح الموعود وفق نبوءة النبي الكريم ، وبما أن المسيح الموعود قد وُهبَ درجة النبوة لذلك فإنني المجدد الكامل.
يقول المسيح الموعود في كتابه “محاضرة سيالكوت”:

“وهذا الإمام الذي سماه الله تعالى مسيحا موعودا أيضا؛ لهو مجدد القرن ومجدد الألفية الأخيرة أيضا”.

ووضح معنى الألفية الأخيرة وقال إن زمن آدم الذي نعيش في عصره يحتوي على سبعة آلاف سنة، ونحن الآن نمرّ من الألفية السابعة والأخيرة منها. ولقد سمّى النبي الألفية السادسة منها بعصر الظلام، ثم أنبأ بظهور المسيح الموعود والإمام المهدي في القرن الرابع عشر من بعثته ، وأناطَ به إحياءَ الإسلام. لقد بُعثَ مجددون كثيرون في مناطق مختلفة في ألفية الظلام المذكورة إلا أن مكانتهم كانت لا تعدو كونها مصابيح صغيرة أضاءت مناطقهم على نطاق محدود ولفترة محدودة، وعليه فقد بُعثوا بأعداد كثيرة وفي مناطق كثيرة في وقت واحد. ولكن قد حظي مجدد القرن الرابع عشر بهذا الشرف إذ سُمي بالمجدد الأعظم بل بمجدد الألفية الأخيرة من عمر هذه الدنيا. وقال :

“بما أن هذه الألفية هي الألفية الأخيرة لذلك كان لا بد أن يبعث إمام آخر الزمان على رأسها ولا يكون إمام ولا مسيح بعده إلا الذي يكون ظلا له ويستفيض بفيضه وتابعًا له”. (محاضرة سيالكوت)

ثم وضح معنى هذا الظلّ على ضوء الحديث النبوي التالي:

عن حُذَيْفَة قَالَ: قال رَسُولُ الله : تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ. ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله أَنْ يَرْفَعَهَا. ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا. ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا. ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ. (مسند أحمد، مسند الكوفيين)

فإذا أقيمت الخلافة على منهاج النبوة فإنها ستقوم بمهمة تجديد الدين بصورة حقيقية. لأن المسيح الموعود قال:

“لقد بُعثتُ من الله تعالى كمظهر لقدرته سبحانه وتعالى، فأنا قدرة الله المتجسدة. وسيأتي من بعدي آخرون، سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية”.

فكان مقدّرًا من الله تعالى وفق هذا الحديث أن تقام الخلافة على منهاج النبوة بعد بعثة مجدد الألفية الأخيرة، لستواصل الخلافةُ مهمة تجديد الدين الذي كان يقوم به المجددون فيما سبق.

هنا نتساءل: هل يمكن أن يُعلن أحد في المستقبل المجددية؟
قال أمير المؤمنين نصره الله: يمكن أيضا وفق الحديث المذكور ووفق قول المسيح الموعود أن يعلن أحد في القرون القادمة بأنه مجدد من الله، ولكن بشرط أن يكون تابعًا للمسيح الموعود وأن يكون مظهرًا للقدرة الثانية التي أعلن المسيح الموعود بظهورها. فلو شاء الله تعالى لأعطى أحدَ الخلفاء على رأس مئة سنة مقامَ المجدد ودفَعه للإعلان به. مع العلم أن كثيرًا من المجددين لم يعلنوا بأنهم مجددون، بل عدّهم الناس مجددين بعد وفاتهم، ومن هذا المنطلق فالإعلان ليس ضروريًّا، ولكن إذا شاء الله تعالى طلب منه الإعلان أيضا بأنه مجدد القرن.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون واضحًا بأن كل خليفة هو مجدد عصره لأنه يتابع مهام المسيح الموعود سواء أأعلن بكونه مجددًا أم لا، لأن كون الخليفة مجددًا لا يزيده مكانة أسمى من الخلافة بل الخلافة مقدَّمة على المجددية.
فإنّ كلَّ خليفةٍ مجددٌ، ومعنى المجدد وفق شرح المسيح الموعود من يقضي على البدعات ويقدم التعاليم الأصلية بصورتها النقية ويسعى للإصلاح وتبليغ الإسلام وفق خطّة محكمة مدروسة. فإن جميع هذه الأعمال تتم بأحسن صورة تحت إشراف الخلافة الأحمدية، بل هذا ما يقوم به كثير من الأحمديين في محيطهم وكذلك الدعاة الذين يعملون تحت إشراف نظام الخلافة. فإن مثل هذه المصابيح الصغيرة لتجديد الدين لا تزال تضيء في كل مكان.

فإذا أقيمت الخلافة على منهاج النبوة فإنها ستقوم بمهمة تجديد الدين بصورة حقيقية. لأن المسيح الموعود قال: “لقد بُعثتُ من الله تعالى كمظهر لقدرته سبحانه وتعالى، فأنا قدرة الله المتجسدة. وسيأتي من بعدي آخرون، سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية”. فكان مقدّرًا من الله تعالى وفق هذا الحديث أن تقام الخلافة على منهاج النبوة بعد بعثة مجدد الألفية الأخيرة.

هل عدد المجددين اثنا عشر؟
قال أمير المؤمنين نصره الله: أما القول بأن اثني عشر مجددًا قد بعثوا قبل بعثة المسيح الموعود مجدّدًا للقرن الرابع عشر، فاعلموا أنه يثبت من تاريخ الإسلام أن المجددين كانوا يبعثون في كل منطقة، فلا صحة لتحديد عددهم في الاثني عشر، بل كان عددهم كثيرًا في كل عصر. وأقام الله تعالى المجددين حيثما لزم إصلاح الدين. يقول المصلح الموعود رضي الله عنه:
وهناك سوء فهم عند الناس فيما يتعلق بالمجددين، حيث ظنوا أن مجددًا واحدًا كان يُبعث إلى العالم كله، وهذا خطأ. الحق أن الله تعالى يبعث المجددين في كل قطر وفي كل منطقة، ولكن الناس يظنون أنه مجدد للدنيا كلها، مع أن الإسلام ما دام للعالم كله فكان لزامًا أن يُبعث كثير من المجددين في شتى بقاع العالم… فكل هؤلاء الذين قاموا بخدمة الدين وأدوا واجب الإصلاح كانوا مجددين بحد ذاتهم، كذلك كان مجددون في الهند، والفرق الوحيد هو أن بعضهم كان مجددا أكبر درجة والآخر أصغر منه قليلا من حيث المنصب. إن الذين جاءوا مجددين في الهند نالوا أهمية لأنهم جاءوا في بلد كان المقدر أن يأتي فيه المسيح الموعود، فكانوا إرهاصا له لأنهم جاءوا قبله وأخبروا بأن المسيح الموعود على وشك الظهور وأعلنوا أنه مجدد القرن الرابع عشر.
فكل من يقوم بمهمة تجديد الدين نتيجة الإلهام فهو مجدد روحاني. وكل من يقوم بمهمة من مهام التجديد من أجل الإسلام أو المسلمين فهو مجدد وإن لم يكن مجددا روحانيا. فالحق أنه كان هناك أكثر من مجدد في وقت واحد بل يمكن أن يكون هناك ألوف منهم، بينما يكون هناك خليفة واحد في وقت واحد. فمن هو الأعلى مرتبة إذًا؟ هل الذي كان وحيدا في عصره، أم الذين كانوا بعدد كبير في آن واحد؟ لقد أعطى النبيُ الخلافةَ مرتبة عظيمة إذ قال بأنها ستكون على منهاج النبوة، ولم يُعطِ أهمية ملحوظة للمجددية، فهناك حديث عن المجددين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيمَا أَعْلَمُ عَنْ رَسُولِ اللهِ قَالَ” إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا. (سنن أبي داوود، كتاب الملاحم). وكلمة “مَن” في جملة: “مَن يجدد لها دينها” يمكن أن تفهم بصغية الجمع أيضا، أي سيُبعث في هذه الأمة من يجددون لها دينها ويصلحون فسادها، ويرغِّبون الناس في الدين وينفخون فيهم روح التضحية. فالنبي يعني بأن المجدد سيُبعث على رأس كل مئة سنة أو في كل مئة سنة، بغض النظر إذا قال مجددا أو مجددين… والمعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ببعثة مجدد في ذلك القرن الذي كانت الخلافة على منهاج النبوة موجودة فيه وكان الصحابة على قيد الحياة وكذلك التابعون، إذ لم تكن هناك حاجة للمجدد فيه… لقد كتب المسيح الموعود في كتبه، كما يثبت من التاريخ أيضا، أنه قد جاء أكثر من مجدد في وقت واحد، ولكن عندما بشّر النبي في حديثه بمجيء المسيح الموعود، أي المجدد العظيم للألفية الأخيرة، سكت بعد أن بشر بالخلافة على منهاج النبوة. فإن مهمة المجدد هي تجديد الدين في دائرته المحدودة بتلقي الهداية والإرشاد من الله، وكانت هذه الضرورة قائمة إلى حين بعثة المسيح الموعود ، أما حين ظهر المسيح الموعود الذي هو مجدد القرن الرابع عشر وكذلك مجدد الألفية الأخيرة أيضا فالنظام الذي كان من المقدر أن يقوم بعد ذلك إنما هو نظام الخلافة على منهاج النبوة التي قال المسيح الموعود بأنها القدرة القوية التي يهدي الله إليها الناسَ من عنده. واللهُ تعالى يُطلِع مِن خلال الرؤى والمنامات على الخليفة القادم أناسًا من أقوام وشعوب مختلفة دون أن تكون لهم صلة مع الجماعة. وبذلك يؤكد على أن النظام الحقيقي الآن هو نظام الخلافة، وبالارتباط مع هذا النظام فقط يمكن إنجاز مهمة تجديد الدين. فالآن بقيت المجددية بصورة ظلية فقط بعد ظهور خاتم الخلفاء ومجدد الألفية الأخيرة. وإن الظل الحقيقي هو نظام الخلافة، وهو الذي ينشغل في تجديد الدين وسيظل ينشغل بإذن الله. فبدلاً من الخوض في النقاش (العقيم) مَن هو مجدد القرن القادم ومتى سيظهر، وهل سيظهر أم لا، أو هل يمكن أن يظهر أم لا، وما إلى ذلك من التساؤلات، تمسّ بنا الحاجة إلى مواصلة مهمات سيدنا المسيح الموعود مؤمنين بثقةٍ بدعاويه. فثمة حاجة لأن نضع في الحسبان إصلاحَ أنفسنا وإصلاحَ أجيالنا القادمة أيضا، وهناك حاجة لحماية أنفسنا وأجيالنا القادمة أيضا من البِدع، وهناك حاجة لتطبيق التعليم الإسلامي الحقيقي على أنفسنا ونشْره في العالم. إن أعمال نشر الإسلام تُنجَز في هذا الزمن بوسائل مختلفة وقد ألقيتْ علينا مسئولية مواصلة هذه المهمة، فيجب أن نسعى جاهدين لإنجاز هذه المهمة. إن البِدَع والمستحدثات التي تسربت إلى الإسلام قد قضى عليها سيدُنا المسيح الموعود وتسعى الخلافة الأحمدية لمتابعة هذه المهمة، فيجب على كل أحمدي أن يولي هذه المهمة اهتماما كاملا. فالعالم يطّلع على هذه الأمور بواسطة سيدنا المسيح الموعود ، فبعد مرور مائة عام ليس ثمة حاجة للمجدد الجديد بل إن سيدنا المسيح الموعود هو المجدد للألفية الكاملة، كما ذكر ذلك بنفسه، وهذا يتطلب منا أن نكون سواعده وأنصاره الكاملين لكي نعرض على العالم التعليمَ الحقيقي للإسلام صافيا نقيا. ولقد هيأ الله للمسيح الموعود والإمام المهدي ومجددِ الألف الأخير هذه الوسائلَ، فعلينا أن نستخدمها لتربية العالم. فكل من سيسعى لتطبيق هذا التعليم الجميل على نفسه ونشْرِه في الآخرين ويجتهد ليكون سلطانا نصيرا لخليفة المسيح الموعود فهو يقوم بأمر التجديد تماما. آمين.
هذا مما ورد في خطبة أمير المؤمنين نصره الله المذكورة، وننصح الجميع بقراءتها كاملة.

ثانيا: وفي النهاية نختتم بمقتبسين من كلام الخليفة الثالث مرزا ناصر أحمد رحمه الله الذي قال:

“نحن الآن في زمن الخليفة الثالث في الجماعة الإسلامية الأحمدية. وإني متفق تماما مع الخليفتين اللذين سبقاني على أن كل خليفة هو مجدد أيضا، ولكن ليس كل مجددٍ خليفةً، لأن الخلافة أعلى درجة من المجددية…” (الخطاب النهائي في رالي خدام الأحمدية السنوي، 6 نوفمبر، 1977، المسجد الأقصى، ربوة، باكستان)

وقال رحمه الله:

“لا شك أن المنافق الذي يقول بأن المسيح الموعود كان مجرد مجدد، أو أن مجددا آخر سيأتي على رأس القرن، فإنه بقوله هذا يحطّ من مكانة المسيح الموعود الذي لم يكن مجددا فحسب، بل كان المسيح والمهدي وإمام الزمن الأخير ومجدد الألفية الأخيرة…” (الخطاب النهائي في رالي خدام الأحمدية السنوي، 6 نوفمبر، 1977، المسجد الأقصى، ربوة، باكستان)

نسأل الله أن يفهمنا ويهدينا سبل الرشاد ويجنّبنا سبل الغي والضلال وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن نكون وذريتنا سلاطين ناصرين للخلافة. آمين

Share via
تابعونا على الفايس بوك