سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 36
    • صفات إمام الزمان عليه السلام.

__

239- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني جدّتي (لأمي) وقالت: لقد حدث مرة عندما انتقلت وظيفة جدّك إلى منطقة “كاهنووان” أنني مرضت فأخذني جدّك  في هودج إلى قاديان لتلقي العلاج من جدّك لأبيك، ولقد رجعت إلى البيت في اليوم نفسه. لقد جسّ جدّك لأبيك نبضي ووصف لي الدواء، وطلب من زوجي البقاء أكثر إلا أننا لم نستطع ذلك لأننا تركنا في البيت والدتك وحدَها.

تقول جدتي لأمي: عندما أتيت إلى هنا رأيت حضرته (أي المسيح الموعود ) من ظهره، وكان جالسًا في إحدى الغرف يتلو القرآن واضعًا إياه على الحامل، وسألتُ بعض النسوة في البيت عمن يكون؟ فقلن: إنه أصغر أولاد حضرة المرزا، وإنه ولي وزاهد، لا يفتأ يتلو القرآن.

وقالت والدتي: لا أتذكر من رحلة والديّ إلى قاديان سوى أنني بكيت كثيرًا عند المساء، وبينما أنا كذلك إذ عاد والدي إلى البيت على الحصان وقال لي: لقد وصلنا.

240- بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد مضت حياة حضرته كلها مجاهدًا في الصف الأول ولكن لم يقم إلا بخمس مناظرات نظامية وهي:

الأولى: في مارس 1886 في هوشيار بور وكانت مع  أحد الآريا الهندوس “ماستر مرلي دهر”، وذكر حضرته مجرياتها في كتابه “سرمه جشم آريا” (كحل عين آريا).

الثانية: في يوليو عام 1891 في لدهيانه مع المولوي محمد حسين البطالوي، ونشرت مجرياتها في كتابه “الحق مناظرة لدهيانه”.

الثالثة: في أكتوبر عام 1891 في دلهي مع المولوي محمد بشير البهوبالوي، ونشرت مجرياتها في كتابه “الحق مناظرة دلهي”.

الرابعة: في يناير وفبراير عام 1892 في لاهور مع المولوي عبد الحكيم الكلانوري، ولم تُنشر مجرياتها في أي كتاب إنما ذُكرت باختصار في إعلان حضرته بتاريخ 3 فبراير 1892.

الخامسة: في مايو ويونيو عام 1893 في أمرتسر مع عبد الله آثم المسيحي، ونشرت مجرياتها في كتابه “الحرب المقدسة”.

إضافة إلى ذلك كانت هناك مناسبتان أخريان أيضا للمناظرة إلا أنه لم تتحقق إحداهما؛ أولاهما مع المولوي أبي سعيد محمد حسين البطالوي في “بطاله” في 1868 أو 1869، وقد ذكرها حضرته في البراهين الأحمدية الجزء الرابع ص520،  وثانيتهما مع المولوي نذير حسين شيخ الكل الدهلوي في المسجد الجامع بدلهي في 20 أكتوبر 1891، وورد ذكرها في بعض إعلانات حضرته.

241- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني “منشي عطا محمد وقال: كنت غير أحمدي، وأعمل جابيا للضرائب في منطقة “ونجوان” في مقاطعة “غورداسبور”. وكان السيد القاضي نعمة الله الخطيب البطالوي صديقا لي وكان يبشرني كثيرا ببعثة المسيح الموعود – عليه السلام -، أما أنا فكنت لا أبالي بذلك. وفي أحد الأيام ألحّ السيد نعمة الله كثيرا في تبشيره، فقلت له: حسنا، سأبعث إلى مرشدك رسالة أطلب فيها الدعاء منه لأمر معين، ولو تحقق هذا الأمر لاعترفتُ بصدقه. فبعثتُ برسالة إلى حضرته وقلت له فيها بأنك تدعي كونك مسيحا موعودا وولي الله، والمعلوم أن أدعية الأولياء مجابة،. فادع لي أن يرزقني الله تعالى ولدا جميلا وسعيد الحظ من الزوجة التي أريده منها. وكتبتُ في نهاية الرسالة أن لي ثلاث زوجات، ولكن لم أرزَق منهن بالأولاد بعد. وأريد أن أرزَق بصبي من الزوجة الأولى. ثم وصلتني رسالة بخط المولوي عبد الكريم السيالكوتي. جاء فيها ما مفاده أننا قد دعونا في حضرة الله تعالى، والله وتعالى – سيرزقك صبيا وسيما وسعيد الحظ من الزوجة التي أردتَ، ولكن بشرط أن تتوب توبة زكريا عليه السلام.

يقول المنشي عطا محمد: كنت في تلك الأيام بعيدا عن الدين أيما بُعد وأتعاطى الخمور وأرتشي، فذهبت إلى المسجد وسألت الشيخ: كيف كانت “توبة زكريا”؟ فتعجب الناس وقالوا: كيف جاء هذا الشيطان إلى المسجد؟ ولكن الشيخ لم يستطع أن يجيب على سؤالي. ثم سألت المولوي فتح الدين الأحمدي من قرية “دهرم كوت”، فأجابني قائلا: المراد من “توبة زكريا” أن تتخلى عن السيئات، وكُلِ الحلالَ والتزم بالصلاة والصيام، وأكثِرْ من التردد إلى المسجد. فبدأت أعمل حسبما سمعتُ من حضرة المولوي وأقلعت عن شرب الخمر وتركت الرشوة نهائيا والتزمت بالصلاة والصيام. لم تمض على ذلك أربعة أو خمسة شهور إلا دخلت البيت في أحد الأيام ووجدت زوجتي الأولى تبكي. سألتها عن سبب البكاء فقالت: كنتُ من قبل أعاني من أنني لم أُرزق بالأولاد، فتزوجتَ ثانية وجئت بضرة علي، أما الآن فقد حلت بي مصيبة أخرى فقد انقطع الطمث (أي لم يبق هناك أي أمل في الإنجاب). كان أخوها في تلك الأيام يعمل في الشرطة في مدينة “أمرتسار”، فقالت: أوصلني إلى بيت أخي حتى أُعالجَ هناك. قلتُ: لا تذهبي إلى هناك بل أفضّل بقاءك هنا، ويمكن أن نطلب القابلة هنا للفحص والعلاج. فدُعيتْ القابلةُ وطلبتْ زوجتي منها الدواء. فقالت القابلة لها: لن ألمسك ولن أعطيك دواء، إذ يبدو لي وكأن الله تعالى قد نسي شيئا في أحشائك (أي أنت عاقر ولكن الآن يبدو وكأن هناك ولدا في أحشائك، فلا بد أن الله نسي ذلك واستقر الحمل- والعياذ بالله (من المؤلف)) وبدأت القابلة تقول علنا إن الله تعالى قد نسي شيئا في بطنها. فقلتُ لها: لا تقولي هذا بل كنت قد طلبتُ الدعاء من حضرة المرزا لحملها، ولا بد أن هذا نتيجة دعائه.

يضيف حضرة المنشي ويقول: بعد فترة وجيزة بدأت علامات الحمل تظهر بكل وضوح. أما أنا فبدأتُ أشيع في الناس وأقول: اعلموا أنني سوف أُرزق طفلا ذكرا وسيكون وسيما أيضا. فاستغرب الناس كلهم وقالوا: لو حدث ذلك لكانت معجزة كبيرة حقا. فبعد انقضاء فترة الحمل أنجبت زوجتي ابنا وسيما. ذهبتُ إلى قرية “دهرم كوت” حيث يسكن كثير من أقاربي وأخبرتهم بولادة المولود، فأسرع كثير من الناس إلى قاديان للبيعة على يد سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود – عليه السلام -، غير أن بعضهم لم يذهبوا. وكذلك قد بايع بعد هذا الحادث كثير من الناس من قرية “ونجوان” أيضا. وقد سميت الولد “عبد الحق”. يقول حضرة المنشي المحترم: لقد رُزقت بهذا الابن بعد مضي 12 عاما من الزواج، ولم أُرزق بالأولاد قبله.

يقول المنشي المحترم: ثم زرت قاديان بعد هذا وكان الطريق إلى المسجد مسدودًا جراء إقامة الجدار فيه. سردت على حضرته رؤياي التي رأيت فيها أن بيدي شماما قطعته وأكلت منه وكان حلوًا جدًّا، ولكن لما أعطيت عبد الحق قطعة منه جفّت. فعبّر حضرته هذه الرؤيا وقال: سيولد لك ابن آخر من والدة عبد الحق ولكنه سيموت. يقول المنشي المحترم بأنه ولد له ابن آخر ولكنه مات.

أقول: لقد رأيت عبد الحق، وكان وسيمًا ونبيلا وكان عمره يناهز 20 عاما في سنة 1922م.

242- بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد واجه المسيح الموعود 6 قضايا على يد أعدائه، 4 جنائية وواحدة مدنية وأخرى مالية. ولقد نصره الله تعالى في جميعها على أعدائه وفق بشاراته، وهي قضايا منفصلة عن القضايا المتعلقة بالعقارات وغيرها التي رفعت في حياة جدّنا وبعد وفاته.

القضية الأولى: هي التي أقيمت ضد حضرته من قبل مديرية البريد بوشاية من “بابو رليا رام” المحامي المسيحي من أمرتسر، هذه القضية قديمة جدًّا، أي أنها قبل نشر البراهين الأحمدية (لعلها كانت في 1877). لقد ذكرها حضرته في أماكن متعددة إلا أنه ذكرها مفصلا في الرسالة التي كتبها إلى المولوي محمد حسين البطالوي بعد إصداره فتوى التكفير ضد حضرته، والتي قد نشرت في كتاب “مرآة كمالات الإسلام”.

القضية الثانية: هي القضية الجنائية التي رفعها ضد حضرته القس مارتن كلارك بتهمة محاولة قتله. لقد تمت الإجراءات الأولية لهذه القضية في الأول من أغسطس عام 1897م في أمرتسر في محكمة “إي مارتينو” نائب المفوض في أمرتسر، وفي نهاية المطاف في 23 أغسطس 1897 بُرّئت ساحة حضرته في محكمة “م. دوغلاس” نائب المفوض في غورداسبور. ولقد نشرت مجريات هذه القضية مفصلة في “كتاب البرية”.

القضية الثالثة: هي قضية جنائية متعلقة بحفظ الأمن وفقا لأحكام القانون 107، وقد بُتّ فيها في 24 فبراير 1899 في محكمة “ج.م. دوئي” نائب المفوض في غورداسبور، وبُرّئت فيها ساحة حضرته وأعفي عن ضرورة الكفالة أيضا. لقد أقيمت هذه القضية بناء على تقرير محمد بخش ضابط الشرطة في بطالة يوم 1 ديسمبر 1898م وبطلب من المولوي محمد حسين البطالوي بخصوص الأسلحة من أجل الحراسة الذاتية بتاريخ 5 ديسمبر 1898. ولقد كتب عنها حضرته في إعلان له بتاريخ 26 فبراير 1899، وذُكرت تفاصيلها في أعداد جريدة “الحَكَم” في مارس 1899م.

القضية الرابعة: هي تلك القضية الجنائية الطويلة والمؤذية التي رُفعت من قبل “كرم دين بهين” من محافظة جهلم في مدينة جهلم أولا ثم انتقلت إلى غورداسبور، وفي نهاية المطاف بُتَّ فيها في محكمة قاضي المحكمة المتوسطة السيد “أ.ي. هري” في أمرتسر في 7/1/1905 وقد بُرّئت فيها ساحة حضرته. أما البتّ في القضية في المحكمة التابعة للمحكمة العليا فكان في محكمة “آتما رام” القاضي الأول في غورداسبور بتاريخ 8/10/1904. ولقد نشرت وقائع هذه القضية في أعداد “جريدة الحكم”، وكانت هذه القضية تحتوي على جزأين اثنين.

القضية الخامسة: هي التي رفعها حضرته ضد مرزا إمام الدين القاطن في قاديان، وكان سببها هو أن مرزا إمام الدين أقام جدارًا في طريق المسجد المبارك وسدّ هذا الطريق في 7/1/1900م. وقد بُتّ في هذه القضية في 12/8/1901 في محكمة الشيخ خدا بخش قاضي المحافظة في غورداسبور لصالح حضرته وهُدم هذا الجدار في 20/8/1901م، ولقد نشرت وقائع هذه القضية في جريدة “الحكم” وبعضها في كتاب حقيقة الوحي أيضا.

القضية السادسة: هي قضية متعلقة بضريبة الدخل وقد بُتّ فيها في 17/12/1897م في محكمة السيد ت. دكسون نائب المفوض في محافظة غورداسبور، وما ارتأت المحكمة ضرورة فرض ضريبة الدخل على حضرته، ولقد نُشرت تفاصيلها في كتابه “ضرورة الإمام”.

243- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي وقالت: بعد يومين أو ثلاثة من غسلي بمناسبة مضي أربعين يومًا على ولادة مباركة (وهي أختي) كنت جالسة على السرير في الطابق الثاني، وكنتَ واقفًا عندي وكانت “فجّو” (وهي إحدى الخادمات في البيت) أيضا موجودة على مقربة مني وإذا بك بدأت تشير إلى تحت وتقول شيئا ولكنني لم أفهم شيئا. لقد كررت مرتين أو ثلاثة مشيرًا إلى تحت إلا أنني لم أفهم فانتبهت “فجو” إلى تحت فرأت شرطيًا واقفًا في باب الغرفة الداخلة بعد الباب الرئيس، فأنّبته “فجّو” قائلة إنه بيتٌ وبه نساء فلماذا دخلت إلى البيت ووصلت إلى هذا الباب؟ وبينما نحن كذلك إذ طُرق بشدة باب البيت من طرف المسجد وعلمنا أن شرطيًا دخل من هذه الناحية أيضا. وكان حضرته يعمل جالسًا في البرندة، أرسلتُ محمودًا (الخليفة الثاني للمسيح الموعود) إلى حضرته ليخبره أن رجال الشرطة يدعونه. قال حضرته: قولوا لهم بأنني قادم. ثم قام حضرته وأغلق محفظته بكل طمأنينة وذهب إلى المسجد حيث كان ضابط إنجليزي واقفًا وكان معه شرطيان اثنان. قال الضابط: أُمرت بتفتيش بيتكم بخصوص قضية قتل ليكهرام. قال حضرته: تفضلوا، ثم أدخل في البيت هذا الضابط مع جميع الذين كانوا معه – وكان من بينهم بعض أعدائه أيضا- وبدأ بالتفتيش. ولقد حاصرت الشرطة البيت من جميع الأطراف، فوقفنا نحن النساء والأطفال جانبًا، وقد فتشوا جميع الغرف واحدة تلو الأخرى وفُتِّشت أوراق حضرته أيضا، وأثناء ذلك عثروا على رسالة هنأ فيها أحد الأحمديين حضرته بهلاك ليكهرام، فقدّمها الأعداء أمام الضابط فورًا قائلين: إلى أية نتيجة توصلنا هذه الرسالة؟ قال حضرته: عندي كيس مليء بمثل هذه الرسائل ثم قدّم بنفسه كثيرًا من الرسائل أمام الضابط، فقال الضابط: هذه ليست بشيء.

تقول والدتي: لما أراد الضابط الدخول إلى الغرفة الباردة في القبو صدم رأسه بشدة بحلق الباب من الأعلى لانخفاضه، ولطول الضابط فأخذ برأسه وجلس هناك. أبدى حضرته مواساته له وعرض عليه تقديم حليب ساخن أو شيء آخر إلا أنه قال: لا، ليست مشكلة، ولكنه أصيب بضربة شديدة.

تقول والدتي بأن حضرته كان يأخذه بنفسه من غرفة إلى أخرى ويريه كل أثاثه واحدًا واحدًا.

أقول: ذكر حضرته تفتيش البيت هذا في إعلانه الذي نشره في 11/4/1897 وكتب  أن التفتيش قد تم في 8/4/1897 وأنه قد تم تفتيش دار الضيافة والمطبعة أيضا.

أقول: قُتل ليكهرام في 6/3/1897، وقد أثيرت ضجة كبيرة في البلاد على قتله من قبل آريا الهندوس، وسمعنا أنه في بعض الأماكن قُتل بعض أطفال المسلمين أيضا على أيدي الأعداء إثر هذا الحادث، وحيكت مكايد كثيرة لقتل حضرته أيضا. وتفتيش البيت هذا أيضا قد تم غالبًا بإثارة من الآريا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك