في الإرضاع الوالدي
  • خصائص حليب الأم
  • فوائد الإرضاع على الطفل والأم
  • تكوين الثدي وكيفية إفراز اللبن
  • أثر التدخين على الإرضاع
  • نصائح هامة

__

يحتوي حليب الأم على كل ما يحتاج إليه الرضيع لنموه من ماء وبروتينات ودسم وسكريات وأملاح وفيتامينات ومعادن. وهو دائما متوفر وبدرجة حرارة مثلى حتى أثناء السفر، كما أنه عقيم واقتصادي. وله ميزات أخرى تفضله على أي نوع من أنواع الحليب الصناعي: فهو يزود الوليد بالأضداد ووسائل الدفاع المناعية التي طورها جسم الأم لتحمي وليدها من العوامل الممرضة، وذلك أمر مهم جدا بالنسبة للوليد لأن جهازه المناعي يكون في طَور التطور. وأخص بالذكر هنا اللبأ وهو أول ما يفرز من الحليب بعد الولادة ويكون غنيا بالعديد من الغلوبولينات المناعية التي لها دور في الحماية من الإنتان.

كما لحليب الأم دور مهم في الوقاية من الأمراض التحسُسية، فالعديد من حديثي الولادة لا يحتملون بروتينات حليب البقر التي توجد في الحليب الصناعي. وبذلك فإن الإرضاع الوالدي الحصري خلال مدة ستة أشهر يشكل أفضل واق من هذا التحسس أو عدم الاحتمال.

الجميع يقر بفوائد الإرضاع الوالدي للمولود، لكن الفوائد التي تصيب الأم المرضع لا تقل عنها؛ فعندما ترضع الأم وليدها يُفرز جسمها هرمونا يدعى الأوسيتوسين يعمل على تقلص الرحم وانطماره وعودته إلى حجمه، أضف إلى ذلك أن النـزوف التالية للولادة تكون عند المرضعات أقل.

فيما يلي سأعرض بعض النصائح والأمور المهمة المتعلقة بالإرضاع الوالدي والتي يجب على كل أسرة أن تعلمها تجنبا من الوقوع في الأخطاء الشائعة المتعلقة بموضوع الإرضاع.

* لا بد أولا من إزالة خطأ شائع وهو أنه ليس لحجم الثدي بحد ذاته علاقة بقدرته على إفراز كمية أكبر أو أقل من الحليب.

* فالثدي يتكون من:

1-عنبات تفرز الحليب وتحاط بعضلات صغيرة وتتصل هذه العنبات بـ

2-أقنية حليبية ، تصب هذه الأقنية بدورها في:

3-جيوب حليبية تنفتح في حلمة الثدي، ويحيط بهذه البنية المفرزة.

4 – نسيج شحمي.

إن هذه البنية المذكورة من عنبات وأقنية وجيوب حليبية تكون مكتملة التكون منذ الأسبوع السادس من الحمل.

وخلال النصف الثاني من الحمل تفرز الأم هرمونا يدعى البرولاكتين يحض العنبات على إفراز الحليب.

– ليصل الحليب إلى فم الرضيع لا بد من أن يُفرز هرمون آخر هو الأوسيتوسين الذي يقلص العضلات المحيطة بالعنبات فتدفع الحليب إلى الأقنية فالجيوب فالحلمة. وسيلان الحليب هذا يدعى “منعكس قذف الحليب”، الذي تشعر به بعض الأمهات كإحساس بالدفء أو إحساس جميل بالدغدغة. ومن الممكن أن يتدفق الحليب من الثدي بفضل هذا المنعكس حتى قبل أن يبدأ الرضيع برضاعته، وبما أن هذا المنعكس يحدث في الثديين بآن واحد فقد يسيل الحليب من الثدي المقابل أثناء رضاعة الوليد.

إن إفراز الحليب قد يتأثر إذا ما اضطرب منعكس قذف الحليب بسبب الشدة أو قلق الأم لكثرة الزوار بعد الولادة مثلا أو لظنها بعدم كفاءتها لإشباع رضيعها أو لأي شدة أخرى. ولذلك لا بد بعد الولادة أن تحاط الأم بالدعم العاطفي من قبل الزوج والأقارب. ويجب أن يتم الإرضاع في جو هادئ ومريح كي يكون إفراز الحليب مناسبا.

* هل للتدخين تأثير على الإرضاع؟ إن كمية الحليب التي تفرزها الأمهات المدخنات لعشر لفافات تبغ على الأقل يوميا بعد أربع أسابيع من الولادة هي نصف الكمية التي تفرزها الأمهات غير المدخنات!!

يجب أن يوضع المولود حديثا على ثدي أمه بأقرب فرصة ممكنة بعد الولادة. وبقدر التبكير بذلك بقدر ما تكون الرضعات أكثر تواترا وبقدر ما يكون إنتاج الحليب من العنبات أكبر، كما أن اللبأ يتحول بشكل أسرع إلى حليب انتقالي أكثر تغذية. وهذا التحول يحدث عادة أول 24 ساعة ويكتمل بعد خمسة أيام تقريبا. وبعد 10 إلى 15 يوما من الولادة يكون الحليب الوالدي “ناضجا” ومتوفرا للرضيع ومحتويا على كمية أكبر من الدسم والسكريات وأقل من البروتين بالمقارنة مع اللبأ.

–        قـد تستـغرب بعـض الأمهات عند رؤية قوام هذا الحليب “الناضج” عند بدء تدفقه والذي يبدو مائيا ميالا للزرقة بدلا من كونه أبيض قِشديا، ويتساءلن إذا ما كان هذا الحليب سيشبع وليدهن. بالطبع نعم، فبمجرد أن يبدأ الوليد بالرضاعة تبدأ العنبات بإفراز ما يدعى “حليب نهاية الرضعة” والذي يكون غنيا بالطاقة ومغذيا جدا. ولذلك يجب أن يوضع الرضيع فترة كافية على الثدي كي يحصل على هذا النوع من الحليب وإلا فلن يشعر بالشبع.   (يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك