«إن ظني فيكم جليل، وفي روحي للقائكم غليل»
  • تحيات
  • ذكر فضائل العرب
  • فضل النبي محمد والصلاة عليه
  • ذكر ديار المصطفى وأهلها
  • مناقب الصالحين

__

“السلامُ عليكم، أيها الأتقياءُ الأصفياء، مِن العَرَبِ العرباء. السلام عليكم، يا أَهْلَ أرضِ النبوّةِ وجيرانَ بيتِ اللهِ العُظمى. أنتم خيرُ أمم الإسلامِ وخيرُ حِزبِ اللهِ الأَعلى. ما كان لقومٍ أن يبلُغ شأنَكم. قد زِدتم شَرَفًا ومَجدًا ومَنـزلاً. وكافِيكم مِن فخرٍ أن الله افتتحَ وحيَه من آدمَ وختَم على نبيٍّ كان منكم ومِن أرضِكم وَطَـنًا ومَأوًى ومَولدًا. وما أَدراكم مَن ذلك النبيُّ! محمدٌ المصطفى، سيِّدُ الأَصفياءِ وفخرُ الأنبياءِ، وخاتَمُ الرسلِ وإِمامُ الوَرى. قد ثبَت إحسانُه على كلِّ مَن دَبَّ على رِجلين ومَشَى. وقد أَدرَكَ وحيُه كُلَّ فائت مِن رموزٍ ومَعانٍ ونِكاتٍ عُلَى. وأَحيَا دِينُه كُلَّ مَن كان مَيْـتًا مِن معارفِ الحق وسُنَنِ الهدى. اللهمّ فصَلِّ وسلِّمْ وبَارِكْ عليه بعَدَدِ كل ما في الأرض من القطراتِ والذرّاتِ والأحياءِ والأموات، وبعَدَدِ كلِّ ما في السماوات، وبعَدَدِ كلِّ ما ظهَر واخْتَفَى، وبَلِّغْه منا سلامًا يَملأُ أَرجاءَ السماءِ. طُوبَى لقوم يحمِـل نِيرَ محمـدٍ على رقبته، وطُوبَى لقلبٍٍِ أَفضَى إليه وخالَطَه وفي حُـبِّه فنَى. يا سكّانَ أرضٍ وَطِـئَتْها قَدَمُ المصطفى رَحِمَكم الله ورَضِيَ عنكم وأَرْضَى، إن ظني فيكم جليلٌ، وفي روحي للقائكم غليلٌ يا عبادَ اللهِ. وإني أَحِنُّ إلى عِيانِ بلادكم، وبركاتِ سوادِكم، لأزورَ مَوطِئَ أقدامِ خيرِ الورى، وأجعلَ كُحْلَ عيني تلك الثرى، ولأَزورَ صلاحَها وصُلحاءَها، ومَعالِمَها وعُلماءَها، وتَقَرَّ عيني برؤيةِ أوليائِها، ومَشاهدِها الكبرى. فأَسْأَل الله تعالى أن يرزُقَني رؤيةَ ثراكم، ويَسُرَّني بمَرآكم، بعنايتِه العظمى. يا إخوان إني أُحِبُّكم، وأُحِبُّ بلادَكم، وأُحبُّ رَمْلَ طُرُقِكم وأَحجارَ سِكَكِكم، وأُوثِرُكم على كلِّ ما في الدنيا. يا أَكبادَ العرب قد خَصَّكم اللهُ ببركاتٍ أَثيرة، ومَزايا كثيرةٍ، ومَراحِـمِه الكبرى. فِيكم بيتُ اللهِ التي بُورِكَ بها أُمُّ القُرَى، وفيكم روضةُ النبيِّ المبارك الذي أشاعَ التوحيدَ في أقطارِ العالَمِ وأَظهَرَ جلالَ اللهِ وجَلَّى. وكان منكم قومٌ نصَروا اللهَ ورسولَه بكل القلبِ، وبكل الروحِ، وبكل النّهَى. وبذَلوا أموالَهم وأنفسَهم لإشاعةِ دينِ اللهِ وكتابِه الأَزْكَى. فأنتم المخصوصون بتلك الفضائلِ، ومَن لم يُكرِمْكم فقد جارَ واعتَدَى. يا إخوانِ إني أكتُب إليكم مكتوبي هذا بكَبِدٍ مَرضوضةٍ، ودموع مفضوضةٍ، فاسمَعوا قولي، جزَاكم الله خيرَ الجزاء”.

(مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية المجلد 5 الصفحة 419-422 طبعة لندن).

Share via
تابعونا على الفايس بوك