رؤيا مثيرة !  

رؤيا مثيرة !  

يقول إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية.. حضرة مرزا طاهر أحمد.. أيده الله بنصره العزيز:

“كتب إلي أحد الإخوة من باكستان عن رؤيا رآها، تشبه إحدى رؤى سيدنا أحمد وأغلب ظني أن تلك الرؤيا تنطبق علي الظروف التي استوجبت سفري إلى خارج باكستان، ذلك السفر الذي بارك الله فيه كثيرا، كما أن تلك الرؤيا تتضمن ذكرا مفصلا للأحداث التي استجدت بعد ذلك وهي تبين أيضا أنه بالدعوات والآيات الربانية المعجزة فقط يفشل العدو ويخيب، وليس لمساعينا الدنيوية دخل في ذلك.

نظرًا لذلك أهيب بكل المسلمين الأحمديين، حيثما كانوا في بلاد العالم، أن يلحوا في الدعاء إلى الله جل وعَلا، بخصوص هذه البشارة العظيمة الشأن، سائلين إياه أن يرينا مآلها الحسن وأن ينجز لنا كل خير فيها.. في القريب العاجل! إنه على ما يشاء قدير”.

و(التقوى) بدورها تنشر رؤيا سيدنا المهدي والمسيح الموعود ، مبتهلين إلى الله أن يحقق لنا كل بركاتها، آمين!

“ورأيت في المنام كأني أسرجتُ جوادي لبعض مرادي، وما أدري أين تأهّبي وأيّ أمر مطلبي، وكنتُ أحس في قلبي أنني لأمر من المشغوفين. فامتطيتُ أجرَدي باستصحاب بعض السلاح، متوكلا على الله كسنة أهل الصلاح، ولم أكن كالمتباطئين. ثم وجدتني كأني عثرتُ على خيل قصدوا متسلحين داري لإهلاكي وتباري، وكأنهم يجيئون لإضراري منخرطين. وكنتُ وحيدًا، ومع ذلك رأيتني أني لا ألبَس من خُوذ، غيرَ عُدَدٍ وجدتها من الله كعُوذ، وقد أنفتُ أن أكون من القاعدين والمتخلفين الخائفين. فانطلقتُ مجِدًّا إلى جهة من الجهات، مستقريًا إربي الذي كنت أحسبه من أكبر المهمات وأعظم المثوبات، في الدنيا والدين، إذ رأيت ألوفًا من الناس، فارسين على الأفراس، يأتون إلي متسارعين. ففرحت برؤيتهم كالخبّاس، ووجدتُ في قلبي حَولا للجِحاس، وكنت أتلوهم كتُلُوِّ الصيادين. ثم أطلقت الفرس على آثارهم، لأدرك من فصِّ أخبارهم، وكنت أتيقن أنني لمن المظفرين. فدنوتُ منهم فإذا هم قوم دَروس البِزّةِ كريهُ الهيئة، مِيسمهم كميسم المشركين، ولباسهم لباس الفاسقين، ورأيتهم مطلقين أفراسهم كالمغِيرين. وكنت أقيّد لحظي بأشباحهم كالرائين. وكنت أسارع إليهم كالكُماة، وكان فرسي كأنه يُزجِيه قائد الغيب كإزجاء الحَمولات بالحُداة، وكنت على طلاوة إقدامه كالمستطرفين. فما لبثوا أن رجعوا متدهدهًا إلى خميلتي، ليزاحموا حولي وحيلتي، وليُتلفوا ثماري ويزعجوا أشجاري، وليشنّوا عليها الغارات كالمفسدين. فأوحشني دخولهم في بستاني، وأُدهشتُ بإغراقهم وولوجهم فيها، فضجرت ضجرًا شديدًا وقلِق جناني، وشهد توسمي أنهم يريدون إبادة أثماري، وكسر أغصاني. فبادرتُ إليهم، وظننت أن الوقت من مَخاشِي اللأواءِ، وصارت أرضي موطن الأعـداء، وأوجست في نفسي خيفةً كالضعيفين المزؤودين. فقصدت الحديقة لأفتش الحقيقة. فلما دخلتُ حديقتي، واستشرفت بتحديق حَدَقتي، واستطلعت طِلْعَ مقامهم، رأيتهم من مكان بعيد في بحبوحة بستاني ساقطين مصروعين كالميتين. فأفرخَ كربي وآمنَ سِربي، وبادرت إليهم جَذِلاً وبأقدام الفرحين. فلما دنوتُ منهم وجدتهم أصبحوا فرسى كموت نفس واحد ميتـين ذليلين مقهورين. سُلخت جلودهم، وشُجّت رؤوسهم، وذُعطت حلوقهم، وقطعت أيديهم وأرجلهم، وصُرعوا كالممزَّقين، واغتيلوا كالذين سقط عليهم صاعقة فكانوا من المحرَقين. فقمت على مَصارعهم عند التلاقي، وعبراتي يتحدرن من مآقي، وقلتُ: يا رب، روحي فداء سبيلك، لقد تبتَ عليّ ونصرت عبدك بنصرةٍ لا يوجد مثله في العالمين. رب، قتلتَهم بأيديك قبل أن قاتلَ صِرْعانِ، وحاربَ حِتْنانِ، وبارزَ قِتْلانِ، تفعل ما تشاء وليس مثلك في الناصرين. أنت أنقذتني ونجيتني، وما كنت أن أُنجى من هذه البلايا لولا رحمتك يا أرحم الراحمين. ثم استيقظت وكنت من الشاكرين المنيبين، فالحمد لله رب العالمين.

وأوّلت هذه الرؤيا إلى نصرة الله وظفره بغير توسط الأيدي والأسباب، ليُتمّ علي نعماءَه ويجعلني من المنعمين. والآن أبين لكم تأويل الرؤيا لتكونوا من المبصرين.

فأما شجّ الرؤوس وذَعْطُ الحلوق فتأويله كسر كبر الأعداء وقصم ازدهائهم وجعلهم كالمنكسرين.

وأما تقطيع الأيدي فتأويله إزالة قوة المباراة والمماراة، وإعجازُهم وصدّهم عن البطش وحيلِ المقاومات، وانتزاعُ أسلحة الهيجاء منهم، وجعلُهم مخذولين مصدودين.

وأما تقطيع الأرجل فتأويله إتمام الحجة عليهم وسدّ طريق المناص، وتغليق أبواب الفرار وتشديد الإلزام عليهم، وجعلُهم كالمسجونين. وهذا فعل الله الذي قادر على كل شيء، يعذب من يشاء ويرحم من يشاء، ويهزم من يشاء ويفتح لمن يشاء، وما كان لـه أحد من المعجزين.

(مرآةُ كَمالاتِ الإسلام ص 578 إلى 581 )

شرح الكلمات :

أسرجت جوادي: وضعت السرج على حصاني. امتطيت أجردي: ركبت حصاني السريع. المتباطئين: المتكاسلين. تباري: هلاكي. منخرطين: منتظمين للانقضاض. خوذ: جمع خوذة وهي غطاء الرأس للمحارب. عِدد: ما يلزم من سلاح. عوذ: ملاذ. أنفت: كرهت. مستقريا أربي: متتبعا غرضي.

الخباس: الأسد. الجحاس: الدفاع. أتلوهم: أتبعهم. فص أخبارهم: حقيقتها. دروس البزة: بالية ثيابهم. ميسمهم: شكلهم. مطلقين: مسرعين. أقيد لحظي: أثبته. أشباحهم: أشخاصهم. الكماة: جمع كمي وهو المحارب الشجاع. يزجيه: يقوده برفق. قائد الغيب: سائق من الله. الحمولات: الإبل. الحداة: جمع حاد وهو من يغني للإبل في سيرها. طلاوة: حُسن. المستطرفين: المستحسِنين. متدهدها: راجعا مسرعا. خميلتي: بستاني. شن الغارة: وجهها. إغراقهم: إمعانهم وتجاوزهم. ولوجهم: دخولهم. جناني: قلبي. توسمي: فراستي. محاشي اللأواء: ما يخشى ويتحاشى من الشدائد. أوجست خيفة: أحسست بالخوف. المزءودين: المفزوعين. استشرفت: انتصبت لرؤية شيء. استطلعت: نظرت لأعرف. طلع: ناحية. بحبوحة: وسط. سربي: قلبي. فرسى: جمع فريسة. ذعطت: ذبحت. مصارعهم: مواضع وقوعهم.

صرعان: متصارعان. حتنان: نظيران. قتلان: عدوان. المماراة: الجدل والنزاع واللجاج. مصدودين: ممنوعين. المناص: طريق الفرار والنجاة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك