الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

دخلت “التقوى” بهذا العدد في عامها الثاني والحمد لله. ورغم بعض الصعوبات، فإننا نحاول إصدارها في موعدها، ونلتمس المعذرة من قرائنا الأفاضل، ولسوف نتغلب بفضل الله تعالى على كل المعوقات. كما نشكر حضراتهم على ما قدموه من إسهام بالقلم والرأي والاقتراح والتشجيع، ولازلنا نرحب بمقترحاتهم وموضوعاتهم.

وندعوا الله تعالى أن تحقق “التقوى” غايتها المنشودة.. ألا وهي توطيد تقوى الله في القلوب والأقوال والأفعال.

في هذا الشهر بدأت الخلافة الإسلامية الراشدة، على منهاج النبوة، بعد وفاة مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ، وكان ذلك مصداقا لخبر نبي الإسلام .. عندما قال:

“ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة”. (انظر مشكوة المصابيح ومسند أحمد)

وكان مولانا الحافظ الحاج نو الدين أول من انتخب لهذا المقام السامي.

هذه الخلافة الراشدة كانت في فجر الإسلام ركيزة انتشاره وتمكنه في الأرض، حتى عم نوره، وتحقق وعد الله تعالى:

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ… (النور: 56)،

ارتفع بالخلافة شأن الإسلام والمسلمين، حتى كانوا  خير أمة أخرجت للناس حقًا وفعلاً.

ولما غفلت الأمة الإسلامية عن الخلافة، ونسوا فضلها، نُزعت منهم بركاتها، وتفرقوا وضعفوا وهانوا، حتى صاروا نهبةً لأعدائهم، وتحققت مخاوف المسلمين المخلصين الأوائل، مثل الصحابي الجليل حنظلة الكاتب رضي الله عنه حيث قال كما روى ابن الأثير في تاريخه:

عجبتُ لما يخوض الناس فيه

يرومون الخلافة أن تزولا

>

ولو زالت لزال الخير عنهم

ولاقَوا بعدها ذُلاً ذليلا

>

وكانوا كاليهود أو النصارى

سواء كلهم ضلُّوا السبيلا

والحمد لله الذي أعاد للمسلمين هذه النعمة الجليلة، في زمن هم فيه أحوج ما يكونون إليها.. لتوحيد كلمتهم، ولم شملهم، وجمع صفهم أمام عدوهم، لا فرق فيهم بين عربي وأعجمي.. بل كلهم جند الرحمان وأتباع خير الأنام .

إن من بركات الخلافة على الجماعة الإسلامية الأحمدية أنها تتصدى اليوم لكل من يتهجم على الإسلام، وتدعوهم إلى كمالاته في عقر دورهم، حيثما كانوا في بلاد العالم.. ترد على الأكاذيب بالصدق، وعلى الجهل بالعلم، وعلى الضلال بالهدى، وتبين فضل الإسلام على الأديان، وتبعث رجالها للدعوة الإسلامية إلى كل البلاد، وتبني المساجد والمدارس والمستشفيات في كل القارات.. وخاصة في أفريقيا.. وتنشر تراجم القرآن وتفسيره بأكثر من مائة لغة عالمية.

وتحدثا بنعمة الله نقول إن هذا لم يقم به أحد قط من الدول والجماعات والهيئات التي تتشدق بأنهم حماة الإسلام والمتحدثون باسمه، رغم بلايينهم وإمكانياتهم الهائلة.

اللهم بارك جهودنا المتواضعة .. واحفظ الخلافة الإسلامية .. وانصر دينك. آمين.

(رئيس التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك