أخبار الجماعة

لا يزال المشائخ المتعصبون في باكستان يمارسون جهادهم الكبير في حماية إسلامهم. ولكن إسلامهم الذي يزعمون أنهم أبطاله، ليس إسلام سيدنا محمد المصطفى . إنَّ إسلامهم هو استسلام لنزعات الشر والفساد. إنَّ إسلامهم يمثل كل ما جاء المصطفى ليُطهِّر الأرض منه. إنَّ إسلامهم تقشعرُّ منه الأبدان الطاهرة وتشمئز منه النفوس السوية. إنَّ إسلامهم انحطاطٌ بالبشرية إلى ما كان قبل آدم .. عندما كان أضرابهم ينشرون في الأرض الفساد. حماية هؤلاء المشائخ الجهلة المتعصبين لإسلامهم يتمثل في نبش القبور، وانتهاك حرمات الموتى، ونشر الأكاذيب والأباطيل.

ورجال السلطات المحلية والإقليمية ورجال الشرطة لا يُحكِّمون عقولهم وضمائرهم، ولا يقومون بواجبهم في حماية المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم وحرماتهم، وإنما يسترضون طائفة من المرتزقة بالدين، ويُغمضون أعينهم عن فظائعهم، ويتغاضون عن اعتداءاتهم.. من أجل أهداف ومصالح سياسية رخيصة.

وهناك بعض رجال الصحافة من الذين باعوا ضمائرهم للشيطان، لا عمل لهم إلا تضليل الرأي العام، وإشاعة الزور والباطل والأكاذيب بين الناس. إنهم شعراء الجاهلية الذي نعى عليهم القرآن الكريم غوايتهم وقولهم الإفك والهيمان في كل وادٍ للفساد والشر.

ومما يجدد الأمل في النفوس أنَّ الشعب الطيب البسيط لا يزال مستمسكاً بالأخلاق والعادات الإسلامية، ويراعون حقوق المواطنة والجيرة، بل ويُدافعون عنها ضد شراسة السلطة والجهل والتعصب.

والمسلمون الأحمديون يشتكون إلى الله تعالى ما ينزل بهم، وما يحدث من تخريب في أخلاق المسلمين ومفاهيم الإسلام، ويتضرَّعون إليه تعالى أن يقي الإسلام فتنة علماء السوء، ويحمي المسلمين من شهوة ولاة الأمور للحكم التي أعمتهم عن واجباتهم نحو بلدهم ودينهم. ويبتهل المسلمون الأحمديون إليه تعالى كي يُزيح هذه الغُمَّة، ويعيد للمسلمين صحوتهم وفهمهم لدينهم الحنيف.. كما جاء به سيدنا محمد المصطفى .. ديناً طاهراً نقياً خالصاً مما ألحقه به المبطلون.

وإليكم الآن نماذجاً لحمايتهم للإسلام:

نبش قبور الأحمديين

كان السيد مبشر أحمد بن السيد بشير أحمد.. الشاب الأحمدي.. في 25 من عمره عندما توفي في حادثة يوم 31، 7، 1991. ولقد شاركت القرية كلها في الحزن على ميتته المأساوية، وقاموا بواجب العزاء لأسرته. كما اشترك كل من في القرية، سواء من أهل السنة أو الشيعة أو أهل الحديث، في تشييع جنازته، وتجهيز القبر، ودفنوه في أول أغسطس 1991.

كان الدفن في منطقة خلوية غير مزروعة بعيدة عن مقبرة القرية الرئيسية، تجنباً لأي مشاكل مع المشائخ المتعصبين، الذين يعترضون دائماً على دفن المسلمين الأحمديين في مقابر المسلمين. وكالعادة انتهزت جماعة من المولَعين بالشر والأذى لإثارة الكراهية ضد الأحمديين في هذه المناسبة. فاتصلوا بالشيخ محمد إسماعيل والشيخ قدرة الله، وهما من المنظمة الشريرة المسماة ((جمعية ختم النبوة))، وطلبوا منهم إثارة حملة جديدة لنبش قبور المسلمين الأحمديين وإخراج جثث الموتى منها.

تقدّم مشائخ ((ختم النبوة)) بتقديم طلب في 22، 8، 1991 أي بعد الدفن بثلاثة أسابيع، طالبين استخراج الجثمان من القبر بدعوى أنّ القبر موجود في مقبرة إسلامية. رفع نائب المأمور السيد صوفي مصطفى الطلب إلى المأمور موصياً بنبش القبر بناءً على الادِّعاء الوارد في الطلب.. دون اكتراث بتحرّي حقيقة الأمر بنفسه كي يكتب توصيته.

بعد قراءة التقرير أصدر القاضي المحلي الملك محمد فيروز تعليماته في الخطاب رقم 4341 ج بتاريخ 29، 8، 1991 جاء فيها. ((نظراً لأنَّ القاديانيين يعدُّون من غير المسلمين طبقاً للقانون الوطني.. فإنَّ دفنهم في مقابر المسلمين غير مرغوب. لذلك نأمر باستخراج جثة المتوفى مبشر أحمد القادياني، وإزالتها من مقبرة المسلمين، ودفنها في مكان معدّ للقاديانيين أو في أي مكان آخر يختاره أهل المتوفى)).

عندما علم أهل القرية بالخبر أرسلوا التماساً وقعّه 33 من كبارهم إلى مساعد المأمور والقاضي قالوا فيه:

  1. نحن ممثلي كافة طوائف القرية، قررنا بالإجماع دفن جثمان مبشر أحمد في القبر الحالي.
  2. نُقرُّ بدون قيد أو شرط أنّه لا اعتراض لنا على الموقع الحالي للقبر.
  3. القبر لا يقع في مقبرة المسلمين، بل هو في أرض خلاء غير مزروعة لا تخصّ أحداً إلا الحكومة.
  4. لما كان المتوفى من أهالي مجتمع القرية، فمن حقنا تقرير أين يدفن جثمانه. ينبغي ألا يسمح لدخيل بالتدخّل في أمر يخصنا وحدنا.
  5. لقد تعرَّضت أسرة المتوفى لصدمة هائلة بسبب موته المأساوي، واستخراج جثة عزيزهم يسبب لهم صدمة وألماً مرة أخرى.

وذهب جماعات من القرويين لمقابلة نائب المأمور وطلبوا منه أن  يُلغي أوامره بنبش القبر. فأوصى نائب المأمور بقوله:

((جاءني 50، 60 بالمائة بموافقة عضو البرلمان المحلي يقررون أنه لا اعتراض لديهم إذا سمحوا ببقاء قبر القادياني المذكور في موضعه. وقد بحثت طلبهم، وفي رأيي أنه حقيقي لسببين، أولاً قولهم إنَّ القبر يقع خارج المقبرة الخاصة بالمسلمين المحليين، وأنه منعزل تماماً في أرض من أملاك حكومة المقاطعة. وثانياً لا ينبغي أن نفتح قبراً لميت بناءً على طلب أفراد متعصبين لا يعنيهم الأمر وليسوا من أهل القرية)).

وبناءً على ذلك أصدر قاضي مركز ((بهاول نجر))، الملك محمد فيروز، أمراً في 9، 9 برسالته رقم 4445 ج قال فيها: ((بالنظر إلى الوضع الحقيقي المعروض أمامنا بأن:

  1. السكان المحليين غير راغبين في إخراج جثة المتوفى مبشر أحمد القادياني من قبره.
  2. طلب نبش القبر مقدّم من أشخاص عير معنيين.
  3. القبر الحالي ليس في مقبرة المسلمين طبقاً للسجلات الحكومية.
  4. لا توجد مقبرة منفصلة للقاديانيين.

لذلك سحب قاضي المركز الأمر بنبش القبر.

وينبغي ملاحظة أنَّ المشائخ المتعصبين في باكستان قد أخذوا على عاتقهم اختلاق الأكاذيب ضد المسلمين الأحمديين يوماً بعد يوم. وكذلك دأبت بعض الصحف في باكستان على تضليل الجمهور بنشر أخبار زائفة لا أساس لها. فمثلاً.. نشرت جريدة ((دايلي جهانج))، لاهور، الأخبارَ التالية في عدد 7، 10، 1991 ص2 بصدد هذا الموضوع:

((عندما مات مبشر أحمد القادياني دفنته أسرته في مقبرةٍ للمسلمين بقرية تشك 184 ر.ف. بدلاً من دفنه في مقبرة القاديانيين، مما ترتب عليه احتجاجٌ كبير ليس من جانب أهل القرية وحدهم.. بل من سائر المسلمين القاطنين في القرى المجاورة بالمنطقة)).

وضاعف المشائخ المتعصبون في منظمة ((ختم النبوة)) من جهودهم، وتقدموا إلى سلطات المركز مرة أخرى، وهددوهم بالعواقب الوخيمة إذا لم يقبلوا طلبهم بنبش القبر وإخراج جثمان الأحمدي منه. ومن دون حياء أو استحياء ابتلعت السلطات تحريّاتها الأصلية وتوصياتها وأوامرها، فأصدرت أوامرها مرة أخرى لنبش القبر وذلك في كتابها رقم 4539 ج بتاريخ 24، 9، 1991.

فاجتمع كبار أهل القرية مرة أخرى، وبعد مباحثات بين الطوائف خرجوا باتفاق وقع عليه إلى جانبهم رئيسهم وهو عضو بمجلس المركز، وعضوان بالمجلس المحلي.. وجاء فيه: أنه نظراً لاتفاق الأطراف على بقاء الحال كما هو عليه، فلا مبرر إطلاقاً لنبش القبر. ولكن عندما تقدموا إلى مساعد المأمور رفض التوصية بمطلبهم قائلاً: ((إنّ المشائخ المتعصبين يبذلون ضغطاً شديداً لا أستطيع الصمود له)).

فاتصل القرويون بالمأمور، ولكنه أيضاً رفض مطلبهم وقال: ((آسف، لا يستطيع أحد أن يجعل مشائخ ختم النبوة يفهمون منطقكم)).

وهكذا يُعيد التاريخ نفسه مرة أخرى. وجاءت سلطات المركز والسلطة بأوامر النبش. وأمر مساعد رئيس الشرطة القرويين الذين اجتمعوا للاحتجاج أن يشرعوا في حفر القبر، ولكنهم رفضوا الاستجابة له رفضاً باتاً. عندئذٍ أمسك أحد ضباط الشرطة بواحد من الوكلاء وصرخ فيه بمجموعة من الشتائم البذيئة وأمره بحفر القبر، ولكن الرجل أبى قائلاً: افعل ما بدا لك. أطلق النار علي، ولكني لن أقوم بهذا العمل اللا إنساني.

غادرت جماعة الشرطة الموقع، وذهبوا إلى أقرب مركز للشرطة وأحضروا أربعة من المسيحيين الذين قاموا بفتح قبر الأحمدي. وهكذا نُبش قبر المتوفى مبشر أحمد، وأُخرجت جثته منه، ودُفن في مكان آخر بنفس الليلة!!

والمسألة التي لا تزال تشغل بال كل باكستاني وطني: كم يطول الزمن بالأحمديين.. المواطنين التعساء.. وهم هكذا يُقاسون؟ إلى متى تُنكر حقوق الإنسان بالنسبة لهم في وطنهم؟ وإلامَ يستمر المشائخ المتعصبون في ممارسة أنشطتهم الهدَّامة المناهضة للإسلام؟

Share via
تابعونا على الفايس بوك