الفتنة الكبرى (القسط الثالث والأخير)

الفتنة الكبرى (القسط الثالث والأخير)

عبد الله أسعد عودة

من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود (الحديث)

العنف والقوة

هناك فكرةٌ خاطئة شائعة بين المسلمين من أنَّ المهدي المنتظَر سيأتي بالقوة، ويحكم الدنيا بحدِّ السيف. وهي فكرة هدَّامة مدمّرة للدين، ومناقضة لقوله تعالى: لا إِكراهَ في الدين . واعتقاداً بأنَّ المهدي سيكون مؤيّداً من الله تعالى، ولن تقدر قوةٌ في الدنيا أن تعترض سبيله، رأى البابيون أنفسهم في حِلٍّ من نشر دعوتهم بالقوة والعنف بعد أن أعلن الباب أنّه المهدي المنتظر. لذا نرى أنَّه عندما أُلقيَ القبض على الباب وسُجن وقعت مصادمات مسلحة بين البابيين والسلطات الحكومية. وبعد أن قُتل الباب حاول أتباعه قتل الشاه، وبالفعل أطلقوا عليه النار وجرحوه في وجهه. كذلك كان ضمن قراراتهم في مؤتمر ((بادشت)) الانتقام جسدياً من العلماء لأنهم أفتوا بكفرهم.

لقد جاء في كتاب الكواكب الدريّة في تاريخ ظهور البابيّة والبهائيّة ص 276 أنّه في إحدى المعارك بين الحكومة والبابيّين وصل عدد القتلى أربع مائة وكان شعر البابيّين في القتال: (يا صاحب الزمان).

بعد إلقاء القبض على الباب تمرَّد البابيّون على الحكومة لاعتقادهم بأنَّ المهدي يجب أن يكون هو الحَكَم العَدْل وبأنّه سيحتل العالَم. وقد آمن أتباعه بقرب تحقيق ذلك الهدف، وبأنَّ زِمام السلطة ستؤول إليهم قريباً. لذا وقعت بينهم وبين الحكومة مواجهاتٌ خطيرة حتى أصبح المواطنون في الدولة يخشون سطوة البابيّين وقوتهم.

لقد نجا الباب من المحاولة الأولى لقتله، لكنه في المرة الثانية عُلّق وقُتل رمياً بالرصاص سنة 1850 وهو في سنّ الواحدة والثلاثين. وقد أعقب قتله هياج واضطراب ساد المملكة الإيرانية مدة ست سنين على الأقل.

هذا السلوك في استعمال العنف أُمْلَتْهُ عليهم تعاليم الباب كما جاءت في كتاب ((البيان)) 5: 7: ((ليُقتل كل من لايقبل شريعة الباب وتُسلب أمواله. نجسٌ كل من لا يقبل الباب ولا يطهر حتى لو اغتسل بمياه البحار كلها)). كذلك ((تُكسر رِقاب جميع من لا يؤمنون بالباب ويُمحونَ من الوجود)).

إنَّ جميع هذه التعاليم القاسية المتسمة بالمرارة وحبّ الانتقام قد يكون مجيئها على هذا النحو نظراً لأنَّ الباب كتبها وهو في غياهب السجن وفي حينه كان أتباعه يواجهون حرباً لا هوادةَ فيها مع الحكومة ومجازر رهيبة خارج السجن.

ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الحركات المهدوية التي ظهرت في العالم الإسلامي واتَّسمت بالعنف والقوة لم يُكتب لها النجاح، بل فشلت فشلاً ذريعاً، وجرَّت على المسلمين حروباً دموية أُزهقت فيها أرواحٌ بريئة. وأمامنا في العصر الحديث عدّة أمثال كالحركة البابيّة التي نحن بصددها،وحركة مهدي السودان، والسنوسي في ليبيا، وأخيراً المهدي الذي اعتصم مع أتباعه في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وبقوة السلاح طلب من الناس مبايعته بأنَّه المهدي المنتظر.

وهكذا كان العنف سبباً لفشل الحركة البهائية كحركة مهدوية وكان سبباً لفشل جميع الحركات أيضاً.

لكن الحركة الإسلامية الأحمدية قامت ونشأت على قواعد سلميّة، ولا تزال تعمل منذ قرن من الزمن لنشر الأحمدية.. الإسلام المنزَّه من البدعات بدون الجنوح إلى القوة أو العنف. ومن أسباب معارضة المسلمين لمؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية أنّه جاء مهدياً بدون أن يعلن الحرب أو الجهاد على الكفار، ولأنّه عارضَ استعمال القوة لنشر الدين.. تماماً كما جاء في الحديث الشريف أنَّ ((المهدي يَضَعُ الحربَ)) (سنن ابن ماجه). ولذا نراه قد عاش معزَّزاً ومات معزَّزاً بعكس غيره من مدَّعي المهديّة المذكورين والذين لاقوا مصيراً مريراً وأليماً. ولم يبقَ من دعوتهم شيءٌ بعدهم.

يقول سيدنا المهدي والمسيح الموعود عليه السلام مؤسِّس الحركة الإسلامية الأحمدية في كتابه (إعجاز المسيح) ص 51:

((ليس وقتنا وقت الجهاد، ولا زمن المرهَفاتِ الحِداد، ولا أوانَ ضرب الأعناق والتقرين بالأصفاد، ولا زمان قَودِ أهلِ الضلال بالسلاسل والأغلال، وإجراء أحكام القتل والاغتيال. فإنَّ الوقت وقت غلبة الكافرين وإقبالهم، وضُربتْ الذِّلةُ على المسلمين بأعمالهم. وكيف الجهاد ولا يُمنع أحدٌ من الصوم والصلاة، ولا الحجِّ والزكاة، ولا من العِّفةِ والتُقاة. وما سلَّ كافر سيفاً على المسلمين ليرتدوا أو يجعلهم عضين. فمن العدل أن يُسلَّ الحُسام بالحُسام والأقلامُ بالأقلام)).

   ثم يقول في كتابه ((لُجّةُ النور)):

((فوالله إنَّ كلامي أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف. فهذا هو الذي وُضعت الحرب به وفُتحت الحصون من غير جبرٍ وحيف. وما كان لمخالف أن يبرز في مضماري)).

تحالف الأحمدية مع الصهيونيّة والماسونيّة!

بالإضافة إلى التُّهمة الكبرى أنَّ الأحمدية والبهائيّة زميلتان وشريكتان في عِدائهما للإسلام هناك ظاهرةٌ أخرى أو تهمةٌ حديثة جداً لابدَّ أن نتطرَّق إليها ونحن نتحدَّث عن الفتنة القائمة. هذا الاتهام الجديد لم يلوِّح به أعداء الأحمدية في شعاراتهم السابقة حين أقاموا الدنيا وأقعدوها بأنَّ الأحمدية صنيعة الإنجليز. ولكن الأيام مرَّت ومن ورائها السنون أيضاً، وارتحل الاستعمار البريطاني عن البلدان الإسلامية ولكن الأحمدية ظلت بعد ارتحاله ثابتةً راسخة ماضية في جهادها المقدَّس ومن نصرٍ إلى نصر، ولم يزل نفوذها يتسع ويقوى يوماً بعد يوم. فأذهل ذلك أعداء الأحمدية حتى فقدوا كل الضوابط العقلية والفكرية، فراحوا يضربون الأحمدية بكل سهمٍ متاح وبكل حجرٍ ممكن، ويتهمونها بكل التهم دون أن يُكلِّفوا أنفسهم أدنى حدّ من عناء التحقُّق أو التبيُّن أو التأكد إن كانت اتهاماتهم تقوم على حقٍّ وصدق، كما يأمر الله سبحانه وتعالى، أم أنها كذب واختلاق. يحاولون أن يزجُّوا بالأحمدية في مجالاتٍ غريبةٍ عليها بعيدةٍ كلّ البعد عن أهدافها وغاياتها. يُحاولون الآن أن يغمسوا الجماعة الإسلامية الأحمدية بتهمة التحالف مع حركات سياسية كي يُؤلِّبوا عليها الأوساط السياسيّة في العالَم ويوسِّعوا مجال الحرب والمقاومة ليضمَّ أيضاً الحكومات الإسلامية بالإضافة إلى الأوساط الدينية التي أفلست حتى الآن في حربها ضد الأحمدية ولم تعد تقوى على الصمود أمامها على المستوى الديني.

من أهم التُّهم الحديثة أنَّ الأحمدية تتآمر مع الصهيونية لضرب الإسلام والمسلمين، وذلك بعد أن قامت دولة إسرائيل الصهيونية في قلب العالم الإسلامي، قالوا أنَّ طموحات الأحمدية في العالَم الإسلامي كطموحات الصهيونية. وقد تذرَّع هؤلاء الأعداء بمجرد وجود مركز للجماعة الإسلامية الأحمدية في الجزء الذي قامت عليه دولة إسرائيل من فلسطين، رغم أنَّ وجود هذا المركز في فلسطين كان قبل قيام الدولة الصهيونية بعشرين سنة. إلى هذا الحد فقدوا كل الضوابط سواء في القول أو العمل حتى راحوا يضربون الأحمدية ضرب عشواء.

ولتوضيح الصورة إليكم ما نشرته بعض الصحف عن هذه التهمة الظالمة الجديدة. تقول مجلة ((رابطة العالم الإسلامي))، آب سنة 1974 في مقال عنوانه: (القاديانية حربٌ على الإسلام):

إنَّ الصلة المشتركة بين الاستعمار من جهة وبين كل من القاديانية والصهيونية من جهة أخرى، يجعل من الطبيعي ومن المتوقع أن يكون للقاديانية صلةٌ وثيقة بالصهيونية. فللقاديانية مركزٌ في فلسطين المحتلة يقع في حيفا على جبل الكرمل، حيث لهم هناك نشاطٌ كبير. فعندهم دار للبعثة القاديانية، ومكتبة ومستودع للكتب يوزِّعون منه منشوراتهم، ومدرسة. وهم يُصدِرون في إسرائيل نشرة شهرية باللغة العربية تدعى ((البشرى)) تُرسل من إسرائيل إلى ثلاثين دولة إسلامية. وإنَّ نشاطهم هناك في توسع وتزايد مستمرين. وهنا يتبين لنا مرة أخرى بأنَّ القاديانيين قد باعوا أنفسهم للشيطان، ومن مهامهم الأساسية إضعاف المسلمين المقيمين في إسرائيل وتشتيت وحدتهم. وإنَّ هناك زيارات واجتماعات بينهم وبين الشخصيات البارزة حتى مع رئيس دولة إسرائيل)).

((ومن مستلزمات الأمن الضرورية لدول الشرق الأوسط أن تقضي على الحركة القاديانية حيثما وجدت، وتمنع القاديانيين من دخول البلاد الإسلامية والعربية)).

  وقد صرَّح علي مختار الأمين العام المساعد لرابطة العالَم الإسلامي: ((أنَّ هناك تنسيقاً خفياً بين الكيان الصهيوني وبين زعماء النِّحلة القاديانية)).

كما كتبت مجلة اللواء الإسلامي في عدد شباط 1986 تحت عنوان: ((الماسونيّة والبهائيّة وجهان لعملة واحدة هي الصهيونيّة العالمية)):

((إنَّ اليهود هم الذين صنعوا البهائيّة. وهناك علاقة وثيقة فعلاً ووطيدة بين البهائية وبين القوى التي لا تزال حتى الآن تُساند البهائيّة والأحمدية القاديانية)).

كذلك جاء في اللواء الإسلامي نيسان 1986: ((إنَّ ظاهرة المهدي نمت في أرضٍ بعيدة عن موطن الإسلام الأصلي.. في الهند وفي إيران. بدأت برفع شعار البابيّة فالبهائيّة ثم القاديانيّة. واستغلها الاستعمار والصهيونية، وروَّج لها كوسيلة لضرب الإسلام من الداخل في عقيدته. المسألة أنَّ الفكر الإسلامي المعاصر يُصاغ صياغةً نهائية من مفرزات الصهيونية، لأنّ الصهيونية لم تعد بحاجة إلى التبشير بأرض الميعاد، وإنما إلى إعادة صياغة الفكر الإسلامي)).

وأخيراً وليس آخراً نشرت مجلة الأمة الإسلامية أيلول 1987 تقريراً بعنوان: ((مؤامرة قاديانية إسرائيلية لتحريف القرآن الكريم)). والتقرير مليءٌ بالكذب والافتراء، وهو صادر عن المركز الإسلامي في الخرطوم. لا داعي لذكر ما جاء فيه لأنه جزء من النغمة نفسها.

هؤلاء المناوئون يُبالغون في كذبهم كلما وجدوا أنفسهم بعيدين عن مركز الأحداث، ظنّاً منهم أنَّ هذا الكذب قد لا يصل القريبين العالمين بما يجري حقاً. فالعملية باختصار هي عملية كذب وغش وخداع لأُناسٍ لا يعلمون عن الحقيقة شيئاً أو يتعذّر عليهم أن يصلوا إلى معلوماتٍ حقيقة. هذه القيادات الدينية تعمل بهذا الأسلوب الذي يُشبه أسلوب الدعاية النازيّة كي يظلَّ الناس في معزل وجهل بالحقائق، فيسهل عليهم بذلك الاستمرار في دعايتهم الكاذبة المضلِّلة، وبالتالي يسدُّوا أمام الأحمدية كل طريق ومنفذ أن تدخل منه إلى النفوس البريئة في العالم الإسلامي.

تاريخ مركز الأحمدية بحيفا

إنَّ كل ما للجماعة الإسلامية الأحمدية من علاقةٍ بالصهيونية هو مجرّد وجود مركزٍ لها في حيفا أُقيم سنة 1928 أي قبل قيام دولة إسرائيل بعشرين سنة. فعندما نشبت الحرب الفلسطينية بين العرب واليهود سنة 1948 استسلمت الكبابير حيث مركز الجماعة الإسلامية الأحمدية بعد أن استسلمت مدينة حيفا والبلدان العربية الأخرى. فرأى أهلها الذين لم يتجاوز عددهم آنئذٍ بضع مئات أن يظلوا في بيوتهم وعلى أرضهم وأن لا يتركوا وظنهم ليُصبحوا لاجئين في بلادٍ غريبة. وهكذا فعل كثيرون غيرهم من أهل القرى والمدن العربية، وبقي داخل حدود إسرائيل قرابة المائتي ألف مسلم.

هذا الموقف وهذا المصير لم يَرُق بأعين هؤلاء الأعداء، فراحوا يتهموننا بالتآمر مع الصهيونية ضد الإسلام والمسلمين، وأنَّ أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية يُحاربون في صفوف الجيش الإسرائيلي ويقتلون إخوانهم المسلمين، ويتدرّب المئات منهم في معسكرات الجيش الإسرائيلي. إنّهم لا يخجلون من إذاعة هذه الأخبار الكاذبة من على صفحات صُحفهم ووسائل إعلامهم. بينما الواقع أنّه لم ينخرط في الجيش الإسرائيلي ولا أحمدي واحد منذ تأسيس الدولة حتى ولا في سلك الشرطة. عدا ذلك هناك تعليمات من الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن لا ينخرط أفرادها في الأحزاب السياسية ولا يشتغلوا في السياسة، لأنَّ الأحمدية حركة دينية، وتعتبر نفسها فوق الأحزاب، وتنظر إلى الأمور من وجهة نظر أعمّ واشمل من نظرة الأحزاب الضيقة والمحلية فقط. ولذا لم يُرشِّح الأحمديون أنفسهم حتى الآن لأي منصب سياسي لا على المستوى المحلي ولا على المستوى الإقليمي. بينما نرى الكثيرين من إخواننا المسلمين أنّهم نشيطون في مجال السياسة، ينخرطون في الأحزاب الصهيونية منها وغير الصهيونية وحتى الشيوعية وبحريةٍ تامة. ومنهم أعضاء في البرلمان الإسرائيلي، وكثير منهم يخدمون في قوات الشرطة وفي الجيش. والأهم من كل ذلك أنَّ الذين يعملون في الخدمات الدينية سواء القضاة والأئمة أو غيرهم من المسلمين يتقاضون مرتّبات من الحكومة بعكس ما هو الحال عند الأحمديين. ولكن يظهر أنّه ليس من الحق ولا من العدالة ولا من الذوق أن يوجّه  إليهم أصبع الاتهام ويكفي أن يُوجّه ضد الأحمديين رغم أنهم بريئون من كل هذه الأمور. وكأنهم في نظر هؤلاء الأعداء كفّارةٌ عن غيرهم، أو لأنَهم وحدهم يمثّلون الإسلام الصحيح؟ إنَّ هذا لَعمري أعجبُ العجائب وأغربُ الغرائب، وأترك للقارئ أن يُقرِّر لنفسه الموقف المناسب من كل ذلك.

ومما يجدر الإشارة إليه أنَّ رئيس الدولة في إسرائيل، وهو معروف بأنّه لا يوجّه ولا يُقرّر سياسة الدولة، يدعو من حين لآخر وحسب المناسبات العامة ممثلي الطوائف ورجال الدين والفكر لمقابلات تعارفيّة ومن أجل المجاملات. ويحضر هذه المقابلات جميع الطوائف من المسلمين وغيرهم في البلاد، ويحضرها أيضاً ممثل الجماعة الإسلامية الأحمدية في إسرائيل أيضاً. وفي إحدى المناسبات التي تمت أخيراً ظهرت في الصحف المحلية ضمن ما ظهر من الصور صورة للمثل الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى جانب رئيس الدولة. هذه الصورة اختُطفتْ وأُحيلت إلى باكستان إلى أعداء الجماعة. فاتخذوا منها ذريعةً وحجةً على تعاون الأحمدية مع الصهيونية، وراحوا ينشرون تلك الصورة في الصحف الباكستانية ويروِّجون لها كدعاية ضد الأحمديين. وفي الوقت ذاته يتغاضون عن حضور المسلمين الآخرين هذه المناسبات سواء من قُضاة أو أئمة أو مشائخ ووجهاء آخرين الذين يتصدَّرون هذه اللقاءات عادة كونهم يمثلون أكبر عدد من المسلمين. وكأن مقابلة رئيس الدولة واجب وحلال على رجال الدين المسلمين الآخرين وحرام على الأحمديين بل خيانة كبرى.

انظروا إلى هذه السخافة وعُقم هذه الدعاية؟ كيف يستخُّون بعقول الناس ظانّين أنّ مثل هذه الدعاية الرخيصة تنطلي على الناس جميعاً وحتى العقلاء. وانظروا إلى مدى جسارتهم على الدجل والكذب، ونِعمَ ما قال الرسول :

((إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت)).

هذه هي علاقة الأحمديين مع الدولة الصهيونية. بالإضافة إلى الموقف العام المعلن إنَّ الأحمديين مُكلَّفون بموجب التعاليم الإسلامية أن يكونوا مواطنين صالحين مسالمين في الدولة التي يعيشون فيها سواء كانت تلك الدولة إسلامية أو غير إسلامية وممنوع عليهم أن يعيثوا في الأرض فساداً.

وما دام الحديث عن الصهيونية فليسمح لي هؤلاء العلماء والمناوءون الحاقدون أن أسألهم رأيهم في تصريح الرئيس ضياء الحق لصحيفة ((ال ميدل إيست ريبورت)) (M.E.Report)، أثناء وجوده في نيويورك في شهر آب سنة 1986 حين قال: ((نحن لسنا ضد إسرائيل ولا نرى عملياً أن نُنكر وجودها على الأرض التي احتلتها، وليس ممكناً أن يُلقى بثلاثة ملايين في البحر. لذا فإنَّ إسرائيل جاءت لتبقى، وإنَّ اعتراف العرب وغيرهم بها هو مسألة وقت فقط)).

وجديرٌ بالذكر أنَّ محرّر هذه الصحيفة وهو يهودي واسمه دافيد مزراحي، زار إسلام آباد في شهر تموز سنة 1986، وتقابل مع الرئيس ضياء الحق هناك.

وماذا يقول علماء المسلمين الباكستانيين منهم وغير الباكستانيين في تصريح مُفتي القُدس الشريف لمجلة در شبيجل الألمانية في حزيران 1983 حين قال:

((لو قام عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بالتفاوض مع إسرائيل فإنّي سأدعمه)).

ثم ماذا عسى هؤلاء العلماء يقولون في الصلح الذي أجراه السادات رئيس جمهورية مصر مع إسرائيل الدولة الصهيونية ذلك الصلح الذي باركته مشيخة الازهر؟

وما رأي هؤلاء المشائخ وعلى رأسهم رابطة العالَم الإسلامي مما تناقلته الصحف الإسرائيلية من أنَّ رئيس رابطة العالَم الإسلامي الشيخ عبد الله ناصيف قام بزيارةٍ لإسرائيل في الأسبوع المبتدئ في 8، 11، 1987 ليطّلع عن كثب على ملايين الدولارات التي تُخصّصها الرابطة لمسلمي إسرائيل كل سنة؟

حرب الأحمدية على الماسونية

بقي أن أذكر شيئاً وبمنتهى الاختصار عن علاقتنا بالماسونية التي يكثُر الحديث عنها في الآونة الأخيرة أيضاً كإحدى القوى المعادية للإسلام وعن اتهام الأحمدية بالتعاون معها لهدم العقيدة الإسلامية، معاذ الله.

فليكن معلوماً أنَّ إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا محمود أحمد رضي الله عنه، الخليفة الثاني لسيدنا المهدي والمسيح الموعود عليه السلام كان من أوائل من كشفوا الستار عن خفايا الماسونية وأخطارها، وذلك في وقت كان أبرز زعماء المسلمين وقادتهم الروحيين أعضاء في هذه المنظمة. ومنهم منلا يزالون يرأسون محافل للماسونية في بلادهم. لقد تصدّت الجماعة الإسلامية الأحمدية لهذه الحركة زمناً طويلاً قبل قيام دولة باكستان يوم كان بعض كبار هؤلاء العلماء المناوئين في باكستان اليوم يعملون في صفوف المؤتمر الهندي ضد فكرة إقامة باكستان كدولة إسلامية مستقلة. صحيح أنّه كثُر الحديث مؤخراً عن هذه الحركة المشبوهة السريّة وبأنها صنيعة الصهيونية، وحذّر مؤتمر المنظمات الإسلامية سنة 1974 من خطرها ومن قبول أي مسلم ينتمي إلى هذه الحركة لمنصب إسلامي أياً كان، ولكن ما الذي حدث؟ هل طُهِّرت المراكز الدينية والثقافية في الدول الإسلامية من الماسونية؟ لقد حذّرت الجماعة الإسلامية الأحمدية من هذه الحركة الهدّامة للدين في الثلاثينيات من هذا القرن (راجع مجلة البشرى، الكبابير، كانون أول سنة 1934). والأحمدية لم تكن يوماً من الأيام مناصرة أو مؤيّدة للماسونية أو متعاونة معها، لأنَّ الماسونية في الأساس قامت ضد الأديان السماوية، ولذا كيف يمكن أن تكون في آن واحد معها وضدها. وكذلك ليس هناك ولا أحمدي واحد عضواً في هذه الحركة. ومن ثبت أنّه منضمٌّ إليها فلا يبقى عضواً في الجماعة الإسلامية الأحمدية. وإننا لنتحدّى جميع من يتّهمنا بأننا حلفاء للماسونية أن يُشير ولو بمثال واحد عن عضو أحمدي انضمَّ إلى هذه الحركة. بينما نعرف ونعلم نحن وغيرنا عن عشرات بل مئات من الرؤساء والملوك والعلماء والقضاة والزعماء المسلمين الذين هم أعضاء رسميون في الماسونية!

لذا فإننا نشيد بهؤلاء العلماء والأعداء أن يُطهّروا أنفسهم وصفوفهم أولاً من الماسونية التي غزتهم وأصبحت جذورها عميقة وراسخة فيهم. ولست أدري إن كان بمقدورهم فعلاً الخلاص منها والتنكُّر لها؟!

الخاتمة

لقد اخترت لهذا المقال تسمية ((الفتنة الكبرى)) لاعتقادي أنَّ الفتنة الحالية التي تمرُّ بها الجماعة قد بلغت الذروة، ولا أتصور أن تكون في المستقبل فتنة أكبر وأعم وأشدَّ منها، لأن علماء الشرّ نجحوا هذه المرة تأليب القوى الحكومية العلمانية بالإضافة إلى تجنيد القوى الدينية من أجل ضرب الأحمدية. فاتحاد القوى الدينية والدنيوية ضد الأحمدية هو منتهى ما يمكن أن يكون العدوان فيه عاماً وشاملاً. لكننا نؤمن ونوقن بأنَّ هذا العداء وهذا الاضطهاد الذي يقوم على الظلم ويتنافى مع أبسط مبادئ الحق والعدل والإنسانية لا بدَّ أن يزول حتماً ولن يظلَّ في الأرض إلا الحق والصدق وما ينفع الناس، وأنَّ هؤلاء المشائخ الذين أشعلوا هذه الفتنة يُصدِّقون بأعمالهم ما قد قاله عنهم رسول الله : ((عُلماؤهم شرُّ مَنْ تحتَ أديمِ السماء. من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود)) (مشكاة المصابيح). سيلقون من الله جزاءهم، وتعود فتنهم إلى نحورهم. أما السواد الأعظم من المسلمين فسيتنبهون إلى هذه المؤامرة الخبيثة، ويُدركون الأسباب والدوافع التي أدّت إليها، وستظهر لهم الحقيقة واضحة وضوح الشمس وأعني بها حقيقة الأحمدية ودعوة المهدي التي كما تُشير المصادر الإسلامية سيكون هو وحده على طريق الهداية والصواب في زمانه، وإلا فلا يصحّ أن يكون هو المهدي.

لقد أرسل الله عبده مرزا غلام أحمد القادياني وجعله مسيحاً موعوداً ومهدياً معهوداً وإماماً مسعوداً ليظهر الإسلام على الأديان كلها. وقد خاطب العالم الإسلامي مرةً بعد أخرى ودعاهم إلى الانضمام إلى جماعته المباركة الناجية، وإليكم بعض من أقواله باللغة العربية الواضحة والصريحة والتي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل. وقد رأيت أن أختم مقالتي بأقواله عليه السلام، لأنَّ كلام الإمام إمام الكلام.

قال حضرته في كتابه ((التبليغ)):

((إني امرؤٌ ربَّانِيَ الله برحمةٍ من عنده، وأنعم عليَّ بإنعامٍ تام، وما أَلَتَني من شيء، وجعلني من المكلَّمين الملهَمين. وعلّمني من لدنه علمًا، وهداني مَسالكَ مرضاته… وكشف عليَّ أسراره العليا. فطَوْرًا أيّدني بالمكالمات التي لا غبارَ عليها ولا شبهةَ فيها ولا خفاء، وتارةً نوّرني بنور الكشوف التي تُشبه الضحى. ومِن أعظم المِنن أنه جعلني لهذا العصر ولهذا الزمان إمامًا وخليفةً، وبعثني على رأس هذه المائة مجدِّدًا، لأُخرج الناسَ إلى النور من الدُّجَى…وناداني وقال:إني جاعلك عيسى ابنَ مريم، وكان الله على كل شيء مقتدرًا. لكي يعلَمَ الذين غَلَوا في عيسى أن عيسى ما تفرَّدَ كتفرُّدِ الله، وأن الله قادر على أن يجعل عيسى واحدًا من أمة نبيه، وكان هذا وعدًا مفعولاً.

يا إخوان هذا هو الأمر الذي أخفاهُ الله من أعين القرونِ الأولى، وجلَّى تفاصيله في وقتنا هذا. يُخفي ما يشاء ويُبدي ما يشاء، وقد خِلتُ مثله فيما مضى… (((آئينة كملات الإسلام))، التبليغ، ص 422 إلى 426، الخزائن الروحانية ج 5).

ويقول في كتابه ((إعجاز المسيح)):

((أما بعد، فاعلموا أيها الطالبون المنصفون والعاقلون المتدبِّرون، أنّي عبدٌ من عباد الرحمن الذين يجيئون من الحضرة، وينزلون بأمر ربّ العزّة عند اشتداد الحاجة وعند شيوع الجهلات والبدعات وقلّة التقوى والمعرفة، ليُجدِّدوا ما أَخْلَقَ ويجمعوا ما تفرَّق، ويتفقدوا ما افتقد، ويُنجزوا ويوفوا ما وُعِدَ من ربّ العالمين. وكذلك جئتُ وأنا أول المؤمنين. وإنّي بُعثتُ على رأس هذه المئة المباركة الربّانية لِأجمعَ شمل الملّة الإسلامية، وادفعَ ما صِيلَ على كتاب الله وخيرِ البَريّة، وأكسر عصا من عصى، وأُقيمَ جدران الشريعة. وقد بيَّنتُ مراراً وأظهرتُ للناسِ إظهاراً أنّي انا المسيح الموعود والمهدي المعهود، وكذلك أُمرتُ. وما كان لي أن أعصي أمر ربي وأُلْـحَقَ بالمجرمين. فلا تعجَلوا عليّ، وتَدبّروا أمري حق التدبّر إن كنتم متّقين، وعسى أن تكذّبوا امرَأً وهو من عند الله، وعسى أن تُفسِّقوا رجلاً وهو من الصالحين)) (إعجاز المسيح ص 8، الخزائن الروحانية ج 18).

ويقول في كتابه ((الاستفتاء))

((يا علماء الإسلام وفقهاء ملّة خير الأنام، أفتوني في رجلٍ ادعى أنه من الله الكريم، وهو يؤمن بكتاب الله ورسوله الرؤوف الرحيم، وأرَى الله له أموراً خارقة للعادة، وأظهر الآيات المنيرة وعجائب النُصرة. إنَّ هذا المدَّعي ظهر في هذه الأيام عند كثرة الفتن وكثرة البدعات وضعف الإسلام. وما وُجِدَ في أحواله قبل هذه الدعوى شيءٌ من عادة الكذب والافتراء ولا في زمن الشيب ولا في زمن الفتاء. وما وُجِدَ في عمله شيءٌ يُخالف سنّة خير الأنبياء، بل يؤمن بكل ما جاء به الرسول الكريم من الأحكام والأنباء، وبكل ما ثبت من نبيّنا سيّد الأتقياء)) (الاستفتاء، ضميمة حقيقة الوحي، ص 1 و2، الخزائن الروحانية ج 22)

ويقول في كتابه ((التبليغ)) مخاطباً مشائخ الهند وأفغانستان ومصر وغيرها من البلاد الإسلامية:

((اعلموا أيُّها الفقراء والزُّهاد ومشائخ الهند وغيرها من البلاد الذين وقعوا في البدعات والفساد، أنني أُمرتُ أن أُبلغكم أحكام الدين، وأُذكّركم بما نسيتم من أسرار الشرع المتين. وقد ألهمني ربي في أمركم وقال: إنَّهم يُنادَون من مكانٍ بعيد. ويفعل ربي ما يشاء، وهو القاهر فوق القاهرين…

إنّي عبد الله، منَّ عليَّ برحمةٍ من عنده، وعلَّمني من لدنـه عِلْمَ الأولين. هو ناداني وقال: قُلْ لعبادي أنـني أُمرتُ وأنا أول المؤمنين… وناداني ربّي من السماء وقال: اصْنَع الفُلكَ بأعُيننا ووحينا، وقُمْ وأَنْذِرْ فإنَّك من المأمورين، لتُنذِرَ قوماً ما أُنذِرَ آباؤهم، ولتستبين سبل المجرمين.. قل أتعجبون من فعل الله… يرفع من يشاء ويضعُ من يشاء ويُعزُّ من يشاء ويُذلُّ من يشاء ويجتبي إليه من يشاء. ولا يُسألُ عمّا يفعل وهم من المسؤولين…

هذا ما ألهمني ربّي في وقتي هذا ومن قبل. يُنعم على من يشاء وهو خير المنعمين)) (التبليغ ص 366 إلى 375، الخزائن الروحانية، ج 5)

  لقد كان سيدنا أحمد عليه السلام يُحبُّ العرب، وقد مدحهم في مقاماتٍ عديدة من كتبه. من ذلك ما قاله في ((حمامة البُشرى)):

((إنّي معكم، يا نُجباء العرب بالقلب والروح، وإن ربي قد بشّرني في العرب، وألهَمَني أن أُموِّنَهم وأُرِيَهم طريقَهم وأُصلِح لهم شؤونهم، وستجدونني في هذا الأمر إن شاء الله من الفائزين.

أيها الأعزة، إن الله تبارك وتعالى قد تجلّى عليَّ لتأييد الإسلام وتجديده بأخصِّ التجليات، ومَنَحَ عليَّ وابلَ البركات، وأنعم عليَّ بأنواع الإنعامات. وبشّرني في وقتِ عبوسٍ للإسلام وعيشِ بؤسٍ لأمة خير الأنام، بالتفضُّلات والفتوحات والتأييدات؛ فصبَوتُ إلى إشراككم، يا معشرَ العرب، في هذه النِّعم، وكنت لهذا اليوم من المتشوقين. فهل ترغبون أن تَلحقوا بي لله رب العالمين.

وإنَّ بعض علماء هذه الديار لم يزالوا يبتغون بي الغوائل ويُريدون بي السوء، ويتربَّصون عليَّ الدوائر، ويطلبون لي العثرات، ويكتبون فتاوى التكفيرات. وكنت أقول في نفسي: اللهم فاطر السماوات والأرض وعالِمَ الغيبِ والشهادة، أنت تحكم بين عِبادك فيما كانوا فيه يختلفون. فألهمني ربّي مُبشِّراً من عنده وقال: إنَّك من المنصورين. وقال: يا أحمد بارك الله فيك، ما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى. لتُنذر قوماً ما أُنذِر آباؤهم، ولتستبينَ سبيلَ المجرمين، وقال: قُلْ إنْ افتريتُه فعليَّ إجرامي. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كلّه. لا مُبدِّل لكلمات الله. وإنّا كفيناك المستهزئين.. ويُخوِّفونك من دونه. إنَّك بأعيُننا. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) (حمامة البُشرى، ص 7 و8، الخزائن الروحانية ج 7).

  ويقول في كتاب ((التبليغ)):

((وقد أنبأني ربّي انني كسفينة نوح للخلق، فمن أتاني ودخل في البيعة فقد نجا من الضيعة، فطوبى لقوم هم ينجون. وما آمُر الناس إلا بالقرآن وإلى القرآن وإلى طاعة الربّ الذي إليه يُرجعون..

أيها الأخوة من العرب من مصر وبلاد الشام وغيرها إني لما رأيتُ أنَّ هذه النِّعمة نعمةً عظيمة ومائدةً نازلةً من السماء وآيةًكريمة من الله ذي العطاء فلم تَطِبْ نفسي إلا أن أُشارككم فيها. ورأيتُ التبليغ حقاً وواجباً ودَيْناً لازماً لا يسقط بدون الأداء. فها أنا قد قلت لكم ما تبدَّى لي من ربي، وأنتظر كيف تُجيبون. ووالله، إنّي مأمورٌ من الله الذي أرسل نبيّنا وسيدنا محمداً المصطفى لهداية كافة الناس. وأعلم من الله أنّه لا يُضيعني. وقد خلع عليَّ من حُلل الولاية وسقاني من كأسها، وأعطاني ما يُعطَى المقرَّبون..))(التبليغ ص 482 إلى 492).

((ومن آيات صدقي أنّه تعالى وفَّقني باتباع رسوله والاقتداء بنبيّه . فما رأيت أمراً من آثار النبي إلا قَفوته ولا جبلاً من جبال المشكلات إلا علوته، وألحقني ربي بالذين هم يُنعمَون.

ومن آيات صدقي أنّه أظهرني على كثير من أمور الغيب وهو لا يُظهر على غيبه أحداً إلا الذين هم يُرسَلون.

ومن آيات صدقي أنّه يُجيب دعواتي، ويتولّى حاجاتي، ويُبارك في أفعالي وكلماتي، ويُوالي من والاني، ويُعادي من عاداني ويُنبّئني مما يكتمون، وأنّه سمع كثيراً من بُكائي، ورفعني إذا خررتُ أمامه، وأجاب أدعيةً لا أستطيع إحصاءها وأحسن مثواي. ومَنَّ عليَّ بآلاءٍ ليست لي ألفاظٌ لبيانها. وأتمَّ عليَّ رحمةً في الدنيا والآخرة. وجعلني من الذين يُنصَرون. وخاطبني وقال: يا أحمدي، أنت مُرادي ومعي. أنتَ مني بمنزلة توحيدي وتفريدي. فحانَ أن تُعانَ وتُعرَف بين الناس. أنتَ مني بمنزلةٍ لا يعلمها الخلق. فكلَّمني بكلماتٍ لو كانت لي الدنيا كلها ما أسرَّني كما أسرَّتني هذه الكلمات المحبوبة. فروحي فداءُ سبيله. هو ولييِّ في الدنيا والآخرة…

ومن آيات صدقي أنّه أعطاني علم القرآن وأخبرني من دقائق الفُرقان الذي لا يمسَّه إلا المطهَّرون.

ومن آيات صدقي أنَّه أدَّبني، فأحسن تأديبي وجعل مشربي الصبر والرضى والموافقة لربّي والاتباع لرسولي. وأودعَ في فطرتي رموز العرفان، وجعلني عارفاً لصالح الأمور ومفاسدها، وأدخلني في الذين هم منفردون)) (التبليغ ص 483 إلى 485).

المصادر

* وثائق لدراسة البابية والبهائيّة للبروفسور دون أدوارد براون كامبردج 1890 (بالإنجليزية).

* مجلة (نقد الأديان) قاديان الهند، وربوة باكستان، منذ عام 1953.

* مقالات عن البهائية للأستاذ أبو العطاء الجالندهري، ربوة، باكستان 1955.

* البابية والبهائية ل، أ قاديان نيار، ربوة باكستان 1960 (بالإنجليزية).

* البهائية للمهندس أحمد الجبالي (الإسكندرية 1985).

* مجلة البشرى الكبابير حيفا منذ سنة 1932.

* مجلة رابطة العالَم الإسلامي مكة المكرمة سنة 1974.

* مجلة اللواء الإسلامي، القاهرة سنة 1986.

* جريدة ((القدس)) بيت المقدس سنة 1974 1979.

* جريدة ((المسلمون))، لندن سنة 1986.

* خطاب لإمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا طاهر أحمد لندن 13، 6، 1986.

* بالإضافة إلى كتب وصُحف وجرائد مختلفة ذُكرت في صُلب المقال.

Share via
تابعونا على الفايس بوك