الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

ورد في الحديث ما معناه أنَّ أحد الصحابة جاء النبي وقال: ((يا رسول الله، هلكت. فقال: كيف؟ قال: يا رسول الله عندما أكون في مجلسكم أجدُ نفسي تطير مع الملائكة في أجواء السماء، ولكني عندما أذهب من عندكم تشغلني شؤون الدنيا، وتذهب عني كل هذه الكيفيات الروحانية، ويُؤنِّبني ضميري: أنتَ منافق، أنت منافق. فقال رسول الله : كلا، بل إنَّ هذا الشعور هو الإيمان.

إنَّ هذا الحديث النبوي، إلى جانب تأكيده على عظمة وروعة إيمان الصحابة رضوان الله عليهم، يُنبِّهنا إلى أمرٍ خطير.. ألا وهو أنَّ الإنسان إذا ابتعد عن أهل الله تعالى، فإنَّ قلبه يُصاب بالصدأ، وهذا الصدأ لا يزول حتى يتكرّر لقاؤه واحتكاكه بأهل الله.

ولما كان سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام رجلاً عارفاً بالله وبسُننه لم تَفُتْه أهمية صحبة الصالحين. إنّه بدأ بأخذ البيعة بأمرٍ من الله تعالى في مارس 1889م لإعلاء وتجديد الإسلام في نفوس المبايعين وغيرهم بتضحية النفس والنفيس. ثم لما رأى أنَّ معظمهم يسكنون في أماكن نائية ولا يحضرون إلى قاديان للتمتُّع بلقائه والاستفادة من فيوضه قرَّر أنّه لا بد أن يأتي أتباعه إليه في قاديان لتتسرَّى فيهم أشعّاته الروحانية وفيوضه السماوية النازلة عليه. فنشر إعلاناً بأنه يجب عليهم الاجتماع عنده مرةً في السنة ليتعارفوا ويستفيدوا من أنفاسه المباركة وخطبات علماء الجماعة، حتى يزول عن القلوب الصدأ المتراكم فتنتعش بالروحانية من جديد. وهكذا عُقد أول اجتماع مركزي سنوي للجماعة سنة 1891م، حضره 75 شخصاً. ثم لم يزل الاجتماع يعقد سنوياً باستثناء بعض الأعوام، وما انفك العدد في ازدياد حتى بلغ في اجتماع عام 1983م المنعقدة في ربوة، باكستان، حوالي 300 ألف شخص. ولكن للأسف الشديد فرض الرئيسي العسكري الباكستاني الراحل ضياء الحق الحظر على هذا الاجتماع ولا يزال هذا الحظر سارياً. ولكن هذا الاجتماع ما برح يُعقد في قاديان الهند باستمرار، وفي هذا العام في 26، 27 و28 من ديسمبر سيُعقد الاجتماع المركزي الـ 100 في قاديان، ندعوا الله تعالى ليباركه ويجعله فاتحة خيرٍ للإسلام وللإنسانية. [التحرير]

Share via
تابعونا على الفايس بوك