كلام الإمام

كلا(1)

((إنَّ فردوسنا إلهُنا.. وإن أعظم ملذاتنا في ربنا، لأننا رأيناه ووجَدْنا فيه الحُسنَ كله. هذا الكنـز لجديرٌ بالاقتناء ولو افتدى الإنسانُ به حياتَه، وهذه الجوهرة حَرِيَّةٌ بالشِراء ولو ضحّى الإنسان في طلبها كلَّ وجوده. أيها المحرومون.. هلُمّوا سِراعًا إلى هذا الينبوع ليروي عطشكم. إنه ينبوع الحياة الذي يُنقذكم. ماذا أفعل وكيف أُقِرُّ هذه البشارة في القلوب؟ بأيِّ دفٍّ أُنادي في الأسواق.. بأنَّ هذا هو إلهكم حتى يسمع الناس؟ وبأيِّ دواء أعالج حتى تنفتح للسمع آذان الناس؟

إن كنتم لله فتيقّنوا أن الله لكم)). (الخزائن الروحانية،ج 19،  سفينة نوح، ص 21-22)

(2)

((ذلك النور الإلهي الذي وُهب لإنسان.. أعني الإنسان الكامل، لم يكن ذلك النور لا في الملائكة.. ولا في النجوم.. ولا في القمر.. ولا في الشمس؛ ولم يكن في بحار الأرض.. ولا في أنهارِها، ولا في اللَّعْلِ.. ولا في الياقوتِ.. ولا في الزمرّدِ.. ولا في الماسِ.. ولا في اللؤلؤِ.. وبالاختصار.. لم يكن ذلك النور في أي شيء من الأرض أو السماء، وإنما كان في إنسان كامل.. ذلك الإنسان الذي كان أتمَّ وأكملَ وأعلى وأرفعَ فردٍ من بني الإنسان.. سيدنا ومولانا سيد الأنبياء.. سيد الأحياء.. محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم..

(الخزائن الروحانية، ج 5،مِرآةُ كمالاتِ الإسلامص 160، 161)

(3)

((إنَّ ذلك الحادث العجيب الذي جرى في برية العرب.. حيث بُعث مئاتُ الألوفِ من الموتى في أيامٍ معدودات.. وتحلى بالصبغة الإلهية أولئك الذين فسدت أخلاقهم على مرّ الأجيال، وأصبح العُمي يبصرون، والبُكْم بالمعارف الإلهية ينطقون.. وحدث انقلاب في العالم لم تره عين، ولم تسمع به أذن قط.. هل تعرفون كيف حدث ذلك؟ إن تلك الدعوات التي دعا بها في جوف ليالٍ حالكة.. عبدٌ متفانٍ في الله.. هي التي أحدثت ضجة في الدنيا، وأظهرت العجائب التي يبدو صدورها مستحيلا على يد ذلك الأمي الضعيف الحيلة.

اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه وآله.. بعدد همّه وغمّه وحزنه لهذه الأمة، وأَنْزِلْ عليه أنوارَ رحمتك إلى الأبد)). (الخزائن الروحانية، ج 6،  بركات الدعاء ص 10و11).

(4)

((اليوم، لا رسولَ ولا شفيعَ لبني آدم كلهم إلا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم.. عليكم أن تسعَوا جاهدين أن تُقيموا رابطة حبٍّ صادق بهذا النبي ذي الجاه والجلال، ولا تفضِّلوا عليه غيرَه بشكل.. لكي تُكتبوا في السماء من الناجين. وتَذكَّروا أن النجاة ليست شيئا يظهر بعد الموت.. وإنما النجاة الحقيقية هي تلك التي تكشف نورَها في هذه الدنيا. من هو الناجي؟ هو ذاك الذي يوقن بأن الله حق، وأَن محمّدا هو الشفيعُ بينه عزّ وجل وبين خلقه، وبأنه لا رسول بمنزلته، ولاكتاب بمرتبة القرآن تحت السماء. لم يُرِد الله لأحد أن يحيا حياةً أبدية..بيدَ أنَّ هذا الرسول حيٌّ إلى الأبد)).

(الخزائن الروحانية ج 19، سفينة نوح، ص 13، 14).

(5)

((الدنيا لا يمكن أن تقبلني لأني لست منها. ولكن الذين وُهبتْ فطرتهم نصيباً من ذلك العاَلم هم يقبلونني، وسوف يقبلونني، أما الذي يتركني فإنما يترك من بعثني، والذي يُقبلُ عليَّ فإنّما يُقبل على من جئت من عنده. إنَّ في يدي سراجاً من يأتيني فلا بدَّ أن ينال نصيباً من هذا النور، ولكن الذي يفرُّ عني من جراء الشكِّ وسوء الظن فسوف يُلَقى في الظلمات. أنا الحصنُ الحصين لهذا العصر.. من تحصَّن بي فقد وقى نفسه من السارقين وُقطَّاع الطريق والوحوش)).

(الخزائن الروحانية، ج 3، فتح الإسلام، ص 34).

(6)

((قَرُبَ أن أُحقِّق فتحاً عظيماً.. لأنَّ لساناً آخر يتكلم مؤيّداً لساني ويداً أخرى تساند يدي.. لا تراها الدنيا، ولكني أراها. إنَّ روحاً تنطق من داخلي، وتنفخ الحياة في كل كلمة وحرف تخرج من فمي. هناك ثورانٌ في السماء.. بعثَ هذه الحفنةَ من التراب وحرَّكها كما تُحرَّك الدمية.. سيُدرك كل من لم يُغلَق في وجهه باب التوبة أني لستُ من عند نفسي. هل تبصر تلك العيون التي لا تستطيع تمييز الصادق؟ وهل يُعتبر حيّاً من لا يُحسُّ بهذا الصوت السماوي؟!)).

(الخزائن الروحانية، ج 3، إزالة أوهام ص 403)

Share via
تابعونا على الفايس بوك