استغاثة اللاهفين

استغاثة اللاهفين

محمد إسحاق صوفي

فدتك، يا رسول َ الله، نفسي

وروحي، يا أمامَ المرسلينا

.

وجودِك نافعٌ لا شك فيه

لأنك قدوة للسالكينا

.

دعوتَ إلى الهدى ولبثتَ دوما

منارَ النور للمسترشدينا

.

رأيت الشرك والكذْبَ عيانا

فصرتَ منبِّها للغافلينا

.

فأما الخاشعون الضارعون

فجاءوا للهداية طالبينا

.

وأما الكافرون القاسطون

فصاروا للهداية كارهينا

.

كذا كانت حياتك طولَ دهرٍ

بقيتَ مبشرا للطائعينا

.

وأما بعد موتك قد تركت

كتابًا كاملاً للمؤمنينا

.

قُرآنًا غير ذي عِوَج تركت

بلا ريبٍ هُدى للمتقينا

.

فما للمسلمين قَد استُهينوا

وصاروا لغيرهم مستعبَدينا

.

وما للمسلمين عموا وصمّوا

وباتوا في الضلالة تائهينا

.

فمهلاً يا أخا الإسلام، مهلا

وأنظرنا نُخبرك اليقينا

.

لماذا المسلمون بقوا وباتوا

لأعداء الشريعة خاضعينا

.

فهلاَّ المسلمون بقوا دوامًا

لأحكام الشريعة ماسكينا

.

فلو تبعوا الشريعة واستقاموا

لما عاشوا حياة الفاسقينا

.

ولكن النفوس طغت وجارت

فصاروا للشريعة تاركينا

.

وعاشوا عيشة لا خير فيها

وصار الأغلبية مجرمينا

.

فَلمَّا زادت الآثام قلنا

أغِثْنا يا شفيعَ المذنبينا

.

فإنا جئنا بابك لاهفينا

وجئنا بالشفاعة موقنينا

.

فبالله عليكا لا تُخيِّب

فقد قمنا أمامك نادمينا

.

وخوِّلنا حياة غير هذي

فمنها قد مللنا أجمعينا

.

وبُثَّ فينا من رُوح ورَوح

نَعِشْ من بعدها كالمكرمينا

.

فإنا تُبنَا من عيش رديء

وعُدْنا إليك، كهفَ العالمينا

Share via
تابعونا على الفايس بوك