معجزة دعاء سيدنا المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

معجزة دعاء سيدنا المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

معجزة عظمى

السلاح الوحيد .. السلاح الصارم الذي استعمله الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم رضي الله تعالى عنهم، وانتصروا على المعاندين قاطبة انتصارا باهرا .. نعم ذلك السلاح هو سلاح الدعاء والابتهال أمام الله القادر على كل شيء ظهر الأنبياء عليهم السلام بغير الأسلحة الدنيوية من مسدسات وبنادق .. وبين أقوام ظالمين وأولي الأيدي والأبصار، ولكن الغريب جدا أن سيوف الأعداء كلّت وانثلمت، وأسلحتهم انكسرت وانثلت، ولم تفدهم السهام ولا السنان، وراحت مكائدهم أدراج الرياح، وذهبت جنودهم ضحية العذاب من السماء. وإن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

والسر في هذا الانقلاب العظيم هو أن الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم تحصنوا بحصن حصين، ألا وهو حصن الله تعالى، كالرضيع الضعيف في حضن أمه الرؤوم المستعدة لتضحية كل ما لديها في سبيل قرة عينه، وتسلحوا بسلاح البكاء في حضرة الله العليا مثل الرضيع الباكي جوعا، فينزل الحليب من ثدي أمه لإروائه كذلك الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم رضي الله عنهم، يتسلحون عند مظالم الكفار عليهم (بسهام الليالي) ويرمون بها في نحور أعدائهم، فيبيدونهم إبادة ويعدمونهم إعداما.

كم وكم اخترع الكفار المظالم الشنعاء لمحو المسلمين الأوائل من الأرض في حياتهم المكية وبالحروب المتوالية الطاحنة في حياتهم المدنية، ولكن الأدعية النبوية (سهام الليالي) هي التي ساعدت المؤمنين، وسرعان ما انقلب الحال إلى حال، وانتصر المسلمون على أعدائهم انتصارا كاملا، وانكسرت شوكة الكفار نهائيا.

ولكن الإنسان من طبيعته أن ينسى الحوادث مهما كانت عظيمة، أو يتناسى على الأقل بمرور الزمان، ولذلك نرى الفلاسفة اليوم ينكرون الدعاء بتاتا، ويعدونه لغوا، بل كثير من المسلمين لا يعتقدون بالدعاء ويسخرون منه، وهكذا يحقّرون ذلك السلاح المجرب الذي به وحده انقلب العالم رأسًا على عقب، لا مرة ولا مرتين، بل في كل مكان وفي كل زمان.

وعندما اشتدت هذه البلية في هذا الزمن وأُهمل قول القرآن الكريم:

قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ،

اقتضت غيرة الله أن تظهر عجائب الدعاء، عجائب خارقة للعادة ومحيرة للعقول، فأرسل أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود في قاديان، بنجاب، الهند، فأعلن في كتابه (ضرورة الإمام) صفحة 26، ما تعريبه:

“أُعطيت معجزة كثرة الاستجابة لدعائي، وما من أحد يستطيع أن يجاريني فيها. وأقسم بالله أن دعواتي وقد قاربت الثلاثين ألف، قد استجيبت، وعندي ثبوتها”.

وكتب أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود في كتبه بعض المعجزات. وها نحن نذكر واحدة ً منها فيما يلي:

“كان صبي من حيدر آباد دكن اسمه عبد الكريم، هجر وطنه لتحصيل العلوم إلى قاديان، حيث دخل في المدرسة الأحمدية، وبقى يتعلم ما شاء أن يتعلم. وفي ذات يوم عضه الكلب الكَلِبُ. وعلى أثر الحادثة أخذوه ولاة الأمر إلى مستشفى (كسولي) الواقع فوق جبل حيث الطقس جيد والتداوي متيسر. فشُفي بعد جهد جهيد، وأخذ الشهادة من مدير المستشفى بأنه قد طاب من المرض بكل معنى الكلمة. فرجع إلى قاديان، ولكنه بعد أيام شعر أنه مريض، وفعلا ً ظهرت آثار العلة وعلم الناس أن المرض قد عاد مرة أخرى. ولما أشرف الولد على الهلاك أبرق ولاة الأمر إلى مدير المستشفى في بلدة (كسولي) يخبرونه عن الواقع، ويطلبون منه أن يهديهم إلى دواء مجرب يشفي المريض، ولكنه عوضا أن يصف لهم علاجا أرسل البرقية التالية:

Sorry, nothing can be done for Abdul – Karim

وتعريبه: واحسرتنا، ليس في الإمكان من شيء يفيد عبد الكريم.

ولما بلغ أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود الخبر عن حالة المريض المزعجة ويأس الأطباء عن صحته قال : لا تيأسوا من رحمة الله، واتركوا الأدوية والاتكال عليها جانبًا، وعليكم بالدواء الوحيد الذي يشفي كل مريض شفاءً لا يغادر سقما، ألا وهو الدعاء. وقد ألقى الله في روعي أن ادعوا لعبد الكريم، والله يشفيه شفاء كاملا، وفيه دليل على صدقي ومعجزة عظمى لأولي الألباب.

فدعا أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود للولد. فأجاب الله دعاءه حتى شفي الولد، وعاش طويلا واشتغل بالتجارة في بلاده وتزوج ووُلد له، ومات هرما بعد أن ترك وراءه من يرثه. وإن في ذلك لآية للمتفكرين. (من حمامة البشرى)

Share via
تابعونا على الفايس بوك