الإفتتاحية

الإفتتاحية

التحرير

وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

أحبائي قراء “التقوى” الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بفضل الله تعالى وعونه نقدم بين أيديكم اليوم أول عدد من مجلتنا “التقوى” سائلينه جل شأنه أن يبارك في هذه الخطوة ويوفقنا من خلالها لخدمة الإسلام وفق الدعوة الأحمدية التي أقامها الله لهذا الغرض في هذا الزمان على يد المسيح الموعود والمهدي المعهود حضرة مرزا غلام أحمد ، ونحن اليوم في عهد خليفته الرابع حضرة مرزا طاهر أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز.

ولا شك أن ظهور مجلة إسلامية شهرية بين مئات بل ألوف المجلات الإسلامية الصادرة بالعربية اليوم ليس حدثا هاما فيما يبدو ولكن طالما جاءت الأمور الضئيلة الشأن في الظاهر بنتائج مدهشة ومحيِّرة فيما بعد. ولنا أمل كبير بل يقين تام في أن “التقوى” ستلعب دورا بارزا في إقامة التقوى الحقيقية في العالم.

لقد حرصنا على اختيار “التقوى” اسما لمجلتنا إحياءً لهذا الجوهر الذي اختفى وللأسف الشديد عن أعين كثير من الخلق، فباتوا لا يعرفون إليه سبيلا، وسنبذل إنشاء الله جُلَّ اهتمامنا إلى هذا الموضوع القيم..

لقد وصف الله التقوى في كتابه العزيز كذلك، بالزاد الذي لا زاد خير منه، قال تعالى وهو أصدق القائلين

وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ

والتقوى في لسان العرب، مخافة الله والعمل بطاعته. ولقد حثنا القرآن الكريم على التقوى مرارا وتكرارا، والسر في هذا الحث هو أن التقوى تهب الإنسان قوة تقيه من كل شر وقوة تحثه على السعي وراء كل خير. وقد أمر الله تعالى جميع الناس على اختلاف مذاهبهم بالتقوى حيث قال:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ (النساء: 2)

وقال رسول الله :

“اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ” (سنن الترمذي، كتاب الجمعة عن رسول الله)

وقدم رسول  الله التقوى في هذا الحديث على الصلاة والصوم والزكاة، مشيرا إلى أن التقوى أصل كل خير. وقال أيضا:

“أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى”

صدق رسول الله. وهناك الكثير من الآيات والأحاديث المتعلقة بالتقوى وجميعها توضح أن التقوى لب الإسلام.

وقد قال المسيح الموعود في إحدى قصائده ما تعريبه:

“إن جوهر كل خير هو التقوى، فإذا بقي هذا الجوهر بقي كل شيء”.

فهلموا معنا أيها القراء الكرام للامتثال بقوله تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ولنبتهل إلى الله القدير بالدعاء الذي علمنا إياه المصطفى قائلين: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”. والله نسأل أن يعيننا بعونه ويرعانا برعايته ويشملنا بفضله وإحسانه. إنه سميع مجيب.

(رئيس التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك