قصيدة في مدح خاتم النبيين صلى الله عليه وسلـم

يـا عينَ فيضِ الله والعـرفانِ

يا بحرَ فضـلِ المـنعِم المـنّانِ

يا شمسَ مُلكِ الحـسن والإحسانِ

قومٌ رأَوك وأمّـةٌ قـد أُخبرتْ

يـبكُون من ذِكر الجمال صبابةً

يا من غـدا في نـوره وضِيائهِ

يا بـدرَنا يـا آيةَ الرحمنِ

إنـي أرَى في وجهكَ الْمتهلِّلِ

أُرسلتَ من رَبٍّ  كريم محسِـنٍ

يا لَلفـتى ما حسـنُه وجمالُـهُ

وجهُ المهَيمِنِ ظاهرٌ في وجهـهِ

فلِذا يُحَبُّ ويستحِقُّ جمالُــهُ

سُجُحٌ كريم باذِلٌ خِلُّ الـتُّـقى

فـاق الـورَى بكمالِه وجمالهِ

لا شكّ  أنّ محمّدًا خيرُ الـوَرى

تـمّتْ عليه صفاتُ كلِّ مَـزِيّةٍ

واللهِ إن محـمـدًا كـرَدافـةٍ

هو فخرُ كلِّ مطهَّرٍ ومـقـدَّسٍ

هو خيرُ كلِّ مقـرَّبٍ متقـدِّمٍ

والـطَّلُّ قد يبدو أَمامَ الـوابِلِ

بطلٌ وحيدٌ لا تَطيشُ سِهامُــهُ

إني لقد أُحيِيتُ مِـن إحـيائه

يا رَبِّ صَلِّ على نبـيّك دائـمًا

يا سيِّدي قد جئتُ بابَك لاهِفًا

يَفرِي سهامُك قلبَ كلِّ محاربٍ

للهِ  دَرُّك يا إمـامَ العـالَـمِ

اُنظُرْ إليَّ برحمـةٍ وتحــنُّـنٍ

يا حِبِّ إنك قد دخَلتَ محبّـةً

مِن ذِكرِ وجهِك يا حديقةَ بَهجتي

جسمي يطيرُ إليك مِن شوقٍ عَلا

…………………………………………

يَسعَى إليكَ الخَلقُ كالظَّمآنِ

تَهوِي إليك الزُّمْـرُ بالكِيزانِ

نـوَّرتَ وجهَ البَرِّ والعُمْرانِ

مِن ذلك البدرِ الذي أصباني

وتألّمًا من لوعـة الهِـجرانِ

كالنّـيّـرَين ونـوَّر المــَلَوانِ

أَهدَى الهُداةِ وأشجَعَ الشُّجعانِ

شأنًا يفوقُ شمائـلَ الإنسانِ

في الفتنة الصَّمّاءِ والطُّغيـانِ

رَيّاه يُصبِي القـلبَ كالرَّيحانِ

وشـؤونُه لـمَعتْ بهذا الشّانِ

شَغَفًا به من زمرةِ الأخـدانِ

خِرْقٌ  وفاقَ طوائفَ الفتيـانِ

وجلالِه وجَنانِـه الرَّيّــانِ

الكرامِ ونخبةُ الأعيـانِ

خُـتِمتْ به نَعْماءُ كلِّ زمانِ

وبهِ الوصولُ بِسُدّة السّلطانِ

وبه يُباهي العسكرُ الرّوحاني

والفضلُ بالخيرات لا بزمانِ

فالطَّلُّ طَلٌّ ليـس كالـتَّهْتانِ

ذو مصمِياتٍ مُوبِقُ الشّيطانِ

واهًا لإعجازٍ فما أَحْـياني!

في هذه الـدنيا وبعثٍ ثـانِ

والقومُ بالإِكفـارِ قد آذاني

ويشُـجُّ عَزْمُكَ هامةَ الثّعبانِ

أنت السَّبوقُ وسيّدُ الشّجعانِ

يا سيّدي أنا أحقَـرُ الغلمانِ

في مُهْجَتي ومَدارِكي وجَناني

لَمْ أَخْلُ في لحـظٍ  ولا في آنِ

يا ليتَ كانت قوّةُ الطَّـيَرانِ

Share via
تابعونا على الفايس بوك