لقاء على طريق الهداية

لقاء على طريق الهداية

 (هذه القصيدة التقت فيها أفكار السيد مصطفى حلمي ثابت ونظم السيد محمود أحمد عودة في لقاء تم عام 1978 أثناء انعقاد المؤتمر العالمي لكسر الصليب في لندن برئاسة حضرة خليفة المسيح الثالث مرزا ناصر أحمد رحمه الله تعالى)

قبس بدا من جانب الرحمن

ها قد أتى المهدي يدعو للهدى

هو أحمد الموعود حكما عادلا

بشهادة المولى لآية صدقه

ليقيم فوق الأرض جنات بها

أفأنت للحق الصريح مكذب

شهد الزمان له فهل من عاقل

……………………………….

شهدت له شمس وقمر زمان

وينير سبل الحق للإنسان

يضع الحروب وناشرا لأمان

وسماؤه والأرض شاهدتان

نخل وأعناب ومن رمان

أو ما كفتك شهادة القرآن

لا يكتفي بشهادة  الزمان

(دلائل الزمان على تحقق أنباء آخر الزمان)

فولادة الأمة الذليل ربها

أما القلاص فقد تعطل وانطوى

جمعت وحوش الغاب وهي كواسر

أما النساء فقد خرجن عرايا

والصحف نشرت في المدائن والقرى

وكذا السما كشطت وزال غموضها

برق البصر وكذلك قد خسف القمر

والأرض فيها زلزلت وقبورها

وتخلت الأرض وألقت ما بها

أما الجبال فسيرت وتحولت

وكذا السماء تبدلت وبدت كما

أفبعد هذا تنكرن شمس الهدى

يا صاحبي لا تعرضن عن الهدى

وانظر لحال المسلمين وكيف قد

…………………………………….

وتطاول الإنسان في البنيان

وقد استعاضوا عنه بالطيران

وحشرن ضمن حدائق الحيوان

وتشبه الشبان بالنسوان

وبسرعة جاءت بكل بيان

وغدت فلا تخفى على الصبيان

وكسوف شمس تم في رمضان

قد بعثرت وبحورها قد فجرت بأوان

من ذهب أسود ومن مرجان

من قفرها للزهو والعمران

وكأنها ورد بلون دهان

هل تنكرن النور كالعميان

واخش عذاب الواحد الديان

حلت بهم آفات شر زمان

(حال المسلمين اليوم)

ركب الحضارة فاتهم وتخلفوا

ضاعت فلسطين ومعها قدسها

في عقر دارهم أقيمت دولة

وتفككت أوصال أكبر دولة

ذهبت مهابتهم أمام عدوهم

أعدادهم كثرت وقل فعالهم

أضحت معاركهم كلاما فارغا

وتشاغلوا بخلافهم عن خصمهم

واها لجبن بعد إقدام لهم

جهلوا عراقة مجدهم وحضارة

فقدوا مكانة عزة كانت لهم

وتفرقوا شيعا وأحزابا وقد

صاروا أسارى الجهل طوعا بعدما

أفنوا حياتهم لدنياهم وقد

رتعوا بمأكلها ومشربها كما

وشروا الضلالة بالهداية والتقى

وتنازعوا جهلا فذهبت ريحهم

وذوو العقول تبلدت أذهانهم

ضلوا سبيل الحق جهلا بالهدى

تركوا الصلاة وتابعوا شهواتهم

عم الفساد بكل أرض حيث قد

لا ينصتون لسماع ترتيل الكتاب

عميت بصائرهم فهم لم يبصروا

بل متعوا أبصارهم وقلوبهم

وقد استباحوا كل معصية بغت

الغش ديدنهم وكذب نطقهم

هجروا أصول الدين هجر تعمد

علماؤهم شر لما تحت السما

قبلوا بطيب العيش قصد تلذذ

تركوا الجهاد لنصرة الإسلام إذ

ولسانهم في منطق السب انبرى

خرجوا خروج السهم من قوس له

أفتوا بكفر المؤمنين وقتلهم

أهل الحديث بدا خلاف بينهم

خلعوا رداء الطهر أثواب التقى

نسيانهم لله أنفسهم نسوا

العين باكية على حالاتهم

…………………

تبعوا نقائص عابدي الصلبان

منهم وثاني مسجد الحرمان

سقت العروبة ذلة وهوان

للمسلمين بأرض باكستان

وتجردوا من جرأة الشجعان

للخير للإسلام للإيمان

وتخاصموا من أجل نشب فان

وتخلفوا في ساحة الميدان

من قبل كانوا خيرة الفرسان

كانت لهم في سالف الأزمان

بتباعد عن شرعة القرآن

باعوا الضمير وعزة الأوطان

كانوا منار العلم والعرفان

باعوا التراث بأبخس الأثمان

نهشت كلاب جيفة الحيوان

باءت تجارتهم إلى الخسران

وتشاجروا من أجل شيء فان

من بعد ساحتهم عن القرآن

واستبدلوها سبل الشيطان

وتباعدوا عن زمرة الرحمان

غزت الرذيلة أكثر البلدان

وإنما طربوا لصوت أغان

قمر الزمان يشع باللمعان

بمشاهد الإغراء في النسوان

فحش الغواني فيه والغلمان

وإذا أكالوا يخسروا الميزان

وترنحوا في الإثم كالسكران

باؤوا بنقمة خالق الأكوان

وبطونهم ملأوا بخبز فان

شغلوا بجمع الأصفر الرنان

باللعن والتكفير والخسران

من ساحة الإسلام والإيمان

حسدا لهم من نعمة المنان

أفتوا بكفر الشيعة في إيران

وتسربلوا بالرجس والأدران

وغرورهم أفضى إلى الطغيان

والقلب منهم فاض بالأحزان

(دعوة إلى قبول الحق)

يا صاحبي أدعوك من قلبي إلى

هو ذا (سفينة نوح) من يدخل بها

هذا هو المهدي حبيب المصطفى

وإلى عبادة خالقي يدعونني

يا صاحبي أقبل عليه مبايعا

……………………..

ركب النجاة من العذاب الداني

ينجو من الآفات والطوفان

أنعم به هاد لأهل زمان

ولأقتدي بشريعة الفرقان

وانصره بالتأييد كالشجعان

 

(ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا)

يا رب إني قد سمعت مناديا

آمنت يا ربي فثبتني على

يا رب إني قد تبعت محمدا

وأطعت أحمد خادما ومجددا

يا رب فاكتبني مع الشهداء

يا رب فاغفر لي ذنوبي كلها

وإذا تكاثرت الذنوب بغفلة

…………………

يدعو إلى الإسلام والإيمان

الإيمان واشملني بفيض حنان

خير الورى من جاء بالقرآن

في عصرنا للدين بعث ثان

والأبرار أهل الحسن والإحسان

وارحم بثقل الوزن في الميزان

أنت العفو ومنبع الغفران

Share via
تابعونا على الفايس بوك