ولنِعم المؤتمر

ولنِعم المؤتمر

التحرير

كل صيف جديد يشرق على أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية يحمل معه لقاء الأحبة.. لقاء المؤتمر العالمي السنوي الذي يمثل اجتماع أبناء الجماعة المخلصين الموزعين على الخارطة العالمية المختلطة الأجناس والانتماءات، وذلك في خيمة واحدة يكاد الجالس تحت ظلها يشهق من المفاجأة .. فكيف أمكن للأبيض والأسود والأحمر والأصفر أن يجتمعوا في خيمة واحدة تحت لواء هذه التظاهرة السلمية الكبيرة وحناجرهم تردد هتاف “الله أكبر” و”لا إله إلا الله محمد رسول الله”.. في حين لم تستطع القوى المادية لهذا العالم الكبير أن توحّد الناس.. بل على العكس فالهوة تزيد بينهم وتشتعل حروب ضرساء لا نهاية لها!!..

يجتمع هؤلاء الأحبة ويلقون خطبا تبرز مجد الدين الحنيف وجمال علومه. أليس هذا ما تحلم به تلك الصيحات التي تنادي بيقظة إسلامية شاملة تعم أرجاء العالم؟!

إن العالم الإسلامي يبحث حثيثا عن صحوة إسلامية تصبغ الكوكب الأرضي بصبغة الإسلام. فقط تأمّل فصول المؤتمر العالمي السنوي وستجد بشائر تلك الصحوة على ملامح وجهك.. ابتسامة مشرقة لن تغادرك بإذن الله.

عزيزي القارئ قد تستغرب إن قلنا لك إنه بإمكانك أن تتعايش مع هذه الحقيقة وتنعم برؤية هذا المشهد الفريد من نوعه وتستمتع بالبرامج المختلفة لهذه التظاهرة الكبيرة. فستجد المشتركين متحابين متكاتفين يغمرهم الحماس تارة فيرددون هتافات جذابة.. وقد يؤثر فيهم إرشاد وتذكير إمامهم الهُمام فيذرفون الدموع على أعتاب الله في خشوع محيّر.. يعقدون الندوات والمحاضرات ويستفيدون من تجارب بعضهم البعض، تلك التجارب الروحية التي تعمق الصلة بخالق العباد وتجذب المزيد من أصحاب القلوب الطاهرة إلى منبع الهدى.. دين خير خلق الله سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم. كثيرًا ما تُعقد المؤتمرات في أيامنا هذه ولكن نادرًا ما يكون الهدف مجردًا من المكاسب الدنيوية والبرتوكولات التقليدية التي تجامل إلى حد الملل.. لكننا في المؤتمر العالمي للجماعة الإسلامية الأحمدية نجد أنفسنا أمام تظاهرة عفوية تحمل خصائص مميزة تجعلها في صدارة التظاهرات الإسلامية العالمية، ومن أهم تلك الخصائص، مجلس الشورى العالمي.. حيث تجتمع الوفود المختلفة التي تمثل البلدان حيث تنتشر الجماعة والتي يزيد عددها عن 150 بلدًا، تجتمع تلك الوفود لتدارس المواضيع المختلفة التي تمس تطور البنية الروحية والمادية للجماعة ولتلافي الأخطاء واقتراح الحلول للمشاريع الجديدة.. ويسود تلك الاجتماعات جو ديمقراطي سلمي وخاصة بوجود صمام الأمان الذي يتمثل في شخص إمام الجماعة الحالي، الخليفة الرابع لحضرة الإمام المهدي الذي يحافظ على التوازن في أداء تلك الوفود ويقودها بفضل الله في تواضع وصبر إلى حافة الصواب بما وهبه الله من حكمة وفطنة ونور.

والحقيقة إن وجود شخص الخليفة يمثل خاصية تغيب عن كافة المؤتمرات الأخرى حيث يمثل نظام الخلافة الراشدة الركيزة الأساسية في تمتين أواصر القيادة الروحية المستمدة من التأييد الإلهي.

ومن الخصائص الفريدة أيضًا في هذا المؤتمر السنوي العالمي هو خاصية البيعة العالمية التي تكون مناسبة لقبول البيعات القادمة من بلدان مختلفة والتي تبلغ أحيانًا أرقامًا قياسية تصب كلها بين يدي الخليفة. والبيعة بحد ذاتها تمثل عاملاً هامًا يغيب عن أذهان المسلمين اليوم إذ ترمز إلى توحيد عقائد المؤمنين تحت قيادة روحية واحدة وخطة عمل موحدة فلذلك تُعد البنية القويمة لنشأة الأمة الإسلامية.

وهكذا تكون البيعة العالمية حدثًا فريدًا مميزًا يزرع الطمأنينة في النفس على مستقبل الإسلام في العالم. ولا شك أن المتابع لهذا الحدث على شاشات التلفاز عند نقلها المباشر عبر الأقمار الصناعية سيجد في نفسه ذلك الأثر الروحي وهو يرى تلك الصفوف طويلة من المبايعين يجلسون ويتصلون ببعضهم بعضًا عبر صفوف طويلة تنتهي جميعها على يد الخليفة الحالي وجميعهم يردد عبارات.

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

ربِّ إني ظلمت نفسي واعترفت بذنبي

فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

وبعد أن تنتهي كلمات البيعة.. يرفع الجميع أيديهم ويبدأ الدعاء.. تمر لحظات رهيبة.. ما تلبث أن تسمع أنات وزفرات التائبين وأخيرًا تسمع عويل الذين حركت قلوبهم مشاعر الرغبة في وصال رب العالمين.

عزيزي القارئ.. “التقوى” تدعوك أن تعيش لحظات المؤتمر السنوي العالمي للجماعة الإسلامية الأحمدية.. وإذا كان من الصعب أن تتواجد في إسلام آباد (تلفورد، بريطانيا) يمكنك أن تشاركنا في بثنا الحي والمباشر لجميع أنحاء العالم عبر قناة الفضائية الإسلامية الأحمدية.

إن العالم الإسلامي يبحث حثيثا عن صحوة إسلامية تصبغ الكوكب الأرضي بصبغة الإسلام. فقط تأمّل فصول المؤتمر العالمي السنوي وستجد بشائر تلك الصحوة على ملامح وجهك.. ابتسامة مشرقة لن تغادرك بإذن الله.

Share via
تابعونا على الفايس بوك