تحظى أفريقيا بصفة خاصة باهتمام كبير من الجماعة الإسلامية الأحمدية، ذلك لأنها القارة التي ركز (الدجّال) فيها جهوده لإدخال أهلها إلى عبادة الإنسان وتقديس الصليب. كما أنها القارة التي سُلبت خيراتها ونهبت ثرواتها عبر السنين، ولقي أهلها الظلم والهوان والإهمال. والحمد لله تكللت جهود الجماعة فيها بالنجاح بعد النجاح، وهناك الآن مراكز عديدة للتبشير الإسلامي ومراكز للعلاج، ومدارس للتعليم تقدم خدماتها للجميع دون استثناء.
وقد بادل الأفارقة الجماعة الإسلامية الأحمدية حبًّا بحب، وعرفوا لها صدق العمل، وشرف الهدف.. فأقبلوا على الأحمدية زرافات ووحدانا. وبرز فيهم العديد من أبناء أفريقيا، يسهمون في خدمة وطنهم عن طريق مؤسسات الأحمدية.
وقد قبل الأحمدية عدد كبير من الزعماء وقادة القوم. كما اعتنقها ملوك القبائل، وتحقق بهم وعد الله تعالى للمهدي والمسيح الموعود : “إن الملوك سوف يتبركون من ثيابك”.
الحاج ف.م. سنغاتة
ومن هؤلاء الزعماء حضرة الحاج ف.م. سنغانة، الحاكم العام لغامبيا. قبل الإسلام على يد الأستاذ شودري محمد شريف. وقد طلب من حضرة الخليفة الثالث شيئا من ملابس المهدي والمسيح . فأرسلها له. وهكذا تحقق إلهام المسيح والمهدي عليه السلام: “إن الملوك سوف يتبركون من ثيابك”. توفي سنة 1977، تغمده الله برحمته الواسعة.
الشيخ عمري عبيدي
من الزعماء الرواد الذين جاهدوا لتحرير وطنه تنزانيا. من مواليد منطقة جينجي، وكان اليد اليمنى للزعيم جوليوس نيريري رئيس تنزانيا الأسبق. كان نجما سياسيا لامعا في سماء أفريقيا، ذكيا مجتهدا، محبوبا لدى الجميع، معقدًا لآمالهم. وهو الذي وضع صياغة دستور تنزانيا، واشترك في وزارة حكومة نيريري. وشغل منصب قاضي القضاة.
هو أول من جاء من شرق أفريقيا إلى ربوة لدراسة الدين في كلية الدعاة (الجامعة الأحمدية)، وتخرج بدرجة (شاهد). مات في ظروف مشبوهة، ويظن بأن أعداءه دسوا له السم في 9/10/1964. رحمه الله رحمة واسعة، وعوض الجماعة الإسلامية الأحمدية عنه بالكثير من أمثاله.