الكوليسترول.. حديث طب أم شائعات؟

الكوليسترول.. حديث طب أم شائعات؟

نور البراقي

كاتبة
  • ما هو الكوليسترول باختصار؟
  • ما مصدر إنتاج الكوليسترول في الجسم؟
  • هل للكوليسترول من فوائد؟
  • ما حقيقة مسؤولية الكوليسترول عن أمراض القلب وسكتات الدماغ؟
  • الأسلوب الأمثل لضبط ارتفاع الكوليسترول في الجسم.

__

تنتشر كثير من المعلومات الخاطئة بين الناس فيحملون ما يسمعون وينشرونه دون إدراكٍ حقٍ لماهيته ثم تصبح تلك الأقاويل المنقولة وكأنها حديثُ طبٍّ أو طبيب!!كثيرًا ما نسمع أن الكوليسترول هو سبب الجلطات القلبية والسكتات الدماغية فما صحة هذه الأقوال؟فلنتعرف معًا على الكوليسترول وما دوره الحقيقي في الجسم وما هي المفاتيح الأربعة لضبط ارتفاعه؟

ما هو الكوليسترول؟

الكوليسترول مادة دهنية لا تذوب في الماء ضرورية لعمل الجسم بصورة سليمة، وهو موجود في الدماغ، والأعصاب والكبد والدم والعصارة الصفراوية وفي جميع خلايا الجسم. يصنع الجسم الكثير من الكوليسترول؛ نحو 3 غرامات يوميًّا، وهذا يساوي مقدار ما هو موجود في 14 بيضة أو في 453غ من الزبدة .

ما مصدر الكوليسترول في الجسم؟

يأتي الكوليسترول من طريقين رئيسين هما:المصدر الداخلي من الكبد الذي يعتبر المعمل الأساسي ويصنع نحو 80% من نسبة الكوليسترول الكلي.المصدر الخارجي هو الوارد الغذائي أي ما ندخله لجسمنا عن طريق الغذاء وتشكل هذه النسبة 20 % من إجمالي الكوليسترول الموجود في الجسم.

فوائد الكوليسترول في الجسم؟

1. يوفر الكوليسترول المادة الخام للأغشية الخلوية التي تسمح بدخول وخروج العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن والسكر وجزيئات أخرى.

2. يؤلف الكوليسترول نصف الخلية! فخلايا الجسم جميعها مصنوعة منه ويبلغ عدد الخلايا 100 تريليون خلية في الجسم، لهذا يحتاج الجسم لصنع هذه الكمية الكبيرة من الكوليسترول.

3. يتمتع الكوليسترول بخواص مضادة للأكسدة وخواص مضادة للالتهاب أيضًا.

4. يعد الكوليسترول لبِنة البناء الأساسية لفيتامين (د).

5. يسهم الكوليسترول في إنتاج العصارة الصفراوية-التي تساعد في تفكيك الدهون واستخراج الفيتامينات المنحلة فيها.

6. يؤلف الكوليسترول 20 % من الدماغ.

7. يدخل الكوليسترول في إنتاج هرمون التوتر –الكورتيزول- المهم للحياة.

8. يدخل الكوليسترول في إنتاج الهرمونات الجنسية كالتستوسترون والإستروجين والبروجستيرون.

هل الكوليسترول مسؤول عن أمراض القلب وسكتات الدماغ؟

يجب عدم تصور الكوليسترول بتلك الصورة السيئة! فما هو إلا عبد مأمور يذهب لمكان الإصابات لعلاجها فعند حدوث أي خدش أو ضرر في الطبقة الداخلية للوعاء الدموي (بسبب الالتهابات أو الميكروبات أو غيرها) يقوم الجسم بإرسال مواد عديدة ومن ضمنها الكوليسترول إلى تلك المنطقة للمعالجة وذلك بتشكيل ضماد معالج يسمى باللويحة…فالقصد من تلك العملية هو معالجة الضرر وليس الأذية. ولكن مع مرور الوقت وتراكم المواد، يثخن الجدار الداخلي للوعاء الدموي فتضيق القناة داخل الشريان، مما يقلل من تدفق الدم وهذا يقلل من كمية الأكسجين والمواد المغذية الأخرى التي تصل إلى الجسم.فبحسب مكان تكوّن تلك اللويحات يحدث الضرر ويختلف من شخص لآخر فيمكن أن تسبب أزمة قلبية أو سكتة دماغية أو ذبحة صدرية أو حتى فشل كلوي.بإلقاء نظرة على مكونات تلك اللويحة تكون المفاجأة العظيمة:

تشكل الألياف (الكولاجين) نسبة 68% من اللويحة، مع ذلك لا نحارب الكولاجين ولا ننعته بالسَّيِّيء! بل ونبتاعه لمعالجة شيخوختنا وتقصف شعرنا!

أما نسبة 16% من اللويحة فهي الدهون (ومنها الكوليسترول)، والأعظم أمراً أن نسبة 74% منها (أي من النسبة 16%) مكوّن من دهون غير مشبعة، أي ليست حتى كوليسترول! وما نقوم به نحن هو محاولة خفض نسبته في الجسم بتناول الدواء مباشرة.. بصفته « الكوليسترول السَّيِّيء!» دون النظر لنظام غذائنا أو أسلوب حياتنا أو حتى حالاتنا الوراثية.

إذن فالقول بأن الكوليسترول هو المسبب لانسداد الشرايين وغيرها .. ما هو إلا اتهام باطل!فهو ليس كوليسترولا سيئًا وإنما هو النوع الذي يتراءى في ساحة الجريمة!

لمَ يظهر في نتيجة التحليل ارتفاع في مؤشر LDL (النمط *B)؟

1. استهلاك السكر: إن السكريات تسبب الالتهابات وتدمر الخلايا لهذا يعاني مرضى السكري من تضرر الأعصاب والالتهابات ومشاكل الرؤية ومرض القلب التاجي. فالسكريات والكربوهيدرات المكررة (كالأرز المقشور والدقيق الأبيض والمعكرونة والمعجنات..) سيئة للغاية. ومن الجدير بالذكر أن من الأسباب الأولى لأذية جدران الشرايين الداخلية هو الإفراط في تناول السكر!

2. قصور الغدة الدرقية.

3. ارتفاع هرمون الكورتيزول الناتج عن التوتر.

4. استهلاك الزيوت النباتية (الصويا والذرة والكانولا..) فهي زيوت معدلة وراثيًّا ومليئة بأحماض الأوميغا -6 الدهنية والتي تعمل على زيادة الالتهابات في الجسم. وكذلك استهلاك الدهون المهدرجة كليًّا أو جزئيًّا.

5. انخفاض معدل فيتامين C.

6. ظاهرة الارتباط المباشر للسكر مع البروتين (ارتباط غير أنزيمي) ومن الأمثلة في غذائنا ما يحدث عند وضع صلصة الشواء (التي تحوي السكر) على اللحم وطهيها على درجة عالية من الحرارة؛ فالمادة المتكونة من ذلك مضرة وتسبب إنتاج النوع B من الكوليسترول. كذلك من الأمثلة .. البطاطا المقلية التي ترش بالسكر أولاً ثم تقلى جيدًا ( كالبطاطا الفرنسية ..) وأيضًا الكعك المحلّى المقلي (كالدوناتس).

7. العمليات الجراحية تحفز إنتاج الكوليسترول(نوع B) لأن وظيفته المعالجة ومحاولة المساعدة على الشفاء.

8. الدهون الحشوية تحفز إنتاج الكوليسترول(نوع B)

المفاتيح الأربعة لضبط ارتفاع الكوليسترول في الجسم

1. الالتزام بحمية غذائية صحية وذلك بخفض نسبة السكريات والكربوهيدرات المكررة والزيوت المهدرجة .. وخفض نسبة الدهون المشبعة بالإقلال من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المقلية ومنتجات الألبان عالية الدسم والإكثار من تناول الفواكه والخضار والأسماك وكذلك الحبوب الكاملة التي تحوي نسبة عالية من الألياف.

2. ممارسة رياضة خفيفة كالسباحة أو ركوب الدراجة أو حتى المشي يوميًّا.

3. إنقاص الوزن: إن انقاص 10 % من وزنك كافي لخفض خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول.

4. إذا كنت مدخنًا يجب التخلص من هذه العادة السيئة! فإذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول مع كونك مدخنًا سيرتفع خطر إصابتك بأمراض القلب والشرايين وغيرها.. مقارنة مع الشخص غير المدخن. هناك أشخاص يعانون من فرط كوليسترول الدم رغم التزامهم بنمط غذائي سليم إذ يكون سبب هذا الارتفاع حالة تسمى: “فرط كوليسترول الدم العائلي” وهي مرض وراثي. هؤلاء هم من يحتاجون لدواء خافض للكوليسترول.

تذكّر: إن إجراء تغييرات متواضعة الآن يمكن أن يساعد في منع حدوث تحديات طبية كبيرة لاحقًا. افعل كل ما بوسعك لتقليل خطر الإصابة بالعواقب الوخيمة للأزمات القلبية والسكتة الدماغية وغيرها.وخير ما نختتم به المقال قول الله تعالى:

كلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَْ (البقرة: 58)
تنويه: نؤكد على مشاورتك لطبيبك عند شروعك باتباع أي حميةٍ غذائية. قد لا تتوافق حالتك الصحية مع إحدى التوصيات السابقة.
Share via
تابعونا على الفايس بوك