ما هي إنفلونزا الخنازير؟

ما هي إنفلونزا الخنازير؟

إيهاب حمود

  • اجتياح انفلونزا الخنازير العالم عام 2009
  • جائحات الأنفلونزا تاريخياً
  • ماذا يقول العلماء عن انفلونزا الخنازبر
  • كيف يصاب المرء بانفلونزا الخنازير
  • الفئات الأكثر خطورة للإصابة بها

___

إنفلونزا الخنازير هي مرض تنفسي، تسببه سلالة من فيروس الإنفلونزا نمط (أ) ويسمى H1N1. الفيروس نفسه يسبب التفشيات الموسمية للإنفلونزا بين البشر بصورة منتظمة. ولكن هذه النسخة الأخيرة منه مختلفة فهي تحتوي مادة وراثية مختلفة.

ومع أن هذا الفيروس قد يكون آتيًا من الخنازير، إلا أنه أصبح الآن فيروسًا بشريًا تمامًا، ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر عبر السعال والعطاس بالطريقة نفسها التي تنتقل فيها فيروسات الإنفلونزا الموسمية.

لقد أخذت إنفلونزا الخنازير باجتياح العالم منذ أن ظهرت أولى الحالات في المكسيك في شهر آذار (مارس) 2009، لتشكل رسمياً الجائحة الأولى من الإنفلونزا منذ 40 سنة. ويخشى الخبراء أن يصاب بها ملايين الناس.

جائحات الإنفلونزا، تاريخيًا

إن جائحات الإنفلونزا حوادث نادرة لكنها متكررة. وخلال القرن الماضي كان هنالك ثلاث منها قضى فيها الملايين، وهي كالتالي بحسب الأعوام:

1918: جائحة الإنفلونزا الإسبانية؛ واعتبرت الوباء الأكئر فتكاً في العصور الحديثة، وقد أحدثها نمط من سلالة الإنفلونزا H1N1. وقُدر أن 40% من سكان العالم أصيبوا حينها، ومات فيها أكثر من خمسين مليون شخص، وكان صغار البالغين هم الأشد تأثرًا.

1957: الإنفلونزا الآسيوية؛ قتلت مليوني شخص، سببها شكل بشري من الفيروس H2N2، متحداً مع سلالة طافرة توجد في البط البري. قُلِّلَ تأثير تلك الجائحة بالتحرك السريع للسلطات الصحية التي حددت الفيروس وصنعت لقاحاً خلال فترة قصيرة. وكان كبار السن هم الأكثر إصابة.

1968: حدث تفشّي اكتشف أولاً في هونكونغ، وسببته سلالة تدعى H3N2 وقتلت نحو مليون شخص في العالم، وكان معظم من مات من كبار السن فوق عمر 65 سنة.

إن الأرقام السابقة تقزم حجم الوفيات الناجمة عن إنفلونزا الخنازير، فوفقاً لآخر تحديث لإحصاءات منظمة الصحة العالمية وحتى تاريخ 29 نوفمبر 2009، سُجّلت إصابات مؤكدة في أكثر من 207 بلداً أو مقاطعة، وقرابة 8768 حالة وفاة. علماً أن الإنفلونزا الموسمية التي تحدث بشكل منتظم تقتل سنوياً بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية ما بين ربع إلى نصف مليون شخص.

ماذا يقول العلماء عن فيروس إنفلونزا الخنازير؟

تشير التحليلات التي أجريت إلى الآن أننا نتعامل مع فيروس هيِّن ولا تقارن خطورته أبداً بفيروس H5N1 أي سلالة إنفلونزا الطيور التي أقلقت العلماء كثيراً خلال العقد الأخير. ويتوقع البعض أن فيروس H1N1 سيحتاج لحدوث طفرة أخرى حتى يتسبب في أعداد كبيرة من الوفيات. لكن في الوقت الحالي من المستحيل التنبؤ عن الكيفية التي سيتابع بها الفيروس سيره. أثار بعض العلماء مخاوف من ارتباط فيروس H1N1 الهيِّن نسبياً، بفيروس إنفلونزا الطيور H5N1  الأكثر خطورة، مولداً فيروساً خارقاً يملك القدرة على الانتشار بسهولة بين البشر مسبباً مرضاً شديداً. ولكن من غير المتوقع حدوث ذلك، أو على الأقل يبقى هذا الاحتمال ضعيفاً كما كان دائماً، ففيروس H5N1 ما زال موجوداً منذ عقد من الزمن ولم يحدث أي اتحاد مع فيروس الإنفلونزا الموسمية العادي.

فيروس H1N1

(الإنفلونزا الموسمية/ إنفلونزا الخنازير)

إن فيروسـات الإنفلـونزا A تصنف بحسب البروتينين الموجودين على السطح الخارجي للفيروس؛  H) Hemagglutinin) و N)Neuraminidase ).

إن سلالة إنفلونزا الخنازير هي فيروس H1N1، النمط نفسه المسبب للإنفلونزا الموسمية التي تنتقل عبر العالم سنوياً، وتقتل ما يقرب من 0.1%  من المصابين بها أو أكثر من ذلك عند حدوث وباء في بعض السنين، وتتميز بأنها:

* تنتقل بسهولة عبر العطاس والسعال.

* أعراضها أقل شدة، لكن يمكن أن تمُيت.

فيروس H5N1

(إنفلونزا الطيور)

* يمكن أن تحدث فيه طفرات بسرعة.

* يتسبب في مرض شديد ويمكن أن يحدث التهابًا رئويًا.

* ينتشر بسهولة بين الطيور أما انتقاله بين البشر فهو نادر.

كيف يُصاب المرء بفيروس إنفلونزا الخنازير؟

هذا الفيروس يسري بسهولة بين البشر على غرار فيروس الإنفلونزا الموسمية ويمكنه الانتقال من شخص إلى آخر بوساطة الرذاذ المتطاير الذي ينبعث من الشخص المصاب بالعدوى أثناء السعال أو العطاس، أو عن طريق الأيدي أو السطوح الملوّثة به.

أعراض إنفلونزا الخنازير

إن أعراض إنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا الموسمية الاعتيادية: حمى، سعال، ألم في الحلق، سيلان أنف وعطاس، صداع وآلام في الجسم وقشعريرة. بعض المصابين يحدث لديهم غثيان وقيء أو إسهال. إن الكثير من الذين يصابون بفيروس الإنفلونزا الموسمية لا تظهر عليهم أي أعراض، ويقول الخبراء أن هذا يمكن حدوثه في نصف الحالات، أما في إنفلونزا الخنازير فقد أشارت دراسة أن واحداً فقط من أصل 4 أطفال مصابين بالفيروس يبقى دون أعراض.

ما هي أخطار الإنفلونزا؟

إن المشكلة في إنفلونزا الخنازير هي أنه مع كون الإصابات خفيفة في معظمها، وأن نحو 98% يتعافون دون الحاجة لتلقي العلاج في المستشفى، إلا أن الأطباء وجدوا أنه من المتعسر جداً التنبؤ بمن ستحدث لديه اختلاطات وتسوء حالته، ولذا وصف الفيروس بأنه ذو وجهين. إن خُمس الأشخاص الذين ماتوا بسبب الفيروس كانوا أصحاء قبل إصابتهم وليس لديهم مشاكل صحية تُذكر. إلا أن هناك مجموعات محددة تعرف بأنها أكثر خطورة، فالنساء الحوامل يصل احتمال إصابتهن بمرض خطير إلى 3 أو 4 أضعاف، والأطفال الصغار أيضاً لديهم معدلات أعلى للقبول في المستشفيات وقد يُعزى ذلك جزئيا إلى إقدام الأطباء على قبولهـم بشكـل أسرع من غيرهـم.

الملامح السريرية للحالاتالخطيرة من إنفلونزا الخنازير

أكدت مذكرة صادرة عن منظمة الصحة العالمية عقب اجتماع عقد في واشنطن شارك فيه نحو 100 من الأطباء وخبراء الصحة العامة من أنحاء العالم في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2009، أنّ الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يتعرّضون للعدوى في جميع أنحاء العالم ما زالوا يُصابون بمرض شبيه بالإنفلونزا العادية وأن إصابتهم لا يرافقها مضاعفات، وأنّهم يُشفون منها تماماً في غضون أسبوع واحد، وهم لا يحتاجون إلى علاج طبي في أغلب الأحيان.

الحاجة إلى العناية المركّزة

يواجه معظم المصابين بالمرض أعراضاً خفيفة ويتماثلون للشفاء في بيوتهم. وتُعدّ الرعاية الداعمة في البيـت – أخذ قسـط من الراحة وشرب كميات كبيرة من السوائل واستخدام مسكّن للآلام- كافية كعلاج في معظم الحالات. (وينبغي للأطفال والشباب عدم استخدام المسكّنات التي تحتوي على الأسبرين لما قد يحدثه من اختلاطات، كـ “متلازمة راي” “Reye Syndrome”، إن استخدم بوجود فيروس الإنفلونزا).

إلا أن القلق بات ينصب حالياً على فئات محددة من المرضى سرعان ما يُصابون بالتهاب رئوي مترقٍّ “Progressive” شديد الخطورة. وغالباً ما يترافق الالتهاب الرئوي الشديد لدى هؤلاء المرضى بفشل الأعضاء الأخرى أو تفاقم الربو القصبي أو أمراض الطرق الهوائية المزمنة الموجودة لديهم.

وإنّ علاج هؤلاء المرضى صعب جداً ويتطلّب وسائل معقدة لا تتوفر غالباً إلا في وحدات العناية المركزة، ممّا سيزيد العبء على هذه الوحدات بشكل قد يفوق طاقة استيعابها.

ويعتبر الإلتهاب الرئوي بالفيروس أَشْيَع ما يُلاحظ في الحالات الوخيمة وهو أكبر مسبّبات الوفاة. ووجدت إصابات جرثومية ثانوية في30% من الحالات المميتة تقريباً. وقد كان الفشل التنفسي والصدمة المعندة أي التي لا تستجيب للعلاج فهي غير معكوسة “Irreversible shock” فهي أشيع أسباب الوفاة.

الفئات الأكثر خطورة

إن خطر الإصابة بحالات وخيمة أو مميتة يبلغ أعلى مستوياته لدى ثلاث فئات هي: الحوامل، لاسيما أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، والأطفال دون سن الثانية، والمصابون بأمراض رئوية مزمنة، بما في ذلك الربو. وقد تزيد الاضطرابات العصبية من مخاطر إصابة الأطفال بحالات وخيمة، كما لوحظت البدانة في عدد كبير من الحالات الشديدة، إلا أن كثيراً من الحالات الوخيمة أصابت شباباً كانوا في صحة جيدة قبل إصابتهم بالعدوى.

سبل الوقاية من انتشار العدوى

“حسب توصيات منظمة الصحة العالمية”:

ينبغي على الأصحاء اتخاذ التدابير التالية:

* الابتعاد عن أيّ شخص تبدو عليه أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مسافة لا تقلّ عن متر واحد.

* تجنّب لمس الفم والأنف.

* غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون أو تكرار تنظيفها بمحلول كحولي (خصوصاً بعد لمس الفم أو الأنف أو سطوح يُحتمل تلوّثها بالفيروس).

* تجنّب مخالطة الحالات المشتبه فيها عن كثب.

* الحد، قدر الإمكان، من الفترة التي تُقضى في الأماكن المزدحمة.

* تحسين تهوية المساكن بفتح النوافذ.

* اتباع الممارسات الصحية بما في ذلك قضاء فترة نوم كافية وتناول أطعمة مغذية والمحافظة على النشاط البدني.

أما من تظهر عليه أعراض المرض المذكورة سابقاً فينبغي عليه:

* أن يظل في البيت وألا يذهب إلى عمله أو إلى المدرسة أو الاختلاط بالجموع الغفيرة.

* أن يرتاح ويتناول الكثير من السوائل.

* تغطية الفم والأنف بالمناديل الورقية عند السعال أو العطاس وإتلاف المناديل الورقية المستخدمة بالطريقة المناسبة.

* غسل اليدين جيداً بالصابون والماء خاصة بعد السعال أو العطاس.

* إخبار الأسرة والأصدقاء بالمرض وتجنب المخالطة اللصيقة بالناس.

ماذا عن استخدام الأقنعة؟

ليس ضروريا ارتداء قناع إذا لم تكن مريضا.

أمّا إذا كنت تعتني بشخص مريض فيمكن لك ارتداء قناع إذا كنت تخالطه بتماس مباشر ويجب عليك التخلّص منه فوراً بعد استعماله وتنظيف يديك جيّداً بعد ذلك. وإذا كنت مريضاً واضطررت إلى السفر أو الالتقاء بأشخاص آخرين فعليك بتغطية فمك وأنفك.

إنّ استخدام الأقنعة في مرافق الرعاية الصحية من التدابير التي يمكنها الحد من سراية الإنفلونزا، غير أنّ استخدام قناع بشكل غير صحيح من الأمور التي قد تزيد فعلاً من مخاطر العدوى بدلاً من الحد منها. وينبغي، إذا تعيّن استخدام أقنعة اتّباع النصائح التالية:

* وضع القناع بعناية لتغطية الفم والأنف وربطه بأمان للحد إلى أدنى مستوى من الثغرات بين الوجه والقناع.

* تجنّب لمس القناع أثناء ارتدائه. ولا بدّ، عند ملامسة قناع مستعمل- عند نزعه أو غسله مثلاً- من تنظيف الأيدي بالماء والصابون أو بالمحاليل الكحولية لتنظيف الأيدي.

* الاستعاضة عن الأقنعة المبلّلة فورًا بأقنعة جديدة جافة ونظيفة.

* عدم استخدام الأقنعة الأحادية الاستعمال مرّة أخرى- ولا بدّ من التخلّص منها فور نزعها

متى يجب اللجوء إلى الرعاية الطبية؟

ينبغي للفرد الذهاب لمراكز الرعاية الطبية إذا ما شعر بضيق التنفس أو صعوبة فيه، أو إذا ما لازمته الحمى لأكثر من ثلاثة أيام. ولا بدّ للأهل الذين يُصاب أطفالهم بالمرض من التوجه لمراكز الرعاية الطبية إذا أصبح أطفالهم يتنفسون بسرعة وصعوبة وإذا أصيبوا بالحمى أو باختلاجات.

استخدام الأدوية المضادة

للفيروسات لمكافحة الإنفلونزا A من النمط H1N1

هنالك دواءان يستخدمان عادةً في علاج الإنفلونزا وهما الأوسيلتاميفير (تاميفلو) والزاناميفير (ريلينزا)، وهما يفيدان في الحد من شدة الأعراض وفترة المرض، والتقليل من احتمال حدوث اختلاطات خطيرة. إن استخدام هذه الأدوية يمكن أيضاً أن يقلل من فرصة نقل العدوى للآخرين بنسبة 8%. إلا أن الدواء يجب أن يعطى مبكراً ليكون فعالاً.

وينبغي استخدام الأدوية المضادة للفيروسات طبقاً للخطط الوطنية الخاصة بالتأهّب لجائحة الإنفلونزا، كما لا بدّ للأطباء من اتخاذ القرارات في هذا الشأن استناداً إلى تقييم المخاطر التي قد يتعرّض لها كل مريض، وينبغي في كل الحالات الموازنة بين المخاطر المحتملة وبين الفوائد المرجوة من تلك الأدوية.

فعالية أدوية الإنفلونزا

عند الأطفال

أثار الباحثون شكوكاً حول سياسة إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات للأطفال المصابين بإنفلونزا الخنازير. وإن دراسة في المجلة الطبية البريطانية أظهرت أن مضادات الفيروسات مع أنها يمكن أن تقصر فترة المرض يوماً ونصف، إلا أنها نادراً ما تمنع الاختلاطات لديهم في حالة الإنفلونزا الموسمية، فضلاً عن حدوث تأثيرات جانبية كالإقياءات في حالة التاميفلو. يقول الدكتور ماثيو ثومسون من جامعة أوكسفورد الذي قام مع فريقه بمراجعة نتائج عدة دراسات أجريت حول الإنفلونزا الموسمية وعلاجها باستخدام مضادات الفيروسات:

“إن نتيجة بحثنا تشير إلى أن استخدام مضادات الفيروسات قد لا يكون له فائدة كبيرة عند معظم الأطفال”.

خبير الإنفلونزا البروفيسور هيو بنينغتون قال إن هذه النتائج لم تكن مفاجئة وقد عززت ما كان معروفاً سلفاً عن التاميفلو: “إن لعقار التاميفلو دورًا  ولكنه ليس علاجًا سحريًا”.

إلا أن مسؤولي الصحة المدافعين عن هذه السياسة يقولون أنه نظراً لعدم توفر ما يكفي من الأدلة لإثبات عدم فعاليتهما في الإنفلونزا الحالية، فإن هذه الأدوية تبقى هي أساس العلاج إلى حين توفر اللقاحات وظهور نتائج أبحاث جديدة، وإن النصح بخلاف ذلك قد ينطوي على خطورة. وهناك الكثير من الأبحاث تجري حالياً حول المرض والعلاج واللقاح.

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض شديدة، فإن النصيحة الأفضل حالياً  ما تزال هي إعطاء عقار التاميفلو مبكرًا ما أمكن.

هل يجب أخذ اللقاح؟

إن فيروس H1N1 ليس فيروساً قاتلاً، إلا أنه يمكنه أن يقتل، ولهذا السبب فإن أخذ اللقاح مهم، وليس هناك ضمانة أن هذا الوباء سينتهي بعد الشتاء الحالي، فقد يستمر للعام القادم أيضاً. ومع أن كل من جائحات الإنفلونزا في القرن العشرين استمرت سنة تقريباً، إلا أن الإنفلونزا الإسبانية لعام 1918 قد شهدت موجة ثانية وثالثة امتدت إلى عام 1920 مسببة المزيد من الوفيات.

لقد صُنع عدد من اللقاحات لفيروس إنفلونزا الخنازير، وقد بدأ العديد من الدول بإعطاء اللقاح وتعطى الأولية في التلقيح للفئات عالية الخطورة كمرحلة أولى، كالمصابين بأمراض مزمنة كالربو القصبي والداء الكيسي الليفي والسكري والأمراض القلبية وغير ذلـك، وكذلك الحوامـل، وموظفي الخدمات الصحية كالأطباء والممرضات، كما تعطى أولية للأطفال الصغار دون 5 سنوات حتى ولو لم تكن لديهم مشاكل صحية سابقة. إلا أن الكثير من الناس لا يزالون متخوفين من اللقاح نظراً للسرعة غير الاعتيادية التي أُنتج بها اللقاح ولأنه لم يُختبر على نطاق واسع، ولأن معظم حالات الإصابات بالمرض يبدو أنها خفيفة إلى متوسطة الشدة. ومع أن العديد من الخبراء والحكومات ينصحون باللقاح كأفضل وسيلة للوقاية من المرض، إلا أن الخيار قد ترك للناس في أخذ اللقاح في معظم الحالات. إن الناس المتخوفين من اللقاح غالباً ما يتحدثون عن خطر الاختلاطات، وأحد أكثر هذه الاختلاطات ذكراً هو متلازمة غيلان باريه، وهي مرض نادر وفيه يهاجم الجهاز المناعي للشخص خلاياه العصبية، مؤدياً إلى ضعف عضلي أو شلل. إن معظم الدلائل تشير إلى أن اللقاح لا يزيد خطر الإصابة بهذا المرض، إلا أن هناك دراسة تشير إلى أن أخذ لقاح الإنفلونزا يزيد الخطر إلى سبعة أضعاف. ومن المخاوف الأخرى لدى الناس أن أخذ اللقاح قد يحدث الإصابة بالإنفلونزا. إلا أن الأطباء ينفون صحة ذلك ويؤكدون أن لقاحات الإنفلونزا لا تحوي فيروسات حية.

بالنسبة للوفيات بسبب اللقاح، فإن منظمة الصحة العالمية تراقب ذلك، ومع أن بضعة أشخاص ماتوا بعض إعطاء اللقاح، إلا أن موظفي منظمة الصحة العالمية قد نفوا أي صلة لذلك بتناول اللقاح.

إن فيروسات الإنفلونزا تتغير دائماً، وإن اللقاحات الحالية معدة بحيث تؤمن حماية حتى لو حدث بعض التغيير في تركيب الفيروس المسبب للجائحة، ولكن هناك دائماً خطر حدوث تغير كبير في هذا الفيروس مع الوقت ليس فقط ليصبح اللقاح غير مجد للوقاية منه، بل ويصبح الفيروس أكثر فتكاً أيضاً. وإن منظمة الصحة العالمية تراقب بحرص حدوث علامات لمثل هذه التغييرات، وإلى الآن لم يسجل إلا حدوث طفرة بسيطة في عدد قليل من الحالات، ولكن ليس إلى الحد الذي يستدعي قلقاً زائدًا.

ما هو الدليل على سلامة اللقاح؟

رُخّص في أوربا لنوعين من اللقاح ضد إنفلونزا الخنازير؛ بانديمـريكس وسيلفابان، وحدث ذلك – كما يقول المسؤولون عن الترخيص- بعد تجريبهما على آلاف الناس ومن بينهم أطفال. واستنتجوا أن كلا اللقاحين آمن وفعال.

إن أشيع التأثيرات الجانبية خلال التجربة كانت طفيفة مثل حدوث صداع أو ألم مفصلي أو ألم عضلي أو حمى وتعب.

إن فترة اختبار وترخيص اللقاحين كانت سريعة، وقد بدأت أولى التجارب في الصيف، إلا أن هذه السرعة ليست مستغربة بالنسبة للقاحات الإنفلونزا عمومًا، وكذلك الحال بالنسبة للقاح الإنفلونزا الموسمية كل عام؛ وهذا ممكن لأن المكونات الأساسية للقاح هي نفسها.

أسأل الله لي ولكم العافية من كل داء والسلامة من كل مكروه.

“اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأهْلِي وَمَالِي. اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي.” (من أدعية الرسول الكريم )“رَبِّ انْظُرْ إلينا وإلى ما ابتُلِينا، واغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا واعْفُ عن مَعاصِينَا. لا يتغيرُ أمرٌ بِدُون تغييرك، ولا يأتي ولا يُرَدُّ بَلاء إلا بِتقْدِيرك.” (من أدعية المسيح الموعود )
Share via
تابعونا على الفايس بوك