الدجال يجتاح العالم فاحذروه

الدجال يجتاح العالم فاحذروه

التحرير

  • القضاء على الخطر الشيوعي والتفرغ للإسلام
  • مظهر استيقاظ الدجال بعد سباته
  • حركات التنصير ومنهج تعكير وجه الإسلام الحنيف
  • ما الجهاد الحقيقي الآن، فهذا ميقاته!

__

لا تكاد تخلو نشرة إخبارية من أعمال إرهابية على يد مجموعات إسلامية متطرفة، تارة ضد أجانب هرعوا لمساعدة المنكوبين والمحتاجين في البلاد الإسلامية وأخرى ضد أبرياء من أبناء جلدتهم ودينهم. يحدث كل هذا الفساد باسم دين السلام الذي ضمن حقوق كل إنسان بغض النظر عن دينه وانتمائه العرقي ومنحه الحرية العقائيدة المطلقة وأمَّن حياته، ولكن ما نراه على مسرح الأحداث يتنافى كلية مع هذه الحقائق. إن النظرة العابرة للتاريخ الحديث تخبرنا أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تزايد الهجوم على الإسلام، وكأن الدين الحنيف أصبح الآن هو العدو اللدود بعد أن نجح الغرب في القضاء على انتشار الخطر الشيوعي وتفكيكه. ومع انتشار التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال والإعلام التي أتاحتها الإنترنت، والمحطات الفضائية، بدأت حملة واسعة تُشَن ضد الدين الحنيف. وقد بدأت بشكل هادئ في بادئ الأمر، وتحولت رويدا رويدا لتكون بأسلوب سافل. ويتبع أولئك الذين يشنون هذه الحملة الشعواء على الإسلام كل ما لديهم من وسائل، بما في ذلك التدليس والكذب والخداع والإفك. والحقيقة التي تغيب عن هؤلاء أن النهضة التي يتفاخرون بها ويعتبرونها أهم إنجاز في تاريخ الإنسانية هي حصرًٍا من نتاج الفكر الإسلامي المتحضر الذي أضاء سماء أوروبا المظلمة من الأندلس.

وصدق من قال اتَّقِ شرَّ مَنْ أحسنتَ إليه، حيث إن الحملة الشرسة التي تُوجّه ضد الإسلام اليوم ليست وليدة الصدفة، بل قد بدأت بعد عصر النهضة نتاج إبداع المسلمين في أوروبا، ثم بدأ المارد الذي كان يغط في سُبات عميق يستيقظ، وينهض، ويغزو العالم، ويسيطر ويستعمر الشعوب. وهكذا تم استغلال الشعوب ونهب ثرواتها والاستيلاء على خيراتها. وخلال ثلاثة قرون، استطاع الغرب المسيحي أن يستولي على العالم بأجمعه، وخضعت له الشعوب، وأصبحت دولة مثل بريطانيا تفتخر بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. في نفس الوقت، وبكل أسف، تحول المسلمون ليكونوا كما وصفهم سيدنا رسول الله : “غثاء كغثاء السيل”.

وفي ظل هذه الظروف استُهدف الإسلام والمسلمون من خلال جبهة التبشير المسيحي. وبطبيعة الحال، لا بأس من أن يعمل أصحاب أي دين على نشر أفكار دينهم، ما داموا يحترمون المشاعر الدينية للآخرين، ولا يحاولون الإساءة إلى معتقدات الآخرين أو استخدام الأساليب الوضيعة من افتراء الأكاذيب واتباع أساليب الخداع.

ولا بأس أن يدعو الإنسان الآخرين إلى ما يؤمن به من عقائد وتعاليم، ولكنا سمعنا هجومات وقحة توجه انتقادات لاذعة إلى الإسلام، وتجرح مشاعر المسلمين وتدنس مقدساتهم، لدرجة أنهم وصفوا رسول الرحمة بالإرهاب. ولو كانوا موضوعيين في انتقاداتهم لما أثاروا حفيظة أحد، ولكنهم راحوا عن قصد يرددون ما سبق أن رد عليه علماء المسلمين من افتراءات وأكاذيب، معتمدين في ذلك على ما جاء في بعض الكتب الإسلامية التي ظهرت في عهود التخلف، أو مستدلين بمؤلفات بعض المسلمين الجهال بالمبادئ الأساسية للدين الحنيف. إلى جانب سوء استغلال بعض العقائد التي تسربت بكل أسف إلى مفاهيم المسلمين، نتيجة لدخول أعداد كبيرة من النصارى في دين الإسلام. ولم يستطع هؤلاء التخلي كلية عما ورثوه من عقائد ومفاهيم، ومع مرور الوقت وجدت تلك العقائد والمفاهيم الخاطئة طريقها إلى الكتب والمفاهيم الإسلامية، وهي معروفة باسم “الإسرائيليات”. وبمعنى آخر، راح أعداء الدين الحنيف يصطادون في الماء العكر، لكي يسيئوا إلى الإسلام ويعملوا على تنصير المسلمين.

ولم تنجح عملية التنصير على نطاق واسع خصوصا لدى تصدي جماعتنا المباركة لحملاتهم خصوصا في أفريقيا وفي العالم العربي، هذا إلى جانب فضائح رجال الكنسية الذين أفقدوا مؤسستهم مكانتها المزعومة لدى الكثيرين. وهكذا فقد رجل الدين المسيحي سيطرته على العامة فرأت القوى الدجالية أنه لا سبيل لتقبل الهزيمة وارتأو إلى طعن الإسلام بيد أبنائه. وهكذا أشعلوا فتيل الفتنة بأيدي شباب متحمس لخدمة دينه تحت رايات وشعارات مزيفة روّج لها عملاؤهم من ضعفاء المسلمين. وهكذا وصل بنا المطاف حيث نرى أن المتطرفين الإسلاميين والقوى المعادية للدين الحنيف اتحدوا على تشويه سمعته. كما يرى بعض المحلّلين أن ما تقوم به بعض الجماعات المتطرفة من بيع أطنان من البترول التي تصدِّرها يوميا إلى جانب الأموال الهائلة التي تُصب عليها، أن وراء ذلك قوى سياسية كبيرة تساندها وتدعمها.

ولسنا في هذا المقام بصدد توجيه أصابع الاتهام لهذا الطرف أو ذاك ولكننا بصدد وضع النقاط على الحروف. وها نحن نرفع من على هذا المنبر المبارك إلى كل من سولت له نفسه القيام بمثل هذا الاعتداءات.. أن لا تفسدوا في الأرض باسم حبيبنا ومطاعنا محمد المصطفى . ونود أن ننبه المسلمين قاطبة أن الدجال يجتاح العالم فاحذروه حيث يخبرنا تاريخه المظلم أنه يتقن الاختفاء تحت عباءة الدين ثم يفسد في الأرض.

لقد دقت ساعة نصرة الدين، ليس بالسيف والسنان، ولا بالعنف والإرهاب، ولا بالتكفير والتفجير، ولكن بالمنطق واللسان. إننا ندعو المسلمين جميعا أن يهبوا لهذا الجهاد المجيد بالمنطق واللسان، وليطرحوا خلافاتهم جانبا، وليتناسوا ولو مؤقتا، ما يفصلهم عن بعضهم البعض، وليتخلوا عن أساليب التكفير لبعضهم البعض، لمواجهة هذا الخطر الجديد، الذي كشّر عن أنيابه، وكشف عن مخالبه، وظن أن الإسلام والمسلمين قد صاروا لقمة سائغة. وندعو الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا، وأن يكفِّر عنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن ينصرنا نصرا عزيزا على كل من تُسَوِّل له نفسه أن ينال من شرف سيدنا وحبيبنا رسول الله ، أو يدنس طهارة وقدسية كتابنا الكريم أو يحط من شأن ديننا الحنيف. ولا يغيبن عن بال أحد أن للإسلام ربًّا يحميه.

Share via
تابعونا على الفايس بوك