بعض العينات من مهام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة

بعض العينات من مهام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة

التحرير

  • الرسالة السماوية التي لا تحدها حدود القوم والزمان هي الرسالة العالمية.
  • تجديد الإسلام أي العودة إلى التعليم الأصلي النقي والطاهر.
  • تجديد الدين يعني إزالة البدع والشوائب لتأصيل شجرة الإيمان في القلب والعقل.
  • مهدي آخر الزمان تابع لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • يبعث الله تعالى على رأس كل مائة سنة من يجدد أمر دين الأمة.
  • يقدم الخليفة النصائح للجميع تفاديًا لحدوث حرب عالمية.
  •  أصبحت الأراضي الإسلامية مسرحًا لمسلسلات الدجال البطولية.

__

لا شك أن أي رسالة سماوية اختصت لزمن محدد وقوم معين هي رسالة محدودة الزمان والمكان ولا تحتوي على مميزات وخصائص تجعلها رسالة عالمية. ولقد اقتضت رحمة الله عز وجل لإكمال الدين وإتمام نعمة النبوة بالإسلام.. الدين الجامع لصفتي الكمال والفيوض الربانية الممتدة إلى يوم القيامة. وإن في هذا الأمر إشارة خفية إلى أن هذا الدين الكامل لن يحتاج إلى آليات خارجية للتصدي لتحديات أي عصر حيث يحتوي على خصائص تضمن تطوره وتجدده بذاته حسب متطلبات العصر، وهذه من أهم ميزات الدين الكامل.

ومن هذا المنطلق فإن عملية التجديد في الإسلام لا تعني إضافة شيء جديد خارجي إلى القرآن الكريم، بل من معانيه العودة بالمفاهيم التي استقرت عليها أفهام الناس وفق رؤى اجتهادية غير صائبة إلى التعليم الأصلي النقي والطاهر لينهلوا منه المعاني الصحيحة والسليمة. كما أن من مقاصد التجديد إزالة البدع الداخيلة والطفيليات والشوائب لتتأصل شجرة الإيمان في العقول والقلوب.

والثابت عن النبي أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة للأمة من يجدد لها دينها. ولقد شاء قدر الله أنه تحقَّق هذا النبأ بإقامة سلسلة المجددين الربانيين في شتى بقاع العالم الإسلامي. ولقد نالوا شرفا عظيما في هذا المضمار حتى إنهم نالوا مكانة روحانية نالها أنبياء بني إسرائيل، ومن خلال هذا الدور التجديدي استحقوا بجدارة الوصفَ والتكريم النبوي “علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل”، حيث تصدّى هؤلاء الربانيون لعبث العابثين وطعن الطاعنين فكانوا شهبا ثاقبة في سماء الإسلام الروحانية وحفّاظ الشريعة الغراء. ورغم دورهم التجديدي المقيد بالزمان والمكان وتأثيرهم الذي لا يتجاوز بعض الأمصار والأقطار إلا أنهم قدموا للدين الحنيف خدمة جليلة في صيانته من انتحال المبطلين وهجمات الشياطين.

ومن البديهي أن التأثيرات الروحانية لهؤلاء المجددين ما كان لها أن تَبقى سدا منيعا ممتدا إلى كل العصور وحتى الزمن الأخير الذي اقترن بظهور فتنة الدجال التي هي أشد الفتن. حيث اقتضت رحمة الله أن يتم صيانة التوحيد وإزاحة التأثيرات الدجالية من خلال البعثة التجديدية الموعودة وذلك في شخص الإمام المهدي والمسيح الموعود ليعكس أنوار وفيوض المصطفى كبدر تام في الليلة الليلاء. وتحديدا هذا ما بينه الإمام عبد الرزاق القاشاني في كتابه شرح فصوص الحِكم حيث قال: “المهدي الذي يجيء في آخر الزمان فإنه يكون في أحكام الشريعة تابعا لمحمد ، وفي المعارف والعلوم والحقيقة تكون جميعُ الأنبياء والأولياء تابعين له كلهم. ولا يناقض ما ذكرناه لأن باطنه باطن محمد .”

ولا شك أن ما تشهده الساحة العالمية من تقلبات خطيرة تبعث على القلق.. قصف ودمار وذبح وسلخ وتوتّرات طاحنة بين القوى العظمى. وهكذا أصبحت الأراضي الإسلامية المسرح الأساسي لمسلسلات الدجال البطولية.

ومن هذا المنطلق يتبين لنا حكمة تأكيد النبي على كل مسلم ومسلمة ببيعته. وعلاوة على هذا فلقد سماه النبي “حكما عدلا”، ومراده أنه يحكم ويفصل في القضايا الاختلافية ويزيل البدعات والخرافات التي تطرقت إلى الأفهام، والتي تُنسب خطأ إلى الإسلام ونبيه الكريم . وهكذا يُعيد للدين حياته من جديد ويجمع شتات الأمة تحت راية النبي . ويتم هذا التجديد الإلهي بفيوض النبوة المحمدية وبالاتباع الصادق والهداية من الله والعصمة من الزلل كونه نبيا ظليا نبوّته جزء لا يتجزأ من نبوة سيدنا محمد . ولقد وضح سيدنا أحمد هذه النقطة في الخطبة الإلهامية حيث قال الله على لسانه: “من فرَّق بيني وبين المصطفى فما عرفني وما رأى”.

وها نحن في عصرنا الحالي ننعم تحت ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي هي امتداد وتمثيل لدعوة المسيح الموعود ورسالته الإحيائية والتجديدية في الإسلام والتي وصفها النبي بأنها “خلافة على منهاج النبوة”. ولا شك أن هذه السلسلة المباركة الممتدة وفق وعد الله ورسوله تعمل على نفس المنهج الذي خطه المسيح الموعود لإظهار الإسلام على الدين كله وإشاعة التعليم الصحيح. وهي المؤسسة التجديدية التي ستبقى راعية للدين في شخص الخليفة الذي يمثل إمام جماعة المسلمين والسلطة الروحية التجديدية، ولهذا ينبغي علينا كمسلمين أحمديين أن نحرص كل الحرص على الحفاظ على مقام الخلافة ومعانيها وأهدافها وأن نعود إليها في المستجدات الفكرية المعاصرة. ولا يتوقف دور هذه المؤسسة الربانية “الخلافة” على التجديد في الدين فحسب بل إن من مهامها العديدة أن تحرص على المحافظة على سلام البشرية. وتاريخ الجماعة زاخر بالأعمال الجليلة في هذا المضمار إلا أننا سنكتفي في هذا المقام بمساعي حضرة أمير المؤمنين -أيده الله- في تقديم النصائح والتوجيهات في المحافل الدولية شرقا وغربا لتفادي الدمار الشامل الذي يهدد البشرية. ولا شك أن ما تشهده الساحة العالمية من تقلبات خطيرة تبعث على القلق.. قصف ودمار وذبح وسلخ وتوتّرات طاحنة بين القوى العظمى. وهكذا أصبحت الأراضي الإسلامية المسرح الأساسي لمسلسلات الدجال البطولية.

جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وهدانا وإياكم لما يحبه ويرضاه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك