حتى لا تأكلهم الذئاب...

حتى لا تأكلهم الذئاب…

التحرير

هل تذكرون تلك السنين العجاف التي شهدت آخر فصول الخلافة العثمانية. لا شك أنها ذكرى مؤلمة لأن كلمة الخلافة تملك رصيدًا كبيرًا من المشاعر لدى نفوس المسلمين، وعندما فُقدت الخلافة ندب الشارع المسلم حظه وتخبط أهله وهم يبحثون عن مخرج من المأزق الذي وقعوا فيه.. أين هي الخلافة؟ وأين هو الخليفة؟

وكيف لا يفعلون ذلك والوعد كان واضح الدلالة في القرآن الكريم:

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (النور: 56).

وبدلا من البحث عن الإشارات الإلهية التي يمكن أن تقدم الحل لتلك المعضلة، تفتقت أفكار وأحلام وخطط بعض الشخصيات الإسلامية عن حل من نوع أرضي لا سماوي.

كان الطمع في احتلال تلك المكانة الرفيعة المقام في نفوس المسلمين هو الذي يقبع وراء الألقاب والتسميات التي بدأ الشارع الإسلامي في سماعها، وأصبحت تتردد وكأنها تلمح إلى رسالة ضمنية أن الخليفة موجود وما عليكم يا مسلمين إلا أن تنصبوه وتعظموه. وكلنا قد سمع بألقاب مثل “سليل الأسرة الهاشمية” و”خادم الحرمين الشريفين” و” قائد الثورة الإسلامية”.

ولكن آخر ما تفتق عنه التفكير العربي الإسلامي هو مشروع إقامةْ (دولة الإمامة الإسلامية)!!! وهو مشروع قدمه رئيس حزب الأمة في جمهورية مصر العربية. هذا المشروع يهدف إلى تقليد دولة الفاتيكان!!! .. وإنشاء كيان إسلامي من (صفوة) المسلمين، وتنصيب مثيل للبابا تحت اسم (إمام المسلمين) .. فما رأيكم؟!..

إن رئيس حزب الأمة يريد أن ينقذ المسلمين قبل أن تأكلهم الذئاب.. وهو لم يخبرنا كيف سيعرف من هؤلاء (الصفوة)؟ وكيف سيتصرف مع وجود المذاهب المتعددة؟ ويجب أن نقول وقبل كل شيء أنه يعلن من خلال مشروعه هذا عن عجز الإله (والعياذ بالله) عن تحقيق وعده الذي قطعه في الآية الكريمة السابقة.

كل ما ذكرناه آنفا يجعل ( التقوى) تتوجه بتساؤل تطرحه وهي تتألم للحال التي وصل إليها المسلمون. ترى متى يكف هؤلاء الطامعون بلعب دور الإله على هذه الأرض، متى يكفون عن التلاعب بالمشاعر الطاهرة لجموع المسلمين؟.. ترى لماذا يغرسون رؤوسكم في الأرض كالنعامة والحقيقة ساطعة أمامكم تناديهم وهم يتهربون؟..

إن الله قد حقق وعده وبعث لهذه الأمة وفي التوقيت المناسب إمامًا مهديًّا، استبدل الله به سرطان السلطة العثمانية ببلسم شفاء، إماما مهديًّا تابعًا للرسول الكريم . كان هذا الإمام قد وقف وقفة حق وأرسل مخاطبا آخر سلاطين العثمانيين ومنذرًا أن الله سيقطع آخر عنقود السلطنة العثمانية المتعفن وسيكمل بواسطته هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، ولكن ذلك السلطان لم يصغ لصوت الحقيقة فتكبر ومنع دخول الإمام المهدي حدود السلطنة. وجاءت الأيام لتحقق وعد الله الذي لا يخلف وعده، وبارك تعالى في جماعة ذلك المـُختار وتأسست الخلافة التي نجد اليوم إشراقتها تستمر في شخص الخليفة الرابع الحالي أيده الله.

بقية من القصة أيها القارئ الكريم أن تعرف أن اسم ذلك الإمام المهدي هو حضرة ميرزا غلام أحمد والذي أسس بأمر من الله الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية التي تحمل على كاهلها اليوم مهمة بعث الروح في الجسد الإسلامي الميت. (التقوى)

Share via
تابعونا على الفايس بوك