كلام الإمام

قال سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود مرة وهو ينصح مجموعة من المبايعين الجدد:

” لقد بايعتم الآن. ولكن الحق أن ترديد كلمات البيعة والإقرار بها باللسان أمر سهل للغاية بينما الوفاء بها بالأ‘مال جد صعب ذلك أن النفس البشرية والشيطان لا ينفكان في إغواء الإنسان ليتهاون بواجباته الدينية، حتى يرى الدنيا ومنافعها قريبة المنال سهلة التحقيق، ويرى الآخرة أمرا بعيدا مما يقسو به قلبه فتكون عاقبة أمره أسوأ من ذي قبل أيضا.

فإذا كنتم تريدون حقا أن تنالوا رضوان الله تعالى فعليكم بالوفاء بعهد البيعة بكل همة وحذر وأن تسعوا جاهدين لتجنب الذنوب والآثام دائما.

ما هو الإثم؟ الإثم هو إتيان ما يتعارض مع المشيئة الإلهية ومخالفة ما آتانا الله من تعليم وهدي بواسطة رسله وبالأخص ما علمناه رسوله الكريم والجرأة على هذه المخالفة. إذا عرف الإنسان هذه التعاليم وفهمها ومع ذلك تجاسر على مخالفتها وفعل المعاصي فهذا يثير غضب الله عليه غضبا شديدا فيلقى بعد الموت في جهنم بل وفي هذه الدنيا أيضا يقع في أنواع العذاب وصنوف الهوان.

وهذا ما يفعله الحكام الدنيويون أيضا. فإنهم يقومون بإشهار قوانينهم وأوامرهمبين الناس ومن خالفها بعد ذلك يقبض عليه ويعاقب. إلا أن الإنسان يستطيع أن يتخلص من أيدي الحكام الماديين وينجو من عقابهم.. ولكن الذي يخالف أوامر الله تعالى أين له مفر. فكل ما نراه من سماوات وأرض وما فيها هو ملكٌ لله عز وجل وليس لأحد سواه أي سماء ولا أرض أخرى ليجد فيها الملاذ.

إذن فإنه من الحيوي الضروري للغاية أن يكون الإنسان في خوف دائم من الله عز وجل فلا يتجاسر على مخالفة أوامره ولا يتجرأ على غشيان المعاصي، لأن معصية الله أسوأ شيء والإنسان حينما لا يخشى الله تعالى ويصبح جريئا على ارتكاب المعاصي فقد جرت السنة الإلهية في هذه الحالة أنه يصب عليه غضبه في الدنيا وكذلك في الآخرة”.

(ملفوظات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ، المجلد6 ص 392)

 

Share via
تابعونا على الفايس بوك