الصبر الجميل من مكارم الأخلاق
  • كيف تستحيل صفة الصبر الطبعية خُلُقا يتحلى به الإنسان ويُجزى عليه جزاء حسنا؟
  • ما صفة الصبر الجميل الذي أُمرنا به؟

______

لا بد أن تُفتَـنوا بأنواع الآلام والمصائب كما افتُتن المؤمنون من قبل، فكونوا حذرين لئلَّا تتعثروا. الأرض لا تستطيع أن تضرّكم شيئًا إن كانت لكم صلة متينة مع السماء. إذا تضررتم فإنما تضررتم بأيديكم لا بأيدي العدو. لو زالت عزّتكم الأرضية كلّها فلسوف يعطيكم الله في السماء عزّة لن تزول، فلا تهجروه. ولا بد أن تؤْذَوا وتروا خيبة آمال كثيرة، فلا تحزنوا على ذلك، لأن ربّكم إنما يبلوكم ليرى ما إذا كنتم ثابتين في سبيله أم لا. إن كنتم تحبّون أن يُثْنِيَ عليكم الملائكة في السماء فاصبروا على الضرْب والأذى وافرحوا، واسمعوا الشتائم واشكروا، وواجِهوا خيبة الآمال ولا تقطعوا الصلة.

إنكم حزب الله الأخير، فقوموا بالعمل الصالح الذي هو الذروة في الكمال. إن كل من يتكاسل فسوف يُطرد من الجماعة كالشيء الرديء، وسوف يموت بحسرةٍ، ولن يضرَّ الله شيئًا. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، ج19، ص15)

ومن الحالات الطبْعية في الإنسان الصبر.. الذي يلجأ إليه عند المصائب والأسقام والآلام التي تفاجئه دوما، بعد كثير من النوح والجزع والفزع. ولكن اعلموا أن الصبر على هذه الشاكلة لا يعتبره كتاب الله الكريم من الأخلاق في شيء، وإنما هو حالة تظهر تلقائيا بعد التعب والإعياء.. أعني أنه عند حلول مصيبة فإن مِن طبيعة الإنسان البكاءَ والعويلَ وضرب الرأس، ثم بعد أن يستنفد الكثيرَ من همه وغمه يبدأ في الهدوء، وفي آخر المطاف لا يسعه إلا أن يرجع القهقرى. فهاتان الحالتان طبْعيتان ولا تمتّان للأخلاق بشيء. وإنما الخُلُق أنه إذا فقد شيئا فلا يتفوه بكلمة شكوى.. إيمانا منه أن ما فقده كان أمانةً عنده من الله تعالى، ويقول: كان أمانةً لله فاستردها مني وإني راضٍ برضاه.  (فلسفة تعاليم الإسلام، ص54)

Share via
تابعونا على الفايس بوك