اسم محمد وأحمد قد أقيما مقام الرحمن الرحيم
  • لماذا جعل الله الحكيم اسمي محمد وأحمد ظلين لاسميه الرحمن والرحيم؟
  • التشبيهات الظلية تنفي شبهة الشركية!

___

وعلمتَ أن اسم محمد وأحمد قد أُقيما مقامَ الرحمن والرحيم، وأودعهما كلَّ كمال كان مخفيّا في هاتين الصفتين من الله العليم الحكيم، فلا شك أن الله جعل هذين الاسمين ظلَّيْن لصفتيه، ومظهرين لسيرتيه، ليُرِيَ حقيقةَ الرحمانية والرحيمية في مرآة المحمدية والأحمدية. ثم لما كان كُمَّلُ أُمّتِه عليه السلام من أجزائه الروحانية وكالجوارح للحقيقة النبوية، أراد الله لإبقاء آثار هذا النبي المعصوم، أن يّورثهم هذين الاسمين كما جعلهم ورثاء العلوم، فأدخل الصحابةَ تحت ظلّ اسمِ محمدٍ الذي هو مظهر الجلال، وأدخلَ المسيحَ الموعود تحت اسمِ أحمدَ الذي هو مظهر الجمال. وما وجد هؤلاء هذه الدولة إلا بالظِلّيّة، فإذنْ ما ثَمَّ شريكٌ على الحقيقة. وكان غرض الله مِن تقسيم هذين الاسمين، أن يفرّق بين الأمّة ويجعلهم فريقين، فجعل فريقًا منهم كمثل موسى مظهر الجلال، وهم صحابة النبي الذين تصدَّوا أنفسهم للقتال، وجعل فريقًا منهم كمثل عيسى مظهر الجمال، وجعل قلوبَهم ليّنةً وأودعَ السلمَ صدورَهم وأقامهم على أحسن الخصال، وهو المسيح الموعود والذين اتّبعوه من النساء والرجال، فتمّ ما قال موسى وما فاهَ بكلامٍ عيسى وتمّ وعدُ الربّ الفعّال. فإن موسى أخبرَ عن صحبٍ كانوا مظهرَ اسمِ محمدٍ نبيِّنا المختار، وصوّرَ جلالَ الله القهّار بقوله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ، وإن عيسى أخبر عن آخَرِيْنَ مِنْهُمْ وعن إمام تلك الأبرار، أعني المسيحَ الذي هو مظهرُ أحمدَ الراحمِ الستّار، ومنبعُ جمال الله الرحيم الغفّار، بقوله: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ الذي هو مُعجِبُ الكُفّار. وكل منهما أخبر بصفاتٍ تُناسب صفاتِه الذاتية، واختار جماعةً تُشابهُ أخلاقُهم أخلاقَه المرضية.

(إعجاز المسيح ص 60 و 61)

Share via
تابعونا على الفايس بوك