الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

 سوف يكون ليوم 20 ربيع الثاني 1413هــ الموافق 17 أكتوبر 1992 م شأنٌ يُذكر في تاريخ الإسلام حيث وقع فيه حدثان هامان: افتتاح أكبر مسجد في أمريكا الشمالية (كندا)، وبث أحداث الافتتاح هذه عبر الأقمار الصناعية مباشرة في القارات الخمس. وذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء ولقد أنعم الله تعالى على الجماعة الإسلامية الأحمدية بهذا الفضل رغم أنوف بعض المشائخ المتشددين وخاصة الذين يلقون دعمًا من قبل الحكومة الباكستانية ومن قبل رابطة العالم الإسلامي ربيبة السعودية .. لتشويه صورة هذه الجماعة المسلمة المسالمة. ولهذا الحدث عدة نواح مميزة تجدر الإشارة إليها:

  • لا شك أن البث المباشر لبعض المناسبات الإسلامية كان يتم من قبل أيضا عبر القمر الصناعي مثل مراسم الحج وخطبة إمام الكعبة، ولكن هذا البث كان يصل لبعض البلاد الآسيوية والأفريقية فقط. أما الجماعة الإسلامية الأحمدية فقد مكنها الله تعالى من بث كل خطب الجمعة لإمامها الهمام وبث غيرها من المناسبات الإسلامية، وثانيا: هذا البث مصحوب بترجمة فورية بالإنجليزية (وسوف تبدأ بإذن الله تعالى في القريب العاجل الترجمة العربية أيضا)، وثالثا: يغطي هذا البث أرجاء القارات الخمس كلها. وندعو الله تعالى أن يعجِّل بذلك اليوم الميمون الذي فيه يُولينا نحن المسلمين الأحمديين استضافة ضيوف الرحمان في الحرمين الشريفين وبث مراسم الحج وغيرها من المناسبات الإسلامية من هناك. وما ذلك على الله بعزيز.
  • إن مراسم الحج تبثها السعودية بما عندها من أموال النفط، وأما جماعتنا فتنفق على هذا المشروع الباهظ التكاليف من تبرعات أبنائها المخلصين الذين ينفقون مما رزقهم الله من حلال كسبوه بعرق جبينهم. مع العلم أن كل فرد منها يلتزم بالتبرع 16بالمائة من دخله إلى جانب تكاليف هذا البث وغيرها من التبرعات اللازمة العديدة.
  • يُعتبر هذا الحدث آية تأييدٍ عظيمة في حق الأحمدية؛ ذلك أن حكومة الجنرال ضياء الحق كانت منعت إمامنا الهمام من إلقاء خطبة الجمعة في باكستان بإصدار قانون عسكري سنة 1984 م مما اضطره للهجرة إلى بريطانيا. وقد جعل الله تعالى في هذا الشر من قبل العدو خيرًا كثيرا:
  • فالآن لا يخطب حضرته الجمعة فحسب بل يصل صوته مع الصورة مباشرة إلى باكستان من حيث لا تستطيع الحكومة صده بإذن الله.

من قبل كان عدد محدود جدًا من أبناء الجماعة يستمعون لخطبه مباشرة في مسجد محدود المساحة، وأما الآن فيستمعون مباشرة ، وبأعداد كبيرة تبلغ عشرات الآلاف ، وفي المساجد و البيوت ، و في كل أقطار العالم.

*من قبل كان أبناء الجماعة وحدهم يحظون بسماع خطبة مباشرة، وكان المشائخ بمساندة الحكومة يحولون دون سماع غيرهم من المسلمين لها، وأما الآن فلا يسمعها معنا إخواننا المسلمون الذين ليسوا من جماعتنا بل أيضا غير المسلمين وفي كل العالم.

ولقد أزعج هذا الحدث معاندي الأحمدية وأقضَّ مضاجعهم حتى كتب أحد زعمائهم منذرًا زملاءه وقال:

(إن القاديانيين لا ينفكون يتقدمون رغم كونهم باطلين! إنهم منهمكون ليل نهار في تحقيق أهدافهم بهدوء وبدون شغب. لقد بلغت ميزانيتهم الملايين . لقد أقاموا شبكةً لخداع الناس في كل العالم باسم الدعوة إلى الإسلام! إن دعاتهم يجوبون البلاد النائية، في صحارى أفريقيا القاحلة وفي جبال أوروبا الخضراء الباردة .. في أستراليا وكندا وأمريكا.. بعيدين عن أوطانهم وبيوتهم وأهاليهم، مكتفين بقوتٍ يسد الرمق فقط… إنهم ينتفعون بالمخترعات العلمية الحديثة. أما جماعاتنا الدينية فإنها لا تزال مشتبكة فيما بينها تتبادل فتاوى التكفير).

( لقد نشرت جريدة (جنغ) اليومية في 25 أغسطس 1992 بأن خطاب مرزا طاهر أحمد بُث عبر القمر الصناعي مباشرة في أربعة قارات: أستراليا، أفريقيا، أوروبا وآسيا.. بينما لا تُبث مراسم الحج كاملة بالقمر الصناعي على الهواء إلا في بعض البلاد الآسيوية والأفريقية. كما ليس هناك رئيس أو حاكم بلد في العالم يُبث خطابه بهذه الصورة في كل أنحاء العالم …

إننا ندعو كل الجماعات الإسلامية وزعماءها ليتفكروا ويتحدوا باسم الله وباسم عظمة الإسلام وباسم عرض المصطفى وباسم حفظ ختم النبوة وباسم حماية شرف الصحابة، وإلا نخشى أن لا يبقى لقصتنا مكان بين قصص العالم، أو نستطيع القول بلسان الشاعر إقبال:

“هناك في السماوات مؤامرة لإبادتكم” ونقول نعم، هناك مؤامرة في السماء لإبادتكم من الله الذي قال، وعزّ من قائل:

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلً

(التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك