- مقال ” كيف يختار الله الخليفة” هو كان التحديث بالنعمة الأولى الذي حظى من خلاله على شرف عظيم من قِبَل حضرة أمير المؤمنين نصره الله.
- برنامج ” أجوبة عن الإيمان “
- برنامج ” الحوار المباشر”
- نصيحة لأبناء مصر وللعرب قاطبة.
__
كيف يختار الله الخليفة؟
في سنة 2003 دعاني أمير الجماعة في جزر موريشوس للمشاركة في جلستهم السنوية ولإلقاء كلمة فيها. فلبيت دعوته وفي طريق العودة إلى كندا مكثت في لندن بنية مقابلة حضرة مرزا مسرور أحمد –أيده الله-. حيث حصل لي شرف مقابلة حضرته لأول مرة بعد توليه منصب الخلافة. وخلال اللقاء فاجأني حيث كان ممسكا بيده الشريفة مقالا باللغة الإنجلزية كنت قد كتبته منذ فترة عنوانه “كيف يختار الله الخليفة؟”. علق حضرته على المقال وطلب مني أن أعدل فيه بعض الأمور ثم أرسله إلى حضرته.
لقد كان لمعاملة حضرته لي أثر بالغ في قلبي لدرجة كنت أشعر أنني لا أمشي على الأرض بل أحلق في الفضاء. كنت أحس وأنا في جوار حضرته بقوة قدسية عارمة وضعت معاملاته وأخلاقه الشريفة عليها لمساتها الأخيرة.
أرسلت في ما بعد المقال لحضرته واندهشت لدى سماع نصيحة حضرة أمير المؤمنين لما سأله أحد الأخوة خلال المقابلات الشخصية: كيف يختار الله الخليفة؟ فأجابه: اقرأ مقال مصطفى ثابت وستجد فيه الرد. يا له من شرف عظيم، عمل متواضع أرشدني حضرته لتنقيحه وتبييض صورته وها به ينصح الإخوة بالاستفادة منه وينسب لي من خلاله شرفا عظيما، يا له من كرم! (1)
“أجوبة عن الإيمان”، “الحوار المباشر” والدكتوراه الفخرية
طلب مني الأستاذ شريف عودة المشاركة في برنامج الحوار المباشر ولكنني كنت مترددا لأنني لا أحب الظهور على شاشة التلفزيون. ولكن عندما تمّ اختياري لتسجيل حلقات أجوبة عن الإيمان وجدت نفسي أمام الأمر الواقع.. كاميرات وأضواء، قبلت بعدها دعوة الأستاذ شريف عودة. ومنذ مشاركتي لأول مرة في البرنامج أصبح الطاقم متكونا من ثلاثة أفراد على غير ما كان عليه سابقا؛ شخصان فقط. ولقد اتصل بنا في أول حلقة شاركت فيها أحد كبار علماء الأزهر ومتصل آخر من المسيحيين المعروفين، وهكذا فتح الله أمامنا باب التواصل مع كبار رجال الدين العرب.
ولا شك أن اندفاعي وحماسي منذ عز شبابي للدفاع عن الدين الحنيف وتفنيد اعتراضات المسحيين وتحديدا خلال الفترة التي اشتغلت فيها في حقول النفط، أكسبتني احتراما بالغا في قلوب الكثير من الزملاء، خصوصا أنه كانت تُعقد أيامها نقاشات يحضرها شخصيات مسيحية مرموقة حيث كنت أجادلهم بأسلوب منطقي. ومن عجائب قدر الله أنه لما ظهر زكريا بطرس على مسرح الأحداث كان هنالك أحد زملائي من أيام السويس يبحث عني لأنه كان يرى أن الصرامة والحكمة التي أظهرتها منذ عقود طويلة ستخول لي التصدي لزكريا بطرس. وقد تحققت أمنيته لما نُشر الجزء الأول من كتابي “أجوبة عن الإيمان” ردًّا على مزاعم زكريا بطرس وبهتانه. وبعد أن اطلع عليه استفسر من أخينا عمرو عبد الغفار الذي رتّب لنا لقاء خلال زيارتي لمصر. وبما أن لديه دارًا للنشر اسمها دار الزهراء أعرب عن رغبته لنشر الجزء الثاني من كتابي “أجوبة عن الإيمان”، فوافقت دون تردد ولم أتقاض منه أي مبلغ على ذلك كما لم أتقاض أي مبلغ عند نشر الجزء الأول. وتعبيرا عن شكره وتقديره منحت دار الزهراء لهذا العبد الفقير درجة الدكتوراه الفخرية دون أن تخبرني بذلك. ونشرت على غلاف الجزء الثاني “من تأليف الدكتور مصطفى ثابت”. ولقد استغربت عند رؤية النسخة المطبوعة، ولدى استفساري أخبرني صاحب دار الزهراء أن الدار نشرت لكُتَّاب كثيرين ولكنها وقفت وقفة إعجاب وامتنان لمحتوى كتابي الذي أتى بلسما لجروح الساحة الإسلامية ولذلك منحتني الدار لقب الدكتوراه الفخرية. وقع كل هذا على غير ما كنت أعتقده أن لقب الدكتوراه الفخرية يُعطى فقط من قِبل الجامعات.
وقعُ “القناة العربية الثالثة”
لم يخطر ببالي قطُّ منذ أن أصبحت أحمديا أن يكون للجماعة في يوم من الأيام قناة فضائية. وقد فاق فضل الله ومننه على الجماعة جميع تصوراتي وأحلامي. والحمد لله وبعد انطلاق ام.تى.ايه الثالثة العربية التي تبث برامجها على مدار الساعة باللغة العربية انضم للجماعة الكثير من أبناء لغة الضاد. ولكن بعد أن فُرض علينا التعتيم وانقطع البث بفعل فاعل عبر النايلسات وذلك تحت ضغوط مكشوفة لدى العامة، أدرك المتابعون لبرامجنا أهمية البيعة وبايعوا بأعداد فاقت توقعاتنا وتضخمت شهرة القناة. كما اكتسب كل من يظهر على شاشتها شهرة كبيرة أيضا. وهكذا كان الحال معي حيث أصبحت معروفا في الأوساط المصرية حتى أن الناس كانوا يسلمون عليَّ في الأماكن العامة ومحطات القطار. وأذكر أنه مرة امتطيت سيارة أجرة وإذا بالسائق ممن يتابعون القناة فانهال علي بتساؤلاته. وفي مناسبة أخرى ولَدَى زيارتي لأحد الأقارب تعرَّف عليَّ حارس العمارة وسلم عليَّ بحرارة، فبالرغم من أنه لم يكن متعلما إلا أنه كان من المتابعين المشغوفين للقناة. إن البهتان الذي نشره زكريا بطرس أحدث حالة من الفزع على الساحة الإسلامية التي لم يقدم علماؤها ردودا مقنعة ويتصدوا لبهتانه وبفضل الله تألقت الجماعة بجدارة في هذا المضمار.
كما كان للحلقات التي سجلتها “أسئلة جريئة وأجوبة في الصميم”(2) وقْع واسع النطاق خصوصا في مصر حيث نسخ الأهالي نسخا بأعداد وافرة ووزعوها على الناس. ولقد عالجت من خلالها مواضيع حساسة مثل عذاب القبر الذي عرضته قناة الحياة بصورة خرافية مشوهة للإسلام. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر عينة من بهتانهم: طلبت جهنم من الله أن تتنفس فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف. وهذا الذي يسبب الحر والبرد.
وتحديثا بنعم الله وأفضاله أريد أن أؤكد أن الله أكرمني وأرشدني وأعانني على تقديم خدمات متواضعة للدين الحنيف نهلت معالمها من المعارف الدينية اللدنية لسيدنا الإمام المهدي الخادم البار لرسول الله .
“الدين النصيحة”
أود أن أوجه كلمة لأبناء بلدي الحبيب مصر قبل العرب وأقول لهم: لقد كان للمصريين يد في القضاء على نظام الخلافة الراشدة الأولى. فهم الذين تآمروا على قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. وكان هذا الاعتداء الغاشم من الأسباب التي أدت إلى انتهاء الخلافة الراشدة الأولى ورفع نعمتها من الأمة الإسلامية. فأوجه كلمتي للمصريين بالدرجة الأولى وللعرب قاطبة بالدرجة الثانية حيث كان هنالك بعض من المعتدين من العراق والشام قد اشتركوا أيضا في المؤامرة، فأقول.. حبذا أن يُكفر الأبناء عن أخطاء آبائهم. وها نحن في ظل الخلافة الراشدة الثانية يا ليتهم يكونون أول المتمسكين بها وأول من ينذرون حياتهم ويضحون بكل غال ونفيس للدفاع عنها وخدمتها. لعل تضحيتاهم تكون كفارة عن ما فعله أجدادنا الأوئل من العرب للقضاء على نظام الخلافة الراشدة الأولى. وأدعو الله أن ينالوا هذا الشرف العظيم الذي سيشارك فيه إلى جانب العرب شعوب الأرض قاطبة.
——