نبذة من مواهب الرحمن

لا يدخل في جماعتنا إلا الذي دخل في دين الإسلام، واتّبع كتابَ الله وسُننَ سيدنا خير الأنام، وآمن بالله ورسوله الكريم الرحيم، وبالحشر والنشر والجنة والجحيم. ويعِد ويقرّ بأنه لن يبتغي دينا غير دين الإسلام، ويموت على هذا الدين.. دين الفطرة.. متمسكا بكتاب الله العلام، ويعمل بكل ما ثبت من السنّة والقرآن وإجماع الصحابة الكرام. ومن ترك هذه الثلاثة فقد ترك نفسه في النار، وكان مآله التباب والتبار.

فاعلموا أيها الإخوان أن الإيمان لا يتحقق إلا بالعمل الصالح والاتقاء، فمن ترك العمل متعمدا متكبرا فلا إيمانَ له عند حضرة الكبرياء. فاتقوا الله أيها الإخوان وابدُروا إلى الصالحات، واجتنبوا السيئات قبل الممات. ولا تغرَّنّكم نضرة الدنيا وخُضرتها، وبريق هذه الدار وزينتها. فإنها سراب ومآلها تباب، وحلاوتها مرارة وربحها خسارة. وإن الصاعدين في مراتبها يشابهون دَرِيّةَ الصَّعْدة، والراغبين في شوكتها يضاهئون مجروحَ الشوكة. ومَن تمايَلَ على خيرها فهو يبعد من معادن الخيرات، ومن دخل في سراتها فهو يخرج من الصراط. وإن نورها ظلمات، ونجدتها ظلامات. فلا تميلوا إليها كل الميل، فإنها تُغرق سابحها ولا كالسيل. ولا تقصدوها قصدَ مُشيحٍ فارغٍ من الدين، ولا تجعلوها إلا كخادم في سبل الملة لا كالخَدِين. ولا تطمَعوا كل الطمع في أن تكونوا أغنى الناس رحيبَ الباع خصيب الرِّباع، ولا تنسوا حظّكم من دينكم فلا تُعطَون ذرة من ذلك الشعاع. وإن الدنيا أكلت آباءكم وآباء آبائكم، فكيف تترككم وأزواجكم وأبناءكم؟

ولا تتخذوا أحدًا عدوًّا من حقدِ أنفسكم كالسفهاء، وطهِّروا نفوسكم من الضغن والشحناء. ولا تنكُثوا العهود بعد ميثاقها.

(مواهب الرحمن)

Share via
تابعونا على الفايس بوك