على جبل الزيتون

من نظم الأستاذ موسى أسعد عودة

ألقاها في ذكرى السيرة النبوية العترة في سنة 1410 هـ

على جبل الزيتون والدهر شاخصٌ

تعالت إلى الأجواء في أبعد المدى

.

نداءاتُ عيسى يَستحِثُّ محمدًا

من الأزل المجهول، صوتًا مُرَدَّدا

.

أفاقت ذُرى نجدٍ على رَجْع صوتهِ

فأكرِم به صوتًا وأكرم به صدى

.

ويا بِشرَها أُم القُرى بِمُحمَّدٍ

رسولاً، ونبراسَ المودَّةِ والهدى

.

فَيَسمُو نداءُ الحقّ في الكون عاليًا

وتَفنى قريشٌ في الجِهاد لتخلُدا

.

عَمالِقةٌ في الضرب والطعن والفدا

ملوكٌ وأشرافٌ لدى الجود والندى

.

سَمَت برسول الله طه نفوسهم

فقالوا لدنيا المجد لُبّي محمدا

.

غدا مجدُه في الخافقينِ مخلَّدًا

وقرآنه في الناس قولاً مؤيَّدا

.

غزا جُندُه الأكوان عدلاً ورحمةً

ولم يَثنهم هولُ البلايا أو الردى

.

فدانت لهم أرضُ الحضارات كلّها

وصاروا هداةً في سبيل من اهتدى

.

فقامت بلادُ الشام جنّةُ آدمٍ

تمجّد في تاريخها الفذّ خالدا

.

وبَغدادُ والمأمون والعز والرّحا

ومصرُ التي أضحَت منارًا مخلّدا

.

ونذكُرُ أرضَ القيروان ومجدها

وإشبيليا طيرَ المحيطِ المغرِّدا

.

كذلك قومي علّموا الناس عزةً

ومجدًا وأخلاقًا ودينًا وسؤددا

.

ولكنّها الأيام والدهر غالبٌ

وماكان ثوب العزّ للناس سرمدا

.

ملوك غزا داءُ الشعوبِ بلادهم

فمزَّق أشلاء الكرامَات والنّدى

.

وفي حُلكَةِ الديجور دارت نوائبٌ

وأرغى ظلام الجهل دهرًا وأزبدا

.

فأرسَلَ ربي للأنام مبلِّغًا

ونوّرت الدنيا هدايات أحمدا

.

فإن كان هَمُّ الناس من يتبعونه

فهذا نبيّ العصر مدّوا له يدا

.

ولا تأخُذَنْكم جاهليّة مكّة

فو الله هذا الحقُّ، والحقُّ مقتدى

.

إمامٌ صدوقٌ، عبقريٌّ، مجاهدٌ

قد اتخذّ الأقلامَ سيفًا مهنّدا

.

وحجّته نورٌ وألفاظُهُ تقىً

وطلعَتهُ بدرٌ وأقواله هدى

.

تجلّى بأقصى الأرض نور إمامنا

وجاء لدين الله عبدًا مجددا

Share via
تابعونا على الفايس بوك