ماهية الدعاء
  • ما هو الدعاء؟
  • وما فلسفته؟
  • وكيف يمكن أن يُحدِث أثرا ماديا؟

___

“إن ماهية الدعاء هي أن هناك علاقة تجاذبٍ بين العبد وربه، بمعنى أن رحمانية الله تعالى تجذب العبد إليها أولا ثم يتقرّب الله تعالى إلى العبد نتيجة جذب صادق من العبد. وفي حالة الدعاء تبلغ تلك العلاقة مبلغًا خاصًّا وتُظهر خواصها العجيبة. فحينما يخضع العبد إلى الله تعالى باليقين الكامل والأمل الكامل والحب الكامل والوفاء الكامل والعزيمة الكاملة، بعد ما كان في مواجهة مصيبة شديدة، ويتيقّظ إلى أقصى الحدود ويتقدم في ميادين الفناء ممزِّقا حجب الغفلة فإذ به أمام عتبات الله الذي لا شريك له. عندها تضع روحه رأسها على عتباته – عز وجل – وقوةُ الجذب المودَعة فيه تجذب إليه أفضال الله تعالى. عندها يتوجه الله تعالى إلى إتمام ذلك الأمر ويلقي بتأثير الدعاء على تلك الأسباب التي تؤدي إلى خلق أسباب ضرورية أخرى لنيل ذلك المطلوب. فمثلًا إذا دعا لنزول المطر نشأت بتأثير الدعاء أسباب طبيعية ضرورية لنزول المطر. وإذا كان الدعاء على قوم لحلول القحط بهم خلق الله القادر على كل شيء أسبابًا معادية لذلك القوم. لذا فقد ثبت عند أهل الكشف والكمال من خلال تجارب عظيمة أن قوة التكوين تُخلَق في دعاء الإنسان الكامل، أيْ إن دعاءه يتصرف في العالم العلوي والعالم السفلي بإذنه تعالى. ويجذب العناصر والأجرام الفلكية وقلوب الناس إلى جانبٍ يؤيد المطلوب. ولا تقل أمثلته في كتب الله تعالى المقدسة. بل الحق أن حقيقة بعض أنواع الإعجاز ليست إلا استجابة الدعاء في الحقيقة. (كتاب بركات الدعاء)

Share via
تابعونا على الفايس بوك